صدى البلد:
2024-11-05@23:11:55 GMT

عبد السلام فاروق يكتب: من هنا وهناك

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

العالم ينام ثم يستيقظ على أخبار جديدة كل يوم.. لا يصلنا منها إلا أقل القليل!
وسائل الإعلام اعتادت ألا تختار من الأنباء إلا ما تراه مهماً طبقاً لوجهة نظر يسميها الإعلاميون: "سياسة التحرير" ؛ أى أن كل نبأ جديد أو غريب أو صادم لن تسمع عنه إذا لم يتوافق مع سياسة التحرير تلك، وكثير من الأخبار يتم التعتيم عليها عالمياً وبشكل مقصود؛ فعلى سبيل المثال أنباء ما يحدث من صراع دولى على ثروات القطب الشمالى، باتت كأنها تابو محرم على أجهزة الإعلام أن تتناوله!


 لكن هناك أنباء أخرى تقع على الحافة، فهى شائعة ومتاحة وغير ممنوعة لكن العيون  تمر عليها مرور الكرام رغم أنها ذات دلالات كاشفة أو ذات عمق ومغزى أو أنها ستصبح ذات تأثير كبير لاحقاً.

اخترت لك عزيزي القارئ من مثل تلك الأنباء السريعة طرفاً من حافة الطبق!


موت الطائر الأزرق!
 مواقع السوشيال مثلا ينالها نصيبها من التغيير والتطور، فبعد ما حدث لموقع فيسبوك وتحوله إلى ميتا، قرر إيلون ماسك قتل الطائر الأزرق المشهور لتويتر، ليتحول إلى "إكس"..فما السبب فى مثل تلك الخطوة الغريبة؟ وكيف يمكن التخلص من براند عالمى قوى كهذا فى مقابل علامة شائعة غامضة المعنى؟!


 فكرة التخلص من عصفور تويتر لإحياء مشروع تطويري فى عالم السوشيال ميديا كان يراود إيلون ماسك منذ شهور فى أعقاب فوزه بصفقة شراء تويتر. وقد أعلنت الرئيسة التنفيذية لمشروع إكس الجديد أنه يمثل مرحلة جديدة من التفاعل اللامحدود الشامل لكل أساليبه من صوت وفيديو ورسائل بل وخدمات مصرفية فورية! هكذا يريد إيلون ماسك الاستفادة بخبراته السابقة فى تأسيس تطبيق باى بال الشهير للدفع الإليكترونى.


 إن هذا القرار ليس هو الوحيد المثير للجدل فى قرارات ماسك. فقد أبرزت صحيفة نيويورك تايمز مخاوف قادة بعض الدول الكبري من هيمنة إيلون ماسك على الفضاء الخارجى من خلال شركته الرائدة سبيس إكس،خاصةً وأن هذا الملياردير العبقرى الذى نشأ فى جنوب إفريقيا وصنع بها ثروته الأولى قبل أن ينتقل لكندا ومنها إلى أمريكا هو شخص تصفه الحكومات بالمتلقب الذى لا يمكن التنبؤ بقراراته المفاجئة، وهو ما يتعارض مع مصالح بعض الحكومات التى تحرص على سرية وخصوصية العمل فى هذا القطاع الاستراتيجى من قطاعات العمل التجسسي والاستخبارى على مستوى العالم! فكيف به وهو ينوى نشر أكثر من 40 ألف قمر صناعى من أقمار خفيفة الوزن منخفضة الارتفاع تحيط بالكرة الأرضية كلها من خلال مشروعه الجديد ستار لينك بتكلفة تصل لمليارات الدولارات؟!

 

تكنولوجيا الصين في قلب المعركة!
 أول الدول التى حاولت مواجهة مشاريع إيلون ماسك المتطورة بطبيعة الحال كانت الصين..إنها قررت ألا تنتظر حتى ترى أثر ما ستحدثه مثل تلك المشروعات الهادفة للهيمنة على أدوات الاستخبارات وجمع المعلومات وفى مقدمتها الأقمار الصناعية، لهذا سارعت الصين بالإعلان عن مشروعها الطموح الذى يُرمز له GW أو شبكة معلومات الدولة "جووانج"، وهو مشروع عسكرى فى الأساس يبغى تحقيق التفوق على تكنولوجيا الغرب المهيمنة على الفضاء، ومن أهدافه المعلنة أن يتم إطلاق نحو 13ألف قمر صناعى خلال 10 سنوات فقط. الذى أزعج الصين وجعلها تسارع خطواتها نحو اقتحام عالم الفضاء بكل قوتها، هو ما صدر من تصريحات بعض قادة أوكرانيا أنه لولا مشروع ستارلينك لإيلون ماسك لحدث الاجتياح الروسي الكامل لأوكرانيا خلال عدة شهور! وهو ما ضاعف من المخاوف الدولية ضد شركة سبيس إكس وتطبيقاتها العسكرية المخيفة.


