خبير تكنولوجيا شهير يقدم توقعات مذهلة للسنوات القادمة!
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
قدّم الخبير التقني الشهير “راي كورزويل”، العديد من التوقعات المذهلة المتعلقة بصناعة التكنولوجيا، في كتابه الجديد “التفرد أقرب”.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، توقع “كورزويل”، في كتابه الجديد “التفرد أقرب”، “أن يندمج البشر بالكامل مع الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2045”.
وقال: “إن التقدم في الذكاء الاصطناعي سيجعل من الممكن إحياء أحبائنا وربط أدمغتنا بالتكنولوجيا السحابية، فيما يسميه “العصر الخامس” للذكاء البشري”.
وبحسب “كورزويل”، “يمثل التفرد فكرة أن الذكاء الاصطناعي (AI) سيتفوق في نهاية المطاف على الذكاء البشري، ما يغيّر وجود البشر بشكل أساسي”.
وقال كورزويل: “الأطفال الذين يولدون اليوم سيكونون قد تخرجوا من الجامعة للتو عندما تحدث حالة التفرد، وفي نهاية المطاف، ستمكّن تكنولوجيا “النانو” هذه الاتجاهات من بلوغ ذروتها في توسيع أدمغتنا مباشرة بطبقات من الخلايا العصبية الافتراضية، وبهذه الطريقة سنُدمج مع الذكاء الاصطناعي”.
وأوضح أن “الإنجازات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، تُظهر أن تنبؤه لعام 2005 في كتابه الأول “التفرد يقترب” كان صحيحا، وأن “المسار واضح”.
واعتقد “كورزويل”، “أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحمل الوعد بـ “بعث” الموتى، وستكون في البداية على شكل محاكاة للشخص، ثم بعثه جسديا إلى الحياة”، مشيرا إلى أنه بدأ محاولات “إعادة والده إلى الحياة باستخدام الذكاء الاصطناعي، منذ أكثر من 10 سنوات، وابتكر نسخة طبق الأصل من والده عن طريق تغذية نظام الذكاء الاصطناعي برسائل والده ومقالاته ومؤلفاته الموسيقية”.
وتوقع “كورزويل”، “أن ينتقل البشر إلى أجسام اصطناعية “أكثر تقدما مما تسمح به البيولوجيا”، وأنه بحلول أربعينيات القرن الحادي والعشرين، سيكون من الممكن إصدار نسخة من الشخص”.
وأضاف: “إننا على وشك دخول “العصر الخامس” من الذكاء، حيث يندمج الإنسان مع الآلات، نتيجة تطوير رقائق الدماغ على المستوى البشري مثل Neuralink”.
وعتقد “كورزويل”، “أنه في السنوات التالية لعام 2029، سيتضاعف الذكاء البشري ملايين المرات من خلال اتصال البشر مباشرة بالآلات”.
وتوقع “أن يبدأ الناس في تحقيق “سرعة الهروب” من أجل الخلود بحلول عام 2030. وسيتم دعم ذلك بقفزات هائلة إلى الأمام في مجال العلاج الصحي”.
وبحسب “كورزويل”، فإنه “وبحلول عام 2030، ستقوم أجهزة المحاكاة البيولوجية العاملة بالذكاء الاصطناعي بإجراء تجارب سريرية في ساعات بدلا من سنوات، ما يؤدي إلى أدوية جديدة وعلاجات تطيل العمر”.
وأضاف: “الهدف طويل المدى يتمثل في تطوير روبوتات نانوية طبية. سيتم تصنيعها من أجزاء ماسية مع أجهزة استشعار وأجهزة كمبيوتر وأجهزة اتصال وربما مصادر للطاقة”.
واعتقد “كورزويل”، “أن التكنولوجيا ستحدث ثورة في الحياة اليومية، حيث ستكون الروبوتات قادرة على بناء ناطحات السحاب بسرعة لا تصدق، بمساعدة الطابعات ثلاثية الأبعاد التي تنتج أجزاء البناء، وستؤدي الاختراقات الأخرى التي يقودها الذكاء الاصطناعي إلى خفض أسعار الطاقة الشمسية”.
وأضاف: “في الوقت نفسه، فإن الاختراقات في مجال الاستخراج الآلي ستؤدي إلى خفض تكاليف تعدين المواد الخام، وفي ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، سيكون العيش في مستوى “يعتبر فخما اليوم” غير مكلف نسبيا”.
يذكر أن “راي كورزويل”، “تميّز بسجل حافل في التنبؤ بالتغيرات الكبيرة في صناعة التكنولوجيا”، وكان تنبأ بـ”عصر آيفون”، وأن الكمبيوتر سيهزم البشر في لعبة الشطرنج بحلول عام 1998.
