عام على إطلاق «ثريدز»… هل حققت الآمال في أعداد المستخدمين؟
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
بعد مضي عام على إطلاق شركة «ميتا» تطبيق «ثريدز» في يوليو عام 2023، سرعان ما استحوذت على الاهتمام العالمي. وفي غضون أيام، حصل التطبيق على نحو 100 مليون مستخدم، ما أثار تكهنات بأنه قد يطيح بـ «X» («تويتر» سابقاً).
لكن مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لإطلاقها التي تصادف الجمعة، استقر نمو «ثريدز» عند نحو 175 مليون مستخدم نشط شهرياً ، رغم الآمال الطموحة للمنصة ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ حين توقع أنها ستستضيف في النهاية أكثر من مليار مستخدم.
طفرة أولية وتباطؤ لاحق
تم إطلاق «ثريدز» خلال فترة مضطربة لـ«X»، حيث دفعت التغييرات المثيرة للجدل التي أجراها إيلون ماسك على المنصة المستخدمين إلى البحث عن بدائل. وكانت الاستجابة الأولية لتطبيق «ثريدز» مذهلة، حيث تجاوز التطبيق 100 مليون مستخدم في أقل من 5 أيام. ومع ذلك، سرعان ما أعقب هذا الارتفاع السريع فترة من الركود حيث واجه البعض التطبيق بسلسلة من الانتقادات، نتيجة افتقاره إلى الميزات والهوية الفريدة ، ما أدى إلى انخفاض كبير في عدد مستخدميه النشطين يومياً بحلول أغسطس (آب) 2023.
إطلاق مجموعة ميزات قوية
لمعالجة تعليقات المستخدمين المنتقدة وانحدار عددهم، طرحت «ميتا» باستمرار ميزات جديدة لـ«ثريدز». تضمّن ذلك واجهة ويب قابلة للتخصيص، وموضوعات شائعة، وعمليات تكامل محسّنة مع «Fediverse» وهي شبكة من منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية . ووفقاً لـ«ميتا»، فإن 63 في المائة من المنشورات على «ثريدز» هي نصية فقط، ما يشير إلى تفضيل قوي للمحتوى النصي بين المستخدمين. كما تدعم المنصة مشاركة الصور ومقاطع الفيديو وبعض الخصائص الأخرى التي لاقت استحسان مستخدميها. ما عزّز إضافة واجهة برمجة التطبيقات (API) للمطورين وظائف النظام الأساسي، وأتاح النشر الآلي للمحتوى وعمليات التكامل الأخرى.
تعزيز مجتمع مستخدمين ودود
إحدى السمات المميزة لـ«ثريدز» هي تأكيدها على الحفاظ على بيئة إيجابية. وقد نفذت «ميتا» كثيراً من الإجراءات لتعزيز الأجواء الودية، مثل السماح للمستخدمين بالتحكم في من يمكنه الرد على منشوراتهم وتوفير أدوات لكتم صوت المستخدمين المزعجين أو حظرهم. وقد لاقى هذا التركيز على الإيجابية صدى لدى كثير من المستخدمين، ما ساهم في تكوين مجتمع مزدهر حول موضوعات ذات اهتمامات واسعة مثل الأدب والرياضة والثقافة الشعبية.
وعلى الرغم من أن «ثريدز» خطت خطوات مثيرة للإعجاب، فإنها لا تزال تواجه منافسة شديدة من «X». وقد صرح إيلون ماسك مؤخراً إلى وجود 600 مليون مستخدم نشط شهرياً على «X»، على الرغم من أن هذا العدد قد يشمل حسابات آلية وروبوتات غير مرغوب فيها، كما يدعي البعض. إلا أن «X» تظل منصة مهيمنة للأخبار والخطابات السياسية في الوقت الفعلي، وهي المجالات التي اختارت «ثريدز» فيها الحفاظ على مستوى منخفض من الاهتمام. وبالفعل أنشأت «ثريدز» مكاناً مناسباً لها من خلال التركيز على المحتوى الشخصي والموجه نحو المجتمع. وقد لعب تكاملها مع «إنستغرام» أيضاً دوراً حاسماً في نموها، ما يسمح للمستخدمين بالتسجيل في التطبيق بسهولة والانتقال من واحد للآخر وتلقي إشعارات عبر الأنظمة الأساسية.
