عربي21:
2024-07-22@19:14:10 GMT

اليقين الفلسطيني سيهزم الظن الصهيوني

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

العدوان المستمر على غزة، والتوسع الاستيطاني الضخم في الضفة، والاقتحام الممنهج للمسجد الأقصى ومحاولات تهويد القدس وبقية الأرض الفلسطينية، جميعها أحداث ووقائع توازي في أهميتها أحداث جريمة النكبة الفلسطينية عام 1948، وستترك آثارا استراتيجية تنعكس على القضية الفلسطينية وعلى المنطقة العربية تتجاوز الحسابات والمصالح الضيقة لمختلف الأطراف العربية والدولية، التي بقيت تنظر لقوانين الصراع القائمة من الزاوية الصهيونية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.



وفي موازاة الغزو الواسع والشامل لقطاع غزة بمنهجية التدمير الشامل، وارتكاب جرائم الحرب والإبادة في محاولة لسحق مقاومة الشعب الفلسطيني والقضاء عليها وخلق عامل سياسي مختلف يتم التعامل معه وفق المصلحة الأمنية والسياسية للاحتلال، يأتي سعير وانفلات هجمة استيطانية وعدوان قطعان المستوطنين وجيش الاحتلال على بقية الأرض الفلسطينية في مدن الضفة والقدس، مع تصاعد لافت للمقاومة هناك.

العواقب الوخيمة التي انعكست على المؤسسة الصهيونية وسمعتها السياسية والعسكرية وتصدع سرديتها الزائفة، هي عواقب وخيمة أيضا للرهان العربي والفلسطيني على تلك المؤسسة القائمة على العدوان والبطش والسيطرة والتهويد والتزوير والسطو، والتي تنسف بمجملها عقلية التعاطي السابق بالعجز والاستسلام الكلي للأمر الواقع الصهيوني
وللوقوف على أبعاد الوضع الراهن في غزة والضفة المحتلة، يجدر بنا ملاحظة ما خطط له الائتلاف الفاشي في إسرائيل بزعامة كل من نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، ولا تخلو هذه الخطط من مخاطر حقيقية من حيث تأثيرها المباشر على الأرض والشعب الفلسطيني وعلى قضيته عموما. لكن التأثير المباشر على "أمن وطمأنينة" الاحتلال من خلال تصدي المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني لهذه السياسات والجرائم، وصمود المقاومة في غزة، وتصاعدها في الضفة، والخسائر النسبية التي لحقت بجيش الاحتلال ومؤسسته الأمنية منذ عملية "طوفان الأقصى".. كل ذلك أربك الحسابات والخطط الصهيونية لما أطلقوا عليه "اليوم التالي" لغزة، مع سقوط بنك الأهداف الكبرى الذي حددته المؤسسة الصهيونية لنفسها في غزة؛ بالقضاء على المقاومة واجتثاثها واسترجاع أسرى الاحتلال من قبضة المقاومة دون ثمن.

لكن التركيز هو على الهدف الأساسي بإحداث تدمير شامل للبنية التحتية للمجتمع الفلسطيني في غزة، وجعله غير قابل للحياة، حتى لا يستطيع الفلسطينيون التصرف كعامل سياسي متصل ببقية القضية الفلسطينية، وأن لا يكون للمقاومة رأي وكلمة في حاضر ومستقبل شعبها، وهي أبعاد مكشوفة القصد على الساحة الفلسطينية، مع انكشافات أخرى لسياسة المراوغة المتبعة مع الفلسطينيين والعرب بخصوص "السلام" والتطبيع مع المؤسسة الصهيونية.

هذه الأهداف السياسية، هي ما فشل الاحتلال في تحقيقها بعد تسعة أشهر من العدوان المستمر والواسع، وهو بيت القصيد الذي يجب أن تدركه السلطة الفلسطينية وقياداتها، بعدما أدركته المقاومة الفلسطينية والشارع الفلسطيني، للتعامل مع الواقع المستجد الذي تفرضه سياسات وخطط الاحتلال لهم ولأرضهم، وما ينبغي وعيه عربيا وفلسطينيا.

إن العواقب الوخيمة التي انعكست على المؤسسة الصهيونية وسمعتها السياسية والعسكرية وتصدع سرديتها الزائفة، هي عواقب وخيمة أيضا للرهان العربي والفلسطيني على تلك المؤسسة القائمة على العدوان والبطش والسيطرة والتهويد والتزوير والسطو، والتي تنسف بمجملها عقلية التعاطي السابق بالعجز والاستسلام الكلي للأمر الواقع الصهيوني. وتجاربه العدوانية مع الفلسطينيين والعرب أكسبت الرهان عليه خسائر وفشلا مضاعفا لأمنهم وأرضهم ومصالحهم الوطنية والقومية.

ولا شك أن هذه المحصلة غير النهائية، من ناحية المواجهة العسكرية- البشرية، هي أكبر دليل على فشل الأهداف السياسية والعسكرية التي تحاول فيها دولة الاحتلال بدعم أمريكي وغربي فرضها على المنطقة، من خلال محاولة إلحاق هزيمة مؤلمة بالشعب الفلسطيني بإعادة احتلال غزة وتدميرها، وضم الضفة الغربية بسياسات مصادرة الأرض والاستيطان وإجهاض فكرة تحقيق "دولة فلسطينية" على الأرض، واستبدال كل ذلك بمشاريع سياسية وأمنية تصب في مصلحة المشروع الصهيوني.

