قدّم الخبير التقني الشهير “راي كورزويل”، العديد من التوقعات المذهلة المتعلقة بصناعة التكنولوجيا، في كتابه الجديد “التفرد أقرب”.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، توقع “كورزويل”، في كتابه الجديد “التفرد أقرب”، “أن يندمج البشر بالكامل مع الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2045”.

وقال: “إن التقدم في الذكاء الاصطناعي سيجعل من الممكن إحياء أحبائنا وربط أدمغتنا بالتكنولوجيا السحابية، فيما يسميه “العصر الخامس” للذكاء البشري”.

وبحسب “كورزويل”، “يمثل التفرد فكرة أن الذكاء الاصطناعي (AI) سيتفوق في نهاية المطاف على الذكاء البشري، ما يغيّر وجود البشر بشكل أساسي”.

وقال كورزويل: “الأطفال الذين يولدون اليوم سيكونون قد تخرجوا من الجامعة للتو عندما تحدث حالة التفرد، وفي نهاية المطاف، ستمكّن تكنولوجيا “النانو” هذه الاتجاهات من بلوغ ذروتها في توسيع أدمغتنا مباشرة بطبقات من الخلايا العصبية الافتراضية، وبهذه الطريقة سنُدمج مع الذكاء الاصطناعي”.

وأوضح أن “الإنجازات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، تُظهر أن تنبؤه لعام 2005 في كتابه الأول “التفرد يقترب” كان صحيحا، وأن “المسار واضح”.

واعتقد “كورزويل”، “أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحمل الوعد بـ “بعث” الموتى، وستكون في البداية على شكل محاكاة للشخص، ثم بعثه جسديا إلى الحياة”، مشيرا إلى أنه بدأ محاولات “إعادة والده إلى الحياة باستخدام الذكاء الاصطناعي، منذ أكثر من 10 سنوات، وابتكر نسخة طبق الأصل من والده عن طريق تغذية نظام الذكاء الاصطناعي برسائل والده ومقالاته ومؤلفاته الموسيقية”.

وتوقع “كورزويل”، “أن ينتقل البشر إلى أجسام اصطناعية “أكثر تقدما مما تسمح به البيولوجيا”، وأنه بحلول أربعينيات القرن الحادي والعشرين، سيكون من الممكن إصدار نسخة من الشخص”.

وأضاف: “إننا على وشك دخول “العصر الخامس” من الذكاء، حيث يندمج الإنسان مع الآلات، نتيجة تطوير رقائق الدماغ على المستوى البشري مثل Neuralink”.

وعتقد “كورزويل”، “أنه في السنوات التالية لعام 2029، سيتضاعف الذكاء البشري ملايين المرات من خلال اتصال البشر مباشرة بالآلات”.

وتوقع “أن يبدأ الناس في تحقيق “سرعة الهروب” من أجل الخلود بحلول عام 2030. وسيتم دعم ذلك بقفزات هائلة إلى الأمام في مجال العلاج الصحي”.

وبحسب “كورزويل”، فإنه “وبحلول عام 2030، ستقوم أجهزة المحاكاة البيولوجية العاملة بالذكاء الاصطناعي بإجراء تجارب سريرية في ساعات بدلا من سنوات، ما يؤدي إلى أدوية جديدة وعلاجات تطيل العمر”.

وأضاف: “الهدف طويل المدى يتمثل في تطوير روبوتات نانوية طبية. سيتم تصنيعها من أجزاء ماسية مع أجهزة استشعار وأجهزة كمبيوتر وأجهزة اتصال وربما مصادر للطاقة”.

واعتقد “كورزويل”، “أن التكنولوجيا ستحدث ثورة في الحياة اليومية، حيث ستكون الروبوتات قادرة على بناء ناطحات السحاب بسرعة لا تصدق، بمساعدة الطابعات ثلاثية الأبعاد التي تنتج أجزاء البناء، وستؤدي الاختراقات الأخرى التي يقودها الذكاء الاصطناعي إلى خفض أسعار الطاقة الشمسية”.

