السومرية تنشر القرارات الكاملة لجلسة مجلس الوزراء
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
مجلس الوزراء يعقد جلسته الثامنة والعشرين برئاسة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني
••••••••••
ترأس رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، الجلسة الاعتيادية الثامنة والعشرين لمجلس الوزراء، جرت فيها مناقشة الأوضاع العامة للبلد، ومتابعة الملفات الاقتصادية والتنموية، وما يتعلق منها بتنفيذ البرنامج الحكومي، والتداول في الفقرات المدرجة على جدول الأعمال واتخاذ القرارات اللازمة الخاصة بها.
وأشار السيد رئيس مجلس الوزراء، في مستهلّ الجلسة، إلى ضرورة تكثيف الجهد الخدمي المقدّم من قبل جميع الدوائر الخدمية ذات التماس المباشر مع المواطنين، خاصة مع اشتداد فصل الصيف، وضرورة أن تواصل وزارة الكهرباء اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان توزيع الطاقة الكهربائية، وسرعة معالجة العوارض وتوقفات الشبكة، بكفاءة وحرص على تلبية مناشدات المواطنين.
كما تطرّق سيادته إلى قرب حلول العاشر من محرّم الحرام، وذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وصحبه المنتجبين (عليهم السلام)، وانطلاق شعائر إحياء هذه المناسبة الخالدة في وجدان العراقيين وجميع المسلمين، وما تحتّمه من استعداد أمني وحكومي وخدمي من جميع المؤسسات والتشكيلات الخدمية والصحّية والبلدية والقطاعية، وضرورة تهيئة وتقديم كلّ العون التنظيمي والمادي، من أجل عكس صورة مُشرقة تحمل تراث وقيم أهل بيت النبوة، ومعاني الرسالة المحمدية السمحاء.
وتابع المجلس النظر في الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، حيث اطلع على جداول البيانات المالية لحساب الدولة لغاية شهر نيسان/ 2024، استنادًا إلى أحكام قانون الإدارة المالية الاتحادية (6 لسنة 2019) المعدّل.
وفي مجال الإصلاح الإداري وتقييم عمل مؤسسات الدولة ومتابعة نسب الإنجاز للمستهدفات وفق البرنامج الحكومي، أقرّ مجلس الوزراء توصيات اللجنة العليا المؤلفة بموجب قرار المجلس (24364 لسنة 2024)، بشأن حسم موضوع الأوزان للمشروعات والأنشطة، والمحددات المُعتمدة في الدليل القياسي لوزارة التخطيط بما يوضح الأهمية النسبية للوزارات وستراتيجيتها، بحسب الآتي:
1- إدراج تقرير وزارة التخطيط الخاص بالمشروعات المدرجة ضمن جداول الموازنة الاستثمارية والمتضمن (المحور الفني، المحور المالي المحور التعاقدي )، وكما مبيّن في البرنامج الحكومي.
2- اعتماد المصفوفة الأولية المتعلقة باحتساب مقدار الإنجاز، مع الأخذ بعين الاهتمام إجراء المراجعات الضرورية لإعداد الآلية النهائية التي تستوعب أي تعديلات معتمدة على الإجراءات التنفيذية في البرنامج الحكومي، تماشياً مع مبادئ المنهاج التي نصّت: (الحرص على الالتزام ببنود المنهاج الوزاري وبرنامجه الحكومي، لا بدّ من إخضاعهما لمراجعة سنوية أو كل ما اقتضت المستجدات، لتصحيح المسارات حين حصول انحرافات فيها، أو توسيعها إذا سنحت فرص النجاح للمضي قدماً، ويتطلب ذلك صياغة برنامج دقيق لمتابعة وتقويم المنهاج)، على أن تعتمد هذه الآلية في التقرير نصف السنوي الرابع.
3- إعداد دليل قياسي محدّث للمشروعات والأنشطة، مستنبط من نماذج عالمية رصينة، ويتم تطويعه على وفق طبيعة المؤسسات العراقية من فريق مختص يتضمن عضوية كل من: وزارة التخطيط/ فريق البرنامج الحكومي، الأمانة العامة لمجلس الوزراء، على أن يتم تدريب الجهات الخاضعة للتقويم على هذا الدليل، واعتماد أنظمة وبرامجيات لغرض تجميع البيانات واستخراج النتائج الإلكترونية، وذلك لتحقيق الدقة والعدالة في القياس.
