كيف هيمنت آبل لأعوام على قطاع الحواسيب اللوحية؟
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
في الربع الثاني عام 2010 طرحت "آبل" الجيل الأول من حواسيبها اللوحية "آيباد"، ورغم أن فئة الحواسيب اللوحية لم تكن رائجة في ذاك الوقت فضلا عن وجود منافسين من شركات أخرى، إلا أن حاسوب "آبل" اللوحي تربع على عرش مبيعات الحواسيب اللوحية في وقت قياسي عبر أكثر من 7 ملايين وحدة مباعة في أقل من عام واحد.
واليوم بعد مضي 14 عاما على تلك اللحظة، ما زالت "آبل" متربعة على عرش الحواسيب اللوحية عبر العديد من الإصدارات في مختلف الفئات، ومثلما كان الأمر وقتها، تحاول الشركات منافستها بدون جدوى، ليتضاعف الفارق بين حواسيب "آيباد" والمنافسين مع كل إصدار جديد، ولكن، كيف تمكن "آيباد" من الوصول إلى هذه المكانة؟ وهل يمكن زحزحته من عرشه؟
سيطرة فورية على الحواسيب اللوحيةلم تكن فكرة الحواسيب اللوحية أمرا مبتكرا بالكامل، إذ وجد عدد من المنافسين في الوقت ذاته من عام 2010 مع حواسيب "آيباد" على غرار أول حاسوب لوحي من "سامسونغ" بحجم 7 بوصات فضلا عن حواسيب من "آيسر" و"توشيبا" و"إتش بي"، لكن حاسوب "آبل" اللوحي كان مختلفا تماما عنهم.
ويظهر تفرد الجيل الأول من "آيباد" منذ اللمسة الأولى، إذ لم تكن تشعر بأنك تمسك جهازا مقتبسا من جهاز آخر، بل كان جهازا منفردا بذاته لا يشبه أي شيء آخر تقدمه "آبل" مع حفاظه على لغة التصميم ذاتها، وعلى عكس حاسوب "سامسونغ" اللوحي الذي كان يبدو هاتفا أكبر في الحجم أو حواسيب "توشيبا" و"إتش بي" التي كانت تبدو كحواسيب محمولة تحولت إلى أجهزة لوحية، كان "آيباد" أسهل وأبسط في الاستخدام، ولكن هذا لم يكن الفارق الوحيد بين هذه الأجهزة.
وجسدت حواسيب "آيباد" مفهوم "آبل" في تصميم منتجاتها، إذ كانت تلبي احتياج المستخدم بشكل مباشر حتى وإن لم يكن المستخدم مدركا لهذه الحاجة، ورغم تشاركه في مزايا عديدة مع هواتف "آيفون"، إلا أنه وبشكل ما كان يقدم تجربة مختلفة ومنفردة.
ونجحت الشركة في المزج بين حجم الشاشة الكبير عند 9.7 بوصات مع الهيكل المعدني الفاخر وواجهة صديقة للمستخدم تقدم له ما يحتاجه إلى آلية تحكم سلسلة وقوة كانت تبدو خارقة في وقتها، لذا وفي وقت قصير، استحوذ الجيل الأول من "آيباد" على مبيعات قطاع الحواسيب اللوحية الناشئ عبر أكثر من 32 مليون وحدة مباعة عام 2011 من أصل 39 مليون وحدة مباعة لمختلف أنواع الأجهزة اللوحية.
ولم يقتصر النجاح الذي حققته أجهزة "آيباد" على الجماهير فقط، بل امتد إلى النقاد والقادة في "آبل"، وربما كانت ردة فعل جوني إيف مصمم أجهزة الشركة وقتها هي التعبير الأمثل على هذا النجاح، إذ تحدث بشغف غير مسبوق عن الجهاز مع دهشة انعكست على اتساع عينيه، وهو الشعور ذاته تشارك فيه سكوت فورستال مهندس البرمجيات الذي طور نظام "آبل"، كما وصف موقع "بي سي ماج" الجهاز في مراجعته عام 2010 بأنه "يغير قواعد اللعبة".
هيمنة مستمرة حتى اليوماستمرت هيمنة "آبل" على هذا القطاع طوال 14 عاما رغم ظهور واندثار العديد من المنافسين بدءا من حواسيب "غالاكسي تاب" مرورا بحواسيب "نيكسس" المندثرة من "غوغل" وصولا إلى حواسيب "هواوي" اللوحية الجديدة، وبينما تأثرت مبيعات "آيباد" قليلا بهؤلاء المنافسين، إلا أنه ظل متربعا على عرشه حتى وصل اليوم إلى 550 مليون وحدة مباعة منذ صدوره أول مرة.
