الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

من العبارات المُحببة لدا السودانيين، والحاضرة عندهم في جلسات الجُودية والإصلاح بين المتخاصمين، والاقتتال بين الفريقين هذه العبارة ” السلام سمح” لأن السلام اسم من أسماء الله الحُسنى، و سُمية الجنة بدار السلام، وتحية أهل الجنّة السلام، والصواب من القول سُمي سلاماً،والله يدعوا إلى سُبل السلام.


( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ “الحشر:23.
(خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ)إبراهيم: 23)
(لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ) (الأنعام: 127).
(وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ) (يونس: 25).
” يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ) المائدة:16.
وفي صحيح البخاري صلى الله عليه وسلم( فإن الله هو السلام).
وعند الإمام مسلم كان صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من صلاته( اللَّهم أنْتَ السَّلامُ، ومِنكَ السَّلامُ، تَبَاركتَ يا ذَا الجلالِ والإكرَام).

ويُعرّف السلام بأنَّه الصُلح، والعافية، والسلامة، والاستقرار الذي يَسُودُ المجتمع، وتَسعى إليه المجموعات البشرية أو الدول، لتحقيق الانسجام التام، ونبذ الكراهية، والعداوة، والبغضاء والشحناء، والتفرقة.

يرتبط السلام بثلاثة مفاهيم أساسية:

أولها:مفهوم صُنع السلام؛ الذي يعني مساعدة الأطراف المتنازعة والمتقاتلة على عَقد اتفاقٍ فيما بينهم للوصول إلى حالة من الإستقرار.

ثانياً: مفهوم حِفظ السّلام؛ وهذا يعني منع الأطراف المتنازعة من شن الحروب ضد بعضها البعض، ونقض العهد والمواثيق التي بينهم.

ثالثا: مفهوم بِناء السّلام؛ وهو الذي يعني بناء مجتمع قادر على تبني وترسيخ ثقافة السّلام من خلال حفظ حقوق الإنسان، وتقبل الآخر، و إعلاء قيم التسامح، والتعددية.
???? السلام له معانٍ كثيرة وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

منها السلامة: أن يَسْلم الناسُ منك جميعاً مُسْلِمهم وكافرهم، كبيرهم وصغيرهم، فلا تُؤذيهم،ولا تَظلمهم، ولا تَسفك دمهم، ولا تحتقرهم، ولا تأخذ شيئاً من مالهم بغير وجه حقٍ لقوله صلى الله عليه وسلم ( المُسلمُ من سَلِمَ المُسلمونَ من لِسانِه ويَدِه، والمُؤمن من أَمِنَه الناسُ على دِمائهم وأَموالهم، والمُجاهد من جاهد نفسَه في طاعة الله، والمُهاجر من هجَر الخَطايا والذنوب).

ومن معان السلام: أن يعيش الجميع في أمنٍ و أمانٍ، دون خوفٍ أو تهديد بالعنف، أو الممارسة بأي شكلٍ من أشكال العُنف، وأن يكون الجميع سواسية أمام القانون، وتكون أنظمة العدالة موثوقة.

وقد طبق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم منهج السّلام في حفظ حقوق غير المسلمين، الذين يعيشون مع المسلمين بأن لهم الأمن والأمان في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، بل حذر أشد التحذير ووعد أن من ظلمهم أو أخذ حقهم بأنه لا يدخل الجنة البتَّة وخصيمه يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم ( مَن قَتَلَ مُعاهَدًا لَمْ يَرِحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ، وإنَّ رِيحَها تُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ أرْبَعِينَ عامًا).

وفي رواية لأبي داود(ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ_ خصيمه_ يومَ القيامةِ) المعاهد غير المسلم الذي دخل دار الإسلام بأمان لتجارةٍ أو عملٍ، أو زيارةٍ، أو نُزهةٍ، أو استشفاء أو غير ذلك. هذا لغير المسلم فكيف بالمسلم !!

 

ومن معان السلام أيضاً : الثناء الحسن قال الله( سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ) (سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) قال الحافظ ابن كثير: اي مُفسِّر لما أبقى عليه من الذكر الجميل والثناء الحسن، أنه يُسلَّمُ عليه في جميع الطوائف والأمم؛

لذلك إذا طبق الناسُ منهج السّلام الذي جاء به رسول السّلام عليه الصلاة والسلام ، سيعيشون في سلام مع أعدائهم وأحبابهم، مع مُخالفيهم ومُوافقيهم، مع أهلهم وجيرانهم، مع زوجاتهم وأبنائهم،لأن بالسلام سينتقل الإنسان إلى دار السلام الذي يُعانيه البشر اليوم في كثير من البلدان مما لا يوصف من القهر ،والاستغلال ، والقتل ، والتشريد ، والإفقار ، والإذلال.

وفي الختام: إنني أدعوا جميع أطياف المجتمع السوداني إلى السِلم والسّلام، ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية، والدعوة إلى التسامح والتعايش السلمي فيما بينهم، حتى تنعم بلادنا بالأمن والأمان والاستقرار.

