مأرب برس:
2024-10-07@01:44:45 GMT

فرنسا تشهد انقلابا مفاجئا في اسبوع

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

فرنسا تشهد انقلابا مفاجئا في اسبوع

قبل أسبوع واحد، بدا اليمين المتطرف أقرب ما يكون إلى السلطة، بعدما حقق أكبر نسبة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المبكرة. لكن الحال انقلب رأسا على عقب -كما يبدو- من النتائج الأولية لجولة الإعادة التي بدأت في الظهور مساء يوم الأحد.

الجولة الأولى التي جرت في الثلاثين من يونيو/حزيران، شهدت تحقق ما ظل الفرنسيون بل والأوروبيون يخافونه على مدار عقود، حيث قفز إلى موقع الصدارة حزب "التجمع الوطني" الذي يمثل أقصى اليمين بعدما حصد نحو 33% من الأصوات، مقابل نحو 28% لتحالف اليسار الذي يعرف بالجبهة الشعبية الجديدة ويضم اليسار المتطرف والاشتراكيين والخضر.

أما معسكر يمين الوسط "معا من أجل الجمهورية" الذي يقوده الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون فقد تقهقر إلى المركز الثالث بعدما اكتفى بـ20% من أصوات الناخبين.

لكن الأيام التالية لهذه النتائج شهدت حالة من الهلع في فرنسا، وذلك إزاء ما اعتبره الكثيرون خطرا محدقا حال وصول اليمين المتطرف إلى السلطة، وهو ما عبرت عنه وكالة الصحافة الفرنسية بالقول إن الفرنسيين باتوا أمام رهان كبير.

جبهة جمهورية

كانت القوى السياسية أكثر شعورا بالخطر على ما يبدو، ولذلك كانت أسرع إلى الاستجابة، حيث تغلبت أحزاب الوسط واليسار وغيرها على انقساماتها وأبرمت عدة اتفاقات سريعة لتحول دون استمرار تفوق اليمين المتطرف، وقد تمثل أبرز مظاهر هذه الاتفاقات في انسحاب أكثر من 200 مرشح من معسكري اليسار والرئيس ماكرون من الدوائر التي كانت ستشهد منافسة بين 3 مرشحين لتعزيز حظوظ زملائهم في التغلب على مرشحي التجمع الوطني.

وكان الهدف من الانسحابات تشكيل ما أطلق عليه "جبهة جمهورية" لمواجهة اليمين المتطرف والحيلولة دون تمكن رئيسه جوردان بارديلا (28 عاما) من أن يصبح أول رئيس من أقصى اليمين يتولى رئاسة الحكومة منذ الحرب العالمية الثانية.

الجدير بالذكر أن الانتخابات الفرنسية المبكرة جاءت نتيجة قرار الرئيس ماكرون حل الجمعية الوطنية عقب الخسارة الكبيرة التي لحقت بمعسكره في انتخابات البرلمان الأوروبي مقابل تقدم لليمين المتطرف.

وبعد تقدم أقصى اليمين بالجولة الأولى من الانتخابات، دعا بارديلا الفرنسيين إلى منح ثقته لحزب الأغلبية المطلقة، واصفا الجولة الثانية بأنها ستكون واحدة من بين الجولات الأكثر حسما في مجمل تاريخ الجمهورية الخامسة التي تأسست عام 1958.

أما زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، فقد بدت منتشية بعد أن حسمت مقعدها البرلماني من الجولة الأولى، ودعت الفرنسيين للتصويت لحزبها مجددا قائلة "نحن بحاجة إلى غالبية مطلقة".

آتت أكلها

لكن يبدو أن تحركات الأحزاب الفرنسية -ومعها مخاوف كثير من الفرنسيين- آتت أكلها، حيث كانت الأيام السبعة كافية لحدوث الانقلاب الكبير والانتقال بفرنسا من اليمين إلى اليسار.

فالنتائج الأولية لجولة الإعادة والتي تقول وكالة رويترز إنها عادة ما تكون موثوقة، أشارت إلى تقدم ائتلاف اليسار إلى المركز الأول وتقدم معسكر يمين الوسط إلى المركز الثاني مقابل تراجع كبير لليمين المتطرف من المركز الأول بالجولة الأولى إلى الثالث بالجولة الثانية.

ووفقا لتوقعات الإعلام الفرنسي بعد إغلاق مراكز الاقتراع مساء الأحد، فإن تحالف اليسار سيحصل على ما يتراوح بين 172 و215 مقعدا بالجمعية الوطنية التي يبلغ عدد مقاعدها 577.

ويضم هذا التحالف الذي تكون حديثا حزب "فرنسا الأبية" برئاسة جان لوك ميلانشون والذي يوصف بأنه يساري متشدد، إضافة إلى الحزبين الاشتراكي والشيوعي وأنصار البيئة فضلا مجموعات أصغر ذات ميول يسارية.

وقد يحل تحالف الرئيس ماكرون الوسطي في المرتبة الثانية، حيث يتوقع أن يفوز بما يتراوح بين 150 و180 مقعدا، انخفاضا من 245 مقعدا.

وقد تراجع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، الذي جاء في المقدمة بعد الجولة الأولى، إلى المركز الثالث. ومن المتوقع أن يحصل على ما يتراوح بين 120 و152 مقعدا.

