لماذا ركز أبو عبيدة في خطابه على رفح ومحور نتساريم؟
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
#سواليف
يشرح الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن #حاتم_الفلاحي أسباب تركيز #أبو_عبيدة -الناطق باسم #كتائب_القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية ( #حماس )- في خطابه على #معركة_رفح (جنوبي قطاع #غزة)، و #محور_نتساريم (وسط القطاع).
وقال العقيد الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- إن #جيش_الاحتلال الإسرائيلي ظل يروج لمسألة أنه سيجعل من رفح المعركة الفاصلة في حربه على قطاع غزة، وزعم أنه سيحقق أهداف الحرب الإستراتيجية بشكل كامل بذهابه إلى رفح، وهي تدمير قدرات حركة حماس ونزع سلاحها والوصول إلى قيادات المقاومة، وتخليص الأسرى، غير أنه لم يحقق أيًّا من هذه الأهداف بل إنه يتكبد #خسائر كبيرة جدا.
وفي قراءة للمشهد العسكري على الأرض بعد 9 أشهر من الحرب عادت المقاومة إلى جميع المناطق التي توغل فيها الجيش الإسرائيلي سابقا، وها هُو الجيش يقر اليوم بفشله في تحقيق أي إنجاز، الأمر الذي يتقاطع مع رغبة القيادة السياسية في إسرائيل باستمرار الحرب، وقال العقيد الفلاحي إن أبو عبيدة أشار في خطابه إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لتحقيق ” انتصاره الشخصي وإرضاء صعاليك حكومته”.
مقالات ذات صلة فاقدون لوظائفهم في الصحة / أسماء 2024/07/09وشدد الخبير العسكري والإستراتيجي على أن الشروط التي يضعها نتنياهو للمفاوضات غير المباشرة مع المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك بقاء جيش الاحتلال في محور نتساريم هي شروط تعجيزية، حيث يتحدث عن بقاء 5 ألوية خلال المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية في غزة، وهو ما يعني أن نتنياهو لا يريد صفقة لتبادل الأسرى.
وخلال كلمة مصورة بثتها الجزيرة، قال أبو عبيدة “محور وسط القطاع المسمى نتساريم سيكون محورا للرعب والقتل وسيخرج منه العدو مندحرا مهزوما”.
وفي قراءته لخطاب الناطق باسم كتائب القسام ، أشار العقيد الفلاحي إلى حديثه عن تعزيز القدرات الدفاعية للمقاومة بشكل كامل وعن عملية سد النقص الذي جرى في الكتائب، ومنها إعادة تشكيل وتجنيد مقاتلين جدد، مما يؤكد أن فصائل المقاومة ستستمر في منازلة جيش الاحتلال خلال الفترة المقبلة إذا واصل توغله في المناطق الفلسطينية.
وفي مداخلة سابقة على قناة الجزيرة، وصف الخبير العسكري والإستراتيجي، خطاب أبو عبيدة بأنه شامل وبعث برسائل عديدة ومهمة للاحتلال الإسرائيلي، وقال إنه دحض مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي وقياداته العسكرية بشأن ما يسمونه القضاء على القدرات العسكرية لكتائب حماس العسكرية، حيث تبيّن بعد 9 أشهر من الحرب أن المقاومة عزّزت قدراتها الدفاعية في كل المجالات، كما كشف أبو عبيدة في خطابه.
وقال أبو عبيدة في خطابه “عززنا القدرات الدفاعية لمواجهة الاحتلال في كل مكان من أرضنا”، و”هناك آلاف من المقاتلين مستعدون لمواجهة العدو متى لزم الأمر”.
وأضاف “كل كتائبنا الـ24 مع كل فصائل المقاومة قاتلت العدو وكسرته بمختلف أرجاء القطاع”، مؤكدا أن “العدو تلقى -ولا يزال يتلقى- الضربات الموجعة في كل مكان يتوغل فيه داخل قطاع غزة”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حاتم الفلاحي أبو عبيدة كتائب القسام حماس معركة رفح غزة محور نتساريم جيش الاحتلال خسائر أبو عبیدة فی خطابه
إقرأ أيضاً:
طوق نجاة أم طوق خنق وحصار.. كيف تحولت الأنظمة العربية إلى درعٍ يحمي الاحتلال؟
يمانيون../
في خضمّ نيران التصعيد الصهيوني المستمر على قطاع غزة، لا يكاد الفلسطيني يجد فسحة أمل، أو سندًا حقيقيًا من “الأشقاء العرب”، الذين باتت بعض أنظمتهم -بشكلٍ علني أو مستتر- تمارس سياسة الطوق حول المقاومة، ليس لحمايتها، بل لخنقها.
فعلى وقع المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة، تسود حالة من الصمت العربي الرسمي، تتجاوز الحياد إلى ما هو أخطر؛ محاولات فرض الاستسلام على المقاومة، وشرعنة التنسيق مع كيان الاحتلال في دول “طوق فلسطين” كالأردن ومصر ولبنان وسوريا وتركيا.
