جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-05@09:15:18 GMT

قراءة نقدية لحال العرب اليوم

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

قراءة نقدية لحال العرب اليوم

 

 

بدر بن علي الهادي

في عصرنا الحالي، تُواجه المجتمعات العربية المُسلمة تحديات عديدة، وتُعزى هذه التحديات غالبًا إلى عوامل خارجية أو إلى أعداء العرب والإسلام، لكن الحقيقة المؤلمة هي أن العديد من هذه المشاكل تنبع من داخلنا، من داخل قلوبنا وعقولنا وسلوكنا. وفي هذا المقال، سأتناول الجوانب المختلفة لهذه القضية، محاولًا تسليط الضوء على الأسباب الحقيقية وراء تدهور حال الأمة العربية الإسلامية.

حياة ملؤها الهروب من الحقيقة

نعيش اليوم حياة مليئة بالجُبْن والخوف، خوف من المُستقبل، من الفشل، ومن فقدان ما نملكه، هذه المخاوف جعلتنا نبيع الحياة الخالدة من أجل حياة فانية رغم تحذيرات الله لنا، نعم لقد نسينا أنَّ الحياة الدنيا ليست سوى ممر للحياة الآخرة، وأن التمسك بهذه الدنيا على حساب الآخرة هو خسران مبين.

حب الدنيا ونسيان حب الله

لقد أحببنا حياتنا الحالية، بكل مساوئها، وتركنا حب الله، ركضنا خلف الشهوات والماديات، ونسينا أن السعادة الحقيقية تكمن في القرب من الله واتباع أوامره، أصبحنا نرغب فيما عند الناس من مال وجاه، ونسينا ما عند الله من نعيم لا يزول.

الإسلام الحقيقي والشكلي

نعيش اليوم إسلامًا غير حقيقي، إسلامًا شكليًّا يفتقر إلى الروح والمضمون، نؤدي العبادات بشكل روتيني، دون أن يكون لها أثر حقيقي في حياتنا وأخلاقنا، حتى إنَّ أغلب علماء الإسلام إن صح التعبير، والذين من المفترض أن يكونوا قدوة لنا في الزهد والتقوى، أصبحوا ينافسون الإنسان العادي في التجارة والصناعة وجمع المال والتباهي بترف الحياة.

محاسبة النفس

قبل أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وهو من صميم عقيدة الإسلام، يجب أن نتحسس أنفسنا، هل نحن قدوة للآخرين؟ هل نلتزم بما أراده الله لنا وكلفنا به؟ يجب أن نكون نحن أول من يلتزم بأوامر الله وينتهي عن نواهيه قبل أن ندعو الآخرين لذلك.

النفاق والخيانة

أصبحتْ المجتمعات العربية اليوم تعج بالنفاق والخيانة، نرى الناس يظهرون ما لا يبطنون، يكذبون ويخدعون بعضهم البعض، وهذه السلوكيات عمّت المجتمعات؛ حيث أصبح الناس يتبعون نفس الأساليب من النفاق والكذب والخداع.

غياب الرؤية الإستراتيجية

إنَّ غياب الرؤية الإستراتيجية الشاملة عند أغلب القيادات السياسية في العالم العربي، أسهم في ضعف الدول أمام التدخلات الخارجية؛ حيث إنَّ وجود القادات التي تهتم برفاهية شعوبهم واستغلال الموارد بشكل مستدام يمكن أن يساعدوا في تقليل الاعتماد على القوى الخارجية وتعزيز السيادة الوطنية، إن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي يتطلب قيادة رشيدة تهتم بمصلحة الشعب وبناء مؤسسات قوية قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية لا بقيادات تدمر الأوطان نتفني الإنسان لأجل كراسي السياسة مثل ما يحصل في الوقت الحالي في أغلب البلدان العربية.

لذا؛ فإنَّ التحديات التي تواجه المجتمعات العربية المسلمة اليوم هي في الأساس نتيجة لتقصيرها في الالتزام بتعاليم الإسلام، مُسترجعاً قول الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام"؛ حيث يشير رضي الله عنه إلى أن العرب لم يكن لديهم قومية تجمعهم قبل الإسلام، وأن الإسلام هو الذي وحّدهم وأعطاهم قوة وهيبة، حيث إنهم قبل الإسلام كانوا قبائل متفرقة تعيش في حالة من الانقسامات والصراعات كحالها اليوم تماما "حياة البؤس والحرمان"، وجاء الإسلام ليجمعهم تحت راية واحدة ويعزز مكانتهم.

