مشهورون لكن مرفوضين.. قصص حب للفنانين انتهت بـ«لا»
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الشهرة والثروة لا تضمنان أبدًا عدم تعرض المشاهير للرفض في حال رغبتهم في الارتباط بأشخاص آخرين، خاصة إذا كان الشخص الآخر أيضًا من النجوم أو المشاهير، فعلى الرغم من أن المشاهير قد يكونون محاطين بالشهرة والمال والتأثير، إلا أنهم يواجهون تحديات وصعوبات في حياتهم الشخصية والعاطفية مثل أي شخص عادي، خاصة إذا كان أبطال أحلامهم في فترات طفولتهم ومراهقتهم من المشاهير، فمهما كانت شهرة الشخصين، قد يكون هناك اختلاف في الأسلوب الحياتي، القيم، أو الاهتمامات بينهما، مما يمكن أن يؤدي إلى عدم تكافؤ الكيمياء بينهما.
ومن المعروف أن المشاهير يعيشون في عالم مليء بالضغوط الإعلامية والاجتماعية، حيث يتم مراقبة حياتهم الشخصية بشكل كبير، وقد يترددون في الالتزام بعلاقات عاطفية ظاهرة بينما يحاولون الحفاظ على خصوصيتهم، كما قد يكون لديهم تجارب عاطفية سابقة لم تكن ناجحة مع شخصيات عامة أو مشاهير، مما يجعلهم يترددون في الخوض في علاقات مماثلة، أو هناك عوامل داخلية للمشاهير مثل التوقيت، حيث أنه قد لا يكونون جاهزين للالتزام بعلاقة جديدة في الوقت الحالي بسبب ارتباطاتهم المهنية أو الشخصية الأخرى، وقد تؤثر آراء أفراد عائلتهم أو الضغوط الاجتماعية المحيطة بهم على قراراتهم في الارتباط بشخصيات أخرى مشهورة.
ويعتبر حب المشاهير لبعضهم البعض، ظاهرة اجتماعية معقدة تمزج بين العواطف القوية والتأثير العميق، هذا النوع من الحب يتجاوز مجرد الإعجاب بالمواهب أو الإنجازات الفنية أو الرياضية، ويصبح علاقة شخصية عميقة تؤثر على حياة المشاهير بشكل ملحوظ، حيث يشعرون بمشاعر الولاء والمودة الشديدة نحوهم ومتابعة أخبارهم باستمرار ومحاولة الإلتقاء بهم وفي بعض الحالات يتم التصريح والاعتراف بتلك المشاعر أمام الجمهور بدون خوف من العواقب، مع ذلك، قد يكون حب المشاهير للمشاهير مزعجًا أحيانًا إذا تجاوز حدود الاحترام والعقلانية، مما يؤدي إلى سلوكيات غير صحية أو خيارات حياتية غير متوازنة، فمن المهم أن يكون في إطار صحي ومتوازن يحافظ على صحة الفرد وسلامته النفسية.
وتعرض لكم “البوابة نيوز” أبرز النجوم الذين صرحوا بحبهم لأحد المشاهير في طفولتهم بشكل جنوني قبل أن ينالوا الشهرة، وبعض المشاهير الذين قوبلت طلباتهم بالارتباط ما بين الشعور بالامتنان وما بين الرفض التام؟
وائل جسار وأسماء جلال
وائل جسار وأسماء جلال
أعرب الفنان وائل جسار في تصريحات إعلامية عن امتنانه لمشاعر الممثلة أسماء جلال، حيث قال: "أود أن أشكرها على حبها لي وحبها لأعمالي، وأتمنى لها الخير، وأتمنى أن تتألق في أعمالها بعد فيلم 'أولاد رزق 3'، وأراها نجمة كبيرة إن شاء الله، وأن يوفقها الله في حياتها، وتستحق الحياة الزوجية السعيدة، لقد فوجئت بهذه الكلمات وأعجبت بثقتها بنفسها وقدرتها على مواجهة كل الصعاب من قلبها".