والأميركي راي كورزويل، واسمه الكامل ريموند كورزويل، يلقب “بالمعجزة التقنية”، ولد سنة 1948، وهو مخترع وعالم حاسوب يهتم بالمستقبليات، ومن أهم مؤلفاته: «عصر الآلات الذكية» 1990، و«عصر الآلات الروحية» 1999، و«التفرد قريب» 2005، و«كيف تبدع عقلاً؟» 2012، و«الروحانيات والأخلاق وآثار تعزيز الإنسان والذكاء الخارق» 2019، كما تعتبر روايته «دانييل: سجلات بطل خارق»، من أفضل كتب الخيال العلمي وأكثرها نجاحاً.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی بحلول عام
إقرأ أيضاً:
محاكمة أشباح الذكاء الاصطناعي
لا يمكن إنكار إيجابيات التقدم التكنولوجي الكثيرة، كما لا يمكن تجاهل سلبياتها المتمثلة في تعطيل الكثير من المهارات والكفاءات البشرية، فحين ظهرت الآلات الحاسبة ازداد اعتماد الإنسان عليها متجاوزا تنمية مهارات الحساب وحل المعادلات الرياضية، وحين تطورت أجهزة الهاتف المحمولة استغنى كثير من الناس عن الساعات والمذكرات اليومية والتقويم، بل حتى الاستدلال الجغرافي المكاني وتحديد المواقع توقفا اعتمادا على التطبيقات الذكية لتحديد ومسح المواقع جغرافيا، كما استعاض الإنسان بذاكرة الأجهزة المحمولة عن ذاكرته الواقعية الحيّة.
ويأتي الذكاء الاصطناعي ليحمل عنا عبء الكثير من المسؤوليات توفيرا للجهد والمال، وليسرق منا -في ذات الوقت-كثيرا من المهارات الحياتية والكفاءات المعرفية، تنسيق الكتابة والتدقيق والتصحيح الإملائي، مراجعة وتلخيص الكتب الموسوعية والمصادر المعرفية، الترجمة والعروض المصوّرة للأفكار والتصورات البحثية والمشاريع، كتابة الرسائل وصياغة الخطب، جدولة الأعمال وتنسيقها والتذكير بأوقاتها وفقا لأولوية كل منها، كل هذه الأشكال من الراحة الرقمية أسلمت الإنسان إلى الدعة مستعيضا بالآلة عن ذاته، وعن ذاته تحديدا بذات رقمية ظن بها القدرة على تمثيله خير تمثيل في أي معرض بأي زمان ومكان.
وهذه الصورة ليست محض صورة ذهنية نمطية متخيلة لما يمكن أن يفعل الذكاء الاصطناعي ببعض عشاقه ومريديه، بل هي واقع صرنا نعايشه في كثير من المواقف ومنها ما حدث حاليا حينما استشاطت قاضية في محكمة استئناف بولاية نيويورك غضبًا بعد محاولة أحد المُدّعين استخدام مقطع رمزي مُصمم بواسطة الذكاء الاصطناعي للدفاع عن قضيته، متسببا بحالة من البلبلة داخل قاعة المحكمة ظنا من القضاة بأنه يقدم حجته شخصيا أو عن طريق محاميه، لكن الرجل ويدعى جيروم دي وال لديه محامٍ، كان يأمل أن تُقدم الصورة الرمزية حُجة مُحكمة، معتذرا لاحقًا كتابيًا للمحكمة، قائلاً إنه لم يقصد أي ضرر، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، إنما حاول جاهدا إنشاء نسخة رقمية طبق الأصل تشبهه، لكنه لم يتمكن من القيام بذلك قبل جلسة الاستماع، وقال إنه يأمل أن يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي حججًا أكثر دقة دون التلعثم في الكلمات أو التذمر مما قد يصدر عن الإنسان الطبيعي!
إن غضب القاضية وصدمة الحضور بذلك انعكاس لصدمة الجميع من تسارع التطور في عالم الذكاء الاصطناعي، ذلك التطور الذي قد تتعطل معه الكثير من القدرات والمهارات البشرية التي لا يمكن للآلة تعويضها بأي حال من الأحوال مهما تطورت برمجياتها وحُدِّثت مُدخلاتها المعرفية، كما أنها صدمة القلق القادم من قدرة الذكاء الاصطناعي على التضليل بصنع النسخ المطابقة للواقع في مجالات مختلفة، لكن مبلغ الصدمة أن تتمثل إنسانا كاملا بمشاعره ومخاوفه، وتبريراته ومنطقه، في قدرتها (إن حصلت) على الربط والتحليل والاستنتاج والجدل وحتى التقاضي، ثم إن كانت قاعدة البيانات لكل هذه البرمجيات موجهة بشريا فكيف يمكن توافر ضمانات لاعتماد برمجيات عادلة غير منحازة ولا مؤدلجة؟ ثم خطورة ورعب الوجه الآخر لهذه التقنيات حين تكون مدفوعة بسلطة مادية أو نفوذ سياسي يحركها وفقا للمستهدف من مساع ومصالح.
هل سيكون هذه المشهد من المحكمة واستخدام الناطق البديل بالذكاء الاصطناعي -بعد تغذيته بالمعلومات والحجج- مشهدا طبيعيا بعد أمد؟ وهل يمكن للتقاضي ذاته بكل أطرافه أن يشهد هذه الرقمنة الصادمة في حديّتِها وعدم استيعابها للحضور البشري الواقعي؟ هل نتحول مع عالم البرمجيات والشفرات البرمجية إلى مجرد أرقام تعبث بها الآلات وتحركها المصالح الاقتصادية؟
ختاما: يقينا ليست هذه التساؤلات أول المطروح في عالم التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية، ولن تكون الأخيرة بالضرورة، لكنها نافذة نحاول من خلالها تلمس الثابت والمتحول في هذه اللعبة المعاصرة الآخذة بأعطاف المستقبل إلى عالم مجهول نترقبه، ولا ندرك كنه تفاصيله بعد، لكننا نتمنى استبقاء الثابت القيمي والأخلاقي في هذه المعادلة الرقمية معقدة الأطراف.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية