سواليف:
2025-02-08@20:57:37 GMT

بلا رتوش

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

#بلا_رتوش د. #هاشم_غرايبه

سواء اعترف الغرب أو أبى واستكبر، فإن تداعيات موقعة طوفان الأقصى البطولية، عمت كل أرجاء المعمورة، وأثرت بأوضاع الدول جميعها، سواء القريبة من الحدث أو البعيدة.
لو أخذنا الانتخابات الأوروبية التي جرت والتي ستجري، كمثال على ذلك، سنجد انقلابا في الموازين التي كانت سائدة.
فالانتخابات البريطانية الأخيرة كانت نتيجتها طرد المحافظين من الحكم الذي استأثروا به طويلا، وكان ذلك ليس لانجازاتهم بل بسبب فشل حزب العمال المزمن، لذلك فقد كانت عودة حزب العمال واحدة من الارتدادات الزلزالية لطوفان الأقصى، فتأييد حكومة المحافظين اللامحدود للعدوان أفقدها كثيرا من الأصوات التي تمقت الأفعال الاستعمارية للغرب، ورغم ان المسلمين البريطانيين (الذين تبلغ أصواتهم 6 %) لا يصوتون عادة مع المحافظين بسبب تفشي عاهة الاسلاموفوبيا بين صفوفهم، وخاصة زعيم الحزب الهندوسي الأصل المتعصب ضد الإسلام، لكنهم بتصويتهم لمن هم ليسوا من الحزبين: العمال لمواقفه التاريخية الممالئة للكيان اللقيط، والمحافظين لخنوعه وتبعيته للقرار الأمريكي النتصهين، رجحوا كفة حزب العمال.


