سودانايل:
2025-01-30@06:57:06 GMT

تصورات نحو برنامج مابعد الحرب: مدخل ضروري (٢-٣)

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

اقترب من الحديث حول تصورات برنامج مابعد الحرب بتجربة طويلة بدأتها في كتابيي "الرؤية الوطنية السودانية" المكون من 950 صفحة للكتابين https://independent.academia.edu/AmrAbbas3. وعالجت فيها كيفية التوصل لرؤية سودانية عبر الاجابة على ثلاث اسئلة اين نحن الان (حتى عام ٢٠١٢) والى اين نريد الذهاب وكيف؟. هذا بالاضافة لكتب حول النهوض بالصحة في السودان وازالة الفقر في السودان (الموقع اعلاه).

ثم عالجت قضية اعتبرها محورية في اشكالاتنا القديمة والمعاصرة وهي عن معالجة التنوع في السودان وكتبت سلسلة من اربع كتب عن "التنوع في السودان" في حوالي 1060 صفحة عام 2019. ثم انهمكت من اكتوبر ٢٠١٨ وحتى اكتوبر ٢٠١٩ منسقاً عاماً للبرنامج الاسعافي. وفي عام ٢٠٢١ منسقاً في وضع البرنامج التنفيذي لحكومة الثورة للجنة المشتركة للمفصولين للصالح العام وتعسفياً من الخدمة العامة.

من المهم في هذه الفترة ان نكتب عن افكار ملهمة تعطي هذا الشعب ان ينظر للامام رغم الفظائع والفقد والاوجاع والرعب والخوف الذي نشره الجنجويد بلا رحمة في العاصمة وكردفان ودارفور والقتل والاغتصاب والسلب والنهب. وبرغم احلام ظلوط التي تجعل الكيزان لايبالون بما يعانيه الشعب واشعلوا الفتن والتأمر ضد ثورة الشعب والاوصاف المقذعة التي لو تمعنوا فيها لتواروا خجلاً. يحلمون بالعودة للصوصية والفساد الاخلاقي والانحطاط السياسي وتدمير الوطن. هذه محاولة لرسم صورة غد السودان والرافعات التي يجب النظر اليها في مقالات عديدة.

لقد ابرزت الحرب ان اول اولويات التغيير يكمن في وضع لبنات الاسس القانونية، الاخلاقية، والوطنية والمؤسسية للدولة الجديدة. لن تتأسس دولة جديدة الا اذا ازلنا ركام فكر الاسلاموية والمليشاوية ودعاوي المظلومية التاريخية والجغرافية والقبلية وتخلصنا من السلوك المصاحب من اللصوصية والسمسرة واستغلال النفوذ وغياب المحاسبة، وبنينا علاقات جديدة قائمة على حسن ادارة التنوع وسيادة القانون والمؤسسية.

الانتقال من الدولة الفاشية تكون عبر شعارات ثورة ديسمبر من الحرية (في الاعتقاد، التعبير، دولة مدنية ديمقراطية والمساواة في الاصوات وغيرها) والعدالة (تشمل المواطنة والمحاسبة وعدم الافلات من العقاب وضمان الحقوق السياسية والاقتصادية والمساواة امام القانون وغيرها)، والسلام المجتمعي والوحدة الطوعية وازالة الفقر والفرص المتساوية على المستوى الفردي وفي نهضة وتطور المجموعات السكانية المختلفة وحسن ادارة التنوع وغيرها).

سوف نعالج الموضوع في مقالات متسلسلة تحت العناوين التالية: ١) مقدمات نظرية حول الجيوبوليتيك في خدمة المصالح السودانية؛ ٢) اولويات مابعد الحرب مباشرة واغلبها قضايا لجان التحقيق والاصلاح والجهود التشريعية والتنفيذية ومحاسبة المتسببين بتدمير الوطن من جماعات او دول، قضايا الخدمات العامة والتعويضات؛ ٣) اولويات حكومة سلطة الشعب: الاصلاحات الامنية والاصلاحات الاقتصادية، الموارد الطبيعية – المياه، رؤية زراعية شاملة للسودان، الصناعة في السودان؛ ٤) الشراكات مع دول الجوار لدعم الاستقرار في السودان: الطريق القاري من البحر الاحمر للمحيط الاطلسي، الحزام الأخضر الأفريقي، شراكات الموارد المشتركة مع دول الجوار المكتظة بالسكان (مصر واثيوبيا)

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

الوثائقي «الخرطوم» أول فيلم عن السودان في مهرجان سندانس الأميركي

يصور الفيلم الوثائقي«الخرطوم»، الذي عُرض للمرة الأولى هذا الأسبوع في مهرجان سندانس السينمائي، خمسة من سكان العاصمة السودانية يعانون آثار الحرب في بلدهم، ومن خلال هذه الزاوية أضاء المخرجون على هذا النزاع.

