سودانايل:
2024-12-23@04:12:01 GMT

حكاوي الغرام (5)

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

كانت مديحة ست بيت بمعنى الكلمة وذلك رغم عملها في وظيفة إدارية بموطنها الثاني (ألمانيا)، وكانت تحب الطهي وتفنن في صنع الاطعمة، وأذكر انها كانت نظيفة وانيقة عندما كنت أزورهم في البيت الكبير. وكانت تتضايق من عدم اهتمام عماد بالاستحمام بعد تمارين الفروسية او العاب الكارنيه التي كان مواظبا عليها، بالذات خلال عطلاته المدرسية.


وقد انتهرتني في يوم على غير العادة والتوقع عندما ارسلت لها صورة نهارية لي وقد نبتت ذقني؛
- انا ما راح اتكلم معاك الا تمشي الآن الا تتخلص اولا من هذه الذقن القبيحة وتحلق شعرك وترجع لشكلك الطبيعي: (محمد ود الناس).
ووعدتها خيرا، فهدا روعها قليلا ولكنها رغم ذلك انهت المحادثة وقالت لي:
- مع السلامة، لي بعدين... بعد الحلاقة!
وذهبت من فوري للحلاق، وحلقت ذقني وشعر راسي كما طلبت، ولما فرغت من الاستحمام في البيت تعطرت ثم ارسلت لها صورتي وانا منتعش؛ شعري محفحف وحليق الذقن.
ولكنها لم ترد على رسالتي بالسرعة المطلوبة وانتظرت إلى أن جاءني تنبيه رسالتها ورفعت السماعة واتصلت بها... وكان ذلك هو الاتفاق بيننا: الا اتصل بها الا بعد رسالة منها.
وواصلنا الحديث.
وأذكر في ذلك اليوم سألتها عن تجربتها مع الولادة: آلامها وفرحتها وقدوم طفل جديد... وهل تتشابه الولدات وما الى ذلك... وكانت ردودها عامة وعادية لا تحمل جديدا، ولا تختلف كثيرا عما سمعناه من الجدات والأمهات عن الولادة او ما شاهدناه وخبرناه من تجارب الأهل والجيران.
وعندما كثرت عليها اسئلتي، قالت لي:
- خليك من صداع الولادة وما الولادة... انا عايزة اسمع منك غنوة.
واستجبت لطلبها على الفور وغنيت لها مقطع من اغنية (مرت الايام) للفنان عبد الدافع عثمان... فانتشينا نحن الاثنان حد الثمالة.
وابدت إعجابها بالمقطع وبأدائي وصوتي... وتنهدت وهي تقول لي:
- حقيقة واقعة في ورطة، من زمن كنت ساكنة مع انصاريات سنة في الداخلية، خوفوني من الاغاني فامتنعت عن سماعها وبقيت الا يترجموا لي كلمة... كلمة، وبعد زمن طويل ضاع، و بعد ان اكتشفت الخداع الديني بقيت بحاول افهم واولادي يساعدوني، طبعا القصة ما وقفت على الاغاني بس فقد كنت برسم وبكتب شعر.
لقد اطاروا كل شيء جميل من راسي والان ندمت.
وبعد يومين او ثلاثة من تلك الأمسية البهيجة ارسلت لي مقطع فيديو قصير، تبين فيه وهي ترقص على أنغام (مرت الايام) في الخلفية وهي ترتدي فستان بيت احمر.
كانت ترقص فوق الكنبة، وعلى البساط، رقصا مجنونا ولكنه أعجبني وصرت أشاهد الفيديو مرات ومرات في الأيام التالية... واعتبرت انه هدية قيمة بحق. رغم انها بخلت علي، ولفترة طويلة، بصورتها الفوتوغرافية، مع انها ارسلت لي صورا لها وهي تتوسط أخواتها وأخري تتوسط فيها بناتها وصورتين او ثلاثة لها على انفراد. ولكنها ضاعت ومسحت من ذاكرة الهاتف، ولما اخبرتها بذلك وطلبت منها بعض صورها الحديثة، ردت علي باقتضاب ولكن بشكل حاسم:
- انسى!
ولم ترسل صورا، ولم الح عليها في الطلب.

amsidahmed@outlook.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

لقد كانت أيام ديسمبر هي أجمل أيام حميدتي

“معنوياتنا كل يوم داقة الدلجة”
كان على حميدتي أن يدخر مقولته هذه للأيام السوداء التي يمر بها وتمر بها قواته حاليا. فهذا هو أنسب وقت لها.

لقد كانت أيام ديسمبر هي أجمل أيامك. ما تعيشه الآن هو المعنى الحقيقي لانهيار المعنويات.
لقد تم خداعك هذه المرة أيضا، ولكنك لا تستطيع أن تخرج كعادتك السابقة لتقول خدعوني وتستعطف الشعب الذي قتلته وشردته.

كيف تستطيع أن تعيش بعد الآن دون أن تتشكى؟ هذه مصيبة بالنسبة لشخص يحب لعب دور الضحية بقدر حبه للسلطة إن لم يكن أكثر.

أنت الآن ضحية فعلا ولكنك مع ذلك لا تستطيع أن تستمتع بوضعك كضحية وكأنه امتياز .. ضحية لا تستدعي أي تعاطف.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لماذا يعاني بعض الأطفال من صعوبة التعلم؟.. الأسباب والعلامات وطرق للتعامل
  • مستشار وزير الصحة:مصر تتصدر دول العالم في الولادة القيصرية
  • منها البيض .. أطعمة تزيد وزن الجنين
  • لقد كانت أيام ديسمبر هي أجمل أيام حميدتي
  • أحمد فايق عن الحلقة 6 من مسلسل «ساعته وتاريخه»: قاسية ولكنها تحمل رسالة توعوية
  • أطفال فلسطين.. فصول قاسية من الوحشية الصهيونية الرهيبة
  • منها تجنب القطط.. 8 نصائح للحماية من الإجهاض
  • اكتئاب ما بعد الولادة.. ما أبرز أسبابه وأعراضه وهل من علاج له؟
  • أضرار كارثية للولادة القيصرية غير المبررة طبيا.. الصحة توضح
  • دراسة تحدد توقيت الولادة الأمثل لمريضات الضغط