قلق إسرائيلي من تأثير المسلمين المتصاعد في نتائج الانتخابات البريطانية
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
صحيح أنه مع انتخاب رئيس حزب العمال كير ستارمر رئيسا لوزراء المملكة المتحدة، ربما تجد دولة الاحتلال آذانا صاغية أكثر من أي وقت مضى في داونينغ 10، لكن سيكون لزاما عليها أن تتعامل معه بحكمة في ضوء جهوده الساعية للحفاظ على وحدة حزب العمال، وفي الوقت نفسه التعامل مع المشاعر المعادية للاحتلال الإسرائيلي الموجودة في أجزاء معينة من حزبه، وبين المسلمين في بريطانيا عموما، ولذلك لن يكون الأمر سهلا على الإسرائيليين.
دوف ميمون الباحث بمعهد سياسات الشعب اليهودي (JPPI) ومنسق أنشطته في أوروبا، ذكر أنه "بينما يزداد اليمين المتطرف قوة في معظم الدول الأوروبية، فإن الاتجاه في بريطانيا عكس ذلك بما يشير الى الاستقرار السياسي والتوافق، وبعد 14 عاماً من حكم المحافظين، الذي فشل في تحقيق حكم فعال، وعجز عن القضاء على التدهور الاقتصادي والفقر، جاءت الثورة، وكما كان متوقعا، تعرضوا لهزيمة ساحقة، الأكبر في المائة عام الماضية، فقد حظوا بـ131 مقعدا فقط، فيما فاز العمال بـ410 مقعدا".
وأضاف في مقال نشره موقع "ويلا"، وترجمته "عربي21" أنه "بينما يقدم ستارمر منظورا فريدا، فزوجته اليهودية، وتعلم طفلاه وفق التقاليد اليهودية، ولذلك فإن شخصيته القيادية قد يكون لها تأثير كبير على العلاقات مع إسرائيل، خاصة وأنه خلال الحملة الانتخابية، تعرض لانتقادات بسبب حفاظه على التقاليد اليهودية، خاصة توقفه عن العمل في الساعة السادسة مساء يوم الجمعة لقضاء بعض الوقت مع عائلته، وجادل منتقدوه بأن هذا سيجعله "رئيسا للوزراء بدوام جزئي"، لكنه ظل على موقفه، مع التأكيد على أهمية الأسرة والتقاليد في حياته، ولاقى هذا الالتزام الراسخ بمبادئه العائلية صدى لدى العديد من الناخبين، وساهم في فوز حزب العمل الساحق".
وأوضح ان "ستارمر يمثّل خروجا حادا عن الماضي الحديث للحزب في عهد جيريمي كوربين، الذي كانت قيادته مليئة بمعاداة السامية، وكان أحد أهم تصرفات الزعيم الجديد النأي بنفسه عن إرث سلفه المثير للجدل، حتى أنه قادة حملة لـ"تطهير" الحزب من العناصر المعادية للسامية، إلى حدّ الإطاحة بكوربين نفسه، فضلا عن تعريف نفسه بأنه "صهيوني"، ولذلك فقد دعم تصوره لدولة الاحتلال تحولًا كبيرًا في موقف حزب العمال من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
رغم ذلك كله، يقول الكاتب أنه "سيتعين على ستارمر أن يتنقل بحكمة، ويوازن بين وجهات نظره الشخصية، والمشاعر المعادية لدولة الاحتلال التي لا تزال موجودة في بعض أجزاء حزبه، مما يعني أن لهذه الانتخابات ستكون آثار مهمة على العلاقات البريطانية الإسرائيلية، بعد سنوات من عدم اليقين والتوتر في ظل قيادة كوربين، لكن ستارمر سيكون مطالبا التصرف بحذر للحفاظ على وحدة الحزب، مع الترويج لرؤيته لدور بريطانيا في الشرق الأوسط".
وأكد أن "العقبة الرئيسية أمام تحسين موقف بريطانيا تجاه الاحتلال مرتبطة بـ"البريطانيين الجدد"، وهم المهاجرون ذوي الأصول المسلمة، الذين يشكلون 30% من عموم السكان ببعض المدن الكبرى، وفي السنوات الأخيرة، تم تنظيم لوبي يسمى "صوت المسلمين"، يشبه في وظيفته "إيباك" في الولايات المتحدة المؤيد للاحتلال، ويعمل على الترويج للمسؤولين المسلمين المنتخبين، ويفحص مواقف المرشحين تجاه الفلسطينيين في انتخاب عدد من رؤساء البلديات المسلمين في المدن الكبرى، ويعتبر بعضهم من ذوي المواقف المناهضة للاحتلال".