وأضاف: “في الوقت نفسه، فإن الاختراقات في مجال الاستخراج الآلي ستؤدي إلى خفض تكاليف تعدين المواد الخام، وفي ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، سيكون العيش في مستوى “يعتبر فخما اليوم” غير مكلف نسبيا”.

يذكر أن “راي كورزويل”، “تميّز بسجل حافل في التنبؤ بالتغيرات الكبيرة في صناعة التكنولوجيا”، وكان تنبأ بـ”عصر آيفون”، وأن الكمبيوتر سيهزم البشر في لعبة الشطرنج بحلول عام 1998.

والأميركي راي كورزويل، واسمه الكامل ريموند كورزويل، يلقب “بالمعجزة التقنية”، ولد سنة 1948، وهو مخترع وعالم حاسوب يهتم بالمستقبليات، ومن أهم مؤلفاته: «عصر الآلات الذكية» 1990، و«عصر الآلات الروحية» 1999، و«التفرد قريب» 2005، و«كيف تبدع عقلاً؟» 2012، و«الروحانيات والأخلاق وآثار تعزيز الإنسان والذكاء الخارق» 2019، كما تعتبر روايته «دانييل: سجلات بطل خارق»، من أفضل كتب الخيال العلمي وأكثرها نجاحاً.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی بحلول عام

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يلغي وظائف ويوفـر وظائف أخرى

ترجمة: بدر بن خميـس الظّفـري -

على الرغم من أن الزيادة في استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الصناعية والتجارية سيؤدي إلى زيادة في الإنتاجية والنمو الاقتصادي، إلا أنه سيفضي أيضا إلى فقدان الكثير من الوظائف على المدى الطويل. وهذه القضية ذات أهمية كبيرة للصين.

فمن المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي لثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى 18.5 تريليون دولار هذا العام، إذ تم توظيف أكثر من 740 مليون شخص بحلول نهاية عام 2023. ومع عدد سكان الصين الحالي الذي يزيد عن 1.4 مليار نسمة، تشهد البلاد بالفعل انخفاضا في معدل نمو السكان، فمن المتوقع أن يقلّ عدد سكان الصين إلى حوالي 1.3 مليار نسمة بحلول عام 2050، ويرجع ذلك أساسًا إلى تدني معدل الخصوبة في البلاد، والذي انحدر إلى ما دون معدل الإحلال. وهذا يعني عدداً أقل من المواليد الجدد في مقابل الوفيات.

وعلى الرغم من انخفاض عدد سكانها على المدى الطويل، ستظل الصين تمتلك لسنوات قادمة أعدادا هائلة من القوى عاملة، ولذلك ستحتاج البلاد إلى توفير ملايين فرص عمل كل عام لاستيعاب تلك القوة العاملة الكبيرة. وهنا يصبح تأثير الذكاء الاصطناعي عاملا حاسما.

من التأثيرات المتوقعة لزيادة تطبيق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات ذات الصلة، بما فيها الروبوتات، في شتى قطاعات الاقتصاد هو فقدان الوظائف الحالية، خاصة وأن المهارات والخبرات التقليدية ستستبدل بالتكنولوجيا المتطورة. ومع ذلك، فإن فقدان الوظائف يجب أيضًا مقارنته بالوضع الذي سينشئ المزيد من فرص العمل الجديدة.

كيف سيتوفر المزيد من الوظائف الجديدة في اقتصادٍ تقوم فيه التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي بجميع الوظائف تقريبًا؟ هناك إجابتان على هذا السؤال. الأولى هي أن زيادة تطبيق الذكاء الاصطناعي والتقنيات ذات الصلة من شأنها أن تزيد الإنتاجية ويكون لها تأثير إيجابي على نمو الناتج المحلي الإجمالي. وسيؤدي ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى زيادة موارد البلاد وتعزيز قدرة الحكومة على الاستثمار بشكل أكبر في عدة قطاعات.

وستساعد هذه الاستثمارات الجديدة على توفير المزيد من فرص العمل. على سبيل المثال، إذا ضُخّت مزيدٌ من الاستثمارات في إنشاء مؤسسات لتدريب الأشخاص على مهارات الذكاء الاصطناعي، فستُوفِّرُ فرص عمل جديدةً لتشغيل هذه المؤسسات وإدارتها. وفي الوقت نفسه، سيكون هناك طلب كبير على المتخصصين الذين يمكنهم تعليم الناس مهارات الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يتزايد عدد هؤلاء المتخصصين بسرعة، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى توفير فرص ووظائف جديدة للناس.

والإجابة الثانية هي النظر في التغيرات الهيكلية التي يشهدها الاقتصاد واحتياجاته الخاصة في إطار استعداده للتحول الاجتماعي والاقتصادي. هناك عدة عوامل مهمة في هذا الصدد، أهمها المتطلبات التي يجب أن تُقـَدّمَ للسكان عند وصولهم إلى سن الشيخوخة في الصين. ومع تقدم عدد أكبر من الأشخاص في السن، سيحتاجون إلى توفير نطاق واسع من الدعم يجب أن يقدمه أشخاص تدربوا على مهارات محددة. وقد بدأت بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالفعل في الطلب الشديد لهذه الاحتياجات، فهي تعاني من نقص في الأشخاص المدربين بقدرٍ كافٍ لرعاية المسنين والعجزة. وهذا هو القطاع الذي سيشهد نموا هائلا في فرص العمل الجديدة.

وإلى جانب التحول الرقمي، ستكون هناك أيضًا زيادة كبيرة في الطرق التي يستثمر بها الناس مدخراتهم ويديرونها. وبمرور الوقت، سوف ينمو الاعتماد على الأدوات المالية المرتبطة بأسواق الأسهم والديون، وستبرزُ هذه الأدوات باعتبارها أهم مصدر للدخل لدى كثير من الناس، خاصة أولئك الذين ليس لديهم وظائف مكتبية أو صناعية ثابتة. من المحتمل أن يكون هناك طلب كبير على الأشخاص الذين يمكنهم تقديم المشورة للناس حول أفضل الطرق لإدارة مدخراتهم واستثماراتهم من خلال الخيارات المالية المختلفة.

في الوقت نفسه ومع بدء تزايد عدد الأشخاص الذين يمارسون العمل من المنزل أو في مواقع نائية، ستزداد بشكل كبير الخدمات المتعلقة بظروف عملهم عبر الإنترنت والتطبيقات، مثل خدمات توصيل الطعام وغيره، مما يوفر المزيد من فرص العمل.

ومع حدوث هذه التغييرات، من المهم أن تستعد الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى للتأقلم معها. وينبغي للجامعات أن تتيح مزيدا من الدورات التدريبية لمهارات محددة مثل تعلم الذكاء الاصطناعي، ورعاية المسنين، وتقديم المشورة بشأن الاستثمارات المالية وخدمات البيع بالتجزئة.

تقوم الجامعات بدور مهم للغاية في دعم التحول القائم على الذكاء الاصطناعي، فهذه الجامعات إن لم تخرّجْ عددًا كافيًا من الأشخاص للقيام بالوظائف الجديدة، فقد يتوقف النمو في الذكاء الاصطناعي بسبب انتقادات توجه إليه لأنه يتسبب في فقدان الوظائف. ويتعين على دولة مثل الصين أن تضمن عدم حدوث ذلك.

أميتيندو باليت رئيس أبحاث التجارة والاقتصاد في معهد دراسات جنوب آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية.

مقالات مشابهة

  • خبير: 4 مزيا لقرار توطين المهن الهندسية
  • عصر جديد من الذكاء الاصطناعي في مصر.. OPPO تطلق Reno12 F 5G
  • محافظ دمياط يقدم التهنئة للرئيس السيسي بحلول ذكرى ثورة 23 يوليو
  • ميتا تستعين بـ «الذكاء» لتلخيص التعليقات
  • إصدار رخيص من «الذكاء الاصطناعي»
  • الذكاء الاصطناعي يلغي وظائف ويوفـر وظائف أخرى
  • بالأرقام.. "بوينج" تكشف عن توقعات الطلب على الطائرات بحلول 2043
  • الذكاء الاصطناعي يختار ويليامز نجما لبرشلونة الموسم المقبل
  • «المستقبل و التكنولوجيا» ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب
  • رقمنة السجلات التعليمية بالذكاء الاصطناعي