أما المفاجأة الأكبر فكانت نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية، وفوز اليسار بفارق كبير عن اليمين، خاصة بعد سيطرة اليمين في انتخابات البرلمان الأوروبي، كون النزعة اليمينية (القومية المتعصبة) عند الجمهور الفرنسي غالبة، والتي كانت من أهم افرازاتها العداء للمهاجرين الى أوروبا، فهذه النزعة لها جذور استعمارية مترسخة، لم تفلح ادعاءات التقدم والتحضر في إخفائها، مما يدل على ترسخ ثقافة القطيع لدى الأوروبيين، بل قد تزيدها وطأة تلك النفسية الاستعلائية لديهم التي تسمى تفوق العرق الأبيض، فيعتقد الدهماء الأوروبيون عموما أيضا أن الغرباء هم من يشاركونهم أرزاقهم فينتقصون من رغد عيشهم، رغم أنهم لو استعملوا العقل وليس الغريزة الأنانية لعلموا أن المهاجرين هم من يوفرون الأيدي العاملة الرخيصة، وهم من يؤدون الأعمال التي يأنفون منها، وبالتالي فهم من يوفرون لهم متطلبات الحياة الرغيدة.
صحيح أن هذه النتيجة لا تعني تحولا في وجهات النظر الشعبية، إذ كان من أهم عوامل نجاح تحالف اليسار، هي التحالفات الانتخابية وليس السياسية، فاستعان تيار ماكرون في بعض الدوائر باليسار لاسقاط المرشحين اليمينين، وكان ذلك إحساسا بخطورة اكتساح اليمين للقارة العجوز، مما كان سيعجل في انتهاء أجلها.
لكن تلك النتيجة لا تعني صعودا لليسار الأوروبي، لأن بنية هذا التيار مخترقة من قبل الصهيونية حتى النخاع، وانكشف ذلك باسقاط الحركة الطلابية لديغول عام 1968، فقد أرادت حينذاك الصهيونية المتمكنة من مفاصل اليسار عموما والشيوعيين خصوصا، معاقبة “ديغول” على عدوله عن الدعم الهائل للكيان اللقيط بعد حرب 67 .
في هذه المرة كان الأمر مختلفا، فقد فتحت وقائع العدوان الشنيع على القطاع العيون على البشاعات التي يرتكبها هذا الكيان اللقيط بحق الإنسانية، وسقطت هالة المظلومية التي كانت “معاداة السامية” تغطيه بها فتخفي طبيعته الوحشية.
وربما كان الاستغراق الرسمي الغربي في الدعم اللا محدود لهذا العدوان وبتجاوز وقح لكل القوانين والأعراف الدولية، كل ذلك أدى الى كشف خطيئة إلغاء تصنيف الصهيونية بأنها حركة فصل عنصري منافية لكل المعايير الإنسانية، فخرجت التظاهرات العارمة في كل أرجاء أوروبا وملحقاتها (امريكا الشمالية وأستراليا)، وكان عمادها طلاب الجامعات، كما انخرط فيها عدد من اليساريين والشيوعيين نكاية بالسياسة الأمريكية (الامبريالية) أكثر مما هو تعاطف مع الحق الفلسطيني.
لا يتوقع استعادة اليسار الغربي لعافيته، والسبب نكوصه عن الشعارات التي كان يرفعها بمعاداة الإمبريالية والانتصار لحق الشعوب في تقرير مصيره، أما اليسار العربي فقد كان سقوطه متأخرا عنه، اذ ما انكشف ذلك النكوص إلا بعد اصطفافه مع الأنظمة العربية التي اسقطتها أو كادت، الثورات العربية عام 2011 ، وذلك بدافع من (الاسلاموفوبيا)، فنزع ذلك الثقة الشعبية به، لأن هذا التحالف مع الأنظمة العميلة للغرب أثبت تغليبه المصالح على المبادئ.
الارتداد الزلزالي المدمر لليسار العربي كان موقفه من طوفان الأقصى، فلأن المقاومة إسلامية، فقد كان يأمل كما الأنظمة بالقضاء عليها، لكن الزخم الشعبي الهائل لها لم يكن يدع له من فرصة للتشكيك المعتاد بقادتها، فسكت مرغما.
لكن السؤال يبقى في ذهن المواطن العربي: أين (مناضلو) اليسار براياتهم الحمراء الذين كانوا يملأون الساحات صخبا؟، لماذا لم نجد مقاتلين في غزة منهم!؟.

مقالات ذات صلة مصطلحات اسلامية: الفتح 2024/07/08

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: التی کان

إقرأ أيضاً:

تظاهرات حاشدة في ألمانيا ضد صعود اليمين المتطرف

ألمانيا تشهد تظاهرات ضخمة تؤشر إلى تنامي القلق الشعبي من صعود اليمين المتطرف في البلاد، وسط مخاوف من تغيير المشهد السياسي بشكل جذري.

اعلان

شهدت مدينة ميونخ تظاهرة ضخمة احتجاجًا على صعود اليمين المتطرف في ألمانيا، حيث تجمع أكثر من 200 ألف شخص في ساحة "تيريزينفيزه" استجابةً لدعوة تحالف "ميونخ مدينة متنوعة"، الذي رفع شعار "الديمقراطية بحاجة إليك".

بدأت المظاهرة بزخم كبير، حيث أعلنت شرطة ميونخ بعد عشر دقائق فقط من انطلاق الحدث عن مشاركة أكثر من 100 ألف متظاهر، ومع استمرار تدفق المحتجين، ارتفع العدد ليصل إلى 200 ألف متظاهر وفقًا للتقديرات الرسمية، في حين أشار المنظمون إلى أن العدد قد تجاوز 320 ألف مشارك.

تأتي هذه الاحتجاجات ضمن سلسلة مظاهرات شهدتها مختلف المدن الألمانية منذ أواخر يناير، عقب تمرير الحزب المسيحي الديمقراطي (CDU-CSU) قانونًا جديدًا للجوء بمساندة حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) اليميني المتطرف، ما أثار موجة غضب شعبية ودفع الآلاف إلى النزول للشوارع رفضًا لما اعتبروه تحالفًا خطيرًا يهدد القيم الديمقراطية.