وأشار وائل جسار إلى أن زوجته استقبلت الموقف بمزاح ولم تعتبره غيرة، مؤكدًا أنها أكدت له أنها فتاة جميلة ولا يوجد أي مشاكل في ذلك، وأضاف أن زوجته تتفهم طبيعة عمله كفنان ووجود معجبات له، معبرًا عن ثقتها الكبيرة بنفسها بأنه اختارها من بين العديد من الفتيات، وختم وائل جسار حديثه بذكر عدة مواقف أخرى حدثت معه خلال الحفلات، حيث قامت الفتيات بالصعود على المسرح وتقبيله من خديه.
من جانبها، كشفت الفنانة المصرية أسماء جلال عن حبها الشديد للفنان اللبناني وائل جسار منذ صغرها، وكيف كانت تعشقه وتضع صوره في غرفتها وفي كل مكان، وتحرص على حضور جميع حفلاته الغنائية، وأوضحت أنها كانت تحجز طاولة كاملة لنفسها في الحفلات لتستمتع بمشاهدته دون إزعاج من أحد، وكانت ترتدي فساتين مميزة لتجذب انتباهه، لكنه لم يلتفت إليها أبدًا ولم يشعر بوجودها.
وفي إحدى المرات، كانت ترغب في التقاط صورة تذكارية معه، فقالت له: "هل تعلم أنني سأتزوج؟"، فرد عليها بضحكة مدهشة: "لا والله!"
علاء مرسي وميرفيت أمينعلاء مرسي وميرفت أمين
كشف الفنان علاء مرسي عن مشاعره تجاه الفنانة ميرفت أمين التي يعشقها منذ أكثر من عشرين عامًا، معترفًا بأنه لم يستطع أبدًا أن يعترف لها بهذا الحب على الرغم من صداقتهما الممتدة. في تصريحات سابقة، أوضح علاء مرسي، الذي ينتمي لبرج السرطان، أن هذا البرج يتميز بكونه محبًا وحالمًا وحساسًا.
وأضاف علاء مرسي قائلاً: "لقد أحببتها في صمت طوال مدة تجاوزت العشرين أو الخمسة والعشرين سنة، أحببتها دون أن أخبرها بذلك، فهي زميلتي في المهنة ونجمة كبيرة، وكانت حلمًا لي، وقد أحببتها حب لا يمكن وصفه، أراها في كل لحظات حياتي، سواء في اليقظة أو في النوم، وقد تشاركنا معا في مسلسل دون أن تعلم بمشاعري تجاهها، فأنا أعشقها بشكل غير عادي".
وائل كافوري وشيرينوائل كفوري وشيرين
أعلنت المطربة شيرين عبد الوهاب عن إعجابها الشديد بالمطرب اللبناني وائل كفوري، إلى درجة أنها طلبت منه الزواج قبل أن يتزوج، مؤكدة أن هذا الطلب كان قبل عامين، حيث استقبله "كفوري" بابتسامة وأسلوب لطيف.
وقدمت شيرين حفلاً غنائياً مميزاً ضمن فعاليات مهرجان القبيات في لبنان، وحضر الحفل النجم اللبناني وائل كفوري، الذي حضر الحدث وجلس في الصفوف الأمامية. خلال الحفل، توقفت شيرين فجأة عن الغناء وأخبرت جمهورها أنها غير قادرة على المتابعة لأن وائل كفوري يجلس أمامها، وهو فتى أحلامها.
في تفاعل غير متوقع، صعد وائل كفوري إلى المسرح ليشارك شيرين في الغناء، وعندما سألها "ماذا سأفعل؟"، ردت شيرين ببرودة "افعل ما تشاء"، ثم استخدمت منديلها لتجفيف عرق جبينه.
محمد سعد ونادين نجيممحمد سعد ونادين نجيم
أفصحت نادين نجيم في حلقة برنامج "معكم منى الشاذلي" عن حبها الكبير لفيلم "كتكوت" للنجم محمد سعد، حيث قامت بتقليد عدد من مشاهد الفيلم المفضلة لديها، كما أوضحت نادين أنها تحب محمد سعد كثيراً وتعتبره سببًا في فرحتها، وقد استمرت في إحياء ذكرياتها المرتبطة بالمشاهد الطريفة والمواقف الكوميدية في الفيلم.
