دينيون من أجل السلام والتماسك الاجتماعي – دكتور/ سالم حامد أبوبكر – السلام سمح
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
من العبارات المُحببة لدا السودانيين، والحاضرة عندهم في جلسات الجُودية والإصلاح بين المتخاصمين، والاقتتال بين الفريقين هذه العبارة ” السلام سمح” لأن السلام اسم من أسماء الله الحُسنى، و سُمية الجنة بدار السلام، وتحية أهل الجنّة السلام، والصواب من القول سُمي سلاماً،والله يدعوا إلى سُبل السلام.
( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ “الحشر:23.
(خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ)إبراهيم: 23)
(لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ) (الأنعام: 127).
(وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ) (يونس: 25).
” يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ) المائدة:16.
وفي صحيح البخاري صلى الله عليه وسلم( فإن الله هو السلام).
وعند الإمام مسلم كان صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من صلاته( اللَّهم أنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، تَبَاركتَ يا ذَا الجلالِ والإكرَام).
ويُعرّف السلام بأنَّه الصُلح، والعافية، والسلامة، والاستقرار الذي يَسُودُ المجتمع، وتَسعى إليه المجموعات البشرية أو الدول، لتحقيق الانسجام التام، ونبذ الكراهية، والعداوة، والبغضاء والشحناء، والتفرقة.
يرتبط السلام بثلاثة مفاهيم أساسية:
أولها:مفهوم صُنع السلام؛ الذي يعني مساعدة الأطراف المتنازعة والمتقاتلة على عَقد اتفاقٍ فيما بينهم للوصول إلى حالة من الإستقرار.
ثانياً: مفهوم حِفظ السّلام؛ وهذا يعني منع الأطراف المتنازعة من شن الحروب ضد بعضها البعض، ونقض العهد والمواثيق التي بينهم.
ثالثا: مفهوم بِناء السّلام؛ وهو الذي يعني بناء مجتمع قادر على تبني وترسيخ ثقافة السّلام من خلال حفظ حقوق الإنسان، وتقبل الآخر، و إعلاء قيم التسامح، والتعددية.
???? السلام له معانٍ كثيرة وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
منها السلامة: أن يَسْلم الناسُ منك جميعاً مُسْلِمهم وكافرهم، كبيرهم وصغيرهم، فلا تُؤذيهم،ولا تَظلمهم، ولا تَسفك دمهم، ولا تحتقرهم، ولا تأخذ شيئاً من مالهم بغير وجه حقٍ لقوله صلى الله عليه وسلم ( المُسلمُ من سَلِمَ المُسلمونَ من لِسانِه ويَدِه، والمُؤمن من أَمِنَه الناسُ على دِمائهم وأَموالهم، والمُجاهد من جاهد نفسَه في طاعة الله، والمُهاجر من هجَر الخَطايا والذنوب).
ومن معان السلام: أن يعيش الجميع في أمنٍ و أمانٍ، دون خوفٍ أو تهديد بالعنف، أو الممارسة بأي شكلٍ من أشكال العُنف، وأن يكون الجميع سواسية أمام القانون، وتكون أنظمة العدالة موثوقة.
وقد طبق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم منهج السّلام في حفظ حقوق غير المسلمين، الذين يعيشون مع المسلمين بأن لهم الأمن والأمان في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، بل حذر أشد التحذير ووعد أن من ظلمهم أو أخذ حقهم بأنه لا يدخل الجنة البتَّة وخصيمه يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم ( مَن قَتَلَ مُعاهَدًا لَمْ يَرِحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ، وإنَّ رِيحَها تُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ أرْبَعِينَ عامًا).
وفي رواية لأبي داود(ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ_ خصيمه_ يومَ القيامةِ) المعاهد غير المسلم الذي دخل دار الإسلام بأمان لتجارةٍ أو عملٍ، أو زيارةٍ، أو نُزهةٍ، أو استشفاء أو غير ذلك. هذا لغير المسلم فكيف بالمسلم !!
