مواقف كثيرة أثبتت فيها الدولة قدرتها على حماية أبنائها بالخارج في عدد من مناطق الصراعات حول العالم، وأبرز هذه الأزمات «الأزمة السودانية والأزمة الروسية - الأوكرانية».

وخلال التقرير، تقدم «الأسبوع» أبرز إسهامات الدولة لحماية أبنائها في الخارج، وفق ما نشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك».

إسهامات الدولة في حماية أبنائها خلال الأزمات العالمية

الأزمة السودانية

فُعّلت غرفة عمليات الوزارة للتعامل مع الوضع، وكان هناك تواصلا مستداما منذ اللحظة الأولى، وتم التعامل الفوري لحصر أعداد المصريين في السودان وتحديد مواقعهم استعدادًا لإجلائهم وكذلك توفير احتياجاتهم الأساسية للحياة خلال ظروف الحرب.

وأسفرت الجهود عن إنقاذ أكثر من 10 آلاف مصري معظمهم من الدارسين في السودان، كما تم مساعدة العديد من الأجانب على الإجلاء سواء عن طريق البر أو البحر أو الجو.

فضلاً عن جهود إدماج الطلاب العائدين في النظام التعليمي المصري ومحاولة تذليل مختلف العقبات حفاظا على مستقبلهم.

الأزمة السودانية

الأزمة الروسية - الأوكرانية

تم إجلاء معظم المصريين في أوكرانيا عن طريق الدول الأوروبية الحدودية، وحرصت وزارة الهجرة على متابعة من آثروا البقاء هناك في مرحلة ما بعد اندلاع الصراع، فضلاً عن جهود عديدة على مدار الساعة لمتابعة مشكلات ومقترحات المصريين بالخارج.

الزلزال المدمر في تركيا وسوريا

جمعت الوزارة كل المعلومات عن جاليتها في البلدين بالتعاون مع مركز ميدسي لشباب الدارسين، وتمت مساعدة الجميع على إيجاد الملاذ الآمن بعيدًا عن نطاق الزلزال، ما عدا عائلة مصرية واحدة فقدت حياتها تحت الأنقاض.

الأزمة الروسية الأوكرانية

إعصار دانيال في المغرب وليبيا

عقدت الوزارة غرفة العمليات على مدار الساعة ولم تسجل الحالة المغربية أي بلاغات عن ضحايا أو مصابين مصريين، في حين أن الوضع في ليبيا كان على النقيض، حيث ضرب الإعصار بؤرة من بؤر وجود المصريين، وتم العمل على إنقاذ أكبر قدر ممكن منهم.

وتكاد تكون مصر هي الدولة الوحيدة التي استطاعت قواتها المسلحة التوجه بشكل فوري مع بداية الإعصار لمحاولة الإنقاذ واستطاعت انتشال 87 جثمانًا لمواطنين مصريين وإعادتهم للدفن في أرض الوطن.

إعصار دانيال في المغرب وليبيا

الحرب في غزة

منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 والدولة المصرية بأكملها تحاول تقديم الدعم لأهالي غزة وتنظيم دخول المساعدات الإنسانية من جميع الأطراف عبر معبر رفح رغم كونه معبر أشخاص لا بضائع، وتم التنسيق مع الجهات المعنية لإجلاء عشرات المصريين العالقين في القطاع.

اقرأ أيضاًوفد مجموعة السلام العربي يلتقي نائب وزير الخارجية الروسي

عاجل.. البنك المركزي: 2.7 مليار دولار تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال مايو 2024

وزير الخارجية: الحفاظ على المؤسسات هو ضمانة لحماية الدولة السودانية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزمة الروسية الأوكرانية الأزمة السودانية المصريين بالخارج مجلس الوزراء وزارة الهجرة

إقرأ أيضاً:

