تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بات الوضع أكثر سوءًا في فلسطين خاصة في شمال غزة، الذي أصبح عنوانها الرئيسي الآن هو الجوع والخوف الذي يسيطر على كل المدن في قطاع غزة بالكامل، منذ أن شن الإحتلال حربًا عليها بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة في 7 من أكتوبر الماضي.

كانت نتائج تلك الحرب التي يشنها الإحتلال الغاشم على غزة في الوقت الراهن هي التدمير والتخريب والتعذيب دون أي رحمة ففرض الصهاينة سيطرتهم الكاملة على أهالي غزة حتى أنهم يمنعون وصول المعونات الإنسانية إلى السكان هناك، فأضحى الجميع هناك في حالة جياع وفقر.

وفي هذا الشأن ذكر الكاتب الراحل مصطفى صادق الرافعي، في كتابه وحي القلم، تاريخ اليهود ولما اختاروا فلسطين ليحكموا سيطرتهم عليها، ويمارس كل القوى الغاشمة التي يستعملها من تجويع وفقر وإرهاب للسكان هناك وكأنه على علم بما سيحدث في في فلسطين في هذه الأوقات.

زعم اليهود

يقول الرافعي، "إن اليهود يزعمون أنهم شعب مضطهد في جميع بلاد العالم ويزعمون أن من حقهم أن يعيشوا أحرارًا في فلسطين، كأنها ليست من جميع بلاد العالم وقد صنعوا للإنجليز أسطولًا عظيمًا لا يسبح في البحار، ولكن في الخزائن، وأراد الإنجليز أن يطمئنوا في فلسطين إلى شعب لم يتعود قط أن يقول: أنا.


ويطرح الرافعي أسئلة حول ما يريدوا اليهود فعله ويطبقونه دون مراعاة لأي قوانين أو إنسانيات، فيقول: "لماذا كنستم كل أمة من أرضها بمكنسة أيها اليهود؟ أجهلتم الإسلام؟ .. إن الإسلام قوة كتلك التي توجد الأنياب والمخالب في كل أسد، فهو قوة تخرج سلاحها بنفسها، لأن مخلوقها عزيز لم يوجد ليؤكل، ولم يخلق ليذل، قوة تجعل الصوت نفسه حين يزمجر، كأنه يُعلن الأسدية العزيزة إلى الجهات الأربع، قوة وراءها قلب مشتعل كالبركان تتحول فيه كل قطرة دم إلى شرارة دم ولئن كانت الحوافر تهيئ مخلوقاتها ليركبها الراكب، إن المخالب والأنياب تهيئ مخلوقاتها المعنى آخر".


ويتابع الرافعي،"لو سئلت ما الإسلام في معناه الاجتماعي؟ لسألت: كم عدد المسلمين؟ فإن قيل: ثلاثمائة مليون قلت: فالإسلام هو الفكرة التي يجب أن يكون لها ثلاثمائة مليون قوة".


ويؤكد الرافعي على أن سياسات اليهود التي تفرضها على فلسطين من تجويع وفقر لن تكون هي الأولى فمن قبل كانت وستستمر لكنها في النهاية لن تحقق أغراضهم التي يتمنوها مهما طال الزمان سيعود المسلمون والعرب يد واحدة تقف في وجوههم وتصدهم عما يفعلونه وإلا فلماذا كانت القبلة في الإسلام إلا لتعتاد الوجوه كلها أن تتحول إلى الجهة الواحدة؟ لماذا ارتفعت المآذن إلا ليعتاد المسلمون رفع الصوت في الحق؟.

وصية الرافعي 

يعطي الرافعي وصيته في ما كتبه عن فلسطين وكأنه كان يشعر بما يحدث الآن ويعاني منه المواطنون هناك فيقول، "أيها المسلمون كونوا هناك، كونوا هناك مع إخوانكم بمعنى من المعاني، لو صام العالم الإسلامي كله يومًا واحدًا وبذل نفقات هذا اليوم الواحد لفلسطين لأغناها، لو صام المسلمون كلهم يوما واحدًا لإعانة فلسطين، لقال النبي مفاخرا الأنبياء: هذه أمتي! لو صام المسلمون جميعا يوما واحد لفلسطين لقال اليهود اليوم ما قاله آباؤهم من قبل إن فيها قوما جبارين، أيها المسلمون هذا موطن يزيد فيه معنى المال المبذول فيكون شيئًا سماويا، فكل قرش يبذله المسلم لفلسطين، يتكلم يوم الحساب يقول: يا رب، أنا إيمان فلان".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فلسطين الجوع والخوف الاحتلال طوفان الأقصى احداث غزة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