 لكن على الناحية الأخرى من قضية التكنولوجيا الصينية، فإن الصين تخشى من تأثير التقنيات والألعاب الإليكترونية على أطفالها، وعلى الأجيال القادمة من القادة والمخترعين والعسكريين الصينيين؛ لهذا أعلنت هيئة تنظيم الفضاء الإلكترونى الصينية عن تطبيق برامج خاصة بالقصّر وصغار السن لتحديد عدد ساعات استخدامهم اليومى للهواتف الذكية باعتبارها مسألة تتعلق بمستقبل الصين نفسه! هكذا قررت الهيئة دفع شركات تصنيع الهواتف لأجل تقديم برامج خاصة بالقصر من شأنها منع المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما من الدخول لشبكة الإنترنت عبر الأجهزة من العاشرة مساء وحتى السادسة صباحا، مهما أثر هذا على مبيعات الأجهزة أو حتى على حركة البورصة!
هذا القرار سيتم تطبيقه كالتالى بشكل تجريبي قبل أن يتم تعميمه فى الصين:حيث سيُسمح للمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما بساعتين في اليوم، وللأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و16 عاما بساعة واحدة، في حين يُسمح للصغار دون سن الثامنة بثماني دقائق فقط!


لماذا غضبت أمريكا..وارتعبت فرنسا؟
 لأول مرة فى تاريخ التصنيف الائتمانى يتم تخفيض التصنيف الأمريكى من “تربل إيه” إلى “دبل إيه بلاس”. هذا ما حدث يوم 2 أغسطس الجارى من قِبل وكالة فيتش للتصنيف الائتمانى؛ فأحدث هزة فى سعر الدولار الذى انخفض بشكل فورى بعد القرار فى مقابل عملات عالمية أخرى، وفى سعر الذهب الذى ارتفع بنسبة 2 فى الألف. هذا الحدث على الرغم من كونه يبدو بسيطاً ضعيف التأثير، إلا أنه أحدث ردود فعل غاضبة جداً من البيت الأبيض، خاصةً أنها تأتى بعد شهرين من انتهاء أزمة سقف الدين بالكونجرس، وبعد شهور من أزمة إفلاس بعض كبريات البنوك الأمريكية!


 أما فرنسا فيبدو أن أمامها صيف ساخن جداً بعد ما حدث فى الغرب الإفريقي من انقلاب مفاجئ فى النيجر ، فى أعقاب انسحابات سابقة للتواجد الفرنسي فى عدة دول إفريقية منها مالى وبوركينا فاسو وعدة انقلابات فى تلك المنطقة التى بدأ النفوذ الفرنسي بها فى التلاشى! يأتى هذا فى أعقاب توجه إفريقي عام نحو التخلص من هيمنة الغرب، والاتجاه نحو الشرق متمثلاً فى روسيا والصين.


 كلمة السر فى هذا التحول الغرب إفريقي هو الرئيس المؤقت لبوركينا فاسو"إبراهيم تراورى" الذى أحدث صدمة للعالم بأكمله بعد أن أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، وتجرأ على طرد التواجد الأجنبى كله من البلاد، ثم تجاوز الحد بأنه أعلن مؤخراً خلال القمة الروسية الإفريقية الأخيرة عن نيته فى التخلص من هيمنة الشركات الأجنبية، ومنها شركات كندية تسيطر على استخراج الذهب، وطرد هذه الشركات من بوركينا فاسو للأبد. 


