الدولة السودانية الخامسة تطرق الأبواب
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
تعج ذاكرة التاريخ البشري بأنواع عديدة من أشكال الدول التي سادت وبادت وفق الحركة الحتمية للتاريخ الإنساني، ومنذ أن عرف الانسان مفهوم الدولة ككيان سياسي وشكل من أشكال ممارسة السلطة ، تطور هذا المفهوم من الدولة البدائية إلى ان وصلت بنا الحداثة بعد آلاف السنين إلى الدولة الاكترونية ...لقد بينت التجارب التاريخية أن عمر الدول القائمة على نظم عقدية أحادية أو إثنية يتراوح مابين 70 إلى مأئة عام وقد يبلغ أقصاها ألف عام ويزيد قبل أن تضمحل أو تتفكك وتغير مسارها ، ويتم ذلك عبر مترسبات وعوامل متداخلة عبر عقود ينتج عنها في نهاية المطاف إنهيار الدولة أو تشظيها إلى دويلات متناحرة ،ولعل انتشار الفساد والمحسوبية في أوصالها إلى جانب سياسة البطش والتنكيل اللفظي والمادي ضد الخصوم ابرز عناصر إضعافها تدريجيا حتى الإندثار،التاريخ السياسي الإنساني حافل بدول وأنظمة عقدية أو إثنية سادت ثم بادت،فالاتحاد السوفيتي مثلا إنهار تدريجيا وتفكك بعد تخطيه عتبة السبعة عقود من الهيمنة الشيوعية الأحادية على مفاصل الدولة والمجتمع دولة ذات قبضة بوليسية صارمة،دولة قامت على البطش والصلف العقائدي،ولم يعد التاريخ يذكر اليوم سطوة الاتحاد السوفيتي ولا عظمة الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس ،ولا الامبراطورية العثمانية التي انزوت الان وانكمشت في جغرافيا صغيرة تقاتل بعض مواطنيها الأكراد.
يتهم معظم السودانيين ان الدولة الرابعة أو ما يصطلح على تسميتها دولة 56 دولة مارست الظلم والاستبداد الإنتقائي في كل مفاصلها منذ نشأتها ،كما انها فشلت في إدارة التنوع السوداني إلى جانب فشلها في تحقيق التنمية والاستقرار في كافة ارجائها .
تتعالى الان اصوات كثيرة وتنادي بحتمية تفكيك دولة 56 كفكرة ومفهوم مركزي كرّس السلطة لخدمة مصالح إنتقائية ضيقة فضلا عن إهمال متعمد لدور الدولة الاساسي المتمثل في تحقيق التنمية وتطوير المجتمعات ورفاهيتها ،ولكن يبدو أن حرب الخرطوم الحالية حبلى بارهاصات تاريخية توحي بالكثير،كما ان هذه الحرب أحدثت هزة عنيفة في بعض المفاهيم،فكل هذه المعطيات تشي بأن أفق بناء وطن يسع الجميع وفق أبحديات جديدة بدأ في الإقتراب وسيشهد العالم ميلاد الدولة السودانية الخامسة التي مازالت ملامحها غامضة...غير انها حتما ستكون دولة المواطنة في الحقوق والواجبات
msharafadin@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدولة السودانیة
إقرأ أيضاً:
أستاذ استثمار: توطين الصناعة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد
قال الدكتور محمد الشوافدي، أستاذ الإدارة والاستثمار: إن توطين الصناعة يعتبر أحد الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد المصري إلى اقتصاد تخليقي قائم على الفكر والابتكار والمعرفة وقادر على المنافسة.
وأضاف «الشوافدي»، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن أول شيء أجرته الدولة لتطوير الاقتصاد هو إنشاء بنية تحتية كاملة متكاملة لأن لا يمكن لدولة تستطيع أن توطن الصناعات وتجذب شركات دولية دون أن يكون هناك بنية تحتية، مشيرًا إلى أن مصر تطورت البنية التحتية في مختلف المجالات وكان افضلها الطاقة باعتبار أنه كان هناك مشكلة كبيرة في الدولة المصرية في الطاقة في فترة 2011 فكان لابد من تطوير قطاع الطاقة بمختلف خصائصه.
وتابع أستاذ الإدارة والاستثمار: «الدولة اتجهت إلى استخدام طاقة جديدة متجددة باعتبار أن هناك هدف عام هو حدوث تنمية مستدامة بكافة القطاعات المصرية».
خبير اقتصادي: توطين الصناعة يخفض الفاتورة الاستيرادية
محافظ الدقهلية: توطين الصناعة المصرية ودعمها الحل الأمثل للنهوض بالاقتصاد الوطني
خبير اقتصادي: «ابدأ» ترسيخ توطين الصناعة وإنشاء مشروعات تتوافق مع السوق المحلي والأجنبي