مستقبل التحالف وعودة ترامب يخيمان على قمة الناتو بواشنطن
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
واشنطن- تتصدر قضايا مثل أوكرانيا وردع روسيا وتطويق التهديد الصيني والإنفاق الدفاعي؛ جدول أعمال قادة الدول الـ32 الأعضاء بحلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال قمتهم الموسعة في واشنطن، اليوم، وتستمر 3 أيام، بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس الحلف، وسط تخوف أوروبي من نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب -المشكك بجدوى الناتو- في هزيمة الرئيس جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأميركية.
وتتجه أنظار المسؤولين والصحفيين في القمة إلى بايدن بعد أدائه الكارثي في المناظرة الانتخابية أمام غريمه ترامب، والتي دفعت لخروج بعض الدعوات من داخل حزبه الديمقراطي تطالبه بالانسحاب من السباق الرئاسي ومنح الفرصة لمرشح أصغر.
وتوافد على واشنطن مئات المسؤولين من عشرات الدول، الأعضاء وغير الأعضاء بحلف الناتو، وآلاف الصحفيين والمراقبين من مختلف دول العالم، للمشاركة في تغطية أعمال قمة فارقة في تاريخ أكبر حلف عسكري.
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يمين) يلتقي ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف الناتو في البنتاغون بواشنطن (رويترز)وغرد موقع وزارة الدفاع (البنتاغون) أمس الاثنين، على منصة إكس مذكرا بأهمية الحلف، وقال إن "المسؤولين الأميركيين يتفقون على أن قيمة الناتو لا جدال حولها".
وأبرز البنتاغون أنه على مدى 75 عاما كان الناتو قوة للسلام في مواجهة الاتحاد السوفياتي، ومنعت حربا أكبر في البلقان، وانضمت إلى الحرب ضد "الإرهاب الدولي"، وهي حتى الآن على استعداد للدفاع عن جميع أراضي الناتو من "العدوان الروسي".
من جهته، وصف الرئيس بايدن الناتو بأنه "أعظم تحالف عسكري في تاريخ العالم". ومنذ تأسيس حلف شمال الأطلسي، نسب المسؤولون الأميركيون من كلا الحزبين الفضل إلى الحلف في المساهمة في أمن وازدهار وحرية الشعب الأميركي والعالم.
وتعتبر النخبة الأميركية الحلف واحدا من أنجح تحالفات الدفاع الجماعي في التاريخ. ونشأ الحلف من رحم تجارب القرن الـ20 عندما قتلت حربان عالميتان أكثر من 100 مليون شخص. ورأت واشنطن في منظومة حلف الناتو ما يمنع حدوث هذا النوع من الكوارث مرة أخرى.
مخاوف رغم الأوقات الممتازة
ويرى ماكس بيرغمان، مدير برنامج الدراسات الأوروبية الأطلسية وشمال أوروبا في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، أن قمة الناتو تأتي في واحدة من أفضل الأوقات وأسوئها للحلف.
واعتبر بيرغمان، الذي سبق له العمل في وزارة الخارجية خلال عدة إدارات سابقة، أن الحلف يحظى بأوقات ممتازة، في ظل اتفاق على ضرورة ردع روسيا، ونجاح في توسع الحلف جغرافيا بضمه فنلندا والسويد خلال العامين الأخيرين.
وفيما يتعلق بأوقات الناتو السيئة، يرى بيرغمان أن استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا المتاخمة لحدود الناتو والتي لديها طموح بالانضمام إليه، وتحديات زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي، وتصاعد التشكيك بالتزام الولايات المتحدة تجاه الحلف، خلقت مخاوف لم يسبق أن واجه مثلها على مدار تاريخه.
ومن شأن اهتزاز التزام واشنطن بحلف الناتو إحداث زلزال إستراتيجي لمفهوم الأمن الأوروبي، خاصة أن واشنطن تسهم بما يقدر بـ60% من ميزانية الحلف وما يقرب من 505 آلاف من عدد مقاتليه. وتساهم بقية دول الحلف بـ1.4 مليون جندي، وميزانية عسكرية لا تزيد على 400 مليار دولار.
وفي حديث للجزيرة نت، أكد خبير السياسة الخارجية الأميركية بجامعة "دارتموث" البروفيسور وليام وولفورث، أنه بعد 75 عاما، لا يزال حلف شمال الأطلسي يشكل حجر الزاوية لأمن أميركا الشمالية وأوروبا، وأن الحلف "ناجح لأنه يجعل الولايات المتحدة وحلفاءها أكثر أمنا".
وأشار وولفورث إلى أن "أهم تحدٍ يواجه الناتو هو الخطر الروسي، لكن الأهم هو التباين بين تصورات الدول الأعضاء للتهديدات الروسية، فبولندا ومخاوفها من روسيا على سبيل المثال تختلف جذريا عن مثيلتها لدى تركيا أو اليونان".
جنود بولنديون يحملون علم حلف الناتو بعد تدريب مع مجموعة قتالية متعددة الجنسيات تابعة للحلف في بولندا (غيتي) اختبار أوكرانياوسلط هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 الضوء على أهمية حلف الناتو للدول الأوروبية، وأصبح الهجوم الروسي أخطر تهديد للأمن الأوروبي، إلا أن الناتو أصبح أقوى وأكبر وأكثر اتحادا من أي وقت مضى، حسب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
ويدرك الحلفاء الأوروبيون في الناتو المخاطر التي تفرضها ميول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسعية. ففي عام 2014، عندما هاجمت روسيا أوكرانيا أول مرة واحتلت شبه جزيرة القرم، حققت 3 دول فقط أعضاء هدف الحلف المتمثل في تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي. وهذا العام، من المتوقع أن تصل 24 دولة على الأقل إلى مستوى 2%.
وقبل 6 أسابيع، مرر الكونغرس حزمة مساعدات لأوكرانيا مقدارها 60 مليار دولار، وقبل ذلك مرر الاتحاد الأوروبي مساعدات مشابهة تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار. ويرى بعض المعلقين أن هذه المساعدات حسّنت وستحسن الوضع الميداني للقوات الأوكرانية خلال الأشهر القادمة.
ولا يتوقع أن تثير قضية انضمام أوكرانيا للحلف الكثير من اللغط في جلسات قمة الناتو، خاصة بعدما أبرمت عدة دول اتفاقيات أمنية ثنائية، بما في ذلك الولايات المتحدة مع أوكرانيا؛ تلزمها بدعم كييف على المدى الطويل. وبدلا من ضم أوكرانيا، الذي لا يحظى بإجماع، سيتم التركيز على تأكيد نية الحلف بضمان دعم كييف على المدى الطويل واستعداده لدعم وحدة أراضيها.
مخاطر عودة ترامب
في عام 1796، قال الرئيس الأميركي الأول جورج واشنطن في خطاب الوداع إن "سياستنا الحقيقية هي الابتعاد عن التحالف الدائم مع أي جزء من العالم الأجنبي". وقال واشنطن ذلك على الرغم من أن بلاده تدرك أنها بدون التحالف مع فرنسا في الثورة الأميركية، كانت بريطانيا ستنتصر. وفي الوقت الذي قد لا يدرك فيه ترامب هذه الخلفية التاريخية، فإنه يتعهد بالسير على خطا جورج واشنطن تجاح حلف الناتو.
ويظهر استطلاع الرأي الذي أجراه مركز بيو للأبحاث هذا العام أنه رغم أن ما يقرب من ثلثي الأميركيين لديهم وجهة نظر إيجابية عن الناتو، فإنه لا يزال هذا يعني أن ثلث الأميركيين لديهم آراء غير مواتية حول الحلف، وذلك بزيادة 4% منذ عام 2023. هذه الزيادة المتزايدة في المشاعر الانعزالية في الولايات المتحدة تثير قلق قادة دول الناتو خاصة مع تبني ترامب هذه المشاعر السلبية تجاه الحلف.
وعن سباق الانتخابات الرئاسي وعلاقته بمستقبل حلف الناتو، أشار البروفيسور وولفورث إلى أن "بايدن يرى الناتو كجزء أساسي من موقف الولايات المتحدة العالمي ورصيد ضخم في أمن الولايات المتحدة وازدهارها. في حين يعتبر ترامب أن حلف الناتو مثّل عبء على مدى عقود للولايات المتحدة وأنه صفقة سيئة بالنسبة لأميركا حيث دعمت واشنطن أمن حلفاء أغنياء ولا تحصل على الكثير في المقابل".
ويتوجس الأوربيون من توجه إدارة بايدن لجعل الناتو يركز بشكل أساسي على منطقة المحيطين الهندي والهادي. وعندما ذهب وزير الخارجية أنتوني بلينكن أول مرة إلى مقر الناتو في مارس/آذار من عام 2021، ذكر الصين أكثر من 10 مرات، في حين ذكر روسيا 4 مرات فقط. ومن هنا يرتفع القلق بين الأوروبيين من احتمال مطالبة واشنطن لها بلعب دور عسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادي، مشابه للدور العسكري الأميركي في القارة الأوروبية.
واعتبر وولفورث أن دعوة البيت الأبيض اليابان وكوريا الجنوبية للمشاركة في قمة الناتو تهدف إلى زيادة التعاون والتنسيق بين الناتو وحلفاء أميركا الآسيويين، وستعتبرها بكين جزءا من جهود الاحتواء العالمية الأميركية، وأنها جزء من الحرب الباردة الجديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة حلف الناتو قمة الناتو
إقرأ أيضاً:
روسيا تدعي السيطرة على بلدة جديدة شرق أوكرانيا.. وقرار أوروبي بتمديد العقوبات على موسكو
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأحد، سيطرتها على بلدة فيليكا نوفوسيلكا، وهي مركز دفاعي استراتيجي للقوات الأوكرانية في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا. ويأتي هذا الإعلان في وقت وافق فيه الاتحاد الأوروبي على تمديد العقوبات المفروضة على موسكو لمدة ستة أشهر إضافية.