إنَّ رؤية سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كانت صحيحة وتصلح لكل زمان؛ حيث كان يقصد أن عزة العرب وقوتهم جاءت من الإسلام وليس من الانتماءات القبلية أو العرقية؛ فالإسلام كان العامل الأساسي في توحيدهم وقوتهم وبناء حضارة عظيمة تمتد تأثيراتها حتى يومنا هذا.

لذا؛ نحن بحاجة إلى إعادة النظر في أنفسنا، في قيمنا وسلوكياتنا، والعودة إلى الطريق المستقيم ولا طريق سوى الإسلام الحقيقي لا النفاق الذي نعيشه. علينا أن نكون قدوة حسنة للآخرين، وأن نلتزم بما أمرنا الله به حتى نتمكن من بناء مجتمعات قوية ومستقرة ونعود لملك الله حتى تحترمنا الأمم الأخرى.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أفضل أدعية لقضاء الحاجة وتحقيق الأمنيات في الإسلام

يعد الدعاء من أقوى وسائل التواصل مع الله، حيث يلجأ المسلمون إلى الأدعية في لحظات الأمل والحاجة، وذلك لتحقيق الأمنيات وتيسير الأمور. 

وقد وردت العديد من الأدعية النبوية التي يمكن للمسلم الدعاء بها بصدق وإخلاص في سبيل قضاء حاجاته.

أدعية نبوية لقضاء الحاجةعن الصحابي الجليل أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ألا أُعلمُك دعاءً تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحدٍ دينًا لأدَّاه الله عنك؟ قُلْ: اللهم مالك الملك تُؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء...".عن الصحابي الجليل عبدالله بن عباس، رضي الله عنه، قال: "كلماتُ الفرجِ: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم...".أدعية قضاء الحاجة من السنة النبوية

دعاء التيسير والفرج:

اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم.لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.دعاء للراحة والطمأنينةاللهم الراحة، اللهم الاطمئنان، اللهم راحة البال، اللهم الرضا، اللهم الأمان، اللهم السعادة.اللهم يا فاطر السماوات والأرض ويا عالم الغيب والشهادة، أسألك أن تشرح صدري وتغفر ذنبي.دعاء اللهم فرج همياللهم ألهمنا في أمرنا الصواب، ويسر لنا في كل مسألة جواب، يا فارج الغم اجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا.دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".دعاء التوفيق والرزقيا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد.اللهم إني أسألك بعزك الذي لا يُرام، وملكك الذي لا يُضام.دعاء لتفريج الهمومسبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.يا مفرج فرج، فرج عني همي وغمي فرجًا عاجلًا غير آجل برحمتك يا أرحم الراحمين.خلاصة الدعاء

الدعاء هو وسيلة المسلم لتحقيق الأمنيات، التيسير في الأمور، وتفريج الهموم. إن المواظبة على الدعاء مع اليقين بقدرة الله واستجابة الدعاء، تجعل المسلم في حالة من الراحة النفسية والطمأنينة، ويبقى دائمًا في رحمة الله تعالى.

مقالات مشابهة

  • محمود محمد طه بين التجديد والاتهام- قراءة موضوعية في الجدل الفكري السوداني
  • عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى: ترك ما لا يعنيك فضيلة حث عليها الإسلام
  • الصحبة في الإسلام.. شروط ومواصفات الصاحب الصالح
  • الوثيقة التاريخية لشهداء المقاومة عظماء الأمة إلى شبابها ومستقبلها
  • هل يصح القول: الأديان السماوية؟
  • أفضل أدعية لقضاء الحاجة وتحقيق الأمنيات في الإسلام
  • التوفيقية في المشروع المحمدي والسرديات النمطية عن الإسلام.. قراءة في كتاب
  • تشييع نصر الله وصفي الدين في مدينة كميل شمعون الرياضية
  • مركز الأزهر: المُعلم المُخلص يدعو ويستغفر له أهل الأرض والسماء
  • حكم قول بلى بعد قراءة أليس الله بأحكم الحاكمين.. الإفتاء ترد