 فرنسا وقفت أمام تلك التحولات الخطيرة وقفة خطيرة وهى فى طريقها لمواجهة عسكرية مع النيجر للدفاع عن مصالحها فى مستعمراتها الإفريقية القديمة، بينما يقف الجزائر والغرب الإفريقي كله محذراً إياها من أى تدخل..فهل تنتهى تلك الدراما نهاية رومانسية مثالية كما نتمنى،أم سيتمكن الغرب من إعادة احتلال الغرب الإفريقي تارة أخرى؟

 

العبقرى المجهول.. حاتم زغلول
 قلة قليلة تعرف أن مخترع الواى فاى هو مصرى كندى اسمه "حاتم زغلول"!
ولولا أنه عربي الأصل وأن الإعلام الغربي طمس على إنجازه، لكان لهذا المخترع المصري العبقرى شأن آخر..بينما الذى حاز الشهرة شخص استرالى سرق اختراع زغلول ونسبه لنفسه، ما دفع حاتم لرفع قضية ضد الشركات التى استخدمت اختراعه، وحصل على تعويضات وصلت إلى 2 مليار دولار، أسس بها شركة خاصة سماها واى لان سرعان ما أصبح لها صيت كبير بين الشركات العالمية لتقنيات الاتصالات. وقد استطاع زغلول تطوير تقنية الواى فاى إلى تقنية 4G الشهيرة، ويعكف فى الوقت الحالى على صياغة مشروع ضخم يسميه " انترنت الفقراء" .. فما أكثر أبطالنا المجهولين وعباقرة المصريين فى أنحاء العالم.. وما أقل ما نعرف عنهم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إیلون ماسک التخلص من

إقرأ أيضاً:

أشرف غريب يكتب: أطفالنا والعملية التعليمية

لا يستطيع أحد أن ينكر النقلة التعليمية الهائلة التى خطتها وزارة التربية والتعليم خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة فى عهد وزيرى التعليم السابقين طارق شوقى ورضا حجازى، وما يستكمله الآن وزير التعليم الحالى د. محمد عبداللطيف، لم يكن أحد من الراغبين فى الارتقاء بالعملية التعليمية متحمساً للإبقاء على أسلوب التلقين العقيم الذى كان معمولاً به فى مدارسنا لعشرات السنين.

ولذلك استبشرنا خيراً حينما اعتمدت الوزارة أسلوباً قائماً على الفهم والاستيعاب والاستنباط والاستدلال إلى آخر ما يمكن أن ينمى القدرة على الفهم والابتكار بدلاً من الحفظ الببغائى وحشر المعلومات فى أدمغة الطلبة لمجرد إفراغها فى ورقة الامتحان، ثم لا تلبث أن تتبخر بعد الخروج من اللجنة دون أن يحولها الطالب إلى معلومات معرفية متراكمة، لا سيما مع استحداث الاعتماد على التابلت عند بداية المرحلة الثانوية وما أحدثه ذلك من طرق متنوعة ومتجددة فى الحصول على المعلومة وفتح آفاق جديدة فى الوصول إلى المعرفة والانفتاح على العالم من حولنا.

كل هذا جميل ورائع، وتوجُّه محمود يصب فى صلب السياسة التعليمية الجديدة التى انتهجتها وزارة التربية والتعليم، ولكن ماذا عن التطبيق العملى على أرض الواقع؟ أستطيع أن أتفهم تماماً حرص الوزارة حالياً على ربط الطالب طيلة الوقت بالمعلومة والدرس، وخاصة مع اعتماد أسلوب تكاملية المواد الدراسية، لكن على وزارتنا العزيزة أن تدرك أن أى شىء إذا زاد عن الحد انقلب إلى الضد، خاصة فى المرحلة الابتدائية، مرحلة التكوين الذهنى والمعرفى وترغيب الطلاب فى طقس المذاكرة والارتباط الإيجابى بالمدرسة وبالعملية التعليمية بوجه عام، فبعد مرور خمسة أسابيع تقريباً على بدء العام الدراسى الجديد 2024- 2025.

وإقرار الوزارة فكرة الامتحانات الأسبوعية ثم الشهرية بات التلميذ الصغير مطالباً كل يوم بأداء امتحان فى مادة معينة، وأصبح لزاماً عليه أن يبقى طوال الأسبوع من لحظة انتهاء اليوم الدراسى إلى صباح اليوم التالى منكبا على الكتاب يحاول أن يلاحق ما سوف يمتحن فيه داخل الحصة الدراسية، بل إن مدة الحصة نفسها لم تعد كافية للامتحان والشرح معاً، فتكون النتيجة تأخر كثير من المدرسين فى شرح مناهجهم الدراسية أو (كروتتها) رغبة فى الالتزام بالتوقيتات الموضوعة سلفاً حتى الانتهاء من شرح المواد الدراسية على مدار العام الدراسى.