أصحاب الأرض والتاريخ والحضارة، قادرون على إيقاع خسائر متكافئة في صفوف الغزاة والمحتلين لأرضهم، وبأن هذه القدرة حق أصيل يمتلكه كل شعب يتعرض لاحتلال، وبأن المساس بحقوقهم وبعماد قضيتهم يمس كل من تعنيه هذه القضية العادلة، وتؤثر على وجود كيانات وأدوار "مأمولة" صهيونيا في المنطقة والعالم
ولعله من المستحسن أن نتذكر جيدا ونذكر كل المراهنين على هزيمة الفلسطينيين ومقاومتهم بعد تسعة أشهر من المواجهة والصمود والثبات، ومن تعكر مزاج الصهينة لديهم عربيا من هذا الصمود الأسطوري في غزة، أن الفضل الكبير لكل هذه الارتدادات السياسية والأمنية في المنطقة وفي العالم والتأثير بالرأي العام الدولي، يعود لثبات استراتيجية التصدي والمواجهة والصمود التي اتبعنها المقاومة الفلسطينية.

أخيرا، ظنت المؤسسة الصهيونية بأنها قطفت ثمرة التطبيع العربي معها، وبأن أوسلو مكنها من تثبيت أمر واقع بوجود سلطة فلسطينية تخدم أمنها، وحين مضى الظن الإسرائيلي إلى حد الأمل بإبادة الوجود الفلسطيني في غزة وبقدرته على سحق مقاومة الفلسطينيين لعدوانها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، قدمت المقاومة الفلسطينية الحقيقة التي أطاحت بكل الظنون الصهيونية والعربية.

فقد اتضح قبل أي شيء آخر، أن أصحاب الأرض والتاريخ والحضارة، قادرون على إيقاع خسائر متكافئة في صفوف الغزاة والمحتلين لأرضهم، وبأن هذه القدرة حق أصيل يمتلكه كل شعب يتعرض لاحتلال، وبأن المساس بحقوقهم وبعماد قضيتهم يمس كل من تعنيه هذه القضية العادلة، وتؤثر على وجود كيانات وأدوار "مأمولة" صهيونيا في المنطقة والعالم. وأيا كانت النتائج التي ستنجلي عنها عملية العدوان على غزة، فإن الطريق الذي عبّده الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه لن يقفل، لظنه خيرا بأمته وبنفسه وبإرادته ومقاومته.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينية الاحتلال الإبادة فلسطين غزة الاحتلال الإبادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

برلماني يطالب المجتمع الدولي بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة

كتب- نشأت علي:

أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أهمية الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية حول الآثار القانونية للسياسات والممارسات الإسرائيلية فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، في تأكيد حجم الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار "محسب"، في بيان السبت، إلى أن رأي المحكمة تضمن عدم قانونية استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية لما يمثله من انتهاك لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ولخرقه لمبدأ عدم جواز الاستيلاء على الإقليم الواقع تحت الاحتلال بالقوة.

وقال "محسب"، إنه بناءً على هذا الرأي لا بد من تحرك إقليمي ودولي للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية في أقرب وقت ممكن، والوقف الفوري لأي نشاط استيطاني جديد، فضلًا عن إخلاء المستوطنات من الضفة الغربية والقدس الشرقية، والتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية الناتجة عن سياساتها وممارساتها غير القانونية.

وثمن النائب، تأكيد المحكمة التزامها والدول والمنظمات الدولية والمؤسسات، بما في ذلك الأمم المتحدة، بعدم الاعتراف بالوضع الناتج عن تواجد دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومطالبة الجمعية العامة ومجلس الأمن بوضع التدابير اللازمة لإنهاء هذا التواجد الإسرائيلي.

وطالب عضو مجلس النواب، المجتمع الدولي بضرورة العمل من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه الشرعي في تقرير مصيره، وممارسة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإحلال السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، والعمل على إنهاء المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها، من خلال وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية بما يسمح في تخفيف حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، وإلزام إسرائيل بالامتثال واحترام أحكام القانون الدولي والإنساني.

وشدد النائب أيمن محسب، على أهمية الدور التاريخي الذي تقوم به مصر في دعم القضية الفلسطينية منذ 1948 وحتى الآن، من خلال إيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

مقالات مشابهة

  • “حماس” تطالب بالتحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني
  • رفع حالة التأهب في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية بعد اعتراض صاروخ باليستي
  • مجلس القضاء يبارك عملية “يافا” في عمق كيان العدو الصهيوني
  • ايران: رأي المحكمة الدولية يعكس قلق المجتمع الدولي إزاء الممارسات الصهيونية غير القانونية
  • حماس: لقاءات بكين يجب أن تؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوطني الفلسطيني
  • مجلس القضاء الأعلى يبارك عملية “يافا” ويرحب بقرار محكمة العدل بعدم شرعية الاحتلال
  • برلماني يطالب المجتمع الدولي بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة
  • قيادي بمنظمة التحرير للجزيرة نت: جوهر المشروع الصهيوني هو الضفة
  • وقفات للهيئة النسائية في حجة تضامناً مع غزة
  • كتلة الحوار ترحب بقرار محكمة العدل الدولية: يدعم القضية الفلسطينية