استراتيجية اليهود في تدمير الطبقة المتوسطة

كيف يقوم اليهود بالاحتلال الاقتصادي في البلدان الإسلامية عبر شركات تنتحل صفة “الوطنية”؟

محمد محمد الانسي
خبير اقتصادي

في البلدان الغربية والشرقية حدثت أكبر عمليات نهب ونقل للثروة من ملكية الشعوب في القرون الوسطى واستمرت إلى يومنا هذا على يد (اليهود المصرفيين) وأدواتهم الرأسمالية والشيوعية (الماركسية/الاشتراكية).
كانت أهداف اليهود من وراء ذلك هي القضاء على (الطبقة المتوسطة) ونقل مليكة الثروة من الشعوب (لطبقة المتوسطة) إلى اليهود، وأهم الأدوات التي حققت لهم هذا الهدف بنجاح هي (البنوك/الربا/الاحتكارات) وكلها مرتبطة ببعض.
من خلال البنوك تمكن المرابون من السيطرة على المال النقدي وبالتالي على التمويل والإنتاج والسياسات الاقتصادية. ونظراً لذلك تمكنوا من نهب ومصادرة الثروة ونزع الملكية من الشعوب ونقلها إلى الفئة الاحتكارية القليلة جداً، وهم طبقة اليهود المصرفيين الصهاينة.
في البلدان التي يطلق عليها اليهود المرابون تسمية (البلدان النامية)- بالرغم من أنهم يعتمدون على موارد هذه البلدان- تمكنوا من القضاء على الطبقة المتوسطة ونشر الفقر وقتل كل فرص النهوض الممكنة من خلال السيطرة على النقد والتمويل و(تثبيت وضعية إبقاء الشعوب داخل دائرة الاستهلاك والاستيراد)، ولقد تحقق لهم الهدف بنجاح من خلال استخدام الشركات الوطنية التي تشكل فروعاً فعلية للشركات العالمية الاحتكارية المملوكة لليهود؛ ومهمتها الرئيسية، النزع التدريجي للملكية من الشعوب (الطبقة المتوسطة) من خلال ترسيخ الاحتكارات التي تتناقض بطبيعتها مع “الاكتفاء الذاتي” لأن مهمتها هي: “إبقاء الشعوب والبلدان في دائرة الاستهلاك والاستيراد”.
تلك الشركات التي تنتحل صفة (وطنية) تكون مملوكة لرأس مال (غير محلي) بل مجنس ومهمتها ودورها الاقتصادي تعبئة وتغليف مواد وسلع تابعة لعلامات تجارية عالمية.
بالتالي إذا قامت بإنشاء مصنعاً هنا أو هناك (محلياً) فهو لمجرد استغلال رخص اليد العاملة أولاً وللحصول على امتيازات (وطنية) بينما نشاطها لا يخرج عن إطار توسعة الاستهلاك والاستيراد الذي يجلب إضعافاً للقيمة الشرائية للعملات المحلية وقتلاً مباشراً لفرص نهوض الإنتاج المحلي.
واعتماد اليهود على الشركات التي تسمى (وطنية) بشكل كبير في البلدان المستهدفة يأتي في إطار خطة مدروسة تمكنهم من الحصول على امتيازات واعفاءات من الحكومات تسهم بشكل مباشر في ترسيخ الاحتكارات الخطيرة الضارة بالشعوب والاقتصادات الوطنية الحقيقية.
اهتمام اليهود والمؤسسات الدولية ووسائلهم الإعلامية التابعة لهم بترسيخ (المصطلحات المخادعة) واستخدامها بشكل واسع قد أسهم في نجاح الكثير من المؤامرات ضد الشعوب والبلدان المستهدفة من اليهود على رأسها بلدان الأمة الإسلامية.
لقد نجحوا في تضليل الشعوب والحكومات وتمكنوا من خلال هذا المصطلح من تحفيز المستهلكين للإقبال على منتجات تلك السلع والعلامات التجارية الغربية المستوردة كلها أو المغلفة محلياً دون غيرها لمجرد أنها تسمى وطنية.