وفي سياق متصل، قام الفنان محمد سعد بنشر فيديو لنادين نجيم وهي تقلد شخصيته في فيلم "كتكوت" أثناء لقائها مع منى الشاذلي، عبر حسابه الشخصي على منصة "انستجرام"، وعلّق محمد سعد على الفيديو قائلاً: "يانادين ياقمر، أنا مش عارف إن كتكوت حلو كده صبح صبح على القمر".
هذا التفاعل الإيجابي بين النجمين أظهر مدى التقدير المتبادل بينهما وبين أعمالهما الفنية، وكانت هذه اللحظات مميزة تجمع بين محبة نادين لمحمد سعد وتقديرها لأدواره السينمائية المميزة.
أحمد الفيشاوي وشيرين رضاأحمد الفيشاوي وشيرين رضا
قال الفنان أحمد الفيشاوي إن قصة الحب المتبادلة بينه وبين الفنانة شيرين رضا لم تكتمل، مشيراً إلى أنهما الآن أصدقاء عزيزين ويحترمان بعضهما البعض كثيرًا، وأوضح الفيشاوي أنهما عاشا قصة حب كبيرة، لكن لم يكن الأمر موفقًا لهما في النهاية، حيث طلب من شيرين الزواج ولكنها رفضت، وأكد أنه يحترمها ويقدرها كثيرًا حتى الآن.
من جانبها، ردت الفنانة المصرية شيرين رضا على طلب أحمد الفيشاوي بالزواج منها على الهواء أكثر من مرة، مشيرة إلى أنه لم يكن جادًا في ذلك الكلام، وأنه كان مجرد مزاح، وأضافت خلال لقاءها في برنامج "هنا العاصمة" مع الإعلامية لميس الحديدي أنها تتمنى للفيشاوي التركيز على عمله، لأنه ممثل موهوب ولا ينبغي له أن ينشغل بأمور أخرى تؤثر على أدائه الفني.
كما أكدت “شيرين رضا” أن أحمد الفيشاوي ملتزم تمامًا في عمله، سواء في الوقت أو في الأشياء التي يقدمها، مما يعكس تقديرها واحترامها لموهبته واجتهاده الفني.
أحمد الفيشاوي ورانيا يوسفأحمد الفيشاوي ورانيا يوسف
أثار الفنان أحمد الفيشاوي جدلاً كبيراً بشأن علاقته المحتملة برانيا يوسف بعدما نشر صورًا لهما من كواليس تصوير فيلمها الجديد، ورغم أن الجمهور اعتقد بوجود علاقة عاطفية بينهما، خرجت رانيا يوسف لتوضيح الأمور في مقابلة تلفزيونية، حيث أكدت: “لا يمكن أبدًا أن أرتبط بأحمد الفيشاوي، فأنا أكبر منه بثلاثة أو أربع سنوات، ولكننا فقط زملاء وأنا أحترمه كثيرًا. لكن إذا طُلب مني الزواج، سأرفض، موضحة أن المشكلة ليست في أحمد الفيشاوي بل بها هي، قائلة ”هناك أمور معينة إذا لم لا أشعر بها، فلن أتزوج".
خالد سليم وداليا البحيري
أعرب الفنان خالد سليم عن إعجابه الشديد بالنجمة داليا البحيري خلال إحدى المقابلات التلفزيونية، بعد تعاونهما في أفلام "سنة أولى نصب" و"كان يوم حبك"، وصرح قائلاً: "أنا معجب بداليا جداً، ولو كانت غير متزوجة لتزوجتها"، فردت الفنانة بدهشة قائلة: "هل حقاً قال ذلك؟".
بينما جعلت هذه الإشاعات نجاح الثنائي داليا وخالد في السينما يشعران بالانزعاج، أكد خالد سليم بعد ذلك أن العلاقة بينه وبين داليا البحيري محصورة فقط في العمل الفني، وأنهما لا يخططان لأي مشاريع زواج أو ارتباط من جانبها، أوضحت داليا البحيري أن تواجدهما المستمر معًا في البرامج التلفزيونية والمناسبات الفنية، وتألقها معه في عيد ميلاده الأخير، يعود إلى وجود صداقة بريئة بينهما، مؤكدة أن أي ادعاءات أخرى هي مجرد خيالات.