أما الطفل المسكين طالب السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية الذى من المفترض أن يعيش طفولته، ويجد فيها وقته لممارسة هواياته، وتنمية مدارك أخرى بخلاف التعليم والاستذكار فلم يعد أمامه إلا العكوف على الكتاب آناء الليل وأطراف النهار يلهث وراء ما سوف يمتحن فيه كل يوم وكل أسبوع وكل شهر، فتكون النتيجة عدم تأصيل المعلومة الدراسية وثباتها فى ذهن الطالب، وضياع كل هذا الجهد فى الشرح والتحصيل، وتبخر المعلومة بعد أن كتبها فى ورقة الامتحان هذا إذا تذكرها أصلاً فى ظل كل هذه الضغوط والأعباء الملقاة عليه بشكل يومى ودائم، فنصبح فى النهاية أمام نفس النتيجة التى كنا نريد تجنبها جراء النظام التقليدى الذى كان معمولاً به فى عهود سابقة.

ثم ماذا عن طفولة هؤلاء؟ عن إحساسهم بمتع المرحلة السنية التى يعيشونها؟ عن حيويتهم وانطلاقهم وهواياتهم فى ظل هذا الكبت الدائم والضغط المستمر؟ وماذا عن حبهم للمدرسة؟ عن رغبتهم فى التعليم؟ عن ارتباطهم النفسى بمدرسيهم؟ لقد اشتكت لى إحدى الأمهات بأن ابنها الذى يدرس فى الصف الثالث الابتدائى لم يعد راغباً من الأساس فى الذهاب إلى المدرسة بعد أن كان متفوقاً ومحباً لها، وأنها حينما توقظه فى الصباح يقوم مفزوعاً من نومه وهو يردد حتى من قبل أن يفتح عينيه: «لا مش ح أكتب الدرس، أنا تعبت».

لقد باتت الواجبات والدروس تلاحقهم فى نومهم قبل يقظتهم، وتفسد عليهم طفولتهم.. نحن لا نريد أن تتحول العملية التعليمية إلى كابوس يطارد أطفالنا، أو عبء نفسى وذهنى وبدنى يفقدهم الحماس نحو التحصيل الدراسى، نريدهم أن يستمتعوا بدراستهم، ويحبوا الطقس ذاته، ويسعوا إلى الذهاب إلى المدرسة بفرح ورضا، أنا لا أريد أن أحدثكم عن تجربتى وأنا وفى مثل سن هؤلاء الأطفال وفى ظل النظام العقيم الذى كان يحكم العملية التعليمية كنت أجد وقتاً لحفظ القرآن الكريم والاشتراك فى مسابقاته، وممارسة الرياضة والموسقى والتمثيل والصحافة المدرسية والرحلات جنباً إلى جنب مع التحصيل الدراسى، بل إن تلك الأنشطة كانت تزيد من حماسنا نحو الاستذكار والتفوق.

أعود وأكرر إننا جميعاً مع تطوير العملية التعليمية ومع الخطوات المخلصة التى تقوم بها الوزارة، وندعم تماماً جهودها فى سبيل ذلك، لكن أسلوب التطبيق بحاجة إلى مراجعة وإعادة نظر وتقييم الغايات والوسائل من أجل الوصول إلى أهدافنا النبيلة التى نتشارك فيها جميعاً نحو أبنائنا الصغار، ولنتذكر دائماً أن التربية تسبق التعليم فى مسمى وزارتنا العزيزة.

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يرافق ترامب في «ليلة مصيرية»
  • إيلون ماسك: انتخبوا ترامب أو سينتهي نظام الحزبين
  • إيلون ماسك: السياسيون المؤيدون للحروب والصراعات يريدون فوز هاريس بالانتخابات
  • محكمة أمريكية تنظر قضية تبرعات المليون دولار للناخبين.. كيف رد محامو إيلون ماسك؟
  • سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (1)
  • عبد السلام فاروق يكتب: انتخابات على أطراف الأصابع
  • ردها وُصف بـ”الصفعة”.. كاردي بي تواجه إيلون ماسك بحدة
  • مؤمن الجندي يكتب: "العالمي".. هناك من يسلم باليد وهناك من يسلم بالروح
  • أشرف غريب يكتب: أطفالنا والعملية التعليمية
  •  خالد ميري يكتب: من يصدق الشائعات؟!