تجربة نورمان بورلوج: دروس في مواجهة الأزمات الاقتصادية

في عالم يُواجه تحديات اقتصادية مُتزايدة، تظل الزراعة واحدة من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة. ومن خلال دراسة تجارب الزراعة الناجحة، نجد أن الابتكارات الزراعية تلعب دورًا حاسمًا في التغلب على الأزمات الغذائية وتعزيز الأمن الغذائي. يُعد كتاب "Transforming Agriculture in Africa & Asia: A Success Story" من تأليف العالم الأمريكي نورمان بورلوج، الحائز على جائزة نوبل للسلام، مرجعًا مهمًا لفهم تجارب زراعية أسهمت في تجاوز الأزمات خلال الفترة ما بين 1960 و1990. يركز الكتاب على كيفية استفادة عدة دول في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من التجارب الزراعية التي قادها بورلوج، حيث يعرض كيف يمكن للإصلاحات الزراعية أن تعيد تشكيل أنظمة الإنتاج وتحقق نتائج إيجابية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، واجهت العديد من الدول النامية تحديات مثل نقص الغذاء وسوء التغذية والفقر المدقع. وخلال الستينيات، انطلقت ثورة خضراء بقيادة بورلوج، حيث عمل على تطوير أنواع جديدة من المحاصيل التي كانت أكثر مقاومة للأمراض والجفاف. ومن خلال تحسين سلالات القمح والأرز، استطاع بورلوج رفع إنتاجية المحاصيل بشكل كبير.

تعتبر الثورة الخضراء، التي بدأت في الهند في منتصف الستينيات، واحدة من أبرز الأمثلة على تأثير الابتكارات الزراعية في تجاوز الأزمات الاقتصادية. بدأت هذه التجربة عندما تم إدخال سلالات جديدة من القمح بساق أقصر، مما أدى إلى زيادة إنتاج الحبوب بشكل هائل. وامتدت هذه الجهود إلى باكستان ودول أخرى، حيث تم تحسين الإنتاج الزراعي من خلال تطبيق تقنيات الزراعة الحديثة.

وفي إفريقيا، عمل بورلوج على تطوير محاصيل مثل الذرة في دول مثل ملاوي وكينيا. في ملاوي، أدت الجهود المبذولة لتحسين إنتاج الذرة إلى زيادة الإنتاج المحلي، مما ساعد البلاد على مواجهة أزمات الغذاء. وفي كينيا، ساهمت الابتكارات الزراعية في رفع مستوى المعيشة للفلاحين وتحسين الأمن الغذائي. وبفضل التحسينات في تقنيات الزراعة، تمكن المزارعون من تحقيق عوائد أعلى وزيادة دخلهم، مما أدى إلى تحسين ظروف الحياة في المجتمعات الريفية.

تُظهر تجربة بورلوج أهمية التعاون الدولي في تحقيق النجاح في التنمية الزراعية. فقد ساهمت منظمات مثل منظمة الأغذية والزراعة (FAO) والبنك الدولي في دعم الدول النامية من خلال تقديم التمويل والتدريب والخبرة اللازمة لتعزيز قدراتها الزراعية.

وُلد نورمان بورلوج بولاية آيوا الأمريكية في الخامس والعشرين من مارس عام 1914، ودرس الزراعة والعلوم الزراعية. وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1970 تقديرًا لجهوده في تحسين الإنتاج الزراعي وتطبيق تقنيات جديدة ساعدت على زيادة المحاصيل الغذائية. وقد توفي في الثاني عشر من سبتمبر عام 2009، وترك إرثًا ضخمًا من الابتكارات الزراعية التي ساهمت في تعزيز الأمن الغذائي في مختلف أنحاء العالم. كان من أهم إنجازاته تطوير أصناف قمح جديدة تتميز بمقاومتها للأمراض وزيادة إنتاجيتها. في الستينيات، ساهمت هذه الأصناف في رفع إنتاج القمح في الهند وباكستان، حيث أصبحت الدولتان قادرتين على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب.

أسهمت جهود بورلوج في الهند في رفع إنتاجية القمح بنسبة 50% خلال فترة قصيرة، مما ساعد على تجنب المجاعات التي كانت تهدد البلاد.كما لعبت هذه الجهود دورًا كبيرًا في تحسين الأمن الغذائي في باكستان ودول أخرى، وساهم أيضًا في نشر المعرفة الزراعية من خلال تعليم وتدريب المزارعين على تبني تقنيات زراعية جديدة لتحقيق الأمن الغذائي ومحاربة الجوع في العالم.