فاروق الفيشاوي وليلى علويفاروق الفيشاوي وليلى علوي
أعرب فاروق الفيشاوي أنه يشعر بالندم لعدم زواجه من ليلى علوي، بالرغم من بداية علاقة ارتباط كانت تجمع بينهما، إلا أنها لم تكتمل بسبب معارضة والدة ليلى علوي للزواج، وعلى الرغم من عدم إتمام قصة حبهما، بقي فاروق الفيشاوي وليلى علوي أصدقاء، وقدما معًا فيلم "ألوان السما السبعة" الذي حقق نجاحًا كبيرًا وكان آخر عمل فني جمعهما.
وخلال العرض الخاص للفيلم، كانت ليلى علوي متزوجة من رجل الأعمال منصور الجمال، وأحرج فاروق الفيشاوي ليلى علوي بقبلة أمام زوجها بحماس، مما أدى إلى ظهور علامات الغضب والغيرة على منصور الجمال الذي غادر المكان بسرعة.
وبعد مرور سنوات، تم استضافة فاروق الفيشاوي في أحد البرامج التلفزيونية، حيث أشاد بجمال ليلى علوي وصفها بأنها "أجمل نساء الكون"، بينما وصفت ليلى علوي فاروق الفيشاوي بأنه أخ وصديق حتى النهاية، وأكدت أنه علمها القوة والصبر في مختلف المواقف.
محمد عساف وشيرينمحمد عساف وشيرين
أشادت الفنانة شيرين عبدالوهاب بصوت وشخصية محمد عساف نجم أراب ايدول، حيث كانت متحمسة للقاءه ورحبت به بشدة فور وصوله للتدريبات، وقد تطورت تعليقاتها ومديحها لمحمد عساف خلال الحلقة المباشرة، حيث وصفته بأنه ليس كغيره من البشر بفضل قوة صوته وجمال أدائه، وفي ختام مديحها، طلبت يده للزواج مباشرةً على الهواء أمام المشاهدين ولجنة التحكيم، خاصةً أنها كانت غير مرتبطة في ذلك الوقت.
جينيفر لورانسجاستن بيبر وجينيفر لورانس
رفضت النجمة الأمريكية الحائزة على الأوسكار، الارتباط بالمطرب العالمي “جاستن بيبر”، بعدما عبر عن إجابه الشديد بها في فيلم “هانجر جيمز” ووصفها بأنهارائعة بشكل لايصدق، ولكن عند استضافة نجمة هوليوود في أحد اللقاءات وسؤالها عما إذا كانت تبادله نفس المشاعر، رفضت بشدة قائلة “لا"، ولم يعلق المطرب الشهير على هذا التصريح.
صوفي تورنر
صوفي تورنر وجيمس بريتن ماكفاي
استغل المغني جيمس ماكفي الفرصة، عندما اعترفت النجمة الأمريكية “صوفي تيرنر” بطلة مسلسل “صراع العروش”، لجمهورها عبر تويتر، أنها تجد نفسها غير مثيرة للاهتمام، فاستغل “جيمس ماكفاي” تلك الفرصة ووصفها بأنها مملة أيضًا في الحياة الواقعية.
وردت عليه “تيرنر” بغضب شديد، طالبة منه أن يتوقف عن مراسلتها بسبب تلك الكلمات القاسية، وأضافت لقد أصبح الأمر مخيفًا وأنا آسفة لأنني لست مهتمة، والمفاجئ في الأمر أنهما قد شوهدوا مع بعضهم البعض أكثر من مرة.
إيما واتسون
إيما واتسون وتوم فيلتون
أصيبت الممثلة الإنجليزية إيما واتسون بخيبة أمل عندما كشف توم فيلتون، مواطنها، أنه ينظر إليها كأخته فقط بدلاً من علاقة رومانسية، وخلال حضوره برنامج "إينترتيمنت تونايت"، حيث تم استضافته بمناسبة افتتاح متجر عملاق لمحبي سلسلة هاري بوتر في ولاية نيويورك الأميركية، سُئل توم عن علاقته بإيما، وقد أجاب قائلاً: "هناك ترابط بيننا، لقد كنا قريبين جداً من بعضنا لمدة طويلة، أنا أعشقها وأعتقد أنها رائعة"، وعندما طُلب منه التفصيل أكثر عن هذا الترابط، أوضح أنهما لا يملكان علاقة رومانسية.
