في لحظات مأساوية سبقت الرحلة الأخيرة لغواصة «تيتان»، التي انفجرت داخل اعماق المحيط الأطلسي -قبل عام- تلقى الرئيس التنفيذي لشركة «أوشن جيت» ستوكتون راش، تحذيراً من صديقه المقرب كارل ستانلي، قائلاً: «ألياف الكربون والتيتانيوم المستخدمة فى بناء الغواصة معرضة للخطر، ويجب الابتعاد عن فكرة الغوص إلى حطام سفينة تيتانيك»، ومع ذلك، اختار «راش» تجاهل التحذير، ما أدى إلى كارثة مأساوية أودت بحياته و4 أشخاص في رحلة مصيرها كان محتوماً منذ البداية.

«بالطبع، كنت أعلم أن هذا سيكون مصير راش»، بهذه الكلمات وصف «ستانلي» لـ«الوطن» ما حدث لصديقه ستوكتون راش: «منذ عام 2018 على الأقل، كان على ستوكتون أن يعرف كيف ستنتهى، واتخذ إجراءات لجعل القصة أكثر إثارة، وأيضاً يبدو كأنه أعد فخاً لأصحاب المليارات».

وقال «ستانلي»، الذى يدير شركة استكشاف أعماق البحار في دولة الهندوراس بأمريكا الجنوبية، عن بداية معرفتهما: «تعرفنا على بعضنا البعض؛ لأن شركة أوشن جيت كانت لديها غواصة أخرى مكونة جزئياً من غواصة تعود للسبعينات، ولكن مع مرور السنوات استخدم راش بعض أجزائها لبناء أحدث الغواصات».

حذر ستوكتون راش عام 2019

عام 2019، حذر «ستانلى» صديقه، الرئيس التنفيذى للشركة، من الغوص على متن «تيتان» فى قاع المحيط بعد إجراء تجربة باستخدام الغواصة، وحينها اكتشف العيوب بها، وتوقع أن مأساة كبرى قاب قوسين أو أدنى من الحدوث: «في عام 2019 قمت بجولة غطس في جزر الباهاما بالغواصة تيتان، وبعد الرحلة أرسلت رسالة إلكترونية إلى راش محذراً إياه من العيوب المحتملة فى الغواصة، فخلال رحلتى سمعت أصواتاً كثيفة تدل على وجود خلل فى الغواصة، ولم تتوقف هذه الأصوات لمدة ساعتين حتى وصلت إلى أعماق 91 متراً تحت سطح البحر، وبدأ القلق وتراجعت إلى سطح المياه على الفور».

قد تستغرق عملية التحقيق من سنتين إلى ثلاث سنوات

وعلى الرغم من عدم توافر نتائج التحقيق حالياً، فإن الجميع سيطلع عليها قريباً، هذا ما أكده «ستانلى» مضيفاً: «قد تستغرق عملية التحقيق من سنتين إلى ثلاث سنوات، تماماً مثلما استغرق الأمر مع خفر السواحل الأمريكية فى حوادث مشابهة».

«تُركت عائلة راش فى صمت ثقيل بعد اختفائه في أعماق المحيط، رفضوا التواصل مع وسائل الإعلام أو أي شخص خارج دائرتهم المقربة، ويندي، زوجة راش، كانت ضابطة بارزة في الشركة، وأصبحت هي التالية في قيادة شركة السفينة الأم بعد وفاة ستوكتون راش»، بحسب حديث «كارل».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تيتان الغواصة تيتان انفجار تيتان أوشن جيت

إقرأ أيضاً:

خير صديق (2).. محمود حامد يكتب: هل أعطينا الكتاب الورقى حقه؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا توجد لدينا إحصائيات جادة وموثقة على أساس علمى توضح نسبة من يقرأون

هل أعطينا الكتاب حقه؟ ووضعناه فى مكانته اللائقة؟ ورددنا له اعتباره؟.. كانت هذه الأسئلة تتداعى بيننا طوال فترة امتدت لأكثر من أسبوعين، حاولنا خلالها تقديم عددين خاصين عن الكتاب وأهميته بمشاركة متميزة من كتيبة "البوابة" وشبابها الرائع.. ذلك أن مياهًا كثيرة جرت فى سلم الأولويات والاهتمامات خاصةً بين قطاع عريض من النشء والشباب الذى ابتعد عن التعامل مع الكتب الورقية إلا فى إطار كتبه المدرسية، وإن كان قد اتجه كثيرون منهم إلى نوع آخر جديد من القراءة عبر استخدام وسائط إلكترونية عديدة على الشبكة العنكبوتية.