وفي الوقت الحالي، تهيمن "آبل" بمفردها على 50% من إجمالي مبيعات الحواسيب اللوحية في الولايات المتحدة و35% من إجمالي المبيعات حول العالم بفارق يصل إلى الضعف عن أقرب منافسيها "سامسونغ" التي لم تستطع بيع إلا 6 آلاف وحدة في الربع الأول من هذا العام مقارنةً مع 12 ألف وحدة من نصيب "آبل"، وذلك وفق التقرير الأخير من شركة "كاناليس" (Canalys) للإحصائيات.
الخلطة السرية لنجاح "آيباد"تحقق حواسيب "آيباد" رغبات المستخدمين مهما كانت؛ لذا نجحت في الماضي وتستمر في النجاح الآن، وبينما كانت سابقا تخلق الحاجة لدى المستخدم ثم تلبيها، فإنها الآن أصبحت قادرة على توقع رغبات المستخدم وتلبيتها سريعا عبر معدل إصدار أسرع من السابق.
وتمتلك حاليا "آبل" عدة طرز متاحة من حواسيب "آيباد" بدءا من الحواسيب مفرطة القوة المتمثلة في "آيباد برو" بحجميه، وحتى الحواسيب الاقتصادية المتمثلة في "آيباد" الضعيفة التي تباع بسعر 350 دولار، ويبرز هذا التنوع أيضا في المواصفات التقنية لكل حاسوب، إذ تقدم طرز "برو" قوة المعالج المفرطة مع أفضل أداء للشاشة ومساحات تخزين كبيرة، وأما لمن يرغب في حاسوب قوي وبسعر أفضل قليلا، فإن "آيباد آير" بحجميه يحقق هذه المعادلة، وفي حالة كنت تبحث عن حاسوب لوحي صغير الحجم، فإن "آيباد ميني" موجود لك وهذا فضلا عن حواسيب "آيباد" الاقتصادية.
وعندما انتقل العالم إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي وأصبحت كافة الشركات تتباهى بها، أعلنت "آبل" عن حواسيب "آيباد برو" مع معالج "إم 4" (M4) الذي يعد الأقوى من الشركة والمجهز لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتتفوق بذلك هذه الحواسيب اللوحية النحيفة للغاية على بعض الحواسيب المكتبية والمحمولة، وبينما ركضت الشركات لتقديم طرز مخصصة للألعاب من منتجاتها سواء كانت هواتف أو حواسيب لوحية، أبت "آبل" أن تترك الفرصة، لذا دعمت الألعاب بمختلف أنواعها عبر جميع إصدارات حواسيبها، لتصبح جهاز الألعاب المحمول المثالي، ثم ألحقتها بمجموعة من الملحقات الخارجية التي تحول "آيباد" إلى الشيء الذي تبحث عنه، سواء لوحة مفاتيح خارجية أو قلم ذكي مبتكر، وبالتالي أصبحت حواسيب "آيباد" جزءا أساسيا من جميع المقارنات الباحثة عن أفضل "قيمة مقابل سعر" أو أفضل "جهاز للاستخدام المتخصص أو العام".
وحاصر تنوع أجهزة "آيباد" المستخدمين من كافة الجهات، وبفضل التوافق المذهل بين كافة منتجات "آبل" أصبح هو الخيار الأول لكل من يملك هاتف "آيفون" أو حاسوب "ماك"، ومع الدعم المستمر من الشركة للمطورين وتخصيص التطبيقات له، خرج "آيباد" من عباءة منتجات "آبل" الأخرى ليصبح جهازا خارقا بمفرده يمكن اقتناؤه وسط أي أجهزة أخرى سواء كانت "ويندوز" أو "أندرويد".
من ينزع عرش "آيباد"؟لا يمكن الحكم على المستقبل وتحديد شركة بعينها قادرة على نزع هيمنة "آبل" على هذا القطاع الذي حققت منه أرباحا وصلت إلى 9.39 مليارات دولار، ولكن يبدو أن حاجة المستخدمين قد تبتعد قليلا في السنوات المقبلة، ولا يعد هذا ابتعادا عن "آيباد" لصالح حاسوب لوحي آخر، بل يمكن القول إنه ابتعاد عن قطاع الحواسيب اللوحية بشكل عام.
وفي الأعوام الماضية، ظهر منافس قوي أمام الحواسيب اللوحية، وهو الهواتف القابلة للطي كبيرة الحجم، إذ توفر هذه الهواتف تجربة قريبة من تلك التي يقدمها "آيباد" ولكن في جهاز هجين يعمل كهاتف أو حاسوب لوحي إذا دعت الحاجة، ويعزز انخفاض مبيعات الحواسيب اللوحية بشكل عام من هذه النظرية.