كاتي بيريكاتي بيري ونايل هوران
كشفت المطربة العالمية كاتي بيري عن محاولة النجم “نايل هوران” الحصول على رقمها وربما مغازلتها والدخول في علاقة عاطفية، وذلك خلال حلولها ضيفة في برنامج إذاعي عام 2017، وأكدت بيري رفضها التام للفكرة، حيث علقت قائلة له: "يمكنني رعايتك.. أنا فقط مثل والدتك.. هي ليست أكبر مني بكثير".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمد عساف محمد سعد وائل جسار ولاد رزق 3 اسماء جلال شيرين وائل كفوري فاروق الفیشاوی أحمد الفیشاوی دالیا البحیری وائل کفوری وائل جسار شیرین رضا خالد سلیم لیلى علوی علاء مرسی محمد عساف محمد سعد قد یکون ا بأنه
إقرأ أيضاً:
حقبة الحرب الباردة انتهت.. والليبرالية والديمقراطية باقيتان
ترجمة: أحمد شافعي
ذهبت مقالتي فـي نهاية الأسبوع الماضي إلى بعض المزاعم التاريخية الكاسحة، فمنها أن إعادة انتخاب دونالد ترامب أثبتت أننا خرجنا نهائيا من حقبة ما بعد الحرب الباردة، وأن المرحلة التاريخية التي بدأت فـي عام 1989 قد انتهت فـي نقطة ما بين أولى أيام الوباء وغزو بوتين لأوكرانيا، وأن ما نحن ذاهبون إليه الآن مهما يكن هو ما نحن ذاهبون إليه قطعا، فنحن لا نبحر فـي دوائر أو نجري ثابتين فـي المكان.
ولأضف الآن إلى هذه المزاعم الصارخة تعليقين إضافـيين يحددان حجم التحول الذي أتكلم عنه وطبيعته.
أولا: لا تعني نهاية حقبة ما بعد 1989 نهاية الليبرالية. لقد كتب الكاتب البريطاني جون جاري، وهو المتنبئ المبهر بأفول الليبرالية، مقالة فـي ذي نيوستيتسمان يذهب فـيها إلى أن الانتقال من حقبة إلى أخرى سوف يكون أيضا خروجا من الليبرالية بالكلية، وأن ترامب وربما من بعده جيه دي فانس قد يضعان «ديمقراطية غير ليبرالية ممنهجة البنيان عميقة الجذور» فـي حين تنهار أوروبا وقد تخلت عنها الولايات المتحدة فتغدو حساء «مريعا» من القومية ومعاداة السامية، وتكتسح الاستبدادية العالم الأوسع.
حسنا، هذا وارد. ولكن قبل أن نقطع كل هذا الطريق إلى هذه النتيجة، علينا أن نأخذ فـي الاعتبار كل أولئك الذين ينتمون إلى ائتلاف ترامب وفانس ولا يزالون يعدون أنفسهم أنصارا للقيم الليبرالية ـ أي مدافعين عن حرية التعبير وغيرها من الحريات التي يرونها مهددة بشدة من اليسار لا من اليمين. ولنأخذ فـي الاعتبار حجة طرحها حديثا زميل جاري فـي انتقاد تجاوزات الليبرالية وهو آريس روسينوس إذ أشار إلى أن نسخة النظام الليبرالي التي سادت العالم بعد 1989 تختلف بشدة عن النظام الليبرالي الذي سبقها منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، فهي نسخة أكثر طوباوية فـي طموحاتها، وأكثر شمولا ثقافـيا فـي مطالبها، وأكثر استبدادا وإمبريالية وغطرسة ومن ثم جنوحا إلى الهاوية.
