صراع الرؤى والسلطة في الأجندة الحزبية
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
جاء في الخبر " قالت قوى الحرية و التغيير( المركزي) أنها أرجأت الإعلان عن رؤيتها الجديدة في انتظار مشاورات تجريها مع الأحزاب و حركات مسلحة من بينها الحزب الشيوعي السوداني لتشكيل جبهة مدنية موسعة مع استثناء حزب المؤتمر الوطني المحلول"
أن الجبهة المدنية الموسعة حسب حديث المتحدث باسم التحالف جعفر حسن تتمحور في شعار ( لا للحرب) و اعتبر حسن كل من يقول لا للحرب هو جزء لا يتجزأ من هذه الجبهة المدنية، و وضع استثنا للقاعدة ( عدم استيعاب المؤتمر الوطني المحلول) و يصبح السؤال الذي يفرض نفسه: هل كلمة (لا للحرب) مرتبطة بمشروع لوقف الحرب، أم مجرد شعار للترديد؟ و إذا كان مجرد شعار يصبح الخلاف ليس بين القوى السياسية التي سوف تشكل التحالف العريض، و لكن بينها و بين المواطنين الذين ماتزال ميليشيا الدعم تقيم في منازلهم، و الذين خسروا كل ممتلكاتهم.
و الجبهة المدنية الواسعة يجب أن تؤسس على مشروع سياسي مفصل، هو الذي يحدد دور أعضائها، و يتم على ضوئه محاسبتهم. أن الحرية و التغيير ( المركزي) مطالبة أن تقدم مسودة المشروع، و يجب أن تقدمه للكل بدلا أن تجعله شعار لا يؤمن حقوق المواطنيين. أما الحوار بينها و القوى الأخرى يتطلب تهيئة البيئة المطلوبة للحوار التي بموجبها تتشكل الجبهة المدنية. أن الحرب الدائرة الآن في البلاد لا تقبل خطاب الشحذ و التعبئة بعيدا عن مخاطبة العقل.. و المرحلة ما بعد الحرب سوف تعد مرحلة جديدة تتجاوز كل الشعارات السابقة، و سوف تخلق الشعارات التي تتلاءم مع المرحلة الجديدة، و أيضا ربما تخلق قيادات جديدة تفرزه تحديات الحرب. أيضا هناك خلاف بدأت تتشكل فيه قناعات عن دور الميليشيا بعد الحرب، هناك رأى يقول يجب أن تدمج الميليشيا في الجيش أو تسرح، و أن لا يكون لها أي دور سياسي. إذا كان بعض عناصرها يريدون ممارسة العمل السياسي يجب عليهم أن يسجلوا حزبا جديدا لا يستند تاريخا لميليشيا الدعم حتى لا تفتح صفحتها مرة أخرى. و هي نقطة يجب أن تكون واضحة في المشروع السياسي.
إذا أنتقلنا إلي الحديث السياسي بعد شعار( لا للحرب) فالمسألة لن تتوقف في حدود وقف الحرب.. بل هي رؤية سياسية تنظر لما بعد الحرب، و هنا لابد و الإفصاح عن القناعة عند قيادة الحرية و التغيير ( المركزي) هي الرجوع للمربع الذي منه أنطلقة رصاصة الحرب، أم سوف تتجاوز تلك الفترة، و تبدأ فترة جديدة لها ملامح مخالفة للماضية و تحمل أجندة جديدة تشمل رؤى الآخرين الذين لم يشاركوا في الفترة السابقة. كان المتوقع من الحرية و التغيير ( المركزي) أن تحدد للناس ماهية تلك الملامح؟ و هل سوف تكون هناك فترة انتقالية تتقاتل عليها القوى السياسية من أجل ( المحاصصات) أم أنها فترة أنتقالية لفترة محدودة بهدف الإعداد للانتخابات و قيام المؤتمر الدستوري؟
إذا انتقلنا إلي القضية الأكثر تعقيدا؛ و حديث بشكل مفضوح، هل قوى الحرية و التغيير لها أجندة خاصة تريد أن تفتحها مع الحزب الشيوعي دون الأخرين؟ باعتبار أن المتحدث باسم التحالف ذكر الحركات المسلحة و قوى مدنية من بينها قال ( الحزب الشيوعي) أم الخصوصية جاءت بهدف تليين موقف الحزب الشيوعي؟ إذا كانت الدعوة مفتوحة لكل القوى السياسية المؤمنة بعملية التحول الديمقراطية لا داع للخصوصية و مائدة الحوار هي التي تحسم القضايا الخلافية، أما إذا كان الهدف ترتيبات أخرى ليس لها علاقة بالديمقراطية يمكن أن يقع التخصيص. السؤال هل الزملاء سوف يقبلوا الحوار دون وضع أي شروط تعجيزية؟ هناك بعض القوى تراهن فقط على رؤيتها؟ و معلوم للجميع أن أي حوار سوف يقود إلي تسوية سياسية تنتج من خلال التوافق. و الديمقراطية نفسها تسوية سياسية لأنها تؤسس على النسبية. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحریة و التغییر الحزب الشیوعی إذا کان یجب أن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية التونسي: توافق الرؤى مع مصر في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان
قال الدكتور محمد علي النفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، إنه استعرض مع الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة، تطورات الوضع في سوريا الشقيقة، وأكد على أهمية الحفاظ على وحدة هذا البلد ومقدرات الدولة السورية، واحترام إرادة الشعب السوري.
وقف إطلاق النار في غزةوأضاف النفطي، خلال مؤتمر صحفي مع الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، نقلته قناة «إكسترا نيوز»، أنهما أكدا خلال المشاورات على ضرورة فرض وقف فعلي لإطلاق النار في غزة، ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني ووصول المساعدات الإنسانية إليهم دون قيد أو شرط، لافتًا إلى أن تونس تقدر الجهود المصرية القيمة لمساعدة الشعب الفلسطيني، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتابع: «تجلى الدور المصري في المؤتمر الدولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية لغزة واحتضنته القاهرة تحت قيادة الدكتور بدر عبدالعاطي، وتم التأكيد خلال المشاورات على أهمية توصل الأشقاء في ليبيا إلى توافق ليبي ليبي يفتح الطريق لبلوغ تسوية تحفظ سيادة ليبيا وتضمن وحدتها وتحقق أمنها واستقرارها».
دعم الشعب اللبنانيوأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى الوضع في لبنان، معربين عن كامل التضامن مع الشعب اللبناني ودعم السيادة اللبنانية والأمن والاستقرار في لبنان، مجددين التأكيد على استمرار الجهود الرامية إلى التعجيل بإيجاد تسوية سياسية في السودان واليمن تتيح إتاحة الأمن والاستقرار ووضع حد لمعاناة الشعوب.