سودانايل:
2024-10-07@00:05:00 GMT

هوامش على حوار سناء حمد: بورتريه جزئي لحميدتي

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

أحمد ضحية
حوار سناء حمد في الجزيرة مباشر، أكد أن الكيزان لا زالوا ينظرون لحميدتي كاعرابي بسيط! تسهل سواقته بالخلا، إذا تم الانفراد به بعيداً عن الشفوت في (قوى تقدم). والكلام ده ما صحيح، ليه:
لأن حميدتي إطلاقاً لم يكن مجرد بدوياً بسيطاً، وإنما كان لفرط ذكائه يُظهر البساطة ليدخل قلوب البسطاء، وقد ساعدته عفويته وحسه الشعبي الريفي على ذلك!
كما أن حميدتي الذي عاش في وديان دارفور، هو شخص آخر مختلف عن حميدتي الذي جاء إلى الخرطوم، ورأى تظاهرات الثوار، ومسيراتهم الهادرة في شارع النيل الخرطوم قادمين من أم درمان عبر الكوبري.


وقطعا هو ليس الشخص نفسه الذي رأى قطار عطبرة، وزحام الهتافات في ميدان الاعتصام. وكذلك هو ليس الشخص نفسه بعد أن التقى بكبار قادة القوى السياسية في السنوات التي سبقت الثورة و"خرطوم الفترة الانتقالية" وتحدث معهم وتحدثوا معه. واهتزت (فكرتهم المسبقة عنه) و(فكرته المسبقة عنهم)!!..
في ظني أن حميدتي في ذلك المناخ الذي وفرته الثورة، ومن بعد الفترة الانتقالية، حدثت تحولات وصراعات كبيرة في وعيه بما كان (يُستغل) لفعله، وما بدا يتكون داخله من أحلام وطموحات وأهداف يريدها لنفسه! خصوصاً وقد جعلته الثورة يكتشف أن للقوّة مصادر أخرى غير "الجواد والسلاح"، وقد رأى عياناً بياناً سيول الثوار الهادرة، وهي تُركع "اللجنة الأمنية" كما ركعت قوش، وتعزل البشير وتعزل ابنعوف وتهز عرش البرهان!
لقد راى وعايش حميدتي من الوقائع والأحداث الكثير الذي هز "قناعاته القديمة" وجعله يرى الأمور بطريقة مختلفة عما كانت تبدو عليه؛ وبهذا الإحساس خاض حربه الضارية ضد الكيزان والفلول!
لكن سناء حمد والكيزان عموماً، لا يزالون يصرون على حميدتي (الذي كان) ويلحون في طلبه، عاجزين عن رؤية حميدتي (الذي أصبح).. وسيظلون أسرى ذاكرتهم القديمة عندما كان البشير يدعوه (حمايتي) قبل أن تضربه رياح التحولات التي أحدثتها فيه الثورة. بل والتي احدثتها فيه هذه الحرب ولا نعلم عنها شيئا حتى الآن!

من الآخر كدة: الكيزان الآن مثل الثوار أيام الاعتصام والجيل الراكب رأس وقطار عطبرة، عندما تصور الثوار، أنهم بمجرد خروجهم وتعبئة الشارع بالمتاريس والهتاف، سيسقط نظام الكيزان وسيسلمهم عسكرهم مؤسسات الدولة والجيش، وينسحبون إلى ثكناتهم، ليصبح الكيزان جميعهم عسكريين ومدنيين مواطنين عاديين مثل بقية خلق الله؟ وبالتالي يصبح ممكناً إقامة نظام ديمقراطي، ودستور مدني مستدام، ومواطنة بلا تمييز ومؤسسات دولة مدنية بنسبة فساد أقل وجيش قومي محترف وحديث وووو.. نعم تصور الثوار أن المشهد سيترتب على هذا النحو بمجرد إطلاق شعار "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل؟"
التصورات كالأحلام "حق مشروع" فعلى المرء أن يتصور ما يشاء، لكن ما سيحدث عملياً فتلك قصة أخرى!..
الآن سناء وكيزانها يتصورون -رغم أنف بيان الناطق الرسمي للحركة الإسلاموية- أن بإمكانهم استعادة السلطة مرة أخرى بالتطبيع مع حميدتي والتحالف معه للقضاء معاً على القوى المدنية إلى الأبد!
#لازم_تقيف
#لن_نكافئ_الكيزان_بمصافحتهم

ahmeddhahia@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

???? حميدتي لماذا لا يخرج ؟ إلا إذا كان موجوداً داخل مصفاة الجيلى

محور مصفاة الجيلى
حتى هذه اللحظة لم تستطيع مليشيات دقلو المرتزقة ان تكشف نواياها من هذا الحشد المستمر لقواتها في مصفاة الجيلى وعموم المنطقة الفاصلة بين ولايتي نهر النيل من الناحية الشمالية الخرطوم من الاتجاه الجنوبي . وهل هي قوات قتالية لأجل مهمة محددة ام فلول المليشيا التي تم طردها من بحري ووسط الخرطوم وشرق ووسط الجزيرة ومنطقة المناقل بالتأكيد.

قوات المليشيا التي فقدت السيطرة علي مركزية مدينة بحري حالياً تناور للنزول شمالاً تجاه المصفاة وهي مجموعة سكانية كانت تقيم في مناطق الحلفايا والعزبة والدروشاب التحقت بموضة الدعم السريع كما وهي تورطت في سرقات وانتهاكات هذه المجموعة الغالب فيها لا علاقة لهم بالمكون الرئيس للمليشيا فبعضهم أجانب من جنوب السودان وإثيوبيين وكثيرٌ من اثنيات سودانية متفرقة جمعت بينهم السرقة والنهب هؤلاء ليست لديهم خيارات إلا الالتحاق بالمصفاة ..
لكن تطل أزمة حقيقة لهذه القوات ..