نموذج من الواقع موقف الشركات الوطنية السلبي أمام منتجات الطماطم المحلية
من المؤسف أن تلك الشركات التي تنتحل صفة (وطنية) تشمل حتى مصانع تعبئة معجون الطماطم فهي تحمل صفة (الوطنية)؛ بينما نجد أن مصانعها هي المصانع الوحيدة التي ترفض آلية توطين (الصلصة) بأشكال عديدة ومن تجربة للسنوات الماضية فهي (لم ولن) تقبل أي احتواء لأي كميات من الطماطم المحلية.
بالرغم أن اجراء الجهات المختصة عدم منح ترخيص استيراد المعجون إلا لمن شارك في شراء منتجات الطماطم المحلية؛ ومع ذلك فإن من صفة الاحتكارات دائما أن تمتلك نفوذا خارقاً ولوبي من النافذين يتكلفون باستخراج تصريحات عليا (تسمى استثنائية) رغم أن قدرتهم على استيعاب منتجات محلية هي النسبة الكبرى تشكل بعض المصانع الاحتكارية أكثر من 40%. من استيراد المعجون. (بمعنى أنه كان بإمكانها ان تشتري وحدها كل منتجات الطماطم المحلية).
في الوقت الذي لا يحصل الآخرون على تلك الامتيازات التي تحصل عليها الشركات الاحتكارية الكبرى (التي تنتحل صفة وطنية) وبسبب المحتكرون المجرمون تبرز أمام المزارعين وأمام رؤوس الأموال المحلية (الطبقة المتوسطة) وأمام أي منتج وطني فعلي الكثير من المشاكل وهكذا يتم القضاء على (الطبقة المتوسطة) حيث تكون أمام خيارات الهجرة أو تجرع الخسائر والكساد حتى تنتهي تماماً وهذا هو الشكل الفعلي للقضاء على (الطبقة المتوسطة)

تدمير الطبقة المتوسطة (نزع ملكية الشعوب)
ونظراً لانتشار حالات غياب عدالة تكافؤ الفرص في البلدان المحسوبة على المسلمين فإن ذلك يشكل خنقاً لرأس المال المحلي المملوك للطبقة المتوسطة فلا تقوى على صراع الاحتكارات بل تتعرض للانسحاب والخسائر والدخول في دائرة الفقر أو الهجرة واخلاء السوق لصالح لشركات المحتلة التي تنتحل صفة (الوطنية).

موقف الإسلام من الاحتكارات
لا يخفى على أحد الموقف العظيم القوي الذي ليس له نظير إلا في الإسلام تجاه الربا والاحتكار لأن الخالق العظيم يعلم بأن الربا مقترن بالاحتكار والربا والاحتكار وجهان للظلم ونشر الفقر في أوساط الشعوب والمجتمعات.
ولن يتحقق تغيير الوضع المعيشي السيء للشعوب الإسلامية إلاّ بتطبيق تشريعات الخالق العظيم وتنفيذ مبادئ الإسلام ورؤيته الاقتصادية العظيمة في الواقع وهي ممكنة حين يكون المعنيون هم من أولئك الذي يحملون مواصفات الصادقين المؤهلين لأن يسقط الجدار الصلب على أيديهم.

قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-:
• إنه لا يعطي تلك التهيئة ولا يهيئ ذلك إلا لمن هم جديرون بها، ولمن تكون حجة عليهم تلك التهيئة تلك الانفراجات تلك الفرص إذا ما قصروا وفرطوا وتوانوا في التحرك لاستغلالها..
(وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)
• (آل عمران:109) صدق الله العظيم.
والعاقبة للمتقين.

مقالات مشابهة

  • علماء يطورون اختبار يتنبأ بسرطان الأمعاء قبل ظهوره بـ 5 سنوات
  • “سدايا” تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي العام والتحديات التي تواجهه بمشاركة أكثر من 16 جهة حكومية
  • وحي القلم.. توقيع الخط الديواني المصري بمعرض القاهرة الكتاب
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية
  • دعوة ترامب ترحيل اليهود من فلسطين
  • روبرت كيوساكي يتنبأ بانهيار في سوق الأسهم العالمي الشهر المقبل
  • مفتي الجمهورية: المسلمون كانوا يضعون قدما في إسبانيا وأخرى بالصين
  • استراتيجية اليهود في تدمير الطبقة المتوسطة
  • يونيسيف: أرسلنا أكثر من 350 شاحنة مساعدات لغزة لتلبية احتياجات الأطفال هناك