أخطر إفرازات الحرب الدائرة قضية الفرز الإجتماعي «العنصرية» – نصر الدين مفرح
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
لا للفرز الاجتماعي نعم للتعايش والتسامح
أحبتي :
من أخطر إفرازات هذه الحرب الدائرة اليوم قضية الفرز الإجتماعي( العنصرية )
هذا الاصطفاف الذي بدأت تتشكل ملامحه في واقعنا ، وقد بدأ بخطاب الكراهية في الوسائط الإلكترونية ويتمدد همساً وعلناً في بعض الدوائر ، فالواجب مواجهته لأنه أخطر سلاح لتدمير بنية المجتمع السوداني المتعايش ، والمتسامح ، القابل للآخر .
فليس من خلقٍ إنساني أعظم من ثقافة السلام الاجتماعي ، فإن اامسلم الكامل ، الجامع لخصال الإسلام والقيم النبيلة من يسلم إخوانه من لسانه ويده كما قال صلى الله عليه وسلم : [[ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ]] _أخرجه الشيخان_ .
وسمى الله ما يجمع بين أفراد الأمة الإسلامية بمختلف ألوانهم وألسنتهم وعشائرهم وافخاذهم ( خشم البيوت ) سماهم إخوة قال تعالي : [[ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ ]] سورة الحجرات الآية ٩) .
والمسلم لابد أن يكون متخلقاً بقيم التعامل مع مجتمعه بصدق وأمانة ومتعايش مع أخيه بسلام ، فلا يؤذيه [[ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ]] _مسند الإمام أحمد_ وها هو القرآن الكريم يعلن للملأ عبر حقبه المختلفة من عصر النبوة الى يوم الدين إن الإنسانية واحدة منشأً وعيشاً ومصيراً لا فرق بينهم إلا بالتقوى وهو ميزان الله قال تعالى يوم نلقاه : [[ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ ]] سورة الحجرات الآية ١٣) ، وقيل لسيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه ما التقوى قال : ألا يظن أحد انه خير من أحد .
والرسول الله صلى الله عليه وسلم يعلنها للعالم منذ ما يقرب لأربعة عشر قرناً ونصف يوم أن خطب في عشرات الآلاف من الناس في حجة الوداع قال : [[ يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد ، لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى . ألا هل بلغت ؟ قالوا: نعم . قال : فليبلغ الشاهد الغائب ]] _ أخرجه الطبري_ ، فكان هذه أعظم مادة لدستور يؤسس للتعايش بين مجتمع مختلف في اديانه وقبائله ولغاته وثقافاته واجناسه .
فلنبتعد عن الاصطفاف القبلي والدعوة الى العنصرية البغيضة حفاظاً على مجتمعنا وتماسكه وتسامحه ، ولندعها فإنها منتنة لأن من إفرازاتها وأضرارها وعواقبها أنها :
_ تولد الحقد والبغض بين بين الناس_ .
_ رفض ضحايا العنصرية في كثير من المجتمعات وتمييزهم سلباً في الأعمال._
_ تفكك المجتمع وتنهي تماسكه_ .
_ تولد النزاعات والحروب بين المجموعات_ .
فلنتماسك أمام عواصف الجهوية والعرقية والعنصرية القبلية ابتعاداً عن شبح الفرز الاجتماعي المفضي للحروب الأهلية.
# أوقفوا الحرب .
# لا للحرب نعم للسلام .
# لا لخطاب الكراهية .
# لا للعنصرية القبلية.
#دينيون من أجل السلام والتماسك الاجتماعي .
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أخطر الحرب الدائرة
إقرأ أيضاً:
معلمو الناس الخير
د. نبيل الكوفحي
فعل الخير محبب للنفوس ومقدر، وتعليم الناس الخير كذلك محبب ومقدر ، والامر يتسع للكثير من الاعمال المعتبرة، فالتعليم بعمومه نفع للناس ومن يقوم به ابتغاء رضى الله وتحقيق مصلحة الخلق ذو فضل عظيم، وان تكتب شيئا او تنشر شيئا ولو كان بسيطا بقصد نشر الخير والفضيلة هو باب مندوب.
جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ)، المقصود هم العلماء والدعاة وكل من يرشد الناس إلى ما يقربهم من الله تعالى وما فيه نجاتهم في الآخرة.
أن تكون قدوة يقتدى بك في فعل الخير امر عظيم، لذلك كان الانبياء في مقدمة القدوات المطلقة كما جاء في قوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، وقد وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )، والملاحظ في الايتين ربطهما بالغاية وهي رضى الله والاستعداد لليوم الاخر.
الامر لا يتوقف عند مهنة التعليم، ولا يشترط فيه كثير علم دائما، ولا قدرات ومهارات مميزة، فلكل موقف حيثياته، ولكل حال ظروفه؛ فرب اماطة الاذى عن الطريق في مكان وزمان ما ومن شخص ما يشكل فعلا كبيرا من حيث الاثر ؛ فهو تعليم الناس الخير. ورب مساعدة كهل او امراة في موقف حاجة ملحة يكون تعليما للناس الخير، ورب تضحية كبيرة في سبيل وطن او نفع عام يسبق الكثير الكثير من حيث الاثر مما الفه الناس واعتاده. وليس بالضرورة ان يكون الامر فعلا فرديا، فعمل الجماعات والجمعيات والمؤسسات يتقدم من حيث الاثر على عمل الافراد.
مقالات ذات صلة الإفراج عن احمد حسن الزعبي 2025/01/17كلما تقدم الانسان بعمره، وكلما زاد علمه وماله ، و ازداد حضوره السياسي والاجتماعي، وكلما تميز في شيء نافع، وكلما كان ذي مسؤوليات رسمية او اهليه وما شابه كل ذلك؛ كان تعليم الناس الخير بكل اشكاله عليه أوجب وأولى.
كم احوجنا لان يكثر معلمو الناس الخير في كل الازمان والاماكن و المجالات والفئات حتى نستحق رحمة الله ونسعد بحياتنا، وبغير ذلك؛ من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد.