خبير مغربي يطرح أربعة سيناريوهات أمام ماكرون للخروج من مأزق الإنتخابات الفرنسية
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
زنقة 20 ا الرباط
أشارت التقديرات الأولية لنتائج التصويت في الانتخابات التشريعية في فرنسا إلى تصدّر تحالف اليسار في الجولة الثانية واحتلال معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون المرتبة الثانية، متقدمًا على اليمين المتشدد، لكن دون أن تحصل أي كتلة على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية.
وبحسب استطلاعات الرأي، فإن كتلة ماكرون المنتمية لتيار الوسط تتقدم بفارق ضئيل على حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان في معركة التنافس على المركز الثاني.
وفي هذا الصدد، قال رشيد لزرق، الأستاذ الجامعي الخبير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في تصريح لموقع Rue20، إن “نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية هي تحدٍ بالنسبة لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، في تشكيل الحكومة التي يعمل معها على ضوء نتائج الانتخابات”، مشيرا إلى أن هذا “يعود لكون هذا الأخير فقد الأغلبية المطلقة التي كان يستند إليها في الجمعية الوطنية. الأمر الذي يفتح سيناريوهات مختلفة لكنها كلها مرفوقة بتحديات صعبة”.
ومن بين السيناريوهات يوضح رشيد لزرق، أولاً: حكومة موسعة، حيث أنه أمام رئيس الجمهورية سيناريو تشكيل حكومة موسعة تضم أحزاباً من الوسط واليمين المعتدل. لكن هذا السيناريو يتطلب تسويات صعبة تستلزم تنازلات من طرف جميع القوى المشاركة ويبقى مهدداً بعدم الاستقرار الحكومي وما في ذلك من تأثير على تمرير مشاريع القوانين.
والسيناريو الثاني تشكيل حكومة أقلية، حيث يمكن لرئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون الاتجاه في إطار تشكيل حكومة ذات أقلية في الجمعية الوطنية بالاستناد على دعم الأحزاب القريبة لتمرير مشاريع القوانين، ومقارنة بالسيناريو الأول فإن هذا الاتجاه يهدد بدوره استقرار الحكومة بفعل عدم انسجامها وقد يؤثر على تمرير المشاريع الحكومية وتنفيذ برامجها.
أما السيناريو الثالث تشكيل حكومة مكونة من ائتلاف أحزاب اليمين التقليدي وإن كان هذا السيناريو يمكّن من تشكيل حكومة مكونة من تحالف مع حزب الجمهوريين اليميني يخول للحكومة الاستناد على أغلبية مريحة، غير أن هذا السيناريو قد يجعل ماكرون رهينة لتبني سياسات أكثر يمينية، قد يفقد معها قاعدته الانتخابية.
والسيناريو الرابع يضير لزرق، تشكيل حكومة وحدة وطنية، هو استثناء لا يكون إلا عند حدوث أزمات كبرى، الغاية منها إشراك الجميع في تجاوز الأزمة، موضحا أنه “صحيح أن الواقع الحالي يُظهر أن هناك العديد من التحديات التي تعرفها فرنسا نتيجة التغيرات الجيوسياسية وسيادة عدم اليقين على المستوى الاقتصادي والجيوسياسي، غير أن اللجوء لحكومة وحدة وطنية يُصوّر أن فرنسا تمر بضعف، لهذا فإن الرئيس إيمانويل ماكرون والمحيطين به سيترددون كثيراً في الدفع بهذا الاختيار المتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شريحة واسعة من الأحزاب”.
وأبرز أن هذا السيناريو الأخير “يُضعف رئيس الجمهورية سياسياً ويصوره أنه غير قادر على إدارة الوضع السياسي الحالي. وهو الذي يسعى للحفاظ على دوره القيادي القوي، ويعتبر هذا الخيار تهديداً لنفوذه وقدرته على توجيه السياسة الفرنسية”.
واعتبر لزرق أن “أول تحدٍ سيواجهه هو توزيع المناصب الحكومية إذ سيضطر إلى إعطاء المعارضة قطاعات وزارية وازنة تعمل على تقويتها وإضعاف رئيس الجمهورية عبر تضييق اختصاصاته وتقييد حريته في اتخاذ القرارات، ومواجهة المتغيرات ويبقى رهينة لباقي الأحزاب السياسية، يصعب معها سد الفجوات المتواجدة بين حزب إيمانويل ماكرون وباقي الأحزاب مما يجعل هناك فجوة كبيرة بين برنامجه الإصلاحي الوسطي وبرامج اليسار الراديكالي واليمين المتطرف واسعة للغاية. ومحاولة الجمع بينهما في إطار حكومة وحدة وطنية قد يؤدي إلى احتباس سياسي ويفاقم الأزمة بدل حلها لكونه قد يجعل الحكومة مشلولة..وما في ذلك من تأثير على الصورة التي يحاول إيمانويل ماكرون رسمها لنفسه بكونه قائداً وسطياً إصلاحياً”.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: حکومة وحدة وطنیة إیمانویل ماکرون هذا السیناریو تشکیل حکومة
إقرأ أيضاً:
هل عطس الأردن بالاحزاب البرامجية ونتائج الإنتخابات معا..كيف ولماذا..؟.