هذا التحول المشهود لم يعد مجرد اجتهاداتٍ فردية أو انعكاس لبيانات فصائل الجهاد والمقاومة، بل ملامح نهج سياسي قيد التشكيل بإشرافٍ أمريكي مباشر، هدفه خنق المقاومة الفلسطينية وإعادة رسم الميدان السياسي والعسكري بما يخدم مصالح الاحتلال وحلفائه.
السكين من الخلف: اعتقالات وتضييق واتهامات
لم تكتفِ بعض الدول العربية بالتخلي عن واجبها الديني والقومي تجاه غزة، بل مضت إلى ما هو أبعد، حين باتت تتعامل مع فصائل المقاومة وكأنها الخطر الحقيقي لا الاحتلال الصهيوني.
في سوريا، تم اعتقال اثنين من قادة “سرايا القدس” دون توضيحٍ أو مبرر، في وقتٍ يؤكد فيه جناح الجهاد الإسلامي أنهم من خيرة كوادرها، ممن نذروا حياتهم لدعم المقاومة على الأرض السورية وفلسطين.
وفي لبنان، أوقفت مخابرات الجيش اللبناني عناصر من حركة حماس، وفتح القضاء اللبناني تحقيقًا عاجلًا، رغم أن الروايات تشير إلى أنهم شاركوا في إطلاق صواريخ على الاحتلال الصهيوني الذي يستبيح الأرض والسيادة اللبنانية.
أما في الأردن، فقد اختارت الحكومة الطريق الأمني لمواجهة من تعتبرهم “مخربين”، رغم أن المعلن في خلفيات القضايا يرتبط بمحاولة دعم المقاومة الفلسطينية.
وعلى الفور، تم وصم المعتقلين بالإرهاب، فيما تبرأت جماعة الإخوان المسلمين الأردنية من الأفراد المتهمين رغم وضوح الخلفية السياسية المناصرة لغزة.
التحرك الأردني، الذي حظي بدعمٍ لبناني رسمي ومن رئيس الوزراء، يعكس تناغمًا مقلقًا في تضييق الخناق على كل من يخرج عن “الصف الرسمي” ويعبّر عن دعمٍ حقيقي لمقاومة غزة.
اليوم الثلاثاء، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بيانًا أوضحت فيه اطلاعها على مجريات وتفاصيل القضية المتعلقة باعتقال مجموعة من الشباب الأردنيين.
وأكدت أنها على ثقة بأن “أعمالهم جاءت بدافع النصرة لفلسطين، ورفض العدوان الصهيوني المتواصل على غزّة، والدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، مشيرةً إلى أنهم لا يشكلون “بأي حالٍ من الأحوال تهديدًا لأمن الأردن أو استقراره، خاصة في ظل بشاعة الجريمة الصهيونية والإبادة الجماعية المتواصلة في غزة.
الضغوط تتكامل: تطويق داخلي وإقليمي
التحركات المتوازية في عدة عواصم عربية وإسلامية ليست محض صدفة، بل تأتي ضمن مخططٍ أوسع تقوده واشنطن بالشراكة مع حكومة الاحتلال لإعادة تشكيل المنطقة بما يضمن تحييد محور المقاومة.
هذا ما يفسر الضغوط الإعلامية والسياسية على حماس والجهاد الإسلامي، وتكثيف مراقبة كوادرهم في الخارج، بل واعتقالهم حين يلزم.
الضغوط لم تعد تقتصر على حدود الجغرافيا، بل تمتد لتشمل حرية التقييد في الحركة والتواصل وحتى مع منظمات العمل الإنساني، في محاولاتٍ خبيثة لنزع المشروعية الأخلاقية عن فصائل الجهاد والمقاومة، وتأليب الشارع الفلسطيني عليها.
وفي مشهدٍ بائس، تحاول بعض الأنظمة أن تُظهر المقاومة وكأنها سبب المأساة، متناسية أن من ينتهك التفاهمات والاتفاقيات ويقصف بلا توقف ولا رحمة هو الاحتلال الصهيوني، لا من يدافع عن شعبه المظلوم والأعزل.
الإعلام العربي والخليجي تحديدًا، يقوم بالترويج لفكرة “الواقعية السياسية” وكأنها تبرر الانبطاح الكامل، بينما يتم التشكيك في نوايا المقاومة الفلسطينية وتضخيم أي تحرك عسكري في غير غزة وكأنه فعل إجرامي، فيما تغض الطرف عن الإبادة المستمرة في القطاع.
واللافت اليوم أن بعض الأنظمة العربية تحولت من شركاء مفترضين في مشروع الجهاد وتحرير فلسطين، إلى أدوات في مشروع تصفية قضيتها.
ومع ذلك، تثبت غزة كل يوم أن المقاومة ليست مجرد بندقية، هي روح وفكرة لا تموت، ومن طوق العار المفروض عليها، ستصنع نصرًا، ومن بين الركام ستكتب فجرًا جديدًا، لأن غزة هاشم لا تُخنق، فمن يضيّق عليها اليوم باسم “أمنه” أو “واقعيته السياسية”، فليقرأ التاريخ: لم ينتصر محتل، ولم يُخلّد خائن.
عبدالقوي السباعي