التطلع إلى المستقبل… تحديات وفرص
على الرغم من وصوله إلى 175 مليون مستخدم نشط شهرياً، فإنه لا تزال أمام تطبيق «ثريدز» طريق طويلة قبل أن يتمكن من مطابقة قاعدة مستخدمي «X» أو تخطيها. وسيعتمد نجاح المنصة في المستقبل على قدرتها على الابتكار المستمر وتلبية احتياجات المستخدمين. علاوة على ذلك، فإن إمكانات «ثريدز» كأداة للتحديثات في الوقت الفعلي للفعاليات الرياضية والثقافية توفر وسيلة أخرى للنمو.
بلا شك، رحلة «ثريدز» المقبلة ستطرح تحديات لـ«ميتا»، ولكن مع استمرار مشاركة المستخدمين والتطوير الاستراتيجي، قد تتمكن «ثريدز» من احتلال مكان مهم في النظام البيئي في عالم وسائل التواصل الاجتماعي الواسع.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: ثريدز منصة اكس ملیون مستخدم
إقرأ أيضاً:
ميتا تقلص قوتها العاملة في أفريقيا: تحديات وإستراتيجيات جديدة
أعلنت شركة "ميتا"، المالكة لمنصات "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، عن تسريح نحو 3 آلاف موظف كجزء من خطة عالمية لتقليص قوتها العاملة بنسبة 5%، في إطار إستراتيجية تهدف "لتعزيز الكفاءة والتركيز على المجالات الأساسية".
وتندرج هذه الإجراءات ضمن موجة أوسع من عمليات التسريح التي تشمل موظفين في أكثر من 12 دولة عبر أوروبا وآسيا وأفريقيا. لكن التأثير في السوق الأفريقية يبدو ملحوظا بشكل خاص، نظرا لدور "ميتا" الحيوي في تطوير البنية التحتية الرقمية ودعم الاقتصاد التكنولوجي الناشئ في المنطقة.
وتعكس هذه التخفيضات تحديات أوسع تواجهها شركات التكنولوجيا العالمية، التي تسعى لتحقيق التوازن بين تقليص التكاليف والحفاظ على حضورها في الأسواق الناشئة.
على سبيل المثال، بدأت "ميتا" بالفعل بتقليص عملياتها في نيجيريا منذ يونيو/حزيران الماضي، حيث أغلقت جزءا من مكتبها في لاغوس وسرّحت ما لا يقل عن 35 موظفا، بما في ذلك فريقها الهندسي بالكامل.
ومع الإعلان الأخير، من المتوقع أن تتوسع هذه التخفيضات لتشمل المزيد من الموظفين في دول أفريقية أخرى مثل كينيا وجنوب أفريقيا وغانا، حيث تدير الشركة مشاريع وشراكات إستراتيجية في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا المالية.
إعلان تسريح الموظفينوبحسب مذكرة داخلية صادرة عن "ميتا"، ستُرسل الإشعارات الرسمية بقرارات التسريح إلى الموظفين المتأثرين بين 11 و18 فبراير/شباط 2025، مع اختلاف توقيت الإخطارات حسب الدولة.
وتخطط الشركة لتقديم حزم تعويضات سخية تشمل مكافآت نهاية الخدمة ودعما مهنيا لمساعدة الموظفين المسرحين على الانتقال إلى فرص عمل جديدة.
كذلك، تهدف الشركة إلى التركيز على تطوير مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مما يعني إعادة هيكلة واسعة للفرق التقنية والهندسية لتتناسب مع أولوياتها المستقبلية.
وتتزامن هذه الإجراءات مع موجة عالمية من تسريحات الموظفين في شركات التكنولوجيا الكبرى، التي تسعى لتقليل النفقات وضمان استدامة النمو في ظل تحديات اقتصادية عالمية، مثل تباطؤ الاقتصاد الرقمي وتغير أولويات الاستثمار.
ورغم ذلك، يُخشى أن تؤثر هذه التخفيضات بشكل سلبي على نمو القطاع التكنولوجي الأفريقي، خاصة في الدول التي تعتمد بشكل كبير على استثمارات الشركات العالمية الكبرى مثل "ميتا" لدعم الابتكار وتوفير فرص العمل.
وفي ظل هذا الوضع، يواجه صناع القرار في أفريقيا تحديا مزدوجا يتمثل في جذب الاستثمارات التكنولوجية من جهة، وتعزيز بيئة عمل مستقرة ومستدامة من جهة أخرى.
ويؤكد مراقبون أن تنويع مصادر الاستثمارات وتطوير سياسات دعم ريادة الأعمال المحلية قد يكون السبيل الأمثل لمواجهة تداعيات مثل هذه القرارات المفاجئة من قبل الشركات متعددة الجنسيات.