سعد الدين الهلالي: الجميع له حق الفتوى في أمور دينهم
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، إن الفطرة الإنسانية هي دين الأديان، والاتفاق في أمور الدين هو السيد، وليس السيد هو المفتي أو الشيخ، مشددًا على أن الجميع له حق الفتوى في أمور دينهم، وإذا انتقلت السيادة من مختطفيها «رجال الدين» إلى أصحابها الحقيقيين «ذوي الشأن»، سيتم حل كل الأمور.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن لـ «البوابة نيوز»، أن أوصياء الدين يخوفون الناس دائمًا بكلمة «حرام»، ولكن عندما يدرك الناس حقهم وقدرتهم على التصرف، سيعم التسامح والعدل، مشيرًا إلى أن الذي تسبب في ذلك هو قلة فقه الشيوخ، "وأنا أتهمهم بذلك".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سعد الدين الهلالي الفقه المقارن الفطرة رجال الدين الفقه
إقرأ أيضاً:
هل نحن فى حاجة إلى اجتهاد فقهى جديد.؟!
بداية هل نحن فى حاجة لاجتهاد فقهى جديد يتواءم ويتماشى من متغيرات ومتطلبات العصر، يتماشى مع التطور العلمى والتقنى الحديث ويتوافق مع مستجدات الحياة وما يطرأ على الساحة فى كافة مناحى ومجالات الحياة المعيشة اقتصاديا وثقافيا وسياسياً واجتماعياً ودينيا، دون إخلال بثوابتنا وقيمنا ومبادئنا ودون إخلال بالنص الدينى قرآنا وسنة.
بمعنى اجتهاد لا يقوم على لى عنق النصوص من أجل إرضاء مطلب معين يقودنا إلى إخراج النص من دلالته الحقيقية لا أقول إلى دلالته المجازية وإنما إلى دلالة إرضائية دنيوية نخسر معها الرضا الأخروى.
ما معنى الاجتهاد ؟ إعمال العقل فى قضية معينة فقهية واستنباط أحكامها من القرآن والسنة بما فيه تقديم فتوى صائبة لا ضآلة ولا مضلة.
حاجتنا ملحة فى عصرنا إلى تجديد الفقه وفى ذلك يقول: محمد إقبال إن الاجتهاد يكسب الدين ديناميكية وحركية، وهذا ما ذهب إليه مصطفى عبد الرازق فى كتابه تمهيد لتاريخ الفلسفة الاسلامية من أن مبدأ الإجتهاد نشأ عنه علم الفقه وأصوله والذى يعنى استنباط حكم مجهول من حكم معلوم.
فالقرآن فتح باب الإجتهاد فى كثير من الآيات فمثلا ذكر القرآن اعتزال النساء فى المحيض وأن دم الحيض أذى لكن لم يزد على ذلك اللهم إلا نهانا عن قربهن إلا بعد التطهر فلم يوضح الفرق بين دم الحيض ودم الاستحاضة وترك المجال مفتوحا للاجتهاد الفقهى والطبى فى هذه المسألة،وهذا موضوع استمرارى .
وإذا كان الرسول صل الله عليه وسلم فقيه الأمة الأول ومعلمها الذى كان المرجع فى الحيرة قد علم أصحابه كل شيء حتى دخول الخلاء وأنه انتقل إلى الرفيق الأعلى وأنه عندما بعث معاذا قاضيا على اليمن قال له يا معاذ بما تحكم قال بكتاب الله وإن لم تجد، قال بسنة النبى قال له النبى وإن لم تجد قال أجتهد رأيى يا رسول الله .
فدعا له النبى صل الله عليه وسلم ، وها هو الصديق رضى الله عنه فى مسألة مانعى الزكاة بعد النبى صل الله عليه وسلم وهؤلاء مسلمون فأفتى بقتالهم قائلا: والله لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدونه للنبى لقاتلتهم عليه أليس هذا اجتهاد .
وعبد الله بن عباس فقيه الأمة ألم يدعو له الرسول صل الله عليه وسلم بأن يفقهه فى الدين ويعلمه التأويل.