وفي إطار متابعة مجلس الوزراء لمشاريع الطاقة، شهدت الجلسة إقرار توصية المجلس الوزاري للطاقة (24046 ط) لسنة 2024، المتضمنة زيادة كلفة العقد BOC-1540 (EPCM) المبرم مع شركة KBR، بشأن إنتاج وتطوير حقل مجنون، شركة نفط البصرة.
وضمن متابعة المجلس للقطاع الصناعي والصناعة الدوائية، شهدت الجلسة الموافقة على تعديل قرار مجلس الوزراء (24371 لسنة 2024)، ليتضمن استثناء المصانع الوطنية التي لديها مشروعات لنقل التكنولوجيا والمعرفة داخل العراق، بالشراكة مع شركات رصينة لتصنيع الأدوية المهمة مثل الأدوية السرطانية وأدوية أمراض الدم والأدوية المناعية والهرمونات، من أحكام الفقرة (1) من قرار مجلس الوزراء (23151 لسنة 2023) المتعلقة بتصنيف مصانع الأدوية وضوابط إحالة عقود وزارة الصحة إليها، على أن تضع وزارة الصحة قائمة بالأدوية المشمولة.
واستمراراً للنهج الحكومي في مواصلة عملية تقييم المسؤولين والمديرين العامين، وفق معايير الكفاءة والأداء وحسن التنفيذ للمهام، وافق مجلس الوزراء على التوصية المرفوعة من لجنة التقييم، التي قدمها السيد مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء، وقد أوصت بإعفاء وتدوير (7) من المديرين العامين في وزارات وتشكيلات مختلفة.
وأقر المجلس توصية المجلس الوزاري للاقتصاد (24195 ق) المتضمنة الموافقة على دفع فقط (1) مليون دولار لمرّة واحدة في نافذة الصندوق الخاص بالأعضاء الأقل نموًا (SFW)، التي أنشأها البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية، على أن يتم تخصيص المبلغ في تقديرات موازنة الصندوق العراقي للتنمية الخارجية لعام 2025.
وعلى صعيد متابعة مجلس الوزراء للمشاريع المتلكئة، ومشاريع البنى التحتية، وباقي المشاريع الخدمية قيد التنفيذ، أقرّ المجلس ما يأتي:
1- تعديل اسم مكوّن (تكملة بناية المركز الثقافي/ جامعة الأنبار) إلى (هدم وإعادة بناء بناية المركز الثقافي في الأنبار)، ضمن مشروع الأعمال التكميلية للجامعة، وزيادة مبلغ الاحتياط والكلفة الكلية.
2- زيادة مبلغ الإشراف والمراقبة لمكوّن مشروعات إنشاء مقرات مؤسسة السجناء السياسيين في محافظات؛ البصرة، ميسان، بابل، النجف الأشرف، الديوانية، كركوك، ديالى، وقضاء تلعفر.
3- زيادة مقدار الاحتياط لمقاولة (الأعمال التكميلية لمشروع (إنشاء بناية مقر مديرية مرور البصرة)، المثبتة في ضمن مكونات مشروع (إنشاء بناية مقر مديرية مرور البصرة)، وتخفيض الكلفة الكلية للمشروع.
4- زيادة الكلفة الكلية لمشروع (إنشاء مستشفى 200 سرير في قضاء الرميثة/ محافظة المثنى (البنى التحتية)، وتغيير اسمه ليشتمل على تدقيق التصاميم وجداول الكميات والمواصفات الفنية وإجراء فحوصات التربة والتنفيذ للمشروع.
5- زيادة مقدار الاحتياط والكلفة الكلية لمقاولة (عجلات الإطفاء والإنقاذ للأبنية العالية نوع سلّم برنتو لا يقل عن (52-54)م، شاصي مارسيدس/ عدد 5)، وزيادة الكلفة الكلية لمشروع ( تعزيز قدرات قطعات وزارة الداخلية).
6- زيادة الكلف الكلية لمشروعات محافظة الديوانية، المتبقية من عام 2016، وحسب ما مبين في كتاب وزارة التخطيط المعني.