هل عطس #الأردن بالاحزاب البرامجية و #نتائج_الإنتخابات معا..كيف ولماذا..؟.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
لاشك ان تعديل قانونيّ #الاحزاب والانتخابات النيابية ، قد جاء وبشكل رئيس ترجمة ضمنية لنتائج وتوصيات اللجنة الملكية للتحديث السياسي( 2021) التي عهد الملك برئاستها لدولة سمير الرفاعي المنحدر تاريخيا من جامعة سياسية اردنية وغربية فاعلة في مسيرة الدولة الاردنية عبر احداث واجيال من جد واب وابن .
ان هذا الاختيار الملكي للرفاعي كما أقرأه من منظور علم اجتماع السياسية وبخصوصيته الاردنية ، ليس خيارا عابرا للمعاني والايحاءات التي بنيت فيه وعليه ،فهو رؤية ملكية اصلاحية واستشرافية جريئة، غنية المضامين والآفاق، كيف لا..؟ وهي باجتهادي؛ سعيّ مؤسسي لإنعاش وتنشيط مترابط المسارات لاداء بناءات اساسية في مسيرة مجتمعنا وهي:- السياسية، والاقتصادية والادارية تزامنا مع
عبورنا للمئوية الثانية لدولتنا الاردنية على الصعيد الداخلي ؛ اما خارجيا فالقرار يحمل نوعا محسوبا من أهمية تناغمنا كدولة مع سرعة تأثيرات سيادة القطب الواحد عولميا المنادي بضرورة تبني الاصلاحات “الوظيفية” الهادئة، وليس التغييرات “الصراعية” الصادمة في دول الاصدقاء له خصوصا في منطقة الشرق الاوسط الرجراجة منذ قرن في الاقل فماذا كانت مخرجات قانوني الاحزاب ونتائج الانتخابات النيابية في ظل اقليم متسارع وعميق التغييرات وبأي اتجاه…؟.
(2)
تشخيصيا ، انطلقت عملية اندفاع الشيّاب والمسؤولين السابقين في سعيهم العودة للمشهد السياسي بغلاف حزبي على شكل جُزر شخصية وانطباعات مترهلة غير مقنعة للمتلقي، لكن التمسك بهذا الموسم مطلوب كمصالح شخصية غالبا،
ولا علاقة لها كمصالح شخصية بحتة – بفلسفة وضرورة قيام احزاب اردنية حقيقية تخدم تجدد وتنظيمات الدولة كما ا.ارادها جلالة الملك – لذا كان لابد من تحالف الحزبيون والليبرليون الجُدد “فوقيا” مع اصحاب رؤوس الاموال ومالكي الشركات الذين توهموا بدورهم ايضا، ان هذه الاحزاب المتوالدة كالفِطر ستحوز على اغلبية برلمانية في المجلس القادم، وبالتالي قد تهدد عبر التشريعات”البرامجية” المتخيل وضعها من قِبلهم مصالح هؤلاء الراسماليين وبقايا متقاعدي القطاع العام؛ لذا من المصلحة لابد من التحالف معهم، كي لا يقلل من ارباحنا ونفوذنا الباطن كقطاع خاص ؛لذا لابد من ادخال وتفعيل قانون العرض والطلب المالي في الاحزاب الهشة والناشئة والانفاق بسخاء لتحديد من هم المرشحين الواجب ان يدفعوا لاحزابهم ليصار الى ترشيحهم من قبل احزابهم في قوائم العاصمة والمحافظات مع اهمية زيادة الانفاق على على شراء اصوات الناخبين واستئجار المقرات الحزبية والانتخابية لهم بغية الحصول على اكبر عدد من المقاعد النيابية ، فكان ان فاز حزب الاخوان الايدلوجي باغلبية نيابية لافته في المجلس وهذه نتيجة تؤكد معاني التعددية والسلمية في الديمقراطية الاردنية الواعدة بالكثير .