وزعم أن "هذا اللوبي البريطاني يتخذ نهجا متشددا، وقد يتطلب من رئيس الوزراء الجديد تبني سياسة تنتقد الاحتلال، وتشير التقديرات أن المسلمين يشكلون 6.5% من سكان بريطانيا، وأكثر من 80% منهم صوتوا لصالح حزب العمال في 2019، لكن دراسة أجريت قبل انتخابات 2024 مباشرة أشارت أن دعمهم للحزب انخفض بنسبة 20%، فيما وصفت نسبة اليهود البريطانيين الذين يشكلون 0.5% من سكان المملكة، وصوتوا لحزب العمال بزعامة كوربين ضئيلة، رغم أن الدراسات الحالية تشير أن هذا الرقم قد يرتفع مرة أخرى لأكثر من 40%".
الخلاصة الإسرائيلية أنه رغم كل هذه التحديات، فإن نتائج الانتخابات تبعث برسالة واضحة حول الرغبة باتباع نهج أكثر توازنا في التعامل مع القضايا الدولية المعقدة، صحيح أن جهود ستارمر ضد أعداء دولة الاحتلال تمثل فرصاً لها، لكنها في الوقت ذاته تأتي معها بتحديات، والآن يبقى أن نرى ما إذا كان سيتمكن من تحقيق التوازن بين العوامل المعقدة في حقبة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حزب العمال الاحتلال بريطانيا بريطانيا الاحتلال حزب العمال المسلمون صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال
إقرأ أيضاً:
الأولى منذ عقد.. ترحيب أميركي بإعلان نتائج الانتخابات البلدية في ليبيا
رحبت الولايات المتحدة الأميركية وأربع دول أوروبية هي فرنسا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة، الاثنين، بإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عن نتائج الانتخابات البلدية في ليبيا، داعية إلى استغلال هذه "الخطوة المهمة" من أجل "تطوير خارطة طريق موثوقة" لإجراء "انتخابات وطنية ناجحة كجزء من عملية تسيرها الأمم المتحدة".
وقالت سفارات الدول الخمس إن "القادة البلديين المنتخبين حديثا حصلوا على تفويض من الشعب الليبي"، داعية السلطات الليبية إلى "دعم أداء عملهم لخدمة المصالح الفضلى للشعب الليبي".
بيان مشترك من سفارات ???????????????????????????????????????? عن نتائج #الانتخابات_البلدية #ليبيا pic.twitter.com/wTTRTES6l3
— U.S. Embassy - Libya (@USEmbassyLibya) November 25, 2024
وجاء ذلك بعد يوم واحد من ترحيب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الأحد، بإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات للنتائج الأولية للانتخابات، داعية إلى "مواصلة الالتزام بالحفاظ على بيئة سلمية" مع بدء مرحلة الطعون اليوم الاثنين.
وذكرت البعثة أن الانتخابات البلدية "فرصة بالغة الأهمية للشعب الليبي لممارسة حقوقه في اختيار ممثليه وتعزيز الحكم المسؤول الذي يلبي طموحات الشعب".
ترحب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات للنتائج الأولية للبلديات الثمانية...
Posted by UNSMIL بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا on Sunday, November 24, 2024وقالت إنها "تقف على أهبة الاستعداد لدعم العمليات السياسية والانتخابية التي يقودها الليبيون ويملكون زمامها لتحقيق الشرعية والاستقرار طويل الأمد والتقدم الملموس للبلاد".
والأحد، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا عن النتائج الأولية لاقتراع البلديات التي شارك فيها نحو 77 بالمئة من الناخبين المسجلين.
وأدلى الليبيون بأصواتهم لاختيار ممثليهم في مجالس 58 بلدية، يوم 16 نوفمبر الجاري، على أن تجرى المرحلة الثانية في 59 بلدية مطلع العام المقبل.
وتنافس في هذه الانتخابات 2331 مترشحا على 426 مقعدا، بينها 68 مقعدا مخصصا للنساء.
#تغطية_مصورة للمؤتمر الصحفي لإعلان النتائج الأولية لانتخاب المجالس البلدية " المجموعة الأولى 58 بلدية "
Posted by المفوضية الوطنية العليا للانتخابات - High National Elections Commission on Sunday, November 24, 2024وهذه الانتخابات هي الأولى من نوعها في هذا البلد المغاربي منذ نحو عقد من الزمن، وينظر إليها على أنها مقياس لمعرفة مدى إمكانية تنظيم انتخابات تشريعية.
وبعد أزيد من أربعة عقود من حكم القذافي، نظمت ليبيا في العام 2012 أول انتخابات وصفت بالحرة وذلك في يوليو 2012 لاختيار أعضاء البرلمان، قبل تنظيم انتخابات بلدية في نوفمبر 2013.
وفي العام 2014، نظمت ليبيا انتخابات برلمانية شهدت مشاركة ضعيفة بسبب ارتفاع منسوب العنف في ذلك الوقت.