يعد ممر خارش أفيذوق بولاية سدح أحد الممرات التاريخية لقوافل اللبان قديمًا في محافظة ظفار، حيث يربط ميناء سدح ومرباط بمواقع إنتاج اللبان في منطقة حوجر والمناطق الأخرى للإنتاج التي تقع خلف سلسلة جبل سمحان باتجاه الشمال.

ويعتبر هذا الممر من أهم الشواهد على المخاطر التي كانت تكتنف تجارة اللبان، حيث يعكس الممر وعورة الطرق التي كان يسلكها الأجداد قديمًا، وصعوبة قطع تلك الدروب لاستخراج اللبان، المادة العطرية الفريدة والمطلوبة في جميع أسواق الحضارات القديمة.

يقول جمعان بن محمد المشيخي، أحد سكان المنطقة: ممر خارش أفيذوق تعرض لبعض الانهيارات نتيجة الأنواء المناخية خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى إعاقة مرور الناس والماشية، الأمر الذي دفع أهالي المنطقة للاستعانة بفريق سواعد الخير التطوعي لإعادة تأهيل وترميم هذا الممر الحيوي الذي سلكته قديمًا قوافل الجمال المحملة باللبان، ويسلكه الآن هواة الرياضة والكتائب العسكرية أثناء التدريب وبعض سكان المنطقة الذين ينزحون أثناء فترة الخريف إلى المناطق المتأثرة بموسم الخريف على تخوم جبل سمحان من الجهة الغربية، ويعتبر "خارش أفيذوق" هو المنفذ. الوحيد الذي يربط بين المناطق الواقعة تحت سفح جبل سمحان من جهة الشرق والمراعي أثناء موسم الخريف ويختصر المسافة بنسبة 50% تقريبًا.

من جانبه، قال سعيد محمد التاجر الشحري، عضو الفريق التطوعي: "تأسس فريق سواعد الخير عام 2016 ويضم 12 عضوًا، ويعمل الفريق في مجال إعادة وإصلاح وتأهيل طرق المشاة والماشية الرئيسة الصعبة المؤدية إلى أماكن الرعي أو العيون المائية، أو بعض الأماكن السياحية والأثرية التي لا تستطيع المركبات الوصول إليها، وكذلك تعمير العيون المائية والكهوف والأماكن السياحية، وقد امتد عمل هذا الفريق الميداني ليشمل من شمال شرق نيابة حسك شرقًا إلى منفذ صرفيت غربًا".

ويضيف التاجر: "أن عمل هذا الفريق جليل جدًا وجميع أعمالنا موثقة على شكل أفلام قصيرة في قناتنا الخاصة على اليوتيوب والهدف من هذا التوثيق هو غرس حب العمل التطوعي في الناشئة وهذا ما لاحظناه في أعمالنا الميدانية الأخيرة في ترميم ممر خارش أفذوق التاريخي بالتعاون مع أهالي المنطقة حيث أغلب المشاركين من فئة الشباب، وهذا يبعث برسالة واضحة أن هناك أجيالاً قادمة تستطيع حمل لواء العمل. التطوعي لخدمة المجتمع.

وطالب الشحري وزارة التنمية الاجتماعية بمنح الفريق إشهارًا رسميًا وعدم دمجه مع أي فريق خيري آخر لأن عمله شاق جدًا وبعيد عن مجالات الفرق التطوعية الأخرى.

من جانبه قال مؤمن أحمد المسهلي رئيس الفريق: "نفذ الفريق منذ تأسيسه عام 2016 حتى الآن 161 طريقًا ومنفذًا و35 استراحة طبيعية حيث يتم تحسين وترتيب الكهوف أو الصخور الكبيرة لتصبح صالحة لاستراحة الناس خاصة في المناطق التي يَندر فيها أماكن الظل، وكذلك تم تركيب 41 خزان ماء في أماكن مختلفة من محافظة ظفار وقد استهدف الفريق المناطق التي تندر فيها الموارد المائية أو التي يوجد فيها مواقع مياه يصعب الوصول إليها، كما تم أيضًا تنفيذ وإصلاح وصيانة 8 سدود مصغرة في محافظة ظفار.

ويوضح الشيخ سعيد علي سجليل الشنفري: جدول أعمال الفريق مزدحم جدًا وتصلنا مخاطبات ومطالبات من أهالي المحافظة لتنفيذ بعض المشاريع في مناطقهم ويأتي دورهم ربما بعد أشهر نتيجة كثرة أعمال الفريق، وجميع أعمالنا ناجحة وهذا يعود إلى تعاون أهالي المناطق التي نعمل فيها.

ويضيف الشنفري: "معظم أعضاء الفريق من فئة المتقاعدين عن العمل وإمكانياتنا المادية متواضعة جدًا ولا يوجد لدينا دعم من القطاع الخاص بسبب عدم وجود إشهار رسمي للفريق، لذلك نوجه رسالتنا للجهات المختصة ونخص بالذكر وزارة التنمية الاجتماعية لمنحنا إشهارًا رسميًا حتى نكتسب الصفة الرسمية لمخاطبة القطاعات العامة والخاصة لدعم عملنا الخيري".

من جهة أخرى، قال سعيد طميس غواص: "إن المعدات والآلات التي يستخدمها الفريق تتعرض للعطل في كل مشروع تم تنفيذه وهي بحاجة إلى صيانة دورية أو استبدال مستمر، وهذا الأمر مكلف جدًا وعائق يحول دون مواصلة هذا العمل الخيري الجليل ما لم يكن هناك دعم من القطاع الخاص أو تعاون من القطاع العام مع الفريق أسوة بكل الفرق الخيرية الأخرى".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط الجديد: كيف يعيد الغرب تشكيل الإسلام السياسي من السودان إلى إيران؟

 

 حوادث الاغتيالات المتتالية مصحوبة باندلاع الحرب في قطاع غزة والهجوم على الجنوب اللبناني تثير تساؤلات حول موقع السودان من المشهد المستقبلي خاصة مع سيطرة الإسلام السياسي ممثلا في حزب المؤتمر الوطني على مقاليد الأمور في حكومة بورتسودان

التغيير: أمل محمد الحسن

عشرات الصواريخ التي توجهت من إيران لإسرائيل مطلع أكتوبر الجاري أنذرت بتغييرات هائلة في الشرق الأوسط غض النظر عن الرد الإسرائيلي وعن نهاية أو استمرار هذه الحرب.

هذا الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل لم يكن الأول خلال العام الجاري، سبقه هجوم في أبريل بعدد صواريخ أقل نسبيا، وجاء ردا على تنفيذ إسرائيل سلسلة من الاغتيالات لقيادات حزب الله التي تدعمها طهران على رأسها الأمين العام حسن نصر الله. وعلى الرغم من عدم اعتراف إسرائيل بأنهم خلف اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، لكن أصابع الاتهام أشارت إليها دون مواربة!

مصالح إيران في المنطقة

حوادث الاغتيالات المتتالية مصحوبة باندلاع الحرب في قطاع غزة والهجوم على الجنوب اللبناني تثير تساؤلات حول موقع السودان من المشهد المستقبلي خاصة مع سيطرة الإسلام السياسي ممثلا في حزب المؤتمر الوطني على مقاليد الأمور في حكومة بورتسودان.

بكري الجاك: إسلاميو السودان سيغيرون “جلدهم” لأن المجتمع الإقليمي والدولي لن يسمح بقيام سلطة إسلامية في المنطقة

ووفق أستاذ السياسة بالجامعات الأمريكية بكري الجاك، فإن المنطقة باتت مفتوحة على العديد من الاحتمالات والمآلات التي تسيطر عليها طريقة تفاعل العوامل المؤثرة، مشككا في إمكانية سماح المجتمع الإقليمي والدولي بقيام سلطة إسلامية في المنطقة “من المؤكد أن الإسلاميين في السودان سيغيرون جلدهم، وسيتخلون عن أي ارتباط بالإرهاب، وقد بدأوا بالفعل التبرؤ من كتائب البراء وغيرها”.

بكري الجاك: إيران ستوظف علاقتها ببورتسودان فقط خلال صراعاتها في المنطقة وستتخلى عن حكومة البرهان فور انتهاء غرضها

وقال الجاك في مقابلة مع “التغيير” إن إيران ستعمل على توظيف علاقتها ببورتسودان فقط خلال صراعاتها في المنطقة قاطعا بأنها ستتخلى عن حكومة البرهان فور انتهاء غرضها “ليس بوسع طهران تقديم الكثير من المساعدات للسودان”.

شرق أوسطي جديد

هناك استراتيجيات أمريكية لإعادة رسم الشرق الأوسط الجديد تركز على الإسلام السياسي بطوائفه المتعددة وفق الخبير الاستراتيجي محمد إبراهيم كباشي الذي قال إن وجود إيران ضروري كجزء من السيناريو المرسوم، وأن هناك أدوارا ترسم لها لخلق نوع من التماسك في المنطقة.

وقال كباشي إن إيران غير حريصة على استقرار المنطقة، وهي تناور بالمشروع النووي مستخدمة السواتر الأمنية في لبنان وغزة واليمن، مشددا على أن سيناريو الشرق الأوسط الجديد لا مكان فيه للحركات الإسلامية والإسلام السياسي، وعلى أقل تقدير يُتَخَلَّص من قيادات الصف الأول والتوافق على قيادات جديدة متصالحة مع المشروعات الغربية.

وقال الخبير الاستراتيجي في مقابلة مع “التغيير” إن حرب السودان ألقت بظلالها على الإسلام السياسي وحزب المؤتمر الوطني الذي أطلق كل قواته وطاقاته الكاملة في هذه الحرب وأصبح كتابا مفتوحا للعالم الغربي، وأكد أن عدم التدخل لإنهاء الحرب هو مخطط غربي يرغب في حدوث إنهاك كامل لقوة الإسلاميين الصلبة.

وتوقع الخبير الاستراتيجي أن يتم تجميع لبقايا المجموعات الراديكالية للإسلام السياسي، ويُقَايَضُون مشددا على أنه لن يُسْمَح لهم الانفراد بالسلطة “يمكن أن يؤدوا أدوارا في مساحات محدودة في فلك ما يطلبه الغرب”.

خبير استراتيجي: عدم التدخل لإنهاء الحرب السودانية مخطط غربي لإنهاك كامل قوة الإسلاميين الصلبة

وأكد كباشي أن تحالف حكومة البرهان مع إيران ليس مزعجا مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عندما صنف الدول الداعمة لبلاده وضع السودان ضمن المجموعات الحائزة على رضا إسرائيل متسائلا عن وجود خطوط تواصل خفية بين السودان وتل أبيب على خلفية لقاء البرهان ونتنياهو الشهير في عنتبي؟

عدو إيران الحقيقي

“إيران لا تلعب أي دور في الحرب بالسودان وعودة العلاقات الدبلوماسية معها لا تشكل خطرا على أمن إسرائيل” هذه العبارات قالها مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس في مجلس الأمن أبريل من العام الجاري وهو الأمر الذي جعل المحلل السياسي محمد لطيف متأكدا من أن السودان لن يكون طرفا ضمن أي تحالف ضد إسرائيل واصفا علاقاته مع طرفي العداء الشرق أوسطي بـ”اللعب على الحبلين”.

محمد لطيف: حكومة بورتسودان التي تمثل الإسلاميين ستوازن بين علاقتها مع إيران كمصدر للسلاح وعلاقتها مع إسرائيل كنافذة مع الغرب

وقال لطيف إن إيران لا تدخل في معارك مباشرة إلا نادرا، وأنها تحارب إسرائيل بالوكالة مضيفا أن الوجود الإسرائيلي ينصب في مصلحتها المباشرة “إيران لا تريد زوال إسرائيل ولا إضعافها لأنها لا تمثل الخصم الرئيس لها، بل عدائها مع المحيط السني الضخم الذي تتمنى اختفاءه وترياقه الوحيد الذي يجعله في حالة ضعف ودفاع دائم عن النفس هو إسرائيل!”