ورغم أهمية القراءة الإلكترونية ودورها فى تشكيل وعى الأجيال الجديدة، فإن الكتاب الورقى يظل خير صديق وله رونقه الخاص الذى لا يمكن أن يتأثر بالتطورات المتسارعة.. فى الزمن الماضى، فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين، كانت هناك ضمن الجدول المدرسى حصة للمكتبة، نتوجه خلالها إلى مكتبة المدرسة.. وكنا نتسلم فى المرحلة الثانوية كراسة خاصة بذلك، نفتحها فنجد أعلى كل صفحة من صفحاتها مجموعة سطور علينا استكمالها، وهى عبارة عن: اسم الكتاب، المؤلف، دار النشر، ثم مساحة وافية نكتب فيها ملخص الكتاب.. وأعتقد أن تلك الحصة أسهمت بشكل أساسى فى تنمية عادة القراءة لدى اجيال عديدة وجعلتها فعلًا محببًا إلى نفوسنا فى سن مبكرة واستمرت معنا حتى الآن.. كما ظلت المكتبات العامة التابعة للأحياء والمدن منتشرة فى معظم الأماكن حتى السبعينيات إلى أن بدأت تتلاشى واحدةً بعد الأخرى حتى اختفت تمامًا رغم دورها فى تشكيل وعى شباب المدن والأحياء المختلفة، بينما كان من الممكن تطويرها وفق مستجدات العصر.

وإذا كان الإقبال الرائع على معرض القاهرة الدولى للكتاب مؤشرًا طيبًا للغاية، إلا أن الملاحظ أننا فى مصر لا نملك إحصائيات جادة وموثقة على أساس علمى توضح لنا نسبة من يقرأون وماذا يقرأون، على عكس دول كثيرة تهتم بهذا الأمر وترى فيه علامة على مدى تفتح عقلية مواطنيها وتوسيع مداركهم فى مجالات متعددة.. ومن المؤكد أن جهة ما عليها أن تهتم بالبحث فى كيفية إجراء مثل هذه الاستطلاعات سواء كانت وزارة الثقافة أو مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء أو بالتعاون بينهما وبين الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء مع ملاجظة أن المؤشرات التى أعلنها الجهاز، فى أبريل ٢٠٢٣ لا تفى بالغرض المنشود.. فقد لفت أنظارنا فى الاستطلاع الذى أجراه زميلنا الشاب شادى مشرف مع المواطنين فى الشارع بالعدد الخاص الماضى، أن طالبًا فى المرحلة الثانوية لا يقرأ إلا كتبه المدرسية، وطالبًا جامعيًا لا يقرأ إلا الكتب المنتشرة على الإنترنت.

نعم.. لماذا لا يكون لدينا مثل هذا الاستطلاع؟.. على سبيل المثال، أظهرت دراسة روسية أن ثلاثة أرباع الروس (بالتحديد ٧٦٪ منهم) يفضلون الكتب الورقية. في الوقت نفسه، يقرأ ثلث المستطلعين (٣٤٪) من شاشة جهاز الكومبيوتر أو الهاتف الذكي، و٧٪ آخرين لا يرون الفرق بين التنسيقات الإلكترونية والورقية. وتشعبت الدراسة لرصد مدى انتظام القراءة وعدد الساعات فى الأسبوع ونوعية الكتب وما إلى ذلك.

وأشارت دراسة فرنسية إلى أن ٨٩٪ من الفرنسيين يقرأون ولو كتابًا واحدًا فى العام، ورصدت تنوع القراءات ما بين كتب الخيال العلمي والفانتازيا والقصص المصورة والأدب الكلاسيكي والتاريخ والكتب العملية والقواميس أو الموسوعات وغير ذلك.. فمتى نسمع عن استطلاع مبنى على أسس علمية موثقة فى مصر المحروسة بإذن الله؟.. وكل معرض كتاب وأنتم بخير.

مقالات مشابهة

  • من أعماق الأرض.. إيران تعلن عن قاعدة صاروخية بحرية متقدمة
  • رئيس شركة مياه القليوبية يجري جولة مفاجئة لتفقد سير العمل
  • رئيس شركة مياه القليوبية يجري جولة مفاجئة لتفقد سير العمل بالمعامل
  • خير صديق (2).. محمود حامد يكتب: هل أعطينا الكتاب الورقى حقه؟
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. خير صديق 2.. كتب رسمت الطريق للحاضر والمستقبل
  • رئيس شبيبة حزب الشعب الأوربي : المغرب صديق وجار أوربا الأول من منظورنا القاري
  • عسكرة أعماق البحار.. إيطاليا تتصدر دول العالم بتطوير التقنيات العسكرية تحت الماء
  • مُطاردة وإطلاق نار على سيارة كانت في داخلها شابة
  • محافظ قنا يبحث مع رئيس شركة أسمنت قنا سبل تعزيز التعاون المجتمعي
  • رئيس الوزراء العراقي: خصصنا 100 مليار دولار للاستثمار على مدى 3 سنوات