أحمد بن راشد الكندي

"نقلة جديدة، وتحديات بلا توقف".. جملة تقريرية مهمة إذا كُنت تبحث عن التطور ورفع سقف الأداء في العمل في زمن تكثُر فيه المنافسة والخيارات والتحديات.. تحديات صعبة تواجه الكثير، ولكن يظل الصمود والثبات والإصرار للتغلُّب على مثل هذه التحديات هو الهدف وهو الأصل لتكملة الحياة.

فالحياة مستمرة؛ سواء ضحكت أم بكيت، فلا تُحمِّل نفسك همومًا لن تستفيد منها، وابتسم وسارع نحو التميُّز والتقدم.

هذه الحياة تحتاج للقوة وللصمود، فبحر التحديات كبير وثمرته جميلة ومجدية، فلا تحدث نفسك يومًا بأنك ستفشل، فإنَّ عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكل هزلي، بل يشرع فورًا في تحقيقه؛ فكن إيجابيًّا لا سلبيًّا.

وأنت حتماً تحتاج أنْ تعرف كيف يمكنك أن تُحسِّن أداءك الفعلي والعملي، فخلق بيئة عمل إنتاجية ليس بالأمر السهل؛ لذلك فإنَّ عينك الناقدة الفاحصة لنفسك ولعملك مهمة جدًّا.

وهناك علاقة حميمية بيننا وبين ما ننجزه؛ سواء كان مهمة عمل روتينية كتخليص معاملات يومية أو مخططا لمشروع، أو حتى عمل فني، أو نص أدبي، أو إدارة فريق عمل، أو حتى واجب يجب أن تقدمه لأستاذك، أو تقريراً إلى رئيسك في العمل... وغير ذلك من الأعمال التي تقوم بها، هذه العلاقة تحكمها الجهود الفكرية والجسدية التي نقوم بها لإنجاز هذه المهمة، والتي قد تشكل قيداً يمنعنا من النظر لنتائج هذا العمل دون انحياز للوقت والمجهود الذي قدمناه؛ لذلك فإننا نحتاج لوقت كي نتحرَّر من هذه القيود ونقيّم العمل بعيداً عن ارتباطنا به، والتقييم هنا مهم؛ لأنك فعلا تحتاج لأن تعرف نقاط قوتك لتبني عليها مخططاتك القادمة، ونقاط ضعفك حتى تعمل على تعديلها وتقويتها.

لذلك؛ يجب أن تكون ناقداً جيداً لعملك ومقيِّماً حياديًّا له، وتحتاج أن تخرج من عباءة المشارك أو المنفذ لفكرة ما أو عمل ما هذا الذي يعرف أدق تفاصيلها وتنسلخ منها لتنظر لها بحيادية وتعرف نقاط الضعف ونقاط القوة، وكذلك السلبيات والإيجابيات فكل عمل من الممكن أن يُنجز بطريقة أفضل، وإن كان هذا لا يعني أن ما وصلت له حتى الآن ليس بجيد؛ فمن ضمن تطويرك لذاتك عليك العمل على تنمية مهارة الحس النقدي؛ فالحس النقدي هنا لا يعني أن تكون متذمراً مُتصيداً للأخطاء كما يتصور البعض لا، بل هو محاولة للنظر بطريقة عميقة وتحليلية لكل ما هو معروض أمامك؛ بحيث تفهمه وتقيِّمه حسب معايير مُعينة، لكن كيف تصل للتوازن في تقييمك بحيث لا تكون منحازاً لنرجسيتك، معتقداً أنك أفضل الجميع، ولا منكسراً تحت الإحساس أنك لا ترقى لمستوى الآخرين؛ لذلك كُن إيجابيًّا مهمًّا ضربت بك الحياة وتمسك بالدافع القوي الذي يُحلّق بك نحو سماء التطور والرقي بذاتك.

ولا شك أنَّ هناك العديد من الإيجابيات والسلبيات في حياتنا، والإنسان الجيِّد هو الذي يتمسك بالجوانب الإيجابية، ويستفيد منها بأفضل طريقة ممكنة، وكذلك يفيد بها مجتمعه وذاته، فيكون له دور بارز في التأثير الإيجابي لجوانب الحياة في مجتمعه وذاته.

حدد أهدافك، ضع خططك، حسّن مهاراتك وكفاءاتك المهنية، عزز التواصل الفعال، طور مهارات التعامل مع الآخرين، ولا تنسى الاهتمام بالصحة العقلية والجسدية والروحية.. هذه بعض من بحر النصائح المفيدة لتطوير الذات والقدرات المهنية لرفع سقف الأداء الوظيفي.

إنَّ التطوُّر ورفع سقف الأداء في العمل أصبح ضرورة لا بد منها وضرورة ملحة؛ حيث التحديثات تحيط بنا من كل صوب؛ لذلك لابد أن نكون أفضل الخيارات لأصحاب العمل رغم وزيادة حدة المنافسة، وعلينا التمسك بالصمود والإصرار والثبات حتى نحقق ما نتمنى.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مديرة الثقافة في معهد ثربانتس: “المغرب هو أفضل محفّز لنا لتوسيع عملنا المشترك في إفريقيا”

زنقة 20. الرباط

تعتزم إسبانيا تنفيذ برنامج ثقافي واسع النطاق في المغرب خلال عام 2025، يشمل أكثر من 600 فعالية ونشاط ثقافي.

جاء هذا الإعلان على لسان راكيل كالييا  Raquel Caleya  ، مديرة الثقافة في معهد ثربانتس، خلال تقديم البرنامج السنوي اليوم الخميس في مقر السفارة الإسبانية بالرباط.

