سودانايل:
2024-09-19@17:08:45 GMT

صراع الرؤى والسلطة في الأجندة الحزبية

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

جاء في الخبر " قالت قوى الحرية و التغيير( المركزي) أنها أرجأت الإعلان عن رؤيتها الجديدة في انتظار مشاورات تجريها مع الأحزاب و حركات مسلحة من بينها الحزب الشيوعي السوداني لتشكيل جبهة مدنية موسعة مع استثناء حزب المؤتمر الوطني المحلول"
أن الجبهة المدنية الموسعة حسب حديث المتحدث باسم التحالف جعفر حسن تتمحور في شعار ( لا للحرب) و اعتبر حسن كل من يقول لا للحرب هو جزء لا يتجزأ من هذه الجبهة المدنية، و وضع استثنا للقاعدة ( عدم استيعاب المؤتمر الوطني المحلول) و يصبح السؤال الذي يفرض نفسه: هل كلمة (لا للحرب) مرتبطة بمشروع لوقف الحرب، أم مجرد شعار للترديد؟ و إذا كان مجرد شعار يصبح الخلاف ليس بين القوى السياسية التي سوف تشكل التحالف العريض، و لكن بينها و بين المواطنين الذين ماتزال ميليشيا الدعم تقيم في منازلهم، و الذين خسروا كل ممتلكاتهم.

و لا اعتقد هناك من يريد الحرب و استمرارها، لكن لابد من معالجة أثارها و خاصة التي وقعت على المواطنين. الأمر الذي يتطلب أن تتحول المسألة من مجرد شعار يتردد عند البعض إلي مشروع سياسي يطمئن الجماهير، و يؤكد لها أنها سوف تعود إلي منازلها و تتوفر لها معيناتها على العيش دون أن تواجه أي تحد في الرجوع.
و الجبهة المدنية الواسعة يجب أن تؤسس على مشروع سياسي مفصل، هو الذي يحدد دور أعضائها، و يتم على ضوئه محاسبتهم. أن الحرية و التغيير ( المركزي) مطالبة أن تقدم مسودة المشروع، و يجب أن تقدمه للكل بدلا أن تجعله شعار لا يؤمن حقوق المواطنيين. أما الحوار بينها و القوى الأخرى يتطلب تهيئة البيئة المطلوبة للحوار التي بموجبها تتشكل الجبهة المدنية. أن الحرب الدائرة الآن في البلاد لا تقبل خطاب الشحذ و التعبئة بعيدا عن مخاطبة العقل.. و المرحلة ما بعد الحرب سوف تعد مرحلة جديدة تتجاوز كل الشعارات السابقة، و سوف تخلق الشعارات التي تتلاءم مع المرحلة الجديدة، و أيضا ربما تخلق قيادات جديدة تفرزه تحديات الحرب. أيضا هناك خلاف بدأت تتشكل فيه قناعات عن دور الميليشيا بعد الحرب، هناك رأى يقول يجب أن تدمج الميليشيا في الجيش أو تسرح، و أن لا يكون لها أي دور سياسي. إذا كان بعض عناصرها يريدون ممارسة العمل السياسي يجب عليهم أن يسجلوا حزبا جديدا لا يستند تاريخا لميليشيا الدعم حتى لا تفتح صفحتها مرة أخرى. و هي نقطة يجب أن تكون واضحة في المشروع السياسي.
إذا أنتقلنا إلي الحديث السياسي بعد شعار( لا للحرب) فالمسألة لن تتوقف في حدود وقف الحرب.. بل هي رؤية سياسية تنظر لما بعد الحرب، و هنا لابد و الإفصاح عن القناعة عند قيادة الحرية و التغيير ( المركزي) هي الرجوع للمربع الذي منه أنطلقة رصاصة الحرب، أم سوف تتجاوز تلك الفترة، و تبدأ فترة جديدة لها ملامح مخالفة للماضية و تحمل أجندة جديدة تشمل رؤى الآخرين الذين لم يشاركوا في الفترة السابقة. كان المتوقع من الحرية و التغيير ( المركزي) أن تحدد للناس ماهية تلك الملامح؟ و هل سوف تكون هناك فترة انتقالية تتقاتل عليها القوى السياسية من أجل ( المحاصصات) أم أنها فترة أنتقالية لفترة محدودة بهدف الإعداد للانتخابات و قيام المؤتمر الدستوري؟
إذا انتقلنا إلي القضية الأكثر تعقيدا؛ و حديث بشكل مفضوح، هل قوى الحرية و التغيير لها أجندة خاصة تريد أن تفتحها مع الحزب الشيوعي دون الأخرين؟ باعتبار أن المتحدث باسم التحالف ذكر الحركات المسلحة و قوى مدنية من بينها قال ( الحزب الشيوعي) أم الخصوصية جاءت بهدف تليين موقف الحزب الشيوعي؟ إذا كانت الدعوة مفتوحة لكل القوى السياسية المؤمنة بعملية التحول الديمقراطية لا داع للخصوصية و مائدة الحوار هي التي تحسم القضايا الخلافية، أما إذا كان الهدف ترتيبات أخرى ليس لها علاقة بالديمقراطية يمكن أن يقع التخصيص. السؤال هل الزملاء سوف يقبلوا الحوار دون وضع أي شروط تعجيزية؟ هناك بعض القوى تراهن فقط على رؤيتها؟ و معلوم للجميع أن أي حوار سوف يقود إلي تسوية سياسية تنتج من خلال التوافق. و الديمقراطية نفسها تسوية سياسية لأنها تؤسس على النسبية. و نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحریة و التغییر الحزب الشیوعی إذا کان یجب أن

إقرأ أيضاً:

قرار أممي تاريخي ضد إسرائيل والسلطة الفلسطينية تصفه باللحظة الفاصلة

رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها الاستثنائية الطارئة اليوم مشروع قرار صاغته السلطة الفلسطينية يطالب إسرائيل بإنهاء "وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة" خلال 12 شهرا.