(3)
ومن منظور علم اجتماع السياسية ،
بدأت عمليات تشكيل”الاحزاب” والاستقطاب لعضوياتها بصورة ضبابية، ودون وجود اجابات واضحة على تساؤلات العقل الجمعي الاردني، لاسيما الشباب من الجنسين فيه خصوصا في الحافظات خارج العاصمة الحبيبة عمان ومنها:-
لماذا الاحزاب في ظل ارتفاع نسب البِطالة والفقر ،ما هي بنيتها وبرامجها الفكرية والتنظيمية، وهل هي احزاب حكومية عبر اشخاص لم ينجحوا اصلا عندما كانوا في سِدة المسؤولية، ثم ما المكسب الذي سأحصل عليه في حال التحاقي بهذا الحزب او ذاك، ثم ما المقصود في الاحزاب البرامجية اصلا وبما ستختلف عن الاحزاب الايدلوجية التي سبقتها حتى وهي صاحبة التجارب المُرة اثناء توليها السلطة سواء في العراق او سوريا وحتى في اليمن الجنوبي..؟. تساؤلات بقيت معلقة برسم الاجابة التي لم تاتِ بها هذه الاحزاب الجديدة قبيل واثناء وبعيد الانتخابات النيابية للاسف.
(4)
يمكن القول انه ربما وبحكم قِصر المدة الزمنية التي مرت بها عمليات وبالتالي سرعة تعديل”قانوني الاحزاب والانتخابات النيابية” كجزء من مخرجات لجنة التحديث الملكية ، قد جاءت الولادة القيصرية للاحزاب البرامجية والتي لم تجد من يسوّقها شعبيا في مجتمع مسيس ومجرب للعمل مع الاحزاب الايدلوجية قبلا بعد ان غاب عن الحزبيين الجُدد مقولة بأن “العرض الجيد للقضية نصف كسبها” ، فاداروا العملية التسويقية للاحزاب الناشئة وفقا لعقلية “الكِسبة/نِهبة” السياسية من قبل مجموعة شبه رسمية/حكومية من المستعجلين على خطف ريادة المبادرة الملكية في مجتمع اردني مدمن ومعتق بالسياسية منذ تاسيس الامارة (1921) في الاقل ، كما ان لدينا في المملكة، غابة من اسماء القادة السياسين والحزبيين الخبراء وقادة الرأي والنقابيين المؤثرين المنسحبين من المشهد العام الذين لم يتم التواصل معهم، او حتى كسبهم لصالح العمل والتسويق للعمل الحزبي البرامجي بعد ان اصبح العالم بقيادة التكنولوجيا وليس الايدلوجيا. ، مثلما هو متخم الوعي والخبرات بالعملين النقابي الحزبي الوطني والايدلوجي لاحقا وذلك منذ نشوء الامارة 1921 ترابطا مع استمرار الصراع الفلسطيني كمتغير فاعل واساس في اي عمل او تشكل حزبي اردني وبصورة عضوية مع تغير ادوات ومظاهر الصراع العربي الاسرائيلي انطلاقا من كل فلسطين التؤام للأردن عبر التاريخ.
(5)
اخيرا…
ليس غريبا على الدولة الاردنية بمرونة بناءاتها الفكرية والتنظيمية وهي تلج مئويتها الثانية ان تجاهر في ضرورة اعادة تقويم ريادتها المؤمنة بضرورة وجود احزاب برامجية راشحة من اوجاع وتطلعات المواطنيبن لكنها متقدمة عليها فرا وتنفيذ ولكن -بنوعية حزبيين جُدد مع الاحترام للحاليين منهم- احزابا الكل شركاء في تشكيلها ونقد اداءاتها وبالتالي انضاجها مؤسسا وفقا لخصوصية دولتنا القائمة على قاعدة اعمل وطنيا وفكر عولميا ….ولعل الانتقادات والسِهام الواخزة التي اطلقها رئيس لجنة التحديث الملكية دولة سمير الرفاعي نحو الاحزاب وممارستها التي سبقت وصاحبت نتائج الانتخابات النيابية ليس ببعيد غالبا وباجتهادي عن رؤية وتشخيص القيادة العليا في الدولة لهذا الواقع المنوي تقويمه في مرحلة مفصلية يمر بها الاقليم ممثلا بدول الجوار والعالم افكارا وحروب متقدة قبيل مباشرة الرئيس الامريكي ترامب مهامه الدستورية بما يعمق مؤسسية المجتمع ويوسع من آفاق العمل الحزبي …انها قراءة مفتوحة على التفكر والحوار تحت مظلة وتعددية الراي في اردننا الحبيب أولا بأول.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.