تحليل عسكري إسرائيلي: عبوات المقاومة الناسفة في الضفة تتطور لتصبح مميتة
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
تواصل الضفة الغربية تنفيذ المزيد من هجمات المقاومة المسلحة التي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الجنود والمستوطنين، لاسيما نتيجة انفجار العبوات الناسفة القوية، حيث تشهد مدنها ومخيماتها صناعة متطورة لتطوير وصقل المتفجرات.
وهذه الحالة تذكر الاحتلال بالتهديد الذي تم تطويره في التسعينيات في الحزام الأمني جنوب لبنان، حيث يتحدث جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية عن منحنى تعلم سريع جدا للفلسطينيين، وبالتالي الانتقال إلى مزيد من تدابير الحماية، واعتزام مخابراته على زيادة القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية الأولية.
أمير بار شالوم الخبير العسكري في موقع زمان إسرائيل، أكد ان "الأسبوعين الماضيين شهدا فقد جيش الاحتلال لاثنين من جنوده نتيجة انفجار عبوة ناسفة قوية بالضفة الغربية، في مخيمي جنين ونور شمس للاجئين الفلسطينيين، وتتحدث القيادة الوسطى في الجيش علنا عن التهديد الذي تزايد في الأشهر الأخيرة، مما يتطلب من الجيش دخول هذه المناطق بشكل متكرر من أجل الحفاظ على استمرار العدوان العسكري، في ضوء نجاح الفلسطينيين في تطوير وإتقان العبوات المزروعة على طول محاور الضفة الغربية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "زراعة العبوات داخل مخيمات اللاجئين والمدن والأحياء من شأنه التضييق على خطوات الجيش، والحديث يدور عن خلايا محلية تنشأ على أساس محلي في حي سكني يكون من الصعب الدخول إليها، والتحرك فيها، ولمواجهة هذا التهديد، بدأ الجيش باستخدام الجرافات المدرعة ومدافع D9 عند كل مدخل لمخيمات اللاجئين في شمال الضفة، التي تتقدم أمام قوة الجيش، وتزيل الطبقة العليا من الأسفلت، وقد أدرك المسلحون طريقة العمل هذه، وسرعان ما بدأوا بدفن الشحنات في عمق الأرض، تحت ارتفاع الأسفلت والتربة التي يكشطها الجرار".
وكشف أن "الانفجار الأخير في جنين الذي قتل أحد الجنود، زاد وزن العبوة فيه عن مائة كيلوغرام، وتم دفنها على عمق متر ونصف في الأرض، ويتحدث الجيش عن منحنى تعلم سريع للغاية بالنسبة للفلسطينيين، وأصبح هذا ممكنا بشكل أساسي بفضل الكثير من المعلومات الموجودة على الإنترنت، لأن جميع العبوات الناسفة في العام الماضي تكونت من متفجرات بدائية الصنع، وبعضها بدرجة عالية جدا، ومن وجهة نظر الجيش، فهذه مشكلة أساسية".
وزعم أن "هذا التطور يرجع أساسا إلى سهولة تصنيع المتفجرات التي يمكن تجميعها في المنزل من مواد ذات استخدام مزدوج كالأسمدة الزراعية وبيروكسيد الهيدروجين والأسيتون والأحماض الصناعية وغيرها من المكونات المدنية التي يتم نقلها دون رقابة من الاحتلال إلى الضفة الغربية، بعكس قطاع غزة حيث الحرص على حصر المواد ذات الاستخدام المزدوج من خلال اللوائح المقيدة، مما قد يدفع الاحتلال لتكرار النموذج في الضفة الغربية اعتبارا من الآن، مع إنشاء آلية مراقبة لكميات المواد، وأنواعها، والوجهة النهائية التي تصل إليها".
وأوضح أنه "في الوقت نفسه، يعيد الجيش فحص حماية المركبات المدرعة لنقل الجنود، والمحمية من أسفلها ضد الذخائر، وقد تعرض عدد منها في الآونة الأخيرة لأضرار بالغة، وانقلبت، وتشير التقديرات أن العبوة المدفونة تحت الطريق كانت كبيرة بشكل خاص، وبالتالي جاءت موجة الصدمة قوية للغاية، وتسببت بنتائج قاتلة، ولذلك يتم اختبار حلول حماية أكثر تقدما، مماثلة لتلك الخاصة بسلاح المدرعات، بما في ذلك إضافة ألواح فولاذية في نقاط الضعف على المركبات".