واعتبرت الخارجية القرار لحظة فاصلة وتاريخية للقضية الفلسطينية وللقانون الدولي، كما شكرت الدول الأعضاء التي تبنت ورعت وصوتت القرار الذي قدمته دولة فلسطين واعتمد بأغلبية 124 صوتا، في حين امتنعت 43 دولة عن التصويت، وعارضت القرار 14 دولة.

وأوضحت الخارجية أن التصويت الايجابي لأكثرمن ثلثي الدول الأعضاء للأمم المتحدة هو استفتاء على إجماع دولي ان الاحتلال يجب أن ينتهي وأن ممارسات وجرائم الاحتلال يجب أن تتوقف، وأن يسحب قواته بما فيه المستوطنين.

ويهدف مشروع القرار إلى تأييد الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في يوليو/تموز الماضي للمطالبة بانهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني وتفكيك المستوطنات ومنظومتها غير الشرعية وجدار الفصل العنصري وإجلاء جميع المستوطنين من الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس المحتلة.

جدول زمني

وفي حين أن الرأي الاستشاري الصادر من أعلى محكمة في الأمم المتحدة قال إن هذا الانسحاب ينبغي أن يحدث "في أسرع وقت ممكن"، يحدد مشروع القرار جدولا زمنيا على مدى 12 شهرا للتنفيذ.

ومشروع القرار هو الأول الذي تتقدم به السلطة الفلسطينية رسميا منذ حصولها هذا الشهر على حقوق وامتيازات إضافية، منها مقعد بين أعضاء الأمم المتحدة في الجمعية العامة والحق في اقتراح مشاريع قرارات.

وقد انتقد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء بسبب ما قال إنه عدم التنديد بالهجوم الذي شنه مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ورفض دانون مشروع القرار الفلسطيني قائلا "دعونا ندعو هذا باسمه، هذا القرار هو إرهاب دبلوماسي إذ تُستخدم أدوات الدبلوماسية ليس لبناء الجسور بل لتدميرها".

تبني وتتوسع

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية في حرب عام 1967، ومنذ ذلك الحين تبني مستوطنات في الضفة الغربية وتتوسع فيها بشكل متزايد.

وفي يوليو/تموز 2023، زعمت الحكومة الإسرائيلية أن لها "الحق في فرض سيادتها على الضفة الغربية"، قائلة إن "للشعب اليهودي الحق الحصري في تقرير المصير على هذه الأراضي".

ويحظر القانون الدولي على إسرائيل ضمّ أي أجزاء من الضفة الغربية، بحسب بيانات عديدة للأمم المتحدة في السنوات الماضية.

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول دعت الجمعية العامة إلى هدنة إنسانية على الفور في غزة بأغلبية 120 صوتا. ثم في ديسمبر/كانون الأول صوّتت 153 دولة لمصلحة المطالبة بوقف إطلاق نار إنساني على الفور بدلا من الدعوة إلى ذلك فقط.

وتمثل السلطة الفلسطينية الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة بصفة مراقب غير عضو، ويعرف الوفد باسم دولة فلسطين.

مقالات مشابهة

  • باليوم والتاريخ وتحت شعار “وداعاً لن ننساكم”.. قائمة طويلة بأسماء مشاهير سودانيين “شعراء وأدباء وفنانين ولاعبي كرة وسياسيين” بلغ عددهم 43 شخص فارقوا الحياة بعد نشوب الحرب في السودان
  • عادل الباز: شفيع.. شفيع ياراجل!!
  • قرار أممي تاريخي ضد الاحتلال والسلطة الفلسطينية تصفه باللحظة الفاصلة
  • توم بيرييلو: القوى التي لا تريد ذهاب الجيش للمفاوضات تتبع لحزب المؤتمر الوطني
  • قرار أممي تاريخي ضد إسرائيل والسلطة الفلسطينية تصفه باللحظة الفاصلة
  • مشاهد: حيث تسببت الأنظمة الحزبية و المدنية المترددة في تعطيل مسار الثورة الديسمبرية
  • مؤشرات بداية الحرب العالمية الثالثة والمعركة الفاصلة بين الإستخلاف الثانى للأمة والإستكبار العالمى الخامس’ الإمبريالى – الصهيونى ‘
  • تحالف مدني سوداني يجدد الدعوة لتسليم البشير ورفاقه لـ«الجنائية الدولية» ،، «القوى المدنية المتحدة» تدعو لوقف الحرب وتنفي علاقتها بـ«الدعم السريع»
  • هوكشتاين حذره.. نتنياهو يلوح بتحرك عسكري ضد حزب الله
  • روّاد النقل يتبادلون الرؤى والأفكار التطويرية في التنقل الذكي