ومن أجل الإسهام في ترصين قواعد السلم الأهلي والاجتماعي؛ قرر مجلس الوزراء الموافقة على مقترح (قانون حماية المُسعف والمُنقذ التطوّعي)، شرط مراعاة إرسال المقترح إلى مجلس الدولة لتدقيقه أصولياً، والأخذ بملحوظات الدائرة القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
•••••
المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء
9- تموز- 2024
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: رئیس مجلس الوزراء البرنامج الحکومی وزارة التخطیط على أن
إقرأ أيضاً:
وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلين
روسيا – نشرت وزارة الدفاع الروسية وثائق أرشيفية رفعت عنها السرية تتعلق بعملية الهجوم الاستراتيجي والبطولي الذي شنته القوات السوفيتية على عاصمة ألمانيا النازية قبل 80 عاما.
في مشروع الوسائط المتعددة الجديد “الهجوم الأخير قبل النصر” على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية، تم نشر توجيهات وأوامر مقر القيادة العليا، والتقارير العملياتية، وملخصات المعلومات، والبرقيات المشفرة، وسجلات القتال، والصور التاريخية، والرسوم البيانية والخطط المعدة لعملية الهجوم الاستراتيجي في برلين وغيرها من الوثائق التي لم يتم تقديمها من قبل لعامة الناس.
وقد استسلمت برلين للقوات السوفيتية في الثاني من مايو 1945، خلال قتال عنيف، وسجل هذا اليوم في التاريخ باعتباره رمزا لانهيار الرايخ الثالث، وبلغت العملية ذروتها برفع راية النصر فوق مبنى الرايخستاغ.
لم يحرم سقوط برلين النازيين من مركزهم السياسي فحسب، بل سرّع أيضا من استسلام ألمانيا، وظلت راية النصر فوق الرايخستاغ حاضرة في ذاكرة البشرية كصورة مرئية لنهاية أكثر الحروب دموية في التاريخ. وقد أبرزت هذه الحادثة الدور الحاسم للاتحاد السوفيتي في هزيمة النازية، وفقا لوزارة الدفاع الروسية.
وبفضل الشجاعة والبسالة التي أظهروها في أثناء اقتحامهم لبرلين، حصل مئات المشاركين في المعركة على لقب بطل الاتحاد السوفييتي – أعلى وسام وجائزة للدولة، مما يؤكد الطبيعة الاستثنائية لهذا الإنجاز، وكان من بينهم ليس فقط المحاربان ميخائيل ييغوروف وميليتون كانتاريا، اللذان رفعا راية النصر فوق الرايخستاغ، بل أيضا العشرات من القادة والمهندسين والمدفعيين والمشاة، الذين قررت أفعالهم نتيجة المعركة.
* الطريق إلى النصر
كانت عملية الهجوم الاستراتيجي في برلين، التي بدأت في 16 أبريل 1945، واحدة من أكبر الحملات وأكثرها تعقيدا في الحرب الوطنية العظمى. لقد تطلب الأمر قدرا هائلا من الجهد والمهارة التكتيكية والتضحيات المذهلة، وخلال العملية، خططت القيادة السوفيتية لهزيمة القوات الرئيسية لمجموعات الجيوش الألمانية فيستولا والمركز، والاستيلاء على عاصمة الرايخ الثالث، والوصول إلى نهر إلبه.
تضمنت خطة عملية برلين شن هجوم متزامن من قبل قوات الجبهتين البيلاروسية الأولى والأوكرانية الأولى في صباح يوم 16 أبريل 1945. وكان من المقرر أن تبدأ الجبهة البيلاروسية الثانية، بالتزامن مع إعادة تجميع قواتها الرئيسية القادمة، هجوما في 20 أبريل.
أنشأ الفيرماخت منطقة برلين الدفاعية، التي تتألف من ثلاثة محيطات دفاعية: المحيط الخارجي، والمحيط الداخلي، والمدينة نفسها.
وفي صباح يوم 16 أبريل، وقبل ساعتين من الفجر، بدأت الاستعدادات المدفعية في منطقة الجبهة البيلاروسية الأولى، وأطلقت تسعة آلاف مدفع وقذيفة هاون، بالإضافة إلى أكثر من 1.5 ألف نظام صاروخي من طراز BM-13 وBM-31، النار على خط الدفاع الأول الألماني في منطقة الاختراق التي يبلغ طولها 27 كيلومترا لمدة 25 دقيقة.