وحينما طرح سؤال على جمال الدين الأفغانى شيخ المجددين هل أغلق باب الاجتهاد بعد موت الفقهاء الأربعة، قال سبحان الله لكل عصر ضروراته ومستجداته ولو خرج هؤلاء الأئمة من قبورهم ورأوا حالنا لطوروا فتواهم بما يتوافق وما يعج به العصر من مستجدات (فقه الضرورة أو فقه الواقع) وهذا ما نتعرض له الآن فى أيامنا هذه من أمور لم تكن موجودة قديما.
فلم يكن قديما التبرع بالأعضاء لإنقاذ مريض من باب التصدق من ناحية والحصول على الأجر والثواب من الله من ناحية أخرى .
أو حتى أن يبيع الإنسان جزءًا من جسده كبيع إحدى كليتيه من أجل الإنفاق على ابنه الذى أصيب بمرض عضال وسدت كل الأبواب أمامه فلم يجد بد من فعل ذلك.
كذلك نجد إخراج صدقة الفطر فى رمضان والحديث صحيح صاع من بر وصاع من تمر إلى آخر الحديث ألسنا بحاجة إلى تجديد الفقه فى هذه المسألة فلم ونظرا للضوائق المادية التى يمر بها الناس فلما لا تجمع أموال ليشترى بها الفقير احتياجاته من ملبس ومأكل وانفاق على من يعولهم.
لكن السؤال المهم من الذى يملك زمام الفتوى من الذى يتولى الإجتهاد واستنباط الأحكام هل كل من حفظ حديثا أو آية أو أطلق لحيته بهذا الشكل الذى نراه على كثير من المرئيات،هل كل من ارتدى جلبابا قصيرا وأمسك بسواك بيده وأم الناس فى صلاة يتصدى للاجتهاد والفتوى وهو أبعد ما يكون وقد يصدر أحكاما قد تودى بصاحبها إلى الهلاك .
فذات مرة وكنت جالسا فى أحد المساجد وأتى رجل لمن يسمى بالشيخ يقول له لقد حلفت على زوجتى بالطلاق فرد عليه قائلا قد وقع طلاق عليك دون أن يسأله هل كانت نيتك تطليق زوجتك وخرج الرجل حزينا وخرجت خلفه وأوقفته يا أخى ما حالك مع زوجتك قال أحبها حبا كبيرا سألته هل كنت تنتوى طلاقها فعلا قال كنت أهددها فقلت له هو يمين وكفارته صيام ثلاثة أيام أو إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعم به أهل بيتك ولكن نصحته أن يستوثق من كلامى فلست فقيها وطلبت منه أن يذهب إلى لجنة الفتوى فى مشيخة الأزهر.
ثم ضوابط ينبغى أن تتوافر فيمن يتصدى للاجتهاد والفتوى.
1-أن يكون حافظا لكتاب الله تعالى.
2-أن يكون على دراية وفهم وحفظ لاحاديث النبى صلى الله عليه وسلم.
3- أن يكون على علم ومعرفة بسير الصحابة والسلف والتابعين.
4-أن يكون ذا سمعة طيبة ويتميز بالصدق والأمانة والتواضع والشجاعة فى الفتوى.
5- أن يكون ممن يراقبون الله سرا وعلنا ولا يخشى فى الحق لومة لائم.
6- أن يكون من أهل الحل والعقد.
ما أحوجنا فى واقعنا المعاصر إلى تجديد فقهنا بما يتماشى مع مستحدثات الأمور ومستجداتها.
أتمنى أن ينال هذا المقال قبولكم، إذ لو نال حظوة لديكم سنكمل الإجتهاد فى علوم الدين وتجديد الخطاب الدينى وموقف الفقه من التصوف والفلسفة.
وموقف الفقه من الإتجاهات الفكرية المختلفة التى قد يكون فى ظاهرها معارضة للدين لكن بكثير من التأمل والتفكير نجد أنه ليس ثم تعارض.
كذلك الإجتهاد فى مجال الاقتصاد ونظام الحسبة فى الإسلام ما له ما عليه، وغيرها من القضايا الحيوية التى تمس حياتنا المعاصرة.
لعلنا نصل معكم إلى حلول لكثير من قضايانا التى يظن البعض أنها عصية الحل، وإن كنت أرى أنه ليس ثم داء إلا وجعل الله له دواء.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.