وأكد أن "قيادة الجيش تركز الآن على التهديدات المستقبلية التي قد تظهر في ميدان الضفة، مثل صواريخ آر بي جي، وفي هذه الحالة، يشكل هذا تهديدا مميتا لقواته، عندما لا يكون المستوى الحالي لحماية المركبات كافيا، في ضوء نجاح الإيرانيين بنقل العبوات الناسفة والصواريخ عبر غور الأردن الذي يعتبر نقطة ضعف للاحتلال، بعد أن واجه الجيش الآلاف منها في جنوب لبنان في سنوات سابقة، مما سيدفعه لزيادة القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية الأولية فيما يتعلق بالمواقع المتفجرة".
وكشف أنه "لهذا الغرض، فإن وحدة القمر الصناعي 9900 في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، على وشك البدء بالعمل في الضفة الغربية قريبا، ويفترض أن تؤدي القدرات المتقدمة للوحدة لبناء صورة استخباراتية أكثر دقة وأفضل في الوقت الفعلي بفضل التكنولوجيا المتقدمة لما يسميه الجيش السيطرة على الأراضي".
إضافة إلى القدرة على مراقبة مناطق معينة بشكل مستمر، واستخدام تقنيات التحليل، ودمج المعلومات المتقدمة للغاية، لا يمكن الخوض في تفاصيلها لأسباب أمنية، لكن دراسة البيانات الرقمية لصناعة المتفجرات في الضفة منذ بداية العام ترسم صورة مثيرة للقلق لجيش الاحتلال، حيث فجّر أكثر من 50 معمل إنتاج؛ وإلقاء أكثر من 1000 عبوة ناسفة على قواته، وتحييد 150 عبوة تحت الأرض تحت البنية التحتية المدنية من المباني والطرق".
وتشير هذه الأرقام التي ينشرها جيش الاحتلال إلى اتجاه واضح مفاده أن التهديد في الضفة الغربية يمر بمرحلة انتقالية، من المقاومة الشعبية إلى المقاومة المتطورة والقاتلة، صحيح أنها لم تصل بعد إلى حجم وكمية ونوعية جيش حماس منذ السابع من أكتوبر، لكنه بالتأكيد يشكل تهديدا كبيرا للاحتلال، لأن نسيج الحياة في الضفة الغربية، على عكس قطاع غزة، متشابك بين الفلسطينيين والمستوطنين، وفي المرحلة التالية سيواجه الإسرائيليون حين يستخدمون الطرق العامة فيها نتائج وخيمة وقاتلة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الضفة المقاومة العبوات الناسفة الاحتلال مقاومة الاحتلال عبوات ناسفة الضفة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
ضبط 115 طن زيت طعام للتلاعب بالأوزان والبيانات بمصنع في الغربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمكنت مديرية التموين بالغربية، من ضبط 115 طن زيت طعام للتلاعب في أوزان العبوات وتاريخ الصلاحية بمصنع خاص مشهور بإنتاج الزيوت بمدينة كفر الزيات، و10 آلاف و176 لتر سولار مدعم بدون تصريح من الجهات المعنية، داخل خزان بذات المصنع.
وتلقى المهندس أحمد عبود، وكيل وزارة التموين بالغربية، تقريرًا يتضمن تشكيل حملة تموينية لتشديد الرقابة على الأسواق والمحلات العامة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بحقوق المواطنين ومحاربة الغش بكافة انواعه حفاظا على المواطن، برئاسة أحمد أبو زيد مدير عام الإدارة العامة للتجارة الداخلية وعضويه محمد سالمان مدير الرقابة التجارية وعددا من المفتشين.
وأسفرت عن ضبط 115 طن زيت طعام ناقص الوزن بالمخالفة للبيانات المدونة على العبوة وتدوين تاريخ إنتاج مخالف للتاريخ الفعلي المدون على العبوات داخل مصنع زيوت مشهور بمدينة كفرالزيات، وتم التحفظ على 1150 كرتونة زيت معبأة منتج نهائي، وجاري سحب عينات لعرضها على المعامل المختصة لبيان مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي من عدمه، وكذا التحفظ على 10176 لتر سولار داخل خزان ذات المصنع بدون تصريح من الجهات المختصة مخالف بذلك القانون وذلك لتجميع تلك الكمية واستخدامها فى غير الغرض المخصص له، وتم تحرير محضر وإخطار النيابة المختصة لتجرى شؤونها.
من جانبه شدد المهندس أحمد عبود، وكيل وزارة التموين بالغربية، على الأجهزة الرقابية بالمديرية والإدارات الفرعية، بضروره تكثيف الحملات والتفتيش المستمر على الأسواق، وضبط المخالفات واتخاذ ما يلزم قانونا ضد المخالفين.