ومن معان السلام أيضاً : الثناء الحسن قال الله( سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ) (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) قال الحافظ ابن كثير: اي مُفسِّر لما أبقى عليه من الذكر الجميل والثناء الحسن، أنه يُسلَّمُ عليه في جميع الطوائف والأمم؛
لذلك إذا طبق الناسُ منهج السّلام الذي جاء به رسول السّلام عليه الصلاة والسلام ، سيعيشون في سلام مع أعدائهم وأحبابهم، مع مُخالفيهم ومُوافقيهم، مع أهلهم وجيرانهم، مع زوجاتهم وأبنائهم،لأن بالسلام سينتقل الإنسان إلى دار السلام الذي يُعانيه البشر اليوم في كثير من البلدان مما لا يوصف من القهر ،والاستغلال ، والقتل ، والتشريد ، والإفقار ، والإذلال.
وفي الختام: إنني أدعوا جميع أطياف المجتمع السوداني إلى السِلم والسّلام، ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية، والدعوة إلى التسامح والتعايش السلمي فيما بينهم، حتى تنعم بلادنا بالأمن والأمان والاستقرار.
أسأل الله تعالى أن يحقن دماءنا، وأن يوحد صفَّنا، وأن يجمع كلمتنا وأن، يألف بيننا وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين.
قادة دينيون من أجل السلام والتماسك الإجتماعي.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أجل السلام من صلى الله علیه وسلم الذی ی
إقرأ أيضاً:
قبل النوم.. أذكار تجلب السكينة وتحفظك حتى الصباح
تعتبر أذكار النوم من القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الأعمال العظيمة التي تحقق للمسلم راحة البال والأمان النفسي، وتحميه من الشرور والآفات. هذه الأذكار التي يقرأها المسلم قبل نومه تؤدي دورًا هامًا في تقوية الصلة بالله عز وجل، وتحصين النفس من الشيطان، كما أنها تساهم في زيادة الأجر والثواب لمن يحرص على المواظبة عليها.
ما هي أذكار النوم؟
من أبرز أذكار النوم التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم:
1. قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص ثلاث مرات، مع النفث في الكفين ومسح ما استطاع من الجسد.
2. آية الكرسي: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأها قبل نومه أجير من الجن حتى يصبح".
3. آخر آيتين من سورة البقرة: ورد عن النبي أن قراءتهما تكفي المسلم من كل سوء.
4. سورة الملك: واظب النبي على قراءتها قبل النوم لما لها من فضل عظيم كالحماية من عذاب القبر والشفاعة لصاحبها.
فضل أذكار النوم
تحصين النفس من الشياطين والشرور.
تحقيق الطمأنينة والسكينة للمسلم.
مضاعفة الحسنات والقرب من الله.
الشعور بالنشاط عند الاستيقاظ صباحًا.
تعلم الاتكال على الله واستشعار القرب منه.
الطريقة الصحيحة لقراءة أذكار النوم
ينبغي أن تُقرأ الأذكار بتأنٍ وتركيز واستحضار للقلب، حيث أن الهدف منها هو الانشراح والإيمان العميق. يُفضل أن تُقال بصوت منخفض بحيث يسمع المسلم نفسه فقط، مع تجنب الإزعاج أو رفع الصوت أمام الآخرين.
أذكار النوم تعلّم المسلم التوكل على الله في كل أموره، خاصة في لحظات السكون والهدوء.
تعزز من قوة العلاقة بين العبد وربه، حيث تجعل المسلم دائم الذكر حتى قبل أن ينام.
تذكر المسلم بأهمية الاستغفار والتوبة، وتمنحه شعورًا بالرضا الداخلي.
المواظبة على أذكار النوم ليست مجرد عادة دينية، بل هي عبادة تحمل في طياتها العديد من الفوائد الروحية والنفسية والجسدية. فهي سبيل المؤمن للتحصين، ووسيلة للتقرب إلى الله عز وجل، ونيل رضاه. لذا، ينبغي لكل مسلم أن يجعل هذه الأذكار جزءًا من حياته اليومية.