انطلاق البرنامج التدريبي «استراتيجية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ريادة الأعمال» بمعهد إعداد القادة
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
شهد معهد إعداد القادة اليوم انطلاق الجلسة الافتتاحية للبرنامج التدريبي بعنوان "استراتيجية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ريادة الأعمال" لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية، تحت شعار "Entrepreneurship Leaders".
ويأتي البرنامج تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبإشراف الدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، والدكتور حسام الشريف، وكيل المعهد.
وفي كلمته الافتتاحية، نقل الدكتور كريم همام تحيات الوزير، مؤكداً على أهمية التواصل في ريادة الأعمال عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأشار إلى أن هذه المنصات تفتح آفاقاً واسعة من الفرص للطلاب ورواد الأعمال الشباب، حيث تمكنهم من توسيع شبكات علاقاتهم المهنية والتواصل مع المؤثرين وقادة الصناعة.
وأضاف "همام" قوله، يعد هذا الملتقى منصة فريدة لإطلاق العنان لأفكار شبابنا المبدعة، ونحن نؤمن بأن الشباب هم مستقبل الأمة، ولديهم القدرة على تغيير العالم إذا أتيحت لهم الفرصة والدعم المناسبين، ويهدف البرنامج إلى تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة، وتوفير فرصة لتبادل الخبرات مع رواد أعمال ذوي خبرة.
وأكد مستشار الوزير أن هذا البرنامج يأتي في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وتعليمات وزير التعليم العالي بشأن تكثيف البرامج التثقيفية والتأهيلية لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية.
وانطلقت المحاضرة الأولى بعنوان "عقلية رواد الأعمال وكيفية تطوير الفكرة لتصبح مشروعاً مربحاً"، قدمها الدكتور فادي محمد هشام، أستاذ مساعد الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة جامعة القاهرة. تناولت المحاضرة مفهوم ريادة الأعمال وأهميتها، بالإضافة إلى مناقشة الخصائص المميزة لرائد الأعمال والمصادر التي تساعد على توليد أفكار جديدة للأعمال.
وناقش الدكتور فادى، عملية ريادة الأعمال وبها ست خطوات ومنها عملية الإبداع وإيجاد فكرة جديدة، وتكريس وبذل الجهد والوقت اللازمين لتحويل الفكرة الجديدة والمبتكرة الى منتج جديد او خدمة جديدة، الحصول على الناتج أو العائد الذي يرضى رائد الأعمال وهذا العائد يتمثل فى الاستقلالية والإشباع والرضا الذاتي الشخصي، والعائد المادي.
واستكملت فعاليات اليوم بممارسة العديد من الأنشطة المختلفة التى تساهم فى بناء شخصية الطلاب.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي معهد اعداد القاده انطلاق البرنامج التدريبي كريم همام ریادة الأعمال
إقرأ أيضاً:
طلائع ديسمبر وثورة وسائل التواصل الاجتماعي- بين قلق السلطة وأمل التغيير
يعيش السودان مرحلة حاسمة، حيث باتت وسائل التواصل الاجتماعي منبرًا قويًا للتعبير، وصوتًا صارخًا للمطالب الشعبية التي تطالب بإحداث تغييرٍ حقيقي في المجتمع والسياسة. أصبحت طلائع ديسمبر حركة شبابية رمزية تعبّر عن سخط السودانيين من البطش والتهميش وتسلّط النخب التقليدية على السلطة والثروة، ما يثير قلق حكومة الأمر الواقع والجماعات الإسلاموية التي ترى في وسائل التواصل سلاحًا قد ينقلب ضدها.
وسائل التواصل الاجتماعي في عصر الطلائع وسيلة مقاومة جديدة
على مدار السنوات الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي قلب الثورة النابض في السودان، حيث تجاوزت الحركات السياسية التقليدية، وتجلّت فيها أصوات الشباب الطامح نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. لم تعد هذه المنصات مجرد أدواتٍ للتعبير الشخصي، بل تحوّلت إلى أدوات فاعلة لتوجيه الرأي العام، والتحفيز على الاحتجاج، وتشكيل وعي جماعي يعكس التطلعات الشعبية. اليوم، تلعب وسائل التواصل دورًا محوريًا في تحفيز الحراك السياسي ونشر الوعي، الأمر الذي جعلها مصدر قلق كبير للحكومة والنخب المحافظة، باعتبارها تُفقدهم السيطرة على سردياتهم المعتادة وتتيح للمواطنين مساحةً حرّة لتداول الآراء والأفكار بشكل مباشر.