هذه القوات بعد تحرير منطقة امدرمان القديمة وإغلاق جسر شمبات والحلفايا من الجانب الغربي انقطعت تماماً من الإمداد الغذائي واصبحت تعتمد على النهب والتهريب عبر النيل وهذه محصلة قليلة مقارنة بعدد جنود المليشيا في وسط بحري لذلك من الصعب أن تتحمل قيادة المصفاة عملية (التشوين) لهذه القوة لان احتياطي ارتكازات المصفاة بالكاد تكفى المتواجدين منذ عام ونصف فقد ظهرت عليهم نحالة الجسم وضمور الوجه وغارت عيونهم من نقص وتنوع أصناف الغذاء

الوضع الجاد من داخل مصفاة الجيلى يبشر بمعركة نهائية بالنسبة للجيش و انتحارية أمام المليشيا التي ليست لديها خطة واضحة الا الدفاع ولكن الي متى وليس هناك في الأفق من مفاوضات او بشائر سلام محتمل ..

ماهي خطة قيادة المليشيات المتمردة البديلة و أمامهم الجيش يزداد الإصرار عندهم لتحقيق نصر عسكري كبير و ابيض ( لا شق فيه و لا طق ) ..

الفرائض القيادية تحتِّم ان يظهر المتمرد حميدتي لتطمين هذه القوات المحاصرة لماذا لا يخرج ؟ إلا إذا كان موجوداً بينهم محاصراً معهم داخل مصفاة الجيلى ..

حميدتي ليس لديه خيار مكان آمن في جميع بلدان العالم لذلك قد يختار حماية قوة نخبة الماهرية التي إئتلفت مصائرهم عبر جسر القبيلة وتعاهدو على الفناء الذي دونه الأسر او الاستسلام

لكن السؤال هل ستطوي معركة مصفاة الجيلى أسوأ تاريخ مرّ علي السودان الحديث!!! هل ستكون نهاية الدعم السريع بداية نهاية المؤآمرات الدولية والاقليمية التي تطبخ علي نار التباين المجتمعي في السودان مثل كل مرة!!
الإجابة نعم ..

عدت بالأمس من محور مصفاة الجيلى ومررت على غالب متحركات الجيش وهيئة العمليات المشتركة وقوات أخرى من نخبة المجاهدين لا حد لها ولا عد في الأسماء والمهام والتسليح .. المنطقة الواقعة جنوب عبور العوتيب ذكرتني بكواليس الأفلام الأمريكية التي تنتجها هوليود عن الحرب العالمية الثانية هناك في المنتصف تجد المخرج الكبير ميل جيبسون و البطل براد بيت و هذا في تراجيديا صناعة مشاهد الحرب .. لكن هنا حيث الحقيقة نجد كل الشجر والحجر الكباري والوديان التلال الهضاب والسماء (كاكي أخضر ) ان قلت الآلاف من الآليات والعتاد والمقاتلين ربما اختصرت المشهد لكنها الحقيقة

أخيراً
للأمانه على المستوى الشخصي مكثت تراكميا أكثر من ثلاثين شهراً تحت خدمة الشعب والقوات المسلحة ومررت علي غالب مسارح العمليات العسكرية النشطة وخلال تلك الفترة لم أشاهد شخصية الجيش السوداني على نحو ما شاهد بالأمس … مالذي يحدث !!

ولا تفوتني مورال القوات المشتركة الحقيقة ليست كما يشاع في الوسائط . معركة المصفاة في السادس والعشرين من سبتمبر 2024 م كانت معركة المشتركة بامتياز ولولا هذه القوة الشرسة لما استطاعت قواتنا المسلحة الانتصار على المليشيا المتمردة في المصفاة

معركة مصفاة الجيلى لن تكون سهلة لكنها معركة العبور وتحرير كل الخرطوم . عندها وعبر شارع التحدي سيلتقي جيش بل جيوش نهر النيل مع الكدرو وحطاب والإشارة والمخابرات في موقف شندي و قوات كرري حيث النصر المؤذر ان شاء الله ..
نصر من الله وفتح قريب

Osman Alatta

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حوار جماعي يتجاوز الزمن.. 12 فنانا عالميا يتحدون في النسخة الرابعة من معرض «الأبد هو الآن»
  • ???? حفلات.. قونات .. ولائم.. كل ليلة زيجة جديدة لحميدتي نفسه او احد اقرباءه
  • الذكرى 75 للعلاقات الكورية الصينية: ما الذي يخبئه المستقبل؟
  • ???? حميدتي لماذا لا يخرج ؟ إلا إذا كان موجوداً داخل مصفاة الجيلى
  • الكيزان أفضل من قحت قولا واحدا، وبدون كلام كبار و ورجغة كتيرة، كيف؟
  • ابنة شقيق عبد الرحيم منصور: الإعلامية سناء منصور مكتشفة موهبة عمي
  • كيميائي وخطيب وقارئ في ظل الرمز (بورتريه)
  • الكيزان والجنجويد (الحرامية).. أفعال وأمثلة..! 
  • حميدتي لو ما كتلته الحسرة بتكتلوا مغرزة عبد الوهاب
  • عصابة حميدتي أصبحت الآن في جزر معزولة.. سيتوالي إنهيار المجرمين بأسرع مما كانوا يتصورون