اعلانوتُعد فيليكا نوفوسيلكا نقطة محورية على الخطوط الأمامية، والسيطرة عليها تمثل مكسبًا عسكريًا كبيرًا لروسيا، إذا ما تأكدت صحة المزاعم. وفقًا للمحللين، كانت السيطرة على هذه البلدة مسألة وقت فقط، نظرًا لموقعها الاستراتيجي القريب من منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة.
وقد أعلن اللواء 110، الذي ينشط في المنطقة، عبر قناته على تطبيق تيليغرام أن القوات الأوكرانية انسحبت من أجزاء معينة من البلدة لتجنب الوقوع في حصار روسي. وأكد أن الانسحاب لم يكن شاملاً، حيث لا يزال القتال مستمرًا في البلدة.
جنود روس يستعدون لإطلاق طائرة مسيّرة في موقع غير معلن داخل أوكرانيا، في صورة مأخوذة من فيديو وزعته دائرة الإعلام التابعة لوزارة الدفاع الروسية يوم السبت، 25 يناير 2025.AP/Russian Defense Ministry Press Serviceوقال اللواء في بيانه: "انسحبنا بمهارة من المناطق التي شكلت تهديدًا بالتطويق، مستغلين الظروف الجوية. هذا لا يعني مغادرتنا المدينة بالكامل. هدفنا تقليل الخسائر وإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالقوات الروسية."
وأشار اللواء إلى أن النهر في المنطقة يشكل عقبة أمام تقدم القوات الروسية، ما يعقد أي محاولات للتوغل العميق في الأراضي الأوكرانية.
Relatedقصف روسي على كييف يسفر عن ثلاثة قتلى على الأقل وأوكرانيا تهاجم 13 موقعًا هل يستطيع دونالد ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا؟الجيش الروسي يواصل تقدمه في أوكرانيا: السيطرة على بلدة جديدة في خاركيفوأكد الجنود الأوكرانيون الأسبوع الماضي أن القتال العنيف في دونيتسك يضعهم في موقف "صعب للغاية"، مع حاجة ملحة للمزيد من الأسلحة لصد التقدم الروسي. وأضافوا أن الروس يتمتعون بتفوق في القوة البشرية، رغم التكافؤ في المدفعية والطائرات بدون طيار.
الاتحاد الأوروبي يجدد العقوبات على روسيافي السياق السياسي، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا، التي تشمل حظر التجارة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتمويل والسلع الكمالية والنقل. كما تستهدف العقوبات أصول البنك المركزي الروسي.
وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عبر منشور على منصة X: "حرمان روسيا من الإيرادات لتمويل حربها هو التزامنا. يجب أن تدفع موسكو ثمن الأضرار التي تسببت بها."
ويتطلب تجديد العقوبات إجماع الدول الأعضاء الـ27، ورغم تهديدات رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان باستخدام حق النقض، تم تمرير القرار بعد تراجع المجر عن معارضتها.
المصادر الإضافية • AP
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية المجر تتراجع عن استخدام الفيتو: اتفاق دبلوماسي يمهد لتمديد العقوبات الأوروبية ضد روسيا الجنود الأوكرانيون في دونيتسك يطالبون بأسلحة إضافية لمواجهة الهجمات الروسية المستمرة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: انتصار روسيا سيقوض مصداقية الناتو ويثقل كاهل التحالف بتكاليف ضخمة روسياأوكرانياالاتحاد الأوروبيعقوباتالحرب في أوكرانيا قوات عسكريةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. إسرائيل تسمح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع وتواجه ضغوطًا شعبية في جنوب لبنان للانسحاب يعرض الآنNext "بتنسيق مع نتنياهو".. لماذا اقترح ترامب تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن بشكل مفاجئ؟ يعرض الآنNext المجر تتراجع عن استخدام الفيتو: اتفاق دبلوماسي يمهد لتمديد العقوبات الأوروبية ضد روسيا يعرض الآنNext مشاهد جوية تُظهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين يعودون إلى شمال غزة يعرض الآنNext أمطار جنوب كاليفورنيا ترفع خطر الفيضانات وتساعد في مكافحة حرائق الغابات اعلانالاكثر قراءة خطة لـ"تطهير غزة"..ترامب يدعو لنقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن ترامب يهدد كولومبيا بعقوبات صارمة لرفضها استقبال المهاجرين.. والأخيرة تخصص الطائرة الرئاسية لعودتهم "كندا ليست للبيع".. قبعة تجتاح الأسواق وتتحول إلى رمز وطني ضد تهديدات ترامب 70 أسيرًا فلسطينيًا يصلون إلى مصر بعد الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل قبل التوجه إلى دول أخرى نائب الرئيس الأمريكي: الولايات المتحدة خاضت حروبًا على مدى 40 عامًا دون أن تنتصر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلدونالد ترامبقطاع غزةحركة حماسغزةأزمة إنسانيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة المهاجرينواشنطنروسياالأمم المتحدةالاتحاد الأوروبيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025