أصوات المحتجين: مخاوف من انزلاق نحو اليمين المتطرفمتظاهرون في ميونيخ مع لافتات تشير إلى شعار "الديموقراطية بحاجةٍ إليك" وشعارات أخرى تظهر الخوف من اليمين المتطرفAP Photo

تحدث عدد من المتظاهرين عن دوافعهم للمشاركة في الاحتجاج، معبرين عن قلقهم من تنامي الخطاب اليميني المتطرف في المشهد السياسي الألماني.

أحد المحتجين قال: "من الواضح أن الأحزاب التي تُعرّف نفسها على أنها وسطية بدأت تنحرف تدريجيًا نحو اليمين، وهذا أمر مقلق للغاية. نحتاج إلى الوعي بما يحدث، خاصة أن شخصيات مثل فريدريش ميرتس تختبر الحدود باستمرار لترى مدى تقبل المجتمع لهذه التوجهات. علينا أن نكون أكثر وعيًا في قراراتنا الانتخابية."

متظاهر آخر صرّح: "أشارك اليوم لإيصال رسالة قوية ضد صعود اليمين المتطرف. التاريخ يعلمنا أن التهاون مع هذه التيارات قد يؤدي إلى كوارث، تمامًا كما حدث في عام 1933. من المؤسف أن نرى تنامي الدعم لأحزاب لا تؤمن بالديمقراطية، وهذا ما يدفعني للنزول إلى الشارع."

محتج ثالث قال: "أنا هنا دفاعًا عن الديمقراطية، وليس فقط لمعارضة اليمين المتطرف. علينا أن نكون مع القيم الديمقراطية، وليس فقط ضد التوجهات الخطيرة التي يمثلها حزب "البديل من أجل ألمانيا"."

وأضاف أحد المشاركين أنه من المهم "إظهار أن التيار الوسطي في المجتمع هو الأساس، وألا نترك مساحة إضافية للأحزاب اليمينية المتطرفة. كما أن الأحزاب الوسطية يجب أن لا تتوهم أنها تستطيع استغلال هذا المد لتحقيق مكاسب سياسية، لأن ذلك يمنح هذه القوى نفوذًا أكبر."

 

تصريحات المنظمين: القلق على مستقبل الديمقراطية

ميكي فينجاتز، رئيسة تحالف "ميونخ مدينة متنوعة" وأحد منظمي المظاهرة، أكدت أهمية هذا الحراك الشعبي بقولها: "قمنا بالتحضير لهذه التظاهرة منذ يناير، ونحن نرى أنها ضرورية للغاية، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الفيدرالية. الديمقراطية في خطر، لأن حزبًا متطرفًا قد يحصل على أصوات غير متوقعة، مما قد يغير ملامح المشهد السياسي. نريد أن نرسل رسالة واضحة بأننا مجتمع متماسك ومنفتح، ويرفض التطرف بكل أشكاله."

 

احتجاجات في بريمن ضد اليمين المتطرف: أكثر من 35 ألف متظاهر

ولم تقتصر المظاهرات المناهضة لليمين المتطرف على ميونخ، حيث شهدت مدينة بريمن أيضًا احتجاجًا واسعًا شارك فيه 35 ألف شخص في ساحة دومشوف، استجابةً لدعوة تحالف "عالي الصوت ضد اليمين"، الذي حظي بدعم عدد من المنظمات المدنية.

وشهدت المظاهرة تزايدًا في أعداد المشاركين مع مرور الوقت، حيث قامت الشرطة بتحديث تقديراتها عدة مرات، لترفع العدد النهائي إلى حوالي 35 ألف متظاهر، فيما أكد المنظمون أن العدد الفعلي قد يكون تجاوز 50 ألف شخص.