ورغم ذلك، فإن الفرصة ما تزال أمام الشركات التي تستخدم نظام "أندرويد" لتطوير منتجاتها بشكل قادر على نزع عرش "آيباد"، وهذا في حال تمكنت من تخصيص البرمجيات للاستخدام مع الحواسيب اللوحية بشكل ينافس "آبل" فضلا عن تقديم دورة دعم كبيرة لهذه الحواسيب، إذ تنفرد "آبل" بدعم يصل إلى 10 سنوات لحواسيب "آيباد" مقارنةً مع عامين ونصف لحواسيب "أندرويد" المحمولة.
"هواوي" قد تكون الشركة الأقرب لهذه المنافسة، وذلك لأنها مؤخرا تعمل على تطوير نظامها بشكل يحاكي أنظمة "آبل" في الدعم والتوافق بين المنتجات المختلفة، وربما تعطلت هذه المسيرة قليلا بسبب الحظر الأميركي على وصول الشركة للشرائح، إلا أنها لم تخرج من السباق تماما.
وتشير الشائعات إلى أن "آبل" تخطط لطرح حاسوب "آيباد" قابل للطي، وإذا استطاعت الشركة القيام بذلك، فإن هذا يعني تغلبها على المنافسين كافةً وتعزيز مكانة "آيباد" كحاسوب رائد وقياسي في قطاع الحواسيب المحمولة، لذا يمكن القول إن إجابة التساؤل عن عرش الحواسيب اللوحية مستقبلا تكمن في تقديم الشاشات القابلة للطي ودمجها مع المنتجات بشكل أفضل وأكثر استدامة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حاسوب لوحی الأول من فضلا عن إلا أن ما کان
إقرأ أيضاً:
يوسف زيدان يكشف أسباب انسحابه من تكوين: دول كاملة كانت واقفة أمامها
كتبت- داليا الظنيني:
كشف الكاتب والمفكر الدكتور يوسف زيدان، عن التحديات التي واجهتها مؤسسة "تكوين" منذ انطلاقتها، مؤكدًا أن الهدف الأساسي من إنشائها كان إصلاح الواقع، لكنها واجهت موجات من الانتقادات والشائعات التي حادت عن الحقائق.
في حواره مع الإعلامية أميرة بدر خلال برنامج "أسرار" على قناة النهار، أوضح زيدان، أن المؤسسة كان من المفترض أن تنضم إليها وجوه كثيرة، لكنه اضطر إلى تخصيص وقت كبير في بداية المشروع للرد على الانتقادات وتفنيد الشائعات التي طالت المؤسسة وأعضائها.
وقال: "مكنتش بعمل حاجة خلال شهرين من تأسيس "تكوين" سوى رد الهجوم على المؤسسة، دول كاملة كانت واقفة أمامها، بقالنا عشرات السنين بنكتب للناس ونتحمل السخف ونتحمل قضايا، وراضيين بكده، وتلقيت اتهامات سخيفة".
وأشار "زيدان"، إلى أنه كان يعترض على انضمام وجه واحد فقط إلى المؤسسة، رافضًا ذكر اسمه، مؤكدًا أن الهدف من "تكوين" كان نبيلًا ويركز على الإصلاح الفكري والاجتماعي، ظهرت اتهامات غير مبررة، مثل تدفق ملايين الدولارات على المؤسسة، وهي اتهامات بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
كما تطرق زيدان إلى شائعات أخرى انتشرت بعد إطلاق المؤسسة، منها اتهامات بوقوع اشتباك بالأيدي بينه وبين الإعلامي إبراهيم عيسى.
وعلق على هذه الشائعات بقوله إنها كانت جزءًا من محاولات التشويش التي تهدف إلى الحفاظ على السيطرة على العقول وخلق أزمات نفسية وفكرية. وأكد أن هذه المحاولات لم تكن سوى وسيلة لمواجهة أي فكر جديد أو مختلف.
وأكد يوسف زيدان أن مؤسسة تكوين كانت تحمل رؤية واضحة لإصلاح الواقع، لكنها واجهت مقاومة من قبل بعض الأطراف التي حاولت تشويه سمعتها عبر الشائعات والاتهامات الباطلة.
اقرأ أيضا:
بالفيديو.. الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف عن عدد المرات التي شُق فيها صدر النبي
الطقس غدًا.. الأرصاد تعلن استمرار ارتفاع درجات الحرارة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
يوسف زيدان مؤسسة تكوين برنامج أسرارتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
يوسف زيدان يكشف أسباب انسحابه من "تكوين": دول كاملة كانت واقفة أمامها
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
24 15 الرطوبة: 26% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك