وليد العمري: بيان نتنياهو بشأن الصفقة أعاد أجواء التشاؤم في إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
قال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن بيان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن "الخطوط الحمراء" للمفاوضات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعاد أجواء التشاؤم مرة أخرى بعد فترة من التفاؤل، معتبرا أن اتساع دائرة الجدل تجاه مفاوضات صفقة الأسرى يعكس حالة التخبط داخل دائرة صنع القرار.
وكان مكتب نتنياهو قال في بيان إن المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل يسمح بعودة المحتجزين دون التنازل عن أهداف الحرب. وشدد البيان على أن أي صفقة يجب ألا تسمح بتهريب السلاح لحماس عبر الحدود مع مصر، ولا بعودة آلاف المسلحين إلى شمال غزة.
في المقابل، أبدى مسؤولون إسرائيليون خشيتهم أن يعرقل نتنياهو صفقة التبادل المحتملة. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدرين أن قادة الأجهزة الأمنية صُدموا من بيان مكتب نتنياهو بشأن صفقة التبادل.
وأوضح العمري، في مداخلة على شاشة الجزيرة، أن كثيرا من الإسرائيليين عادوا لاتهام نتنياهو بأنه يمهد ببيانه لإفشال مباحثات الصفقة التي يريد استمرارها فقط إلى حين زيارته للولايات المتحدة في الـ24 من الشهر الجاري، ثم نسفها بعد عودته كما فعل في مرات سابقة.
وأشار إلى اتساع دائرة الجدل في إسرائيل بين قوى المعارضة والجهات الداعمة للصفقة، ومنهم الوزيران السابقان بمجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت، وبين تيارات يمينية متطرفة داخل حكومة نتنياهو تعارضها، وتشمل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يريان ضرورة مواصلة الحرب.
ويرى العمري أن نتنياهو يستخدم الوزيرين المتطرفين لإظهار تعرضه لضغوط تهدد بقاء حكومته على أمل أن يساعده ذلك في صد ضغوط أميركية عليه بهذا الخصوص.
وكشف العمري أن التيارات المتطرفة في حكومة نتنياهو تدفعه لاتخاذ قرارات حاسمة حول مصير وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، ويبدو أنه سيتخذها بعد عودته من الولايات المتحدة كي لا يصطدم بالإدارة الأميركية خلال زيارته واشنطن.
ويحاول نتنياهو الحفاظ على مصالحه السياسية والحزبية من خلال تقديم تنازلات لشركائه السياسيين، ومن ذلك تحويل الضفة الغربية إلى مزرعة لسموتريتش، والشرطة الإسرائيلية إلى مليشيا خاصة ببن غفير، حسب العمري.
وتركز التحركات حاليا على المباحثات الممهدة لعودة التفاوض حول صفقة تبادل الأسرى، والمنعقدة في القاهرة، والتي ستلتئم في الدوحة غدا الأربعاء لقادة الأجهزة الأمنية ورئيس وزراء قطر، في ظل أنباء عن لحاق باربرا ليف نائبة وزير الخارجية الأميركي بهذه المباحثات للمشاركة فيها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: أغلبية ساحقة مع صفقة شاملة ونتنياهو يناقض نفسه
سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على حالة الانقسام السياسي والشعبي بشأن احتمالات إبرام صفقة شاملة لاستعادة الأسرى ووقف الحرب على قطاع غزة، وسط تصاعد النقاشات بشأن ضرورة تغيير النهج الحالي للحكومة الإسرائيلية لتحقيق تقدم ملموس في هذا الملف.
وبحسب استطلاع نشرته القناة الـ13، أظهرت النتائج أن 65% من الإسرائيليين يدعمون وقف الحرب والسعي لصفقة شاملة، في حين يعارض 25% هذا التوجه، و10% أعربوا عن عدم معرفتهم أو ترددهم.
وجاءت هذه النتائج في ظل تصريحات متباينة لمسؤولين ومحللين بشأن فرص إتمام الصفقة ومدى استعداد الحكومة الإسرائيلية لتقديم تنازلات.
وقالت مراسلة الشؤون السياسية في قناة "كان 11" غيلي كوهين إن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستن خلال مكالمة هاتفية أن هناك فرصا حقيقية للتوصل إلى صفقة شاملة تعيد جميع المخطوفين.
لكن مراسلة الشؤون الاجتماعية في القناة الـ12 يولان كوهين وصفت هذه التصريحات بأنها "دراماتيكية" وتعطي أملا للعائلات رغم التقارير التي تناقض هذا الطرح.
غير متسقةوفي هذا السياق، أكد داني ميران -وهو والد أحد الأسرى الإسرائيليين- أن التصريحات الرسمية غير متسقة، وأوضح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أبلغ وفدا من عائلات الأسرى بوجود صفقة تنضج، لكنه تراجع بعد ساعة واحدة فقط ليؤكد أن الصفقة غير مطروحة في الوقت الحالي.
إعلانبدورها، أشارت إيليت فريش -وهي مستشارة إستراتيجية ومحللة سياسية- عبر القناة الـ12 إلى أن أغلبية من الجمهور والمجلس الوزاري المصغر تؤيد وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة لتحقيق صفقة شاملة.
لكنها أكدت أن هناك أصواتا داخل الحكومة تمنع ذلك لدوافع أيديولوجية ورفضا لإنهاء العمليات العسكرية قبل تحقيق أهدافها.
ووصف رونين مانيليس المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي تصريحات وزير الدفاع بأنها "ألاعيب علاقات عامة"، مشيرا إلى أن التوصل إلى صفقة شاملة يتطلب تلبية المطالب الأساسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بما في ذلك وقف الحرب والتخلي عن بعض المناطق في غزة، وهو يرى أن نتنياهو غير مستعد للقيام بذلك.
من جهته، شدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على رفض أي صفقة قد "تقوض إنجازات الحرب".
وقال سموتريتش في مؤتمر بشأن الحرب إن الحل الوحيد لاستعادة جميع الأسرى هو احتلال غزة بالكامل وإسقاط حكم حماس، معتبرا أن أي خطوة غير ذلك ستكون بمثابة استسلام.
وفي ظل هذه التصريحات المتباينة يتزايد إحباط عائلات الأسرى، وقال ميران إن استخدام الحكومة عبارات مثل "ربما" و"فرص" يفتقر إلى الحسم ويعكس تخبطا في إدارة الملف، وأضاف أن "كل ما نسمعه هو تناقض بين ما يقال للعائلات وما يعلنه المسؤولون".