سودانايل:
2025-04-25@10:22:31 GMT

تصورات نحو برنامج مابعد الحرب: مدخل ضروري (٢-٣)

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

اقترب من الحديث حول تصورات برنامج مابعد الحرب بتجربة طويلة بدأتها في كتابيي "الرؤية الوطنية السودانية" المكون من 950 صفحة للكتابين https://independent.academia.edu/AmrAbbas3. وعالجت فيها كيفية التوصل لرؤية سودانية عبر الاجابة على ثلاث اسئلة اين نحن الان (حتى عام ٢٠١٢) والى اين نريد الذهاب وكيف؟. هذا بالاضافة لكتب حول النهوض بالصحة في السودان وازالة الفقر في السودان (الموقع اعلاه).

ثم عالجت قضية اعتبرها محورية في اشكالاتنا القديمة والمعاصرة وهي عن معالجة التنوع في السودان وكتبت سلسلة من اربع كتب عن "التنوع في السودان" في حوالي 1060 صفحة عام 2019. ثم انهمكت من اكتوبر ٢٠١٨ وحتى اكتوبر ٢٠١٩ منسقاً عاماً للبرنامج الاسعافي. وفي عام ٢٠٢١ منسقاً في وضع البرنامج التنفيذي لحكومة الثورة للجنة المشتركة للمفصولين للصالح العام وتعسفياً من الخدمة العامة.

من المهم في هذه الفترة ان نكتب عن افكار ملهمة تعطي هذا الشعب ان ينظر للامام رغم الفظائع والفقد والاوجاع والرعب والخوف الذي نشره الجنجويد بلا رحمة في العاصمة وكردفان ودارفور والقتل والاغتصاب والسلب والنهب. وبرغم احلام ظلوط التي تجعل الكيزان لايبالون بما يعانيه الشعب واشعلوا الفتن والتأمر ضد ثورة الشعب والاوصاف المقذعة التي لو تمعنوا فيها لتواروا خجلاً. يحلمون بالعودة للصوصية والفساد الاخلاقي والانحطاط السياسي وتدمير الوطن. هذه محاولة لرسم صورة غد السودان والرافعات التي يجب النظر اليها في مقالات عديدة.

لقد ابرزت الحرب ان اول اولويات التغيير يكمن في وضع لبنات الاسس القانونية، الاخلاقية، والوطنية والمؤسسية للدولة الجديدة. لن تتأسس دولة جديدة الا اذا ازلنا ركام فكر الاسلاموية والمليشاوية ودعاوي المظلومية التاريخية والجغرافية والقبلية وتخلصنا من السلوك المصاحب من اللصوصية والسمسرة واستغلال النفوذ وغياب المحاسبة، وبنينا علاقات جديدة قائمة على حسن ادارة التنوع وسيادة القانون والمؤسسية.

الانتقال من الدولة الفاشية تكون عبر شعارات ثورة ديسمبر من الحرية (في الاعتقاد، التعبير، دولة مدنية ديمقراطية والمساواة في الاصوات وغيرها) والعدالة (تشمل المواطنة والمحاسبة وعدم الافلات من العقاب وضمان الحقوق السياسية والاقتصادية والمساواة امام القانون وغيرها)، والسلام المجتمعي والوحدة الطوعية وازالة الفقر والفرص المتساوية على المستوى الفردي وفي نهضة وتطور المجموعات السكانية المختلفة وحسن ادارة التنوع وغيرها).

سوف نعالج الموضوع في مقالات متسلسلة تحت العناوين التالية: ١) مقدمات نظرية حول الجيوبوليتيك في خدمة المصالح السودانية؛ ٢) اولويات مابعد الحرب مباشرة واغلبها قضايا لجان التحقيق والاصلاح والجهود التشريعية والتنفيذية ومحاسبة المتسببين بتدمير الوطن من جماعات او دول، قضايا الخدمات العامة والتعويضات؛ ٣) اولويات حكومة سلطة الشعب: الاصلاحات الامنية والاصلاحات الاقتصادية، الموارد الطبيعية – المياه، رؤية زراعية شاملة للسودان، الصناعة في السودان؛ ٤) الشراكات مع دول الجوار لدعم الاستقرار في السودان: الطريق القاري من البحر الاحمر للمحيط الاطلسي، الحزام الأخضر الأفريقي، شراكات الموارد المشتركة مع دول الجوار المكتظة بالسكان (مصر واثيوبيا)

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

أطفال السودان.. البراءة بين الجوع والمرض والعنف والنزوح

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الجيش الإسرائيلي يعترف بمسؤوليته عن مقتل موظف أممي إسرائيل تمنع وصول المساعدات إلى غزة منذ 7 أسابيع

منذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، أصبح الأطفال الضحايا الأبرز لصراع مسلح لا يرحم، إذ يواجهون مزيجاً مميتاً من الجوع، والمرض، والعنف، والنزوح.
وكانت نقابة الأطباء السودانيين قد كشفت عن وفاة أكثر من 45 ألف طفل بسبب سوء التغذية، بينما تُسجَّل وفاة طفل أو طفلين كل ساعة في مخيمات النزوح، مثل «زمزم وكلمة» في دارفور، و«أدري» في تشاد، والتي أصبحت ملاذاً لأكثر من 600 ألف لاجئ سوداني.
وبعيداً عن الأرقام التي لا تروي سوى جزء من المأساة، يعيش الأطفال في السودان تجربة قاسية، وسط انهيار شبه كامل للبنية الصحية والتعليمية، وغياب شبه تام للمساعدات الإنسانية في مناطق واسعة من البلاد، خاصة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
وتشير تقارير المنظمات الدولية والأممية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، إلى أن السودان يواجه واحدة من أسوأ أزمات الطفولة في العالم، حيث يعاني أكثر من 3 ملايين طفل، تحت سن الخامسة، سوء التغذية، بينهم 700 ألف معرضون للموت الفوري إذا لم يتلقوا تدخلاً عاجلاً.
ولا تقتصر الأزمة على نقص الغذاء، بل تشمل غياب مياه الشرب النقية، وتفشي أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة في الظروف الطبيعية، مثل الحصبة والملاريا والإسهال الحاد، كما يعاني الأطفال من انقطاع تام في برامج التطعيم الدورية، وتدمير واسع للمراكز الصحية والمستشفيات.
وكان وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، قد أوضح أن 15% من الأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاع يعانون سوء تغذية حاد، وهو ما يتجاوز الحد الذي يستدعي تدخلاً طبياً فورياً المحدد بـ 6%.
لكن الواقع على الأرض يُعد أكثر تعقيداً مما تظهره بعض التقديرات، إذ إن القيود المفروضة على حركة منظمات الإغاثة تعرقل وصول الدعم إلى من هم في أمس الحاجة إليه.
وأكد الأمين العام للمجلس القومي للطفولة، عبدالقادر الأمين أبو، أن 87% من أطفال السودان يعيشون تحت خط الفقر، وغالبيتهم لم يتلقوا أي نوع من الدعم الطارئ منذ بداية الحرب.
وتُعاني فتيات السودان مخاطر مضاعفة، تتراوح بين الزواج القسري، والاعتداءات الجنسية، والاستغلال في مناطق النزوح، حيث أفادت تقارير حقوقية بأن آلاف الفتيات تم تزويجهن قسراً في سن مبكرة، إما بدافع الحماية أو نتيجة الفقر المدقع، في ظل غياب شبه كامل لأي آليات حماية.
أوضح القيادي في حزب المؤتمر السوداني، أيمن عثمان، أن الانتهاكات والجرائم المرتكبة ضد الأطفال في السودان منذ اندلاع الحرب، في أبريل 2023، تُعد وصمة عار على جبين الإنسانية، وتُنذر بتدمير جيل كامل، مشيراً إلى أن الانتهاكات تشمل التجنيد القسري، والقتل العمد، وترك الأطفال يواجهون المجاعة، وغيرها من الاعتداءات التي تُمارس ضد الأطفال من دون رادع.
وذكر عثمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القوات المسلحة السودانية والميليشيات المتحالفة معها، يجندون الأطفال قسراً ويحولونهم إلى وقود لحرب عبثية، في انتهاك صريح لكل القوانين الدولية.
وأفاد بأن تقارير عدة صادرة عن «اليونيسف» وثقت مقتل وإصابة آلاف الأطفال، بينما كشفت مشاهد مصورة عن جرائم مروعة، مثل حرق أطفال أحياء في ولاية الجزيرة، وتحديداً في ود مدني، خلال العام الماضي، من قبل قوات متحالفة مع القوات المسلحة السودانية، كانت قد استهدفت قرية «كمبو» المكتظة بالسكان.
من جانبه، قال مصعب يوسف، المحلل السياسي، إن المجاعة تهدد 14 مليون طفل سوداني، ما يفاقم حجم الكارثة الإنسانية، حيث يُترك الأطفال يتضورون جوعاً، وسط الحصار وغياب المواد الغذائية، بينما تتسبب ظروف النزوح في تعريضهم لمزيد من المخاطر، بما في ذلك العنف والمرض والإهمال.
وأضاف يوسف لـ«الاتحاد» أن الانتهاكات التي يتعرض لها أطفال السودان ترقى إلى مستوى «جرائم الحرب».

مقالات مشابهة

  • توقعات ما بعد الحرب والاتفاق السياسي في السودان: فرص التحوُّل ومخاطر الانكفاء
  • أطفال السودان.. البراءة بين الجوع والمرض والعنف والنزوح
  • القابلية للارتزاق والابتزاز
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • مليشيتك المفضلة شنو؟ الشعب السوداني بعد الحرب
  • ???? انقلاب حميدتي
  • ما هي أسباب الحرب في السودان إذن؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
  • حقيقة الحرب في السودان
  • الخطيب للراعي: نريدك أن تتماثل للشفاء لأن وجودك ضروري لنا وللبنان