وهو أول فيلم عن الدولة الواقعة في شمال شرق إفريقيا يُعرض في مهرجان الفيلم المستقل الأميركي المرموق.

بدأ تصوير الفيلم في أواخر عام 2022، قبل أن تندلع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وأودت هذه الحرب بحياة عشرات الآلاف وهجّرت أكثر من 12 مليون سوداني، يعاني بعضهم المجاعة بحسب الأمم المتحدة.

وقال المخرج المشارك لـ«الخرطوم» إبراهيم سنوبي أحمد إن الفيلم الوثائقي الذي صُوِّر باستخدام هواتف «آي فون» تم التبرع بها، «يؤدي دور سفير».

وأضاف في حديث لوكالة فرانس برس «على المستوى الوطني، ينظر إلينا الجميع ويقولون: يجب أن تستمروا من أجل إخبار العالم بما يحدث في السودان»، مشددا على أن «الأمر ليس عبارة عن تسول أو إثارة للشفقة، بل هو تذكير للعالم بأننا موجودون هنا».

ويتتبع المخرجون الحياة اليومية لمجدي، وهو موظف حكومي ومربّي حمام سباق، ولوكين وويلسون، وهما شابان شقيان يبحثان في القمامة لكسب القليل من المال حتى يتمكنا من شراء القمصان من السوق.

المخرج المشارك: الحرب أعاقتنا
وروى إبراهيم سنوبي أحمد قائلا «كنا على وشك الانتهاء من الفيلم، وكان متبقيا 20% منه، ثم اندلعت الحرب».

وقال إن الفوضى التي سادت أدت إلى «فقدان الاتصال مع أبطال الفيلم»، لكن المخرجين تمكنوا في النهاية من العثور عليهم ومساعدتهم على الهروب إلى الخارج.

وما أن أصبح الوضع آمنا حتى اجتمع فريق عمل الفيلم لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي الاستمرار في المشروع وكيفية إكماله.

 

الكبار «الأغبياء»


وقرر الطاقم اعتماد صيغة تجريبية، تقضي بأن يروي الخمسة تجاربهم في بداية الحرب أمام شاشة خضراء تُعرض عليها بعد ذلك صور تتوافق مع قصصهم.

على مدار المقابلات، يصف الشابان لوكين وويلسون مثلا الكبار بأنهم «أغبياء» لكونهم يتحاربون، ويتخيلان نفسيهما يركبان أسدا سحريا في شوارع الخرطوم.

لكن ابتساماتهما تختفي عندما يتحدثان عن هجوم لقوات الدعم السريع.

وتذكروا «رجلا بلا رأس، وآخر كان وجهه محترقا، وآخر تحوّل جسده إلى أشلاء».

وأعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على زعيم كل من المعسكرين.

ويأمل مخرجو الفيلم في أن يتمكنوا من خلال لفت الانتباه إلى الحرب، من التأثير بشكل غير مباشر علىى صناع القرار الدولي.

أما إبراهيم سنوبي أحمد الذي درس الصحافة، فتمنى أن يصل هذا الفيلم إلى جمهور أوسع من مشاريعه السابقة.

ولاحظ خلال العرض في سندانس أن في الصالة «ما لا يقل عن 200 شخص. والآن يعرف الجميع كلمة الخرطوم».

وأضاف «حتى لو استفسر واحد أو اثنان في المئة منهم عن ماهية الخرطوم والسودان، سيؤدي ذلك إلى نقاش».

مقالات مشابهة

  • الوثائقي «الخرطوم» أول فيلم عن السودان في مهرجان سندانس الأميركي
  • جهل دبلوماسي!!
  • خبير بيئي: الاعتراف بحقيقة تغير المناخ ضروري لمواجهة الانبعاثات الدفينة
  • كسلا.. الادوار المنتظرة للمقاومة الشعبية في فترة مابعد الحرب والتي سترتكز على البناء والاعمار
  • السودان؛ الحرب المشهودة
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان
  • السودان.. حرب بلا معنى
  • ثلاث معضلات رئيسية شهدها السودان
  • دور التعايش السلمي في وأد الفتن
  • الحرب ومستقبل السياسة في السودان