وقال لطيف في مقابلة مع “التغيير” إن السودان كجزء من الفلك الإيراني لن يسعى للدخول في مواجهات مباشرة مع إسرائيل ومن جهة ثانية يرى طهران مصدرا للسلاح الذي يسعى عبره لخلق توازن مع قوات الدعم السريع، ويحتاج لتل أبيب كمدخل للمجتمع الدولي وأمريكا على وجه الخصوص.

وأكد لطيف أن حكومة بورتسودان التي تمثل الإسلاميين ستظل توازن بين علاقتها مع إيران كمصدر للسلاح وعلاقتها مع إسرائيل كنافذة للعلاقات مع الغرب تدفع في قبولها ودمجها في المجتمع الدولي “لذلك لا أتصور أن حكومة البرهان ستدخل في مواجهة ضد إسرائيل”.

نقل قيادات حماس للسودان

في ظل هذه الأجواء المشحونة في الشرق الأوسط؛ رشحت أنباء عن وجود صفقة سرية ضمن مفاوضات الحل للوضع في غزة، والتي تقودها قطر ومصر، وتدعمها أمريكا تقترح انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، مقابل خروج حماس عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان.

ووفق التقارير الإعلامية، فإن الجيش السوداني وافق على الصفقة وهي فكرة وفق المحلل السياسي محمد لطيف غير مستبعدة لجهة أن دولا عديدة من مصلحتها حسم مسألة حماس بشكل نهائي من خلال إبعادها من جبهة المواجهة مع إسرائيل وأضاف: حال تحققت هذه الصفقة ستكون حكومة البرهان قدمت خدمة جليلة لإسرائيل بإقصائها أشرس خصومها من المواجهة وإبعادها من الملعب.. “إذا صدقت المعلومات المتداولة علاقة البرهان قريبة جدا من إسرائيل والاستجابة لمصالحها”.

من جانبه وصف القيادي في حركة حماس عزت الرشق إبعاد الحركة أو قادتها عن قطاع غزة “وهم” إسرائيلي لن يتحقق مشيرا إلى أن المنطق يقتضي أن يرحل المحتل، ويبقى أهل الأرض وسكانها الأصليون.

وقال الرشق عبر حسابه على منصة تليغرام “لا أعلق عادة على الشائعات السخيفة التي تنشرها بعض وسائل الإعلام”، مضيفا أن “حماس موجودة في فلسطين، تقاتل العدو الذي يحتل فلسطين”.

حماس: إبعاد الحركة عن غزة وهم إسرائيلي لن يتحقق، المنطق يقتضي أن يرحل المحتل، ويبقى أهل الأرض وسكانها الأصليون

ووفق مصدر دبلوماسي فضل حجب اسمه، فإن خيار نقل قادة حماس للسودان سيثير مخاوف عدد من الدول في الإقليم على رأسها السعودية فيما لم يعلق الجيش السوداني ولا إسرائيل على هذه التسريبات.

 

الوسومأمريكا اسرائيل الاسلام السياسي الشرق الأوسط ايران

مقالات مشابهة

  • بحضور يوسف القعيد.. إبراهيم أبو ذكري يعيد تفعيل شعبة المبدعين العرب «صور»
  • الأمن يعيد 10 دراجات نارية مسروقة لأصحابها
  • مجلس الوزراء يعيد تشكيل «اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال»
  • الرصاص يتفقد سير العمل في مشروع إعادة تأهيل و سفلتة الشوارع الداخلية بمدينة البيضاء
  • محمد الليثي: الأهلي يعيد التفاوض مع المهاجم المالي فيلي تراوري رغم رفض كولر
  • قنا| تأهيل 170 شاب وفتاة لسوق العمل ضمن مبادرة "بناء الإنسان"
  • الشرق الأوسط الجديد: كيف يعيد الغرب تشكيل الإسلام السياسي من السودان إلى إيران؟
  • القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا ضربات ضد 15 هدفا في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن
  • الأمن يعيد 9 مركبات مسروقة لأصحابها
  • خبير بالشؤون الإسرائيلية: نتنياهو يعيد خطة 2006 لدخول لبنان في 2024