وكان من المقرر أن تُقام التظاهرة في ساحة السوق بوسط المدينة، لكن بسبب التدفق الكبير للمتظاهرين، قرر المنظمون نقل الحدث إلى ساحة دومشوف لتوفير مساحة أوسع للحشود الغفيرة.

 

اعلانتصاعد الغضب الشعبي ضد اليمين المتطرف في ألمانيا

تعكس هذه المظاهرات الضخمة تنامي القلق الشعبي من صعود اليمين المتطرف في ألمانيا، وسط مخاوف من تغيير المشهد السياسي بشكل جذري.

يشدد المحتجون على أن معركتهم ليست فقط ضد حزب معين، بل ضد أي محاولة لجرّ البلاد نحو سياسات قومية متشددة، مؤكدين أن الدفاع عن التعددية والديمقراطية لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحّة في هذا الظرف الحساس.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اليمين الألماني يتراجع عن التعاون مع اليمين المتطرف حزب اليمين الألماني يتقدم ويؤمن دخوله الانتخابات البرلمانية لثلاث مقاطعات زعماء أقصى اليمين الأوروبي يجتمعون في ميلانو الشعبوية اليمينيةألمانياالانتخابات التشريعية الألمانية 2025اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext حكومة لبنانية جديدة تشق طريقها بين أثقال الماضي وتحديات المستقبل يعرض الآنNext حماس تفرج عن 3 إسرائيليين ورام الله تستقبل أول فوج من الأسرى المحررين ضمن عملية التبادل يعرض الآنNext شاهد لحظة تسليم حماس 3 رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر ضمن الدفعة الخامسة لصفقة التبادل يعرض الآنNext "انتهى وقتكم": قادة اليمين المتطرف يتحدّون الأحزاب التقليدية في الاتحاد الأوروبي يعرض الآنNext زيلينسكي: قوات كوريا الشمالية عادت إلى القتال في منطقة كورسك الروسية اعلانالاكثر قراءة غزة.. دمارٌ وركامٌ ورياحٌ عاتية أجهزت على ما تبقى من ملاجئ وفاقمت معاناة النازحين جوائز غرامي 2025: إطلالة بيانكا سينسوري تثير الاستهجان وانتقادات لقبعة جادن سميث وكأنه دم.. نهر ساراندي قرب بوينس آيرس يتحول إلى اللون الأحمر ومخاوف من حدوث تلوث بريجيت ماكرون متحولة جنسيًا؟ ما سرّ استمرار الشائعات حول سيدة فرنسا الأولى ومن يقف وراءها؟ إطلالةٌ مذلة أم إثبات وجود؟ الجدل حول فستان بيانكا سينسوري العاري يكشف كواليس العلاقة مع كانييه ويست اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلقطاع غزةدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسضحاياروسياإطلاق سراحشرطةاليابانالحرب في أوكرانيا القانونالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • تظاهرات حاشدة في ألمانيا ضد صعود اليمين المتطرف
  • محامية: حقوق العمال لا يمكن التنازل عنها وأي اتفاق مخالف يعد باطلاً
  • وزارة العمل تنجح في رد مستحقات العاملين بعدد من المحافظات
  • حزب «العمال الكردستاني» يعلن وقف عملياته في تركيا
  • 5 قطاعات اقتصادية الأكثر نمواً باستقطاب العمال المهرة
  • نائب رئيس اتحاد العمال: موقف مصر ثابت من قضية التهجير ويجب الإسراع في إعادة الإعمار
  • كيف ساهمت التكنولوجيا الحديثة في تطور مصانع الغزل والنسيج بالمحلة؟.. تفاصيل
  • علماء: النحل يستطيع العد من اليسار إلى اليمين مثل البشر
  • 4 أشهر حبسا “سورسي” ضد القيادي بحزب العمال جلول جودي
  • الاتحاد الدولي للبناء يرفض الترحيل اللا إنساني للعمال من أمريكا