وإذا ترجمت هذه التوقعات على أرض الواقع بالنتائج النهائية، فمن غير المرجح أن يحقق أي معسكر أغلبية مطلقة من 289 مقعدا، وهو ما سيكون مشكلة من نوع آخر لكنها ربما تكون أهون من كابوس حصول اليمين المتطرف على الأغلبية المطلقة.

تحالف العار

وقد أثارت هذه التوقعات غضبا عارما في صفوف أقصى اليمين، واستخدم بارديلا عبارات حادة ضد التحالف الذي نفذته الأحزاب لقطع الطريق على أقصى اليمين، ووصف ما حدث بأنه "تحالف العار" الذي حرم الفرنسيين من "سياسة إنعاش".

وأكد بارديلا أن التجمع الوطني ما زال "يُجسّد أكثر من أي وقت مضى البديل الوحيد" متعهدًا بأن حزبه لن ينزلق نحو ما وصفها بتسويات سياسية "ضيقة" ومؤكدًا أن "لا شيء يمكن أن يوقف شعبًا عاد له الأمل".

ومقابل حالة من الصمت والحزب بمعسكر أقصى اليمين، انفجرت صيحات الفرح في تجمعات أنصار تحالف اليسار، وتحدث زعيم "فرنسا الأبية" مؤكدا أن على الرئيس ماكرون أن يعترف بالهزيمة في الانتخابات.

أما رد ماكرون فجاء عبر ما وصفته وكالات الأنباء بأوساط مقربة منه بأنه يدعو إلى توخي الحذر في تحليل نتائج الانتخابات معتبرًا أن كتلة الوسط لا تزال "حيّة" جدًا بعد سنواته السبع في السلطة.

وبعد قليل من هذا التسريب، قالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون يعكف حاليا على تحليل نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية، وسينتظر وضوح الصورة كاملة قبل اتخاذ القرارات اللازمة.

وأضافت الرئاسة في بيان "سيحترم الرئيس، باعتباره الضامن لمؤسساتنا، خيار الشعب الفرنسي".

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الیمین المتطرف الرئیس ماکرون الجولة الأولى التجمع الوطنی أقصى الیمین إلى المرکز

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية: تصريحات ماكرون بضرورة وقف تصدير السلاح لإسرائيل تتسق مع القانون الدولى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الاحد، بأن تصريحات الرئيس ماكرون حول ضرورة وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل تتماشى تماماً مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. جاء ذلك في نبأ عاجل عبر قناة "القاهرة الإخبارية".

 وأكدت الخارجية الفلسطينية على ضرورة أن تمارس الدول الداعمة لإسرائيل ضغوطاً على الاحتلال لإنهاء ما وصفته بحرب الإبادة الجماعية في غزة والضفة ولبنان.

ءوفي سياق متصل، أشار مكتب الرئيس الفرنسي، صباح اليوم الأحد، إلى أن فرنسا "حشدت جيشها هذا الأسبوع خلال الهجوم الصاروخي الإيراني، كما فعلت في أبريل الماضي"، وفقاً لما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأكد البيان الفرنسي أن ماكرون "أبلغ الرئيس الإيراني شخصياً بالتزام فرنسا بأمن إسرائيل، مشدداً على أن فرنسا لن تسمح لإيران أو أي من وكلائها بمهاجمة إسرائيل، وستكون دائماً في مواجهة معهم إذا استخدموا القوة".

وفي الوقت نفسه، أكد ماكرون على "الحاجة الملحة لتجنب تصعيد التوترات في المنطقة"، داعياً إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة. وأضاف مكتب ماكرون أن "الرئيس يدعو إلى وقف صادرات الأسلحة المخصصة للاستخدام في غزة، ويتعين علينا العودة إلى الحلول الدبلوماسية".

وأكد بيان الإليزيه أن فرنسا تبقى صديقة دائمة لإسرائيل، وأن تصريحات نتنياهو مبالغ فيها ولا تعكس الصداقة بين فرنسا ودولة الاحتلال.

ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إسرائيل يوم الاثنين كجزء من جولة إقليمية تهدف إلى تخفيض التصعيد. وأفادت السفارة الفرنسية في بيان لها بأن الوزير "سيؤكد مجددًا دعوة فرنسا للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين لدى حماس، بما في ذلك المواطنين الفرنسيين عوفر كالديرون وأوهاد

مقالات مشابهة

  • ماكرون لنتنياهو: متضامنون مع إسرائيل لكن حان وقت وقف إطلاق النار
  • ماكرون لـ"نتنياهو": حان وقف إطلاق النار في غزة ولبنان
  • الخارجية الفلسطينية: تصريحات ماكرون بضرورة وقف تصدير السلاح لإسرائيل تتسق مع القانون الدولى
  • ميقاتي: نثمن دعم ماكرون للبنان ونتنياهو عار على الإنسانية
  • ماكرون: المؤتمر الدولي لدعم لبنان سيعقد في أكتوبر الجاري في فرنسا
  • الرئيس الفرنسي يحث على وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي تستخدم في غزة
  • فرنسا تدعو لوقف إرسال السلاح لإسرائيل.. هل يكذب ماكرون علينا؟
  • ماكرون: يجب وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل التي تستخدم في غزة
  • ماكرون يدعو الى الكفّ عن تسليم الأسلحة للقتال في غزة
  • فرنسا.. اليسار يقدم مذكرة لحجب الثقة عن رئيس الوزراء الجديد