فـي حين أن رؤية العالم التي حكمت أوروبا وأمريكا بعد عام 1945 كانت أشد برجماتية وبرودا، وأقل طموحا وثورية، وبقيت برغم ذلك ليبرالية بلا شك. فقد كان دوايت أيزنهاور وليندن جونسن ورونالد ريجان جميعا، وبطرق مختلفة، يفتقرون إلى مُثُل ما بعد 1989 لكيفـية حكم أمريكا و«النظام الدولي الليبرالي». ومع ذلك لم يكن أي منهم غير ليبرالي بالمعنى الذي قد يستعمله الشخص العادي للمصطلح، إذ كانوا يعملون فقط داخل سياق أكثر محدودية من خلفائهم فـي ما بعد الحرب الباردة، وكانت لديهم ميول غير ليبرالية وميول سابقة على الليبرالية مختلطة مع التزاماتهم الليبرالية ومتصلة عموما بالعالم على نحو أقل كمالا أيديولوحيا من نخبة ما بعد الحرب الباردة.
فـي ضوء هذا الماضي زعم روسينوس أن الليبراليين فـي مطلع القرن الحادي والعشرين قد يكونون أفضل حالا على المدى البعيد بدخول مستقبل أكثر محدودية لا يعودون فـيه يبدون وكأنهم رؤساء للعالم لا شريك لهم فـيه:
كما أن النظام ذا القطبين فـي عالم الحرب الباردة، بتقييده الميول الكامنة فـي الليبرالية إلى الراديكالية والغطرسة، قد جعل العالم الغربي آمنا لليبرالية منضبطة معتدلة، فقد ينقذ العالم متعدد الأقطاب الذي دخلناه الليبراليين من غلوائهم. وفـي ظل حصار المنافسين الراسخين فـي الخارج، وفـي ظل خيبة رجاء الناخبين فـيهم بالداخل، سوف يتعين على الليبراليين مرة أخرى أن يتعلموا ضبط النفس. لقد ثبت أن نظام ما بعد الحرب الباردة أخيرا وبال على الليبرالية الأمريكية، وقد يثبت الرجوع إلى نظام 1945 القائم فعليا أنه أكثر مودة تجاهها. وسوف أضيف إلى نظرية الاستمرار الجزئي هذه بدلا من القطيعة التامة ملاحظتي الثانية: وهي أنه حتى فـي ظل تغير النظام العالمي، تبدو الديمقراطية الأمريكية قوية على نحو معقول.
طالما كانت لدي شكوك عميقة فـي سيناريوهات الاستبدادية الكاملة فـي أمريكا، لأسباب قدم لها جوليان وولر شرحا نافعا فـي مقالة له سنة 2022 فـي «أمريكان أفـيرز». لكن بعد انتخابات 2016، ظهر بين التقدميين الأمريكيين شكل معتدل ومعقول من التشاؤمية الديمقراطية فرأوا أن المؤسسات الدستورية العتيقة فـي البلد قد تسمح للشعبوية اليمينية بتجسيد حكم الأقلية لفترة طويلة. وبالجمع بين التفوق الترامبي فـي المجمع الانتخابي وتفوق الدولة الصغيرة والدولة الريفـية فـي مجلس الشيوخ، يمكنك أن تتخيل بلدا تسمه أغلبية محبطة يحكمه الجمهوريون بثبات دونما الاقتراب من الحصول على 50% من الدعم الشعبي، ويفقد فـيه الدستور أو الديمقراطية كل أشكال الشرعية تدريجيا. فـي الوقت نفسه كان ثمة مخاوف من اليمين ولكنها متصلة، سواء من النوع الذي كتبت عنه فـي هذا العمود قبل الانتخابات ـ أي المخاوف من «كاتدرائية» تقدمية توحد القوة العامة والخاصة لتكميم المناقشة الحرة وإضعاف الديمقراطية ـ والمخاوف القديمة من أن تجعل الهجرة الجماعية والتغير الديمغرافـي من الانتخابات الوطنية انتخابات غير قابلة لفوز الحزب الجمهوري شأن الانتخابات على مستوى الولاية فـي كاليفورنيا اليوم على سبيل المثال. ولكن بمجرد حصوله على حوالي 50٪ من الأصوات الشعبية فـي عام 2024، قوض ترامب هذه المناظير بشكل كبير ـ إذ قوض الغرور الليبرالي القائل إن أسلوبه الشعبوي لا يمكن أن يفوز بأصوات كافـية للمطالبة بالشرعية الديمقراطية وقوض قلق المحافظين من أن تواطؤ المؤسسات النخبوية من شأنه أن يستبعد اليمين الشعبوي من السلطة.