أسأل الله تعالى أن يحقن دماءنا، وأن يوحد صفَّنا، وأن يجمع كلمتنا وأن، يألف بيننا وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين.

قادة دينيون من أجل السلام والتماسك الإجتماعي.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أجل السلام من صلى الله علیه وسلم الذی ی

إقرأ أيضاً:

سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟

نشر موقع "n12" الإسرائيليّ تقريراً جديداً تحدث فيه عن وحدة إسرائيلية سريّة تعتبر مسؤولة عن تقييم عمليات القصف التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف يستهدفها، مشيراً إلى أن هذه الوحدة وهي "خدمة تكنولوجيا الإستخبارات"، تعمل على رسم خرائط للأهداف وفهم مدى الضرر الذي تسببه الذخائر بعد كل هجوم يتم بالقنابل والصواريخ.   ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ الوحدة تعمل على رصد أمرين أساسيين، الأول وهو معرفة ما إذا كان الهدف الموجود في دائرة القصف قد طالته الضربة فعلاً، فيما الأمر الثاني يتصل بمعرفة ما إذا كانت النقطة المحددة التي أرادت القوات الجوية ضربها قد تم استهدافها حقاً، وذلك وفق ما يقول أحد الضباط المرتبطة بتلك الوحدة ويُدعى المقدم "م."، وهو يشغل قسم رسم الخرائط والتكنولوجيا في الوحدة.   وفي سياق حديثه، يقدم الضابط مثالاً على اغتيال القيادي البارز في حركة "حماس" صالح العاروري في بيروت مطلع شهر كانون الثاني 2024، إذ قال: "لقد كانت حادثة بسيطة، ولم يكن علينا التأكد من اغتيال العاروري بشكل عميق، لأن حزب الله أبلغ عن ذلك. ولكن هناك حالات أكثر تعقيداً وتشابكاً، فلنقل على سبيل المثال إذا هاجمت نظاماً للأسلحة، فإن العدو ليس لديه مصلحة في الاعتراف بذلك. لن يقول أحد هذا الأمر، لذا فإن مهمتنا هي معرفة ذلك والإعلان عنه".   ويشير التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية لعبت دوراً مهما في أبرز عمليات الاغتيال منذ بداية الحرب، وقال: "لقد لعبت قوات الإسرائيلية دوراً هاماً في أبرز عمليات الاغتيال منذ بداية الحرب". هنا، يتحدث قائد وحدة "خدمة تكنولوجيا الاستخبارات" المقدم "ل." قائلاً: "هناك أماكن تتطلب التخطيط الدقيق. لقد كنا شركاء في كل عمليات اغتيال كبار قادة حزب الله في الضاحية. أما مكان إقامة الشخص المسؤول ومتى كان هناك، فهذه معلومات يوفرها لنا فرع الاستخبارات، ولكن مسؤولية التنفيذ والتخطيط الفردي تقع على عاتقنا. لقد تعلمنا من كل عملية إقصاء، ونوجه الطيارين بحيث يتم ضرب ما نريده، ولا يتم ضرب ما لا نريده. نحن نعرف كيف نرفع العلم ونقول إذا فشلنا في الضرب، ونقوم بالتحقيق للمرة المقبلة".     المسؤول ذاته كشفَ أن وحدته لعبت دوراً كبيراً في عملية اغتيال أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وقال: "لقد خطط سلاح الجو للهجوم خصوصاً أنه كان في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت".   وتابع: "كانت هناك حاجة إلى الدقة والاحترافية.. في النهاية هناك نقطة يجب ضربها. لم نكن نعرف أننا نعمل على القضاء على نصرالله، لكننا فهمنا أن الأمر كان حساساً للغاية. فقط بعد النظر إلى الوراء، أدركنا أننا كنا شركاء في القضاء على أمين عام حزب الله". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • 4 أمور لو فعلها المسلم يوميا كان من أهل الجنة.. تعرف عليها
  • ما هو سبب صيام شهر رمضان؟ اغتنم 6 نفحات ربانية تتنزل على الصائمين
  • هل يجوز الاستغفار بنية زيادة الرزق والفرج؟.. الإفتاء تجيب
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • رئيس جامعة الأزهر السابق: ناقة صالح عليه السلام معجزة تثبت عظمة الله
  • برنامج الامم المتحده الانمائي : الاقتصاد السوري بحاجه الى 55عاما للعوده الى المستوى الذي كان عليه في 2010قبل الحرب
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
  • الشيخ خالد الجندي يرد على شبهة أمية الصحابة
  • خالد الجندي: الأحاديث النبوية كُتبت فى عهد الرسول
  • بعد صدور القرار الظنّي بحقّه.. دكتور فود يُناشد رئيسيّ الجمهوريّة والحكومة: أنا بخاف الله