موقع النيلين:
2024-10-07@02:50:57 GMT

كيف نتعامل مع الوسوسة؟

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

كيف نتعامل مع الوسوسة؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فالوسوسة هي ما يلقيه الشيطان في القلب من الخطرات الرديئة وعمل الشر، فيحرص الشيطان ـ قاتله الله ـ على أن يلقي الشكوك في قلب المسلم تجاه ربه جل جلاله ونبيه صلى الله عليه وسلم وكتابه الكريم؛ تارة بصور رديئة وأخرى بألفاظ خبيثة؛ حتى إن المرء ليقع في حيرة من أمره أهو مؤمن حقاً؟ أم في إيمانه شك؟ ولا بد أن يعلم الناس أنه ليس في الأمر جديد؛ فقد شكا الصحابة رضي الله عنهم وهم أبر هذه الأمة قلوباً وأعمقها هدياً وأقلها تكلفاً من مثل هذا؛ فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال {وقد وجدتموه؟} قالوا: نعم، قال {ذاك صريح الإيمان} وأحياناً تكون الوسوسة في قضية الخلق، هل للعالم خالق؟ فمن خلق الخالق؟

وهذه أيضاً يعاني منها الناس من قديم، وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المخرج منها، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله} والسلف الصالحون رضي الله عنهم كانوا يهوِّنون من شأن خواطر السوء هذه، ويعدونها أمراً عادياً لا تستحق الوقوف عندها؛ فقد سأل أبو زحيل عبدَ الله بنَ عباس رضي الله عنهما فقال: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيءٌ من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الكِتَابَ مِن قَبْلِك} فقال لي: إذا وجدت من نفسك شيئاً فقل {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.

رواه أبو داود وسنده جيد

واعلمي ـ بُنيتي ـ أن الوسوسة لا يؤاخذك الله بها؛ لأنها بسبب خارج عن إرادتك؛ وقد قال الله تعالى {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} وقال {لا نكلف الله نفساً إلا وسعها} وقال {لا تكلف نفس إلا وسعها} وقال {لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها} وقال {فاتقوا الله ما استطعتم} وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم} وهذا في الحالات العادية فكيف بالمبتلى بالوسواس، الذي لا يملك له دفعاً إلا أن يشاء الله رب العالمين. فلا يهولنك ما تجدين في نفسك، واعلمي بأن الوسواس ما تسلط عليك إلا لكونك مؤمنة بالله واليوم الآخر.

وعليك ـ بُنيتي ـ أن تكثري من ذكر الله وتلاوة القرآن والمشاركة في المجالس الطيبة ومعاشرة الصالحين من عباد الله، والجئي إلى الله بالدعاء ليعافيك مما أنت فيه، وأسأل الله تعالى لك شفاء عاجلاً غير آجل.

الشيخ عبدالحي يوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم رضی الله

إقرأ أيضاً:

فضل سورة الكافرون.. كيف تحصن قارئها من الشرك؟

ذكرت السنة النبوية فضل عدة سور من القرآن الكريم، كما في نصوص الحديث الشريف عن آية الكرسي وسورة البقرة والكهف والملك والأوقات المستحبة لقراءتها، إذ تنوعت النية لقراءة كل سورة، فمنها ما يقي من عذاب القبر ومنها ما يجلب الرزق وأخرى تحفظ المسلم من الشرور والشيطان، ومن تلك السور التي قد لا يعرفها كثيرون، هي سورة الكافرون، فما هو فضلها؟

فضل سورة الكافرون

وحول فضل سورة الكافرون، ووفق دار الإفتاء المصرية، فقد ورد حديث نبوي شريف، عن الصحابي الجليل نوفل بن معاوية وجبلة بن حارثة، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أخذتَ مَضجعَك منَ اللَّيلِ فاقرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمَّ نَمْ على خاتمتِها فإنَّها براءةٌ منَ الشِّركِ».

وأوضحت الدار عبر صفحتها الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعي، إنّ فضل سورة الكافرون يتلخص في كونها تقي المسلم من الوقوع في الشرك بالله عز وجل، وبالتالي الخروج من دين الإسلام.

فوائد قراءة سورة الكافرون

- تعدل ربع القرآن: فمن قرأها كأنه قرأ ربع المصحف الشريف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَّ مَنْ قَرَأَ قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ عَدَلَتْ لهُ بِرُبْعِ الْقُرْآنِ».

- براءة من الشرك: لأن كلماتها تنفي العبادة إلا لله وحده.

- أحب السور إلى رسول الله، عن عائشة رضي الله عنها، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نعمَ السورتانِ هما يُقْرآنِ في الركعتينِ قبلَ الفجرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ».

- تُعد سورة الكافرون من أذكار النوم التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم.

مقالات مشابهة

  • الورد في القرآن.. فضله وكيفية الانتظام عليه؟
  • هل يجوز الاستغفار للميت؟.. الصيغة الصحيحة وما يصل إليه في القبر
  • هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم الصلاة على النبي عند ذكر اسمه في الصلاة
  • فضل سورة الكافرون.. كيف تحصن قارئها من الشرك؟
  • فضل الصلاة على النبي محمد وأهميتها
  • كيف أبلغ النبي الصحابة بصيغة الصلاة عليه؟.. الشعراوي يوضح «فيديو»
  • هل يجب قراءة سورة الكهف كل جمعة أم يكفي سماعها ؟
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف