الموسيقار المغربي أمين بودشار يحول جمهوره إلى نجم في سماء الطرب
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
من عالم الرياضيات والأرقام إلى أنغام الموسيقى وسحر الألحان.. هكذا قرر الشاب المغربي أمين بودشار أن يتوقف مؤقتاً عن عمله كمهندس إحصاء، ويتفرغ لمشروع موسيقي حول فيه الجمهور من مجرد متلقي إلى مطرب بامتياز.
سطع نجم بوشار وفرقته مؤخراً في المغرب والعالم العربي، بعد نجاح تجربته المعتمدة على تشارك الأداء مع الجمهور في الحفلات، حيث تعزف الفرقة الموسيقية ألحان الأغاني العربية والمغربية بتوزيع حديث، بينما يتحول الحاضرون إلى كورال يتغنى بالكلمات.
وقال بودشار في مقابلة تلفزيونية: "بالصدفة اكتشفت أن الجمهور متعطش للموسيقى الطربية الجميلة، لم أبحث لأقارن بين موسيقى أمس والموسيقى السائدة حالياً في السوق، وجدت كما لو أن الجمهور كان يبحث عن شيء ضائع منه وهكذا حصل التجاوب بيني وبينه".
نشأ بودشار في المغرب وأكمل دراسته في فرنسا، لكن الموسيقى كانت هي شغفه الدائم خاصة وقد تربى في كنف عائلة مغرمة بالألحان والأغاني الطربية الجميلة.
وعقب إتمام دراسته لم تمنعه المسؤوليات من مواصلة شغفه إلى جانب العمل، فانضم إلى فرق موسيقية عربية بباريس كما نظم حفلات صغيرة.
وقال بودشار: "الفن معي منذ الصغر ولم أستطع العيش من دونه، لكن لما رأيت تفاعل الجمهور قررت أن أتفرغ للموسيقى وأتوقف مؤقتاً عن العمل".
وأضاف "لم يكن تحدي، في البداية أردت فقط أن أقوم بشيء أحبه".
الجمهور شريكويحظى مشترو بطاقات حضور حفلات أمين بودشار وفرقته بتجربة مميزة، حيث يحصلون قبل الحفل على البرنامج كاملاً ومعه كلمات الأغاني، حتى يكون التفاعل بين الفرقة والجمهور في أتم صورة.
وقال إنه كان يتطلع إلى "تجاوز الحاجز" بينه وبين المتلقي، مضيفاً أن "الفكرة كانت أن تكون الحفلة كجلسة موسيقية بين الأصدقاء، فأتت الأمور تلقائية".
ونفى تماماً ما يردده البعض بوجود تدريب مسبق أو كورال وسط الجمهور يقود هذا الأخير ليغني بمنتهى الانسجام كما ظهر في أغنية، (جانا الهوا) لعبد الحليم حافظ أو (عطشانة) للمغربية بهيجة إدريس.
وقال بودشار : "لا نحتاج إلى أن نتمرن مع الجمهور أو نضع كورالاً وسطه، فالأمور تمر تلقائية، الاختيارات الموسيقية يتدخل فيها الجمهور بشكل كبير، ولكن ليس بشكل فردي".
View this post on InstagramA post shared by Amine Boudchar (@boudchart)
وأضاف بحكم أن "تذاكر حفلاتنا إلكترونية، نسأل الناس بعد كل حفل عبر بريدهم الإلكتروني ماذا يفضلون، ونأخذ بعين الاعتبار اقتراحاتهم، وبعد دراسة نختار ترشيحات الأغلبية بطريقة ديموقراطية".
وأشار الموسيقي المغربي الشاب (33 عاماً) إلى أن "هنالك أغاني يحبها الجمهور ويطلبها لكن لا تصلح أن تغنى جماعة، ومع ذلك نحاول إرضاء الأغلبية لأن الجمهور هو العنصر الأساسي في هذا المشروع".
وبعد النجاح الكبير الذي حققه بودشار في المغرب وبعض الدول العربية، توالت عليه العروض والدعوات لتنظيم حفلات خارج المغرب.
View this post on InstagramA post shared by Amine Boudchar (@boudchart)
وقال: "بغض النظر عن المغرب الذي قمنا فيه بجولات كثيرة ولا زالت مستمرة (نحو 25 حفلاً)، هنالك حفل خلال الأسبوعين المقبلين في مصر، وحفل في باريس في سبتمبر بمسرح الأولميبا، وآخر في كندا في شهر نوفمبر، وحفل في دبي في ديسمبر".
وأضاف "في البداية كنا ننظم كل شيء بأنفسنا، لم يكن هناك دعم، كان مشروعاً شخصياً بيني وبين فريق العمل، الآن دخل المنتجون على الخط بعد أن أعجبوا بالفكرة، وبدأوا يتواصلون معنا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة المغرب أمين بودشار
إقرأ أيضاً:
حكايات الإبداع بـ«أيادي مصرية».. عم ربيع يحول «العرجون» لتحف فنية و«ملك» ترسم بالرمال الملونة
في إحدى زوايا معرض الحرف التراثية بمعرض «أيادي مصر»، يقف عم ربيع بكري محمد، 65 عامًا، إلى جانب زوجته، يعرضان أعمالًا يدوية فريدة أبدعتها أنامله من بقايا سعف النخيل «العرجون»، الذي حوّله من مجرد مخلفات إلى تحف فنية متقنة من السلال والأطباق إلى الصواني والمعلقات، وكل قطعة تحمل حكاية إبداع مستمر في تحويل المواد المهملة إلى منتجات عملية وجمالية يمكن أن تزين أي منزل.
بداية عم ربيع مع العرجون«بدأت هذه الحرفة بعد سن المعاش منذ حوالي 5 سنوات فقط»، يقول عم ربيع الذي انتقل من «فرشوط» بمحافظة قنا إلى محافظة الوادي الجديد، «كانت فكرة إعادة تدوير العرجون تراودني، فوجدت فيها فرصة لتحويل شيء لا قيمة له إلى شيء مفيد وجميل، لكن خبراتي السابقة جعلتني اتقن هذا العمل بسرعة» كان هذا التحدي بمثابة شغف، حيث بدأ عم ربيع وزوجته في تكريس وقتهما لتصنيع قطع فنية لتزين المنازل، واستطاعا أن يضعا بصمة واضحة على الخامات المتاحة لهم.
رئيس الوزراء يشيد بمنتجات عم ربيععندما افتتح الدكتور مصطفي مدبولي معرض «أيادي مصر» كان عم ربيع وزوجته جزءًا من هذا الحدث الكبير، «سعادتي لا توصف عندما أشاد رئيس الوزراء بعملي، فقد شعرت أنني قد حققت شيئًا يستحق التقدير»، كلمات عم ربيع تكشف عن فخره بهذه الحرفة، التي لا تقتصر على فنون الحرف اليدوية، بل تحمل بين طياتها قصة الحفاظ على التراث وتجديده.
عم ربيع: هذه الحرفة أصبحت حياتييضيف عم ربيع: «هذه الحرفة أصبحت جزء من حياتي الآن، ولكن أهم شيء بالنسبة لي هو أن أقدم سر الصنعة للأجيال المقبلة، أريد أن أراهم يحتفظون بهذه الحرفة ويحافظون على هذا التراث، لاعتقادي أنها جزء من هويتنا» ورغم التحديات، فإن العمل اليدوي الذي يقوم به عم ربيع وزوجته يستمر في النمو، مع زيادة تقدير المجتمع المحلي لهما، علاوة على أنه توجه للدولة بالاستفادة من المخلفات.
يظل عم ربيع مثالًا حيًا للإبداع والتمسك بالتراث، وتحويل التحديات إلى فرص، بل وأداة لتعليم الآخرين أهمية إعادة التدوير في حياتنا اليومية.
فتاة الوادي الجديد تحوّل الرمال إلى لوحات تحكي التراثبين ألوان الرمال الطبيعية، تألقت ملك مصطفى صابر، طالبة الصف الثالث الإعدادي، في تحويل حبيبات الرمال هذا المكون البسيط إلى لوحات فنية تعبر عن التراث الواحاتي.
البداية من معرض مدرسيبدأ شغف ملك بالرسم بالرمال في معرض فني نظمته مدرستها، كانت حينها مجرد طفلة تتلمس طريق الإبداع، لكن مع حصولها على دورة تدريبية في تشكيل الرمال، تحولت الهواية إلى شغف حقيقي قادها لتخصص في هذا الفن النادر.
جمال مستخرج من أعماق الصحراءتحكي ملك لـ«الوطن» قصتها، وأنها تجمع الرمال من بيئتها الطبيعية في صحراء مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، حيث ألوان الرمال المختلفة من الأحمر، الأبيض، الأسود، ودرجاتها المتعددة فتُشكل لوحات متناغمة، بل إنها تطلب من أصدقائها إحضار الرمال ذات الألوان المختلفة إذا صادفوها خلال رحلاتهم.
بمواد بسيطة، تبدأ ملك أعمالها الفنية بالغراء، وتضع عدة طبقات من الرمال الملونة، تقول: «ابدأ الرسم بالقلم الرصاص، ثم أضيف طبقة تلو الأخرى من الرمال الملونة. أحب أن أعبر عن التراث الواحاتي ليكون حاضرًا في لوحاتي».
حلم يتسع مع كل لوحة
منذ 5 سنوات، وملك تُبدع في هذا الفن، لكن مشاركتها في معرض الحرف اليدوية خلال زيارة رئيس الوزراء كانت لحظة فارقة «شعرت بالفخر والخوف معًا»، خاصة وأنها أرادت أن تكون نموذجًا مشرفًا يعكس جمال التراث الواحاتي في هذا المعرض الذي يحضره كبار رجال الدولة.
تقول ملك: «كنت سعيدة جدًا بوجودي في المعرض، هذه السعادة شعر بها كل من كان بجواري، وأتمنى أن تكون هذه المشاركة بداية خير لي، فأنا أحلم بأن أستمر في التعبير عن تراث الواحات، وأشارك في معارض أكبر على مستوى مصر والعالم».
ملك ليست فقط فنانة، بل حارسة للتراث الواحاتي، بلمساتها الإبداعية، تروي حكايات الصحراء، وتحول الرمال إلى رسائل تحمل عبق الواحات وأصالتها.