يُظهر كتاب "Transforming Agriculture in Africa & Asia" لنورمان بورلوج كيف أن الابتكارات الزراعية ليست مجرد حلول لتحديات الإنتاج، بل هي أدوات استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة والتغلب على الأزمات الاقتصادية. ويصبح تعزيز هذا القطاع من خلال البحث والتطوير والاستثمار هو مفتاح تحقيق الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي المستدام.

أكد نورمان بورلوج عددًا من المفاهيم والأفكار المهمة للاستفادة من الزراعة في تحقيق تنمية مستدامة، ودعا إلى إلغاء السياسات السعرية المعادية للزراعة، وقال: إن "الزراعة تبدأ في التقدم عندما تزيل الدول السياسات التي تعاقب القطاع الزراعي لكي تنجح التحولات الزراعية في العديد من الدول". كما أشار إلى أن الاستثمارات العامة في البحث الزراعي، وخدمات الإرشاد، والكهرباء، والري مهمة للغاية، لكن نوعية هذه الخدمات قد تكون أكثر أهمية من كميتها. وهذا يتطلب تحسين الجودة بدلاً من مجرد زيادة الكمية ويجب أن يكون هناك تنسيق دقيق بين الاستثمارات والسياسات الزراعية، وتحديد الاحتياجات التنموية بالنظر إلى كمية الأراضي الزراعية المتاحة، ومعدل النمو السكاني لتحديد احتياجاتها التنموية الخاصة.

ورغم النجاحات التي حققها بورلوج وغيره من العلماء والباحثين للاستفادة من الابتكارات الزراعية في تحقيق تنمية مستدامة ومواجهة الأزمات الاقتصادية، فإن التحديات لا تزال قائمة، ومنها التغير المناخي الذي يمثل تهديدًا كبيرًا للإنتاج الزراعي ويزيد من حدة الأزمات الغذائية، لذا، من الضروري الاستثمار في تقنيات جديدة مثل الزراعة المستدامة والزراعة العضوية، التي تحافظ على الموارد الطبيعية وتقلل من تأثير الزراعة على البيئة، ويجب أيضًا تعزيز برامج تعليم وتدريب المزارعين لتمكينهم من تبني تقنيات جديدة، مما يزيد من قدرتهم على مواجهة التحديات المستقبلية.

في النهاية، يُظهر تراث نورمان بورلوج كيف يمكن للإرادة والتعاون الدولي، جنبًا إلى جنب مع الابتكارات الزراعية، أن تسهم في التغلب على الأزمات الاقتصادية وتعزيز الأمن الغذائي العالمي وتبقى الدروس المستفادة من تجربته ليست مجرد نصائح نظرية، بل تجارب عملية ينبغي أن يستفيد منها صناع السياسات والباحثون والمزارعون في كل أنحاء العالم، لضمان مستقبل زراعي مستدام وآمن.

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«النواب»: القوات المسلحة تواصل تقديم التضحيات من أجل أمن المصريين
  • تجربة نورمان بورلوج: دروس في مواجهة الأزمات الاقتصادية
  • وزيرا خارجية السعودية وأوكرانيا يبحثان هاتفيا الجهود المبذولة تجاه الأزمة الأوكرانية الروسية
  • الأمير سعود بن نهار يطّلع على برامج جمعية نافع
  • اتحاد شباب المصريين بالخارج: حرب أكتوبر ملحمة عظيمة لقنت العدو الصهيوني درسا لن ينساه
  • «شباب المصريين بالخارج»: روح أكتوبر «ملهمة» في بناء الجمهورية الجديدة
  • بداية من الغد.. 15 ريالاً على شحنات الأفراد الواردة من المتاجر الإلكترونية بالخارج
  • الخارجية الروسية: المشاركون في الاجتماع الخاص بأفغانستان يناقشون مشاريع البنية التحتية
  • عفيفي: مبادرة «حياة كريمة» تدعم الدولة المصرية في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية
  • مجلس الأمن والسلم الإفريقي: حريصون على حماية مؤسسات الدولة الرسمية