ومع بدء الهجوم، تم نقل نيران المدفعية إلى عمق الدفاع، وتم تشغيل حوالي 150 من الأضواء الكاشفة في مناطق الاختراق، وحجب الضوء رؤية العدو، وفي الوقت نفسه أضاء الطريق للوحدات المتقدمة.
ونصبت الأضواء الكاشفة على بعد 150-200 متر بعضها من بعض على طول خطوط قواتنا الأمامية، وعلى بعد 400-600 متر من خط المواجهة في الاتجاهات الرئيسية. وفي الساعة 4:30 من يوم 16 أبريل 1945، أطلقت المدفعية وابلا من النيران على التحصينات الألمانية. وبدأ استعداد مدفعي غير مسبوق للهجوم الحاسم للجبهة البيلاروسية الأولى على مركز العدوان الألماني – برلين. وغطى الدخان والغبار المواقع الألمانية جراء الانفجارات المتواصلة، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الروسية.
في الساعة الخامسة صباحا، امتدت نيران المدفعية إلى عمق دفاعات العدو. في تلك اللحظة، ورد أمر ببدء إنارة خط الدفاع الأمامي، الذي كانت قواتنا المشاة والدبابات تتقدم لاختراقه.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن “الهجوم الليلي حقق فعالية حقيقية بفضل الضوء على خط الدفاع الرئيسي للعدو المقاوم بشدة، وتركت العملية بصمة لا تمحى في تاريخ الفن العسكري للجيش السوفيتي خلال الحرب الوطنية العظمى”.
في 30 أبريل، بدأ الفيلق 79 التابع للجبهة البيلاروسية الأولى القتال من أجل الرايخستاغ. في ليلة الأول من مايو اندلعت معركة شرسة داخل الرايخستاغ. وقد جرت معارك في كل طابق، مع وقوع قتال بالأيدي على السلالم وفي الممرات. قام المقاتلون المهاجمون بتطهير المبنى من الفاشيين، مترا تلو الآخر، وغرفة تلو الأخرى.
بحلول بداية هجوم الجيش الأحمر، كان الألمان قد أقاموا العديد من الحواجز والهياكل الخرسانية في برلين، وقاموا بتركيب حواجز مضادة للدبابات، وعززوا نوافذ المباني السكنية بأكياس الرمل وحولوها إلى ثغرات لإطلاق النار. وطالبت هيئة الدفاع السكان بالمشاركة في المعارك ضد القوات السوفيتية في الشوارع، وفي المنازل.
بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل وحدات قتالية من ممثلي منظمة الشباب “شباب هتلر”، وكان معظمهم من المراهقين، لمحاربة الدبابات السوفيتية. تم نشر الطلاب وأفراد الخدمة من جميع المدارس العسكرية وتم تشكيل ما يقرب من 200 كتيبة من سكان المدينة، وإجراء تعبئة عامة لسكان المدينة الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و65 عاما، فيما بلغ عدد أفراد حامية برلين أكثر من 200 ألف شخص.
وتركزت الوحدات وقوات الأمن الخاصة في المدينة. ومن أجل تعزيز الانضباط، بدأت فرق قوات الأمن الخاصة في القيام بدوريات في أحياء المدينة، وإذا ما عثروا على أي متهربين، أطلقوا النار عليهم دون إجراء الكثير من التحقيقات.
في 20 أبريل، عند الساعة 13:50، كانت المدفعية البعيدة المدى التابعة لفيلق البنادق التاسع والسبعين التابع للجبهة البيلاروسية الأولى هي أول من فتح النار على برلين، إيذانا ببدء الهجوم على عاصمة الرايخ الثالث.
كانت القذائف التي استخدمها رجال المدفعية لقصف برلين تحمل النقوش التالية: “من أجل هتلر!”، “من أجل الفاشيين في برلين!”، “من أجل ستالينغراد، ودونباس، وأوكرانيا، والأيتام والأرامل. من أجل دموع الأمهات!”، “من أجل موسكو ولينينغراد!”.
* راية النصر فوق الرايخستاغ
كان اقتحام الرايخستاغ الحدث الأخير في معركة برلين. وبينما كانت المعارك العنيفة تدور في المبنى المحترق، أقدم زعيم الرايخ الثالث، أدولف هتلر، على الانتحار في مخبئه تحت الأرض.
وأبلغ رئيس الأركان العامة للقوات البرية الألمانية، الجنرال كريبس، القيادة السوفييتية بأن هتلر لم يعد على قيد الحياة، وطلب هدنة بينما تتولى الحكومة الألمانية الجديدة مهامها، وأعلنت القيادة السوفييتية موقفها: الخيار الوحيد هو الاستسلام غير المشروط.
بحلول الساعة 3:00 مساء في الثاني من مايو، توقفت المقاومة الألمانية في برلين بشكل كامل، استسلمت بقايا حامية برلين (135 ألف رجل)، بقيادة قائدها الجنرال هيلموت فايدلينغ، قائد المدفعية. وألقى حوالي 70 ألف جندي من الفيرماخت (الجيش) أسلحتهم. في المجمل، خسر الألمان في عملية برلين ما يصل إلى 380 ألف قتيل من الجنود والضباط، وتم أسر 400 ألف.
* إنقاذ برلين
بعد أسبوعين من القتال العنيف، تحولت برلين إلى أنقاض: حيث أدى ذلك إلى ترك المدينة بدون ماء أو كهرباء أو تدفئة، وتحولت العديد من المباني، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، إلى أكوام من الأنقاض. كان مئات الآلاف من الناس على حافة المجاعة والمرض، ويحتاجون إلى مساعدات عاجلة.
وكان الجنود السوفييت الذين اقتحموا الرايخستاغ بالأمس هم أول من مد يد العون، حيث نظّم جنود الجيش الأحمر نقاطا لتوزيع الخبز، وأعادوا تأهيل عدة مستشفيات للجرحى والمدنيين، وبدأت وحدات الهندسة بإزالة الأنقاض وإصلاح شبكات المياه. وهكذا، تدريجيا، لم يهزم الجيش الأحمر العدو فحسب، بل أصبح مثابة جسر بين الحرب والسلام، كما تشير وزارة الدفاع الروسية.
بعد انتهاء عملية الهجوم على برلين، أصدرت القيادة العليا توجيها بشأن تغيير الموقف تجاه أسرى الحرب الألمان والسكان المدنيين، وتم إبلاغ محتواه وشرحه لجميع أفراد الجيش الأحمر. وقد فرضت على الضباط متطلبات صارمة فيما يتعلق بتثقيف الأفراد ومنع حالات الإجراءات التعسفية ضد الجنود والضباط الألمان الأسرى، فضلا عن السكان المدنيين في ألمانيا.
وفي ذلك الوقت، أنقذ الجيش الأحمر برلين من الموت جوعا، وفقا للإدارة العسكرية الروسية. ومباشرة بعد الاستيلاء على الرايخستاغ، تم إنشاء مطابخ ميدانية إضافية في الشوارع للمواطنين وأسرى الحرب.
وبحسب وثائق نشرتها وزارة الدفاع الروسية، كان كل مواطن من برلين يحصل أسبوعيا على ما يصل إلى ثلاثة كيلوغرامات من الخبز، و500 غرام من اللحوم، و1.5 كيلوغرام من السكر، والقهوة الطبيعية، والخضروات ومنتجات الألبان.
وبفضل جهود الجيش الأحمر، تم إطلاق وسائل النقل العام في برلين بحلول نهاية شهر يونيو. وبدأ المترو بالعمل، وعاد الترام إلى شوارع المدينة، تمت استعادة إمدادات الكهرباء في المدينة بشكل كامل، وإرجاع الكهرباء إلى 33 ألف مبنى سكني و50 محطة صرف صحي ومحطة مياه.
وفي 16 مايو 1945، بدأ البنك المركزي في ممارسة عمله في برلين، الأمر الذي شكل خطوة مهمة في اعادة إحياء الاقتصاد. وفي الوقت نفسه، وبفضل المشاركة الفعالة للجيش الأحمر، انتعشت الحياة الثقافية في المدينة: إذ تم افتتاح المسرح الغربي مع عروض الباليه ومسرح النهضة الذي قدم عروضا كوميدية لعشاق الفن، واستأنفت أوركسترا المدينة الفيلهارمونية أنشطتها الموسيقية، ودعت الجمهور إلى العروض التي تقدمها الأوركسترا السيمفونية.
المصدر: RT