يمانيون../ يبدو أن الأحداث تتجه إلى المزيد من التصعيد مع النظام السعودي الرافض للحل، والجنوح للسلام مع اليمن.

فبعد دقائق فقط من انتهاء السيد القائد من خطابه التاريخي بمناسبة بداية العام الهجري، وتوجيه النصائح والتحذيرات للنظام السعودي، من مغبة التورط مع الأمريكي ضد اليمن، هب الناشطون اليمنيون والسعوديون، والذباب الإلكتروني لتنفيذ حملة شعواء استهدفت هذا الخطاب، مستخدمة عبارات ساخرة، وقابلت النصيحة بالاستهزاء والسخرية، في مشهد يدل على عدم جدية النظام السعودي في التعاطي مع خطاب السيد وما ورد فيه.

كان ملاحظاً، اندفاع كل الناشطين والإعلاميين التابعين للإصلاح، والأحزاب الموالية للنظام السعودي للدفاع عنه، وحرف مسار خطاب السيد، ونشر المغالطات والأكاذيب، وتلميع السعودية، والتقليل من وعيد وتهديد السيد القائد، وهو يدل على أن النظام السعودي حرك جميع أدواته للتعاطي مع خطاب السيد من منطلق التعنت، وعدم الجنوح للسلام، وتحميل اليمن مسؤولية ما قد تؤول إليه الأمور.

هذا التشنج في الخطاب الإعلامي لمرتزقة النظام السعودي، مؤشرات توحي بعدم الجدية في السلام، إضافة إلى وجود مؤشرات أخرى تدل على أننا مقبلون على جولة جديدة من الحرب مع العدو السعودي، فمطار صنعاء الدولي لا يزال مغلقاً، والنظام السعودي يريد العودة إلى ما كانت عليه الأمور سابقاً، بمعنى السماح برحلة واحدة عبر مطار عمان، وعدم السماح بالفتح الكامل للمطار، وهو ما لا يمكن القبول به من قبل القيادة اليمنية التي وضعت النقاط على الحروف، وأكدت أن المعادلة الجديدة الآن هي (المطار بالمطار) و(الميناء بالميناء) و(البنك بالبنوك).

 استعداد لأي مواجهة محتملة

وأمام كل هذا التعنت تواصل القيادة اليمنية توجيه الرسائل في أكثر من اتجاه، للاستعداد للمرحلة المقبلة، حيث أهاب المجلس السياسي الأعلى بأبناء الشعب اليمني للاستعداد لأي مواجهة محتملة، وأي خيارات يوجه بها السيد القائد في قادم الأيام، ما يعني أن التعنت السعودي لا يمكن السكوت عليه ولا سيما أن خطاب السيد القائد كان واضحاً وصريحاً، وأقام الحجة على السعودية، وحذرها من مغبة المغامرة، وعدم المسارعة في الحل.

بالنسبة لليمن، فهي مستعدة لكل الخيارات، وهي حاضرة للسلم والحرب، والإعداد للمواجهة مستمر على قدم وساق، فالدورات التدريبية لم تتوقف، والمناورات قائمة، والتصنيع العسكري على أرقى مستوياته، حيث كان لطوفان الأقصى ومساندة اليمن لفصائل المقاومة الفلسطينية الدور الكبير لوصول اليمن إلى هذه المرحلة من التقدم والتطور، أضف إلى ذلك أن القبائل اليمنية في نفير متواصل، لخوض المعركة الفاصلة مع العدوان السعودي.

عسكرياً، تمتلك اليمن من الأسلحة ما يجعلها تؤدب النظام السعودي وتوجعه، وفي مقدمة ذلك حاطم 2 فرط الصوتي، وفلسطين الباليستي، إضافة إلى مخزون كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة، وهي قادرة على ضرب كل المنشآت النفطية والغازية في المملكة، وتدمير كل مقومات الحياة، بعكس ما كانت عليه المعركة الأولى، حين تفاجأ اليمنيون بالعدوان السعودي الغاشم عام 2015م، وهم لا يملكون الصاروخ الواحد للرد.

لا يعتقد النظام السعودي أنه سيفلح في فرض حصار على الشعب اليمني كما فعل طيلة السنوات التسع الماضية، إذ أن اليمن يملك الورقة الرابحة في هذا الجانب، فالجيش اليمني إذا ما أعلن الحصار على السعودية فإنه سيخنقها بالتأكيد، فالسفن السعودية وناقلات النفط التي تمر عبر البحر الأحمر ستكون هدفاً مشروعاً لليمن، وهنا لن تستطيع المملكة التحمل كثيراً فأكثر من 4 ملايين برميل من النفط تمر عبر البحر الأحمر من مضيق باب المندب، ولن تتمكن من المرور في حال قررت اليمن فرض حصار على السعودية، وهو ما سيضاعف من الأزمة الدولية في الوقود، ويعيق المملكة من التصدير .. فهل ستتحمل السعودية حصاراً من هذا النوع يزيد على الأشهر مثلاً؟

يدرك النظام السعودي مغبة تجاهل التحذيرات، وهو يعرف جيداً أن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي رجل القول والفعل، وأن الضربات ستنهال على رأسه، وحقوله النفطية، ومطاراته إذا لم يجنح للسلام، فمن أجبر حاملات الطائرات الأمريكية على الهروب من البحر الأحمر، لا تعجزه منشآت، أو حقول في السعودية، وبنك الأهداف لليمن في هذا الشأن واسع وكثير، والخيارات متاحة، ومرحلة الوجع الكبير ستبدأ، وسيشعر النظام السعودي أنه أمام نيران يمانية لا تبقي ولا تذر، وحينها لن ينفع النظام السعودي الندم.