وأكثر من ذلك، أظهرت طبيعة ائتلافه الفائز أن النظام الانتخابي الأميركي يميل إلى إعادة التوازن مع الوقت والمنافسة، بطرق ليست دائما متأثرة بالأغلبية ولكنها تجعل سيناريوهات حكم الأقلية الدائم أو دولة الحزب الواحد تبدو غير معقولة تماما. وفـي هذه الحالة، جلبت إعادة التوازن حصصا أكبر من ناخبي الأقليات ـ الأمريكيين ذوي الأصول اللاتينية والأمريكيين الآسيويين، على وجه الخصوص - إلى الائتلاف الجمهوري. فلم يثبت هذا فقط أن الحزب الجمهوري قادر على أن يظل تنافسيا فـي خضم التغيير الديموغرافـي، خلافا لمخاوف اليمين، فقد أدى أيضا إلى تحويل الخريطة الانتخابية بطرق من شأنها أن تقوض مخاوف اليسار من أن الجمهوريين يمكنهم ادعاء امتلاكهم قوة دائمة مضادة للأغلبية.
وذلك لأنه فـي حين أن الأصوات التي فاز بها ترامب فـي عام 2016 تركزت بطرق جعلت ائتلافه قابلا للنجاح فـي المجمع الانتخابي، فإن الأصوات التي حصل عليها منذ ذلك الحين توزعت بشكل مختلف تماما. ولهذا السبب وغيره، تضاءل تفوق الحزب الجمهوري فـي المجمع الانتخابي. وتقلص كذلك تفوقه فـي مجلس الشيوخ. ولكن فـي مجلس النواب، يفوز الجمهوريون الآن بأغلبيات أقل مما يبشر به تفوقهم فـي إجمالي التصويت الشعبي فـي مجلس النواب ــ وهو ما يشير إلى مستقبل معقول تكون فـيه الأغلبية الديمقراطية التالية فـي مجلس النواب مضادة للأغلبية عمليا، مع أغلبية طفـيفة من المقاعد تستند إلى أقلية من الأصوات.
ولا يبشر هذا بالضرورة بخير للحكم الأمريكي، لأنه على الرغم من كل الوضوح المفـيد لفوز ترامب، إلا أنه كان لا يزال فوزا ضيقا بما يكفـي لوصف هذه الدولة بأنها دولة الـ50-50 وإعدادنا لعودة محتملة إلى الجمود فـي غضون عامين فقط. ولكن دولة الـ50-50 التي يكون فـيها مجلس النواب ومجلس الشيوخ والرئاسة جميعا فـي متناول اليد باستمرار ليست دولة تتأرجح على شفا حكم الأقلية فـي الأمد البعيد، أو دولة على وشك أن تصبح ديمقراطية زائفة ذات حزب واحد.
لعل أربع سنوات أخرى من حكم ترامب تغير هذه الحقائق. ولكننا لم نعرف بعد جوابا للسؤال حول مصير ترامب وإرثه الكامل ــ سواء أكان بوسعه أن يكون أكثر من مجرد مدمر للنظام القديم، أو إذا كانت أغلبيته الهشة الجديدة قادرة على التوسع إلى ائتلاف حاكم. وسوف تخبرنا ولايته الثانية بالمزيد عما إذا كانت عجلة التاريخ تقودنا إلى عصر تحدده توليفة قومية أو شعبوية على النحو الذي حدد به عالم ما بعد عام 1989 الليبرالية المنتصرة ــ أو ما إذا كنا ندخل للتو نوعا من فترة الفراغ الأيديولوجي، أو فترة الدول المتحاربة فليس لليبرالية ما بعد الحرب الباردة وريث واضح أو مؤكد.
ولكن فـي الوقت الراهن، لا يزال المستقبل الغريب الذي ندخله الآن يبدو وكأنه مستقبل ديمقراطي، مع تقارب المنافسات على السلطة برغم اتساع مجال الجدال الأيديولوجي، حيث ستظل انتخابات أمريكا أوضح الأحبار التي كتبت بها العناية الإلهية نواياها.