السيناريو الآخر للحرب.. الجمهورية الثانية للإسلاميين تلوح في الأفق
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
بعد قيام ثورة ديسمبر اعتقد كثير من السودانيين السذج ان قيادات و قواعد الحركة الإسلامية في السودان قد استسلمت للواقع وتقبلت هزيمة مشروعها الحضاري واقتنعت بأفول نجمها و انسحبت من الساحة السياسية مجرجره اذيال الخيبة بعد ان تم اقتلاعها من كرسي السلطة بصورة دراماتيكية . ولكن ما لا يعلمه الذين لا يقرؤن ما بين السطور ان الإسلاميين كانوا ولا يزالون يراقبون المشهد و يهيئون الملعب لاستعادة السلطة مرة أخرى و برغبة من الشعب السوداني الذي ثار ضدهم بل كانوا متيقنين حسب مخططهم ان السلطة ستأتيهم مجرجره اذيالها بعد ان نجحوا في فك الارتباط بينهم وبين تركة نظام الإنقاذ المنتفخة بالسوء .
لقد عرفوا ان الصدمة ستكون كفيلة بان تفقد الشعب السوداني توازنه فعمدوا في الحلقة الثالثة الى خلط الأوراق وافتعال هذه الحرب باعتبارها حصان طروادة الذي سيرجعهم إلى كرسي الحكم مرة أخرى. وقد اتضح ذلك جليا عند اندلاع هذه الحرب فقد بدأ الدعم السريع قويا في مقابل ضعف الجيش الظاهر وعدم قدرته على حسم المعركة في محاولة منهم لاستنساخ النظرية السينمائية التي تقوم على اظهار البطل بمظهر الضعيف و المهزوم متلقيا الضربات الموجعة بهدف خلق حالة تعاطف من الجمهور معه . وفي المقابل قاموا بتأخير المواجهة والمشاركة في الحرب ضد الدعم السريع رغم فظاعة الانتهاكات التي ارتكبها منذ الأيام الأولى للحرب في ميكافيلية واضحة بغرض دفع الشارع السوداني للوصول لفكرة( أخير الكيزان من الدعامة علي الأقل الكيزان سودانيين والدعامة أجانب) . أن حالة إشعار الشعب السوداني بالخوف والهلع من هزيمة الجيش و حثهم للبحث عن رديف للجيش ينقذهم من هذا الوحش الكاسر الذي اغتصب وسرق وقتل في الخرطوم ودفعهم لقبول فكرة ان الواقع فرض إعادة منتسبي قوات هيئة العمليات المحسوبة على النظام السابق وادخالها في معادلة الحرب باعتبارها قوات ذات تسليح نوعي وقدرات تشبه قوات الدعم السريع ويمكن أن تكون قادرة على الانتصار عليهم في وقت وجيز .
وقد اعقب ذلك و تدريجيا تغيير المشهد و دفع المواطن لقبول فكرة استخدام أدبيات وأدوات النظام السابق و العمل على تسويقها مثل الاستنفار وفتح معسكرات التدريب ودعوات حمل السلاح وإحياء قيم الجهاد .ويعد ظهور بعض الشخصيات المعروفة في أوساط المجاهدين مثل الناجي عبدالله في مخاطبة لقواعد الإسلاميين في مؤسسة حكومية رسمية مثل جامعة الجزيرة وحثهم على الجهاد ولبس الكاكي واستدعاء ذاكرة حرب الجنوب والشهداء كعلي عبدالفتاح وغيره أحدى حلقات الخطة الشاملة . و لا يفوتنا ان نذكر هنا ان احد الثمار المقطوفة في هذه الفوضى الخلاقة هو خروج قيادات الصف الأول من الإسلاميين من السجن دون ادنى مسؤولية من احد لان مناخ الفوضى انعدمت فيه مؤسسات الدولة المنوط بها الاعتقال و البحث و المحاسبة كما ان إطالة أمد هذه الحرب هو احد الكروت التي ما يزال يلعب بها الإسلاميين في لعبة الانتقام من الشعب السوداني لقيامه بالثورة ضدهم.
ان العزف على وتر خطر الدعم السريع كمهدد للدولة والعمل على تسويق فكرة وجوب قبول الشارع السوداني بالإسلاميين وتجاوز اثار تجربة الثلاثين عاما الماضية باعتبارنا كسودانيين و بغض النظر عن خلفياتنا و انتماءاتنا يجب أن نقف الان معا صفا واحدا للمحافظة على وجود الدولة السودانية .هو الحلقة قبل الأخيرة ( السلطة ) و التي من المؤكد سيقومون بابتلاعها بعد ان حققت لهم الحرب اكثر مما كانوا يطمحون اليه . وليتهم سيرضون بإلقاء أسلحتهم بعد انتهاء معركة الخرطوم والعودة لمنازلهم كما يظن الساذجين منا برغبة الجيش بالعودة لثكناته بعد الحرب و رغبة حميدتي في جلب الديمقراطية والحكم المدني بعد انتصاره.
انها الجمهورية الثانية للإسلاميين أيها السودانيين تلوح في الأفق ... فامسكوا الخشب بس و قولوا بسم الله وتذكروا كلامي دا بعد ما الحرب تنتهي .
يوسف عيسى عبدالكريم
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الشعب السودانی الدعم السریع بعد ان
إقرأ أيضاً:
عقوبات أوروبية جديدة على قادة بالجيش السوداني والدعم السريع
تأتي هذه الخطوة في سياق سلسلة من العقوبات الأوروبية والأميركية السابقة التي استهدفت شخصيات قيادية من الطرفين، على خلفية الاتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان وتأجيج النزاع.
متابعات – تاق برس
فرض الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، عقوبات جديدة على قياديين بارزين في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ضمن جهود الضغط لإنهاء النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ أبريل 2023.
شملت العقوبات مدير الاستخبارات العسكرية بالجيش محمد أحمد صبير، ومدير جهاز المخابرات الأسبق صلاح عبدالله “قوش”، إلى جانب رئيس دائرة العمليات بقوات الدعم السريع عثمان محمد حامد، ووالي غرب دارفور التجاني كرشوم.
وتأتي هذه الخطوة في سياق سلسلة من العقوبات الأوروبية والأميركية السابقة التي استهدفت شخصيات قيادية من الطرفين، على خلفية الاتهامات بانتهاكات حقوق الإنسان وتأجيج النزاع.
يذكر أن قوات الدعم السريع تسيطر على معظم إقليم دارفور وأجزاء واسعة من جنوب كردفان ووسط السودان، فيما يسيطر الجيش على شمال وشرق البلاد. ورغم مرور أكثر من عام على الحرب، لا يزال الطرفان عاجزين عن بسط سيطرتهما الكاملة على العاصمة الخرطوم، التي تبعد نحو ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر، مما يعكس تعقيد المشهد الميداني واستمرار المعاناة الإنسانية.
الإتحاد الأوروبيالجيش السودانيقوات الدعم السريع