#السعوديةً#اليمنالنظام السعودي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: النظام السعودی السید القائد خطاب السید

إقرأ أيضاً:

خطاب الكراهية وتأثيره السلبي علي مجريات الأحداث في دارفور

خطاب الكراهية وتأثيره المباشر علي إقليم دارفور غربي السودان في فترة الحرب الدائرة الان، تم فرض واقع جديد بعد 15 أبريل 2023، الأسباب التي ساهمت في تفاقمها، وعن تغذية الحرب، والصراعات حول الأرض والموارد في دارفور، وتأثير ذلك علي استقرار الإقليم، بما في ذلك إثر التوترات الامنية والعرقية علي المجتمعات المحلية، وتعايشها.

تقرير: حسن اسحق

خطاب الكراهية وتأثيره المباشر علي إقليم دارفور غربي السودان في فترة الحرب الدائرة الان، تم فرض واقع جديد بعد 15 أبريل 2023، الأسباب التي ساهمت في تفاقمها، وعن تغذية الحرب، والصراعات حول الأرض والموارد في دارفور، وتأثير ذلك علي استقرار الإقليم، بما في ذلك إثر التوترات الامنية والعرقية علي المجتمعات المحلية، وتعايشها.
يقول دكتور عباس التجاني الباحث في مجال السلام والإعلام والمدير التنفيذي لمركز سلاميديا ان الموضوع المرتبط بخطاب الكراهية معقد، وارتباطه لأسباب ثقافية موروثة، الأنماط الاقتصادية، زراعية ورعوية، اضافة الى غياب مشروعات تنموية في المنطقة، وعدم نضوج الخطاب السياسي في فترة من الفترات، لبعض التكوينات والتنظيمات السياسية، وأن هذه الأنماط الاقتصادية حدث لها تصادم، نتيجة لشح المراعي والموارد المحدودة، اضافة الى الصراعات الاجتماعية ما بين مجموعات سكانية متنافسة.
وأوضح عباس أن تصاعد خطاب الكراهية ما بعد فترة 15 أبريل 2023، ليس بجديد، هذا ما يطلق عليه اطار النزاع، وكيفية تأطير النزاع، أشار مقاربة النزاع بين السودان وجنوب السودان، وتحول نزاع شمال مسلم وجنوب مسيحي، وتحول إلى خطاب أكثر حدة، اما الصراع في دارفور في تشخيصه الأولى في عام 2003، الممثل في حركات الكفاح المسلح، وأطلق عليه صراعا بين الرعاة والمزارعين، والصراعات الاجتماعية توجد وكالات اجتماعية تنتج خطاب مجتمعى، علي سبيل المثال ’’ الحكامة ‘‘ والهداي والبوشان، والمغنيين المحليين للمجموعات الاجتماعية، الذي يظهر التمجيد للبطولة الفردية، والجماعية وعزة القبيلة.
اضاف ان الصراعات السياسية المستمرة، خلقت خطابات شحنت الناس، وفي فترات الحروب التي ارتبطت بجنوب السودان، والنيل الازرق وجبال النوبة، تم عسكره لسكان دارفور ، وحرب دارفور حصلت عسكرة لمجموعات اجتماعية، وتسليح، اما الصراعات في دول الجوار لدارفور، ساهمت في تدفق المقاتلين، والسلاح، وتفشي التجارة والجريمة العابرة للحدود، ويقول إن السياسة الخارجية للسودان لفترات طويلة غير متزنة في طبيعة علاقاتها مع دول الجوار، وكانت لها تدخلات في بعض الدول، في تشاد وليبيا وجنوب السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وهذا كان له تأثيراته، علي واقع السكان علي الشريط الحدودي.
قال التجاني ان هذه الاسباب والمفردات كلها تولد خطاب مختلف، والازمة الحالية زادت من حدة الخطاب، أن حرب 2003 حتى ثورة ديسمبر، هذه الثورة أنتجت شعارا قويا، ’’ يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور‘‘ بسبب الانتهاكات التي كانت موجهة لطلاب من دارفور في الجامعات السودانية، منهم من تم تصفيتهم بطريقة بشعة، واعتقال مجموعات تابعة لإحدى الحركات المسلحة، منتج هذا الخطاب له القدره في زيادة الشرخ الاجتماعي، وزيادة خطاب الكراهية، وهي ليست خطاب عفوية ولا فطرية، بل هي خطابات مهندسة ومدروسة، ومنتج الخطاب يعرف مدى تأثيراته النفسية.