وأوضحت كالييا أن “العام الثقافي في المغرب يتضمن أكثر من 600 فعالية ونشاط”، مشيدةً بمبادرة السفير إنريكي أُوخيدا في تقديم هذه “الإعلان عن النوايا، ليس فقط لتعزيز العمل، بل لتوسيعه وتحسينه“.

وأكدت أن التبادل الثقافي بين إسبانيا والمغرب يمثل فرصة لتعزيز الإثراء المتبادل، مبرزة أهمية الإرث المشترك للبحر الأبيض المتوسط.

وقالت في هذا الصدد: “الثقافة الناطقة بالإسبانية، مثلها مثل الثقافات التي تحملها اللغات الكبرى كالإسبانية والعربية، تملك إمكانيات واسعة للإثراء المتبادل“.

وأشارت إلى أن المغرب يشكل “أفضل محفّز لتوسيع عملنا المشترك في إفريقيا”، كونه بوابة للانفتاح على مختلف اللغات والثقافات في القارة.

في هذا السياق، أعلنت عن إطلاق سلسلة “شيء من إفريقيا“ (Algo en Áfica)، وهو فضاء مخصص لتبادل الأفكار بين الكتّاب والمفكرين الأفارقةوالمغاربة والإسبان.

وشددت كالييا على أن الهدف الأساسي للحضور الثقافي الإسباني في المغرب هو “خلق فضاءات للثقافة، للحوار، وللتبادل”، مؤكدةً على التعاون الوثيق مع المؤسسات المغربية في تنظيم فعاليات كـمهرجان فاس للموسيقى الروحية، مهرجان فن الفيديو في الدار البيضاء، المهرجان الدولي للذاكرة المشتركة، والمهرجان الدولي للرقص المعاصر في مراكش.

كما سيستمر العمل المشترك في تنظيم أيام التراث بالتعاون مع وزارة الثقافة المغربية.

وأكدت أن تشجيع الترجمة وتعزيز الحضور في قطاع النشر يشكلان عنصرين أساسيين في عملية تبادل المعرفة، قائلةً: “لهذا السبب، نواصل التعاون مع جميع معارض الكتاب وسنعمل على تكثيف جهود الترجمة ونشر الأدب الإسباني في المغرب“.

كما أشارت إلى مشاريع مثل المؤتمر العالمي للفلامنكو، الأسبوع الثربانتيني، والمهرجان الجديد للشعر المتوسطي في طنجة، باعتبارها أمثلة على التعاون المستمر بين السفارة الإسبانية والمشهد الثقافي المغربي.

من جهة أخرى، سلطت الضوء على دور المرأة في الإبداع الثقافي، مشيرةً إلى إطلاق سلسلة من المؤتمرات وورش العمل والدراسات التي تتناول مسألة عدم المساواة في اللغة والتواصل، بعيدًا عن الجدل حول اللغة الشاملة.

وبمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، سيتم تعزيز استخدام الإسبانية كلغة لنشر المعرفة العلمية.

كما أعلنت كالييا عن إطلاق برنامج حول الطب الحيوي والتكنولوجيا الحيوية في تطوان، بالإضافة إلى دعم مشاريع في مجالي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع المركز الدولي للذكاء الاصطناعي في المغرب.

وأوضحت أن توسيع نطاق الوصول إلى الثقافة يعد أحد الأولويات الأساسية، حيث سيتم العمل على استكمال مشاريع مثل “ارقص إسبانيا ” و“مدارس الحاضر” في الدار البيضاء، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأجيال حول الذاكرة والتحديات الاجتماعية.

وأشارت أيضًا إلى أهمية الاستدامة والبيئة، مؤكدةً أن البرنامج يتضمن معرضًا حول أهداف التنمية المستدامة لعام 2050.

وفي الختام، أعلنت كالييا عن توسيع نطاق سلسلة “منابر الإسبانيةالمغربية“ على المستوى الوطني، معربةً عن امتنانها لحضور سفراء الدول أمريكا اللاتينية، ومؤكدةً أهمية التعاون في نشر الثقافة الناطقة بالإسبانية. كما أشارت إلى مشاركة إسبانيا في معرض الكتاب في غواتيمالا، مع احتمال زيارة الكاتب سيرخيو راميريز إلى المغرب، واصفةً إياه بأنه “أحد الرموز الأدبية الناطقة بالإسبانية“.

معهد سيرفانتيس

مقالات مشابهة

  • “الخدمات الطبية بالداخلية” تختتم ملتقى “ننجز لنتميز” في الرياض
  • الهادي يتفقد الأداء الإداري والخدمي في مديرية صعفان بصنعاء
  • إغراءات الخليج تُغير مسار وطموحات النجوم العرب في أوروبا
  • مديرة الثقافة في معهد ثربانتس: “المغرب هو أفضل محفّز لنا لتوسيع عملنا المشترك في إفريقيا”
  • نتائج تصدم توقعاتك.. أيهما أفضل لصحتك العمل من المنزل أم المكتب؟
  • لأول مرة.. اعتماد مقياس الأداء الوظيفي الخماسي في تقييم المعلمين
  • تاريخ جديد في رواتب القطاع الخاص: السعودية ترفع الحد الأدنى لأجور السعوديين والسعوديات
  • محافظ السويس :ضرورة تفعيل آليات الرقابة والتقييم لضمان تحقيق أفضل أداء
  • وكيل التعليم بالغربية يكرم مدير وأعضاء إدارة المتابعة وتقويم الأداء لكفاءتهم وظيفيا.. صور
  • قرارات ثورية جديدة في سوريا ... منها حل البرلمان والجيش والأجهزة الأمنية وإلغاء العمل بدستور2012