قلق الحكومة والإسلاميين من قوة الوعي الشعبي
يثير صعود الوعي الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي مخاوف السلطات التي تسعى إلى إرساء نظامٍ قمعي شامل يرفض كل أشكال التفكير النقدي ويحاول ترويض المعارضة من خلال القمع والتنكيل. بدلًا من الاستجابة لمطالب الشعب ودراسة سبل بناء مجتمع أكثر وعيًا وقدرة على التغيير، تتمسك السلطة بتكتيكات تقليدية تعتمد على البطش واعتبار الشعبوية والبروباغندا أدواتٍ لتوجيه الرأي العام. وهنا تبرز "طلائع ديسمبر" كحركة مقاومة تستمد قوتها من هذا الوعي الشعبي، لا من الانتماء الحزبي أو العقائدي، مما يجعلها عصية على الاحتواء ويعزز من قدرة الشباب على إحداث تغيير حقيقي بعيد عن قيود النخب أو الانتماءات الحزبية.
البروباغندا: سلاح النظام لإسكات أصوات المعارضة
إن البروباغندا تمثل أحد أساليب السيطرة على العقول، حيث تستخدم الحكومة والنخب المتحالفة معها هذا السلاح لتوجيه الرأي العام نحو أهدافٍ محددة، وتُبقي المواطنين في إطار سردياتٍ مغلقة تكرر أفكارًا لا تعبر عن آمالهم وتطلعاتهم الحقيقية. من خلال وسائل الإعلام الحكومية، تُمارس السلطة تزييف الحقائق وصياغة خطاباتٍ شعبوية ترتكز على الخوف والتخويف من "الفوضى" و"التآمر"، وتبرر بذلك سياساتها القمعية وتكميم الأفواه، محاولةً تصفية أي صوت مخالف أو منتقد.
غير أن طلائع ديسمبر ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم تفوقت على هذه الاستراتيجيات. لقد بدأ السودانيون في استخدام أدوات جديدة لكسر حاجز الصمت، فقد كشفوا عن وجوه النظام المستترة وسلّطوا الضوء على الفساد والممارسات القمعية التي تسعى إلى إسكاتهم. وقد أثبتت وسائل التواصل قدرتها على تجاوز الحواجز، وباتت منصة بديلة يثق بها الشباب كأداة للتنظيم والتعبير.
كيان شعبي بامتياز قُدرة طلائع ديسمبر على الاستقلالية
رغم الضغوط، تبرز طلائع ديسمبر كحركة شعبية تستمد قوتها من الجماهير، وليس من قياداتٍ حزبية تقليدية. هذا الكيان الشعبي الممتاز ينأى عن الانقسامات السياسية، ويتجنب الاصطفاف خلف شخصياتٍ بعينها، بل يتركز حول أهدافٍ سامية تتعلق بالعدالة والحرية وبناء مجتمعٍ ينعم بالكرامة. هذه الاستقلالية هي ما جعلت الحركة عصية على الاحتواء أو التشويه، وأكسبتها احترام الشارع السوداني الذي يرى فيها أملًا لتحطيم قيود البروباغندا والنخبوية التي أودت بالبلاد إلى الهلاك.
نحو مجتمع أكثر وعيًا وإبداعًا: حاجة السودان لتطوير نظمٍ جديدة للتفكير
في هذه المرحلة، يحتاج السودان إلى تغييرٍ حقيقي لا يُختزل في إسقاط الأفراد أو النظم فحسب، بل في ابتكار نظمٍ جديدة للتفكير والمساءلة. إن وسائل التواصل، كما أثبتت طلائع ديسمبر، هي جزء من الحل، ولكنها لا يمكن أن تكون كل الحل. لا بد من تعزيز الوعي المجتمعي وبناء ثقافة مدنية تُؤمن بالمشاركة وتحترم الاختلافات وتعزز من قدرة الأفراد على التفكير النقدي.
هذه الحركة الشبابية تُلهم النخب الجديدة وتدفعها للنظر في سبل بناء مجتمع يعي حقوقه ويسعى وراءها بطرق مدروسة، متجاوزًا عقبات التهميش الفكري والسياسي. على السودان أن يتعلم من هذه الحركة أهمية تمكين الشباب وتبني نظمٍ حرة تتيح لهم المشاركة الفاعلة في صناعة المستقبل بعيدًا عن الهيمنة الفكرية للنخب القديمة، ودون الاعتماد على القيود العقيمة أو تكتيكات التنكيل الموروثة من العهود السابقة.
وطلائع ديسمبر أصبحت رمزا لقوة التغيير الشعبي، فهي ليست مجرد حركة احتجاجية، بل صوتٌ جديدٌ يعبر عن إرادة الشارع السوداني الطامح نحو الحرية والكرامة. يترجم هذا الحراك عبر وسائل التواصل الاجتماعي الرفض الشعبي للسلطة الشمولية ولأدوات القمع الفكري والسياسي، ويجسد رغبة السودانيين في تأسيس مجتمع يتمتع بالوعي والاستقلالية. هذه القوة الشعبية التي تحررت من الهيمنة، وأصبحت قادرة على تحدي البروباغندا وتفادي الحيل التي اعتمدتها الحكومات لعقود، قد تكون هي المفتاح لتغيير مستدام يبني مجتمعًا يحقق التطلعات دون أن يرتكب أخطاء الماضي.
zuhair.osman@aol.com