اضاف التجاني ان الصراع الحالي زاد علي التراكم التاريخي المرتبط بالكراهية في مناطق مختلفة بشكل أكبر، وآخرون قالوا إن الخطاب يعود إلى فترة المهدية فترة الخليفة عبدالله التعايشي، الممثل في مقولة اولاد البحر واولاد الغرب، وتصريحات الفاعلين في الحرب الدائرة الآن، حتما تولد مواقف مضادة، يمكن أن تكون ارتجالية، وأطراف الحرب لهم خطاب عنصرية تجاه بعضهم البعض، يقللون من شأن الآخر المختلف، وتصورات تجاه الآخر، هذا جزء من آلة الحرب النفسية، البروباغاندا، والحرب الحالية عمقت بشكل كبير الانقسام الاجتماعي والثقافي ما بين المجموعات السكانية السودانية، وخطاب الكراهية وجد مساحة للتمدد، اضافة الى ممارسة أطراف الحرب في مناطق سيطرتها، المرتبطة بالامتحانات ومناطق الارتكازات والتفتيش، وضربات الطيران الحربي، كل هذا يفسر في إطار خطاب الكراهية.
أشار التجاني إلى غياب دور الدولة الوظيفي في دارفور، ويمتد ذلك إلى تشاد ومنطقة الساحل الافريقي التي تعرضت لمجاعة، وتسببت هذه المجاعات في النزوح، وخلقت كثافة سكانية، ان مصادر المياه المتوفرة في إقليم دارفور لم تستغل بشكل سليم، وتم تصفية المشروعات التنموية مثل مشروع تنمية السافنا، وتصفية مشروع جبل مرة، وساق النعام، واوضح ان التنمية تخلق نوع من الاستقرار.
قال التجاني ان الاستقطاب الاثني ليس جديدا في إقليم دارفور، منذ الثمانينات والتسعينيات في عهد عمر البشير، تم استقطاب القبائل بشكل بشع، خاصة الصراع المرتبط بجنوب السودان، ومنطقة جنوب دارفور، والدولة استغلت الرعاة بشكل كبير جدا، والثروة الحيوانية لتفجير الألغام، اضافة الى خلق بدعة مبايعة المجموعات الاجتماعية، كما يحدث الآن في مدينة بورتسودان، وكانت هذه المجموعات يضغط عليها كي تبايع نظام الرئيس السابق عمر البشير، ويطلب من كل مجموعة توفير 1000 رجل للذهاب للقتال، وهذه الحرب الدائرة الآن، أعادت نفس السياسة السابقة، هذه المجموعات تذهب الي بورتسودان كي تبايع البرهان، وهذه السياسة هي طحن للمجموعات وتجييش لها وتمليش، وهي دمار ممنهج للبنية الاجتماعية لهذه المجتمعات في المدى البعيد.
أن تأثيرات ممارسة أطراف النزاع سوف تستمر لمدة 10 سنوات أخرى، وليس من السهولة معالجة هذه المسألة في المدى القريب، ويمكن ان يحدث تغير في سلوكيات المجموعات الاجتماعية، واضافة الى الانتشار الواسع للسلاح بشكل كبير للغاية، وخلق أشكال جديدة من المليشيات داخل هذه المجموعات نفسها، ان الاطراف التي كانت تقاتل مع طرفي الصراع، سوف تزداد قوة مع مرور الوقت، هذا التمليش جديدا علي الواقع السوداني، بل مستخدم بشكل ممنهج ومنظم، علي المجموعات في السودان، ودارفور كان نصيبها أكبر، في عام 2003، الدولة وظفت مجموعات سكانية معينة، واعطتها اراضي، الجميع يعرف حساسية الأرض، ومسميات للإدارة الاهلية، بل زادت وتفاقمت من حدة الصراع، والآن يتم استخدامها في حرب 15 أبريل 2023.

ishaghassan13@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • ديمي مور خلال حفل جوائز اختيار النقاد: لقد تجاوز الأمر أمنياتي
  • طلب إحاطة بشأن تعنت الوحدات المحلية في توصيل المرافق لعقارات التصالح
  • طلب إحاطة بشأن تعنت الوحدات المحلية في توصيل المرافق للوحدات المتصالح عليها
  • دور الإعلام في محاربة الإفلات من العقاب
  • 6 فبراير خلال 9 أعوام.. 8 شهداء وجرحى في جرائم حرب بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • ما يردده إعلام المليشيا هو في الحقيقة أحد مظاهر الانهيار
  • فيديو مسرب يوثق لحظة اغتيال السيد حسن نصر الله في الضاحية
  • خطاب الكراهية وتأثيره السلبي علي مجريات الأحداث في دارفور
  • انطباعات زائر لمعرض الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي 
  • تفاصيل إقالة السعودية لأعضاء مجلس القيادة الرئاسي في اليمن