مع إعلان القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي "أسبيدس" عن إنجازات في مجال الأمن البحري وحماية السفن التجارية من هجمات الميليشيات الحوثية، يبرز السؤال حول جدوى الاستراتيجية المتبعة لاستعادة الأمن والاستقرار في البحر الأحمر في ظل الهجمات المتصاعدة للميليشيات.

وركز تقرير نشره موقع "المونيتور" الأميركي على مهمة "أسبيدس" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في فبراير 2024، للتصدي للتهديد المتصاعد في البحر الأحمر.

وما حققته المهمة البحرية من نتائج من مرافقة وحماية أكثر من 150 سفينة تجارية بنجاح، وتحييد العديد من التهديدات المعادية. 

التقرير أعده الكاتب فرانشيسكو سكيافي، وسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها الاتحاد الأوروبي في ردع التهديد الحوثي بشكل فعال، واستعادة الاستقرار في المنطقة.

وأشار التقرير إلى أن الهجمات الحوثية أثرت على الأوضاع الاقتصادية في أوروبا، فضلًا عن تأثيرها على التضخم العالمي، وعلى الرغم من هذه النجاحات، التي حققتها مهمة "أسبيدس" إلا أن تحديات كبيرة تواجه هذه المهمة، إذ تعد حماية السفن من هجمات ميليشيا الحوثي أكثر تعقيدًا من أنشطة مكافحة القرصنة، التي شارك فيها الاتحاد الأوروبي تقليديًا، وتتطلب حماية مستدامة للقوة في سيناريو قتالي كثيف. 

ويمكن أن تؤدي الزيادة المحتملة في هجمات ميليشيا الحوثي إلى استنفاد مخزونات الذخيرة بسرعة، ما يعقد جهود إعادة تسليح السفن الحربية بعيدًا عن الموانئ المحلية، ويشكل ضغطًا على أنشطة التنسيق التي تقوم بها قيادة الاتحاد الأوروبي، وفقا لتقرير موقع "المونيتور". وأكد أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى المزيد من الأصول البحرية للانتشار السريع.

وتضيف البيئة الإقليمية، المتأثرة بحرب غزة والدعم الإيراني لميليشيا الحوثي، طبقة أخرى من التعقيد، فالمشهد المزدحم المتمثل في وجود مهام عسكرية متعددة، وجيوش أجنبية تعمل في المنطقة، يزيد تعقيد الصورة الاستراتيجية، ويثير تساؤلات حول مدى فعالية عملية دفاعية بحتة على المدى الطويل في تحييد التهديد الحوثي، وفق الموقع. 

وخلص التقرير الأميركي إلى القول إن نجاح عملية "أسبيدس" في ردع التهديد العسكري الحوثي لا يزال غير مؤكد، في ظل غياب إطار متماسك وشامل لمعالجة الأزمة، مشيرًا إلى تولي الذراع البحري الجديد للاتحاد الأوروبي مهمة خطيرة خارج نطاقه المعتاد، ما يجعل التحديات التي يواجهها في الحفاظ على عملياته، والحد من التهديد الحوثي تلقي بظلالها على احتمال استعادة الاستقرار في المنطقة. 

وتؤكد عملية "أسبيدس" التزام الاتحاد الأوروبي بالأمن البحري، واستقرار سلاسل التوريد العالمية، فهي مهمة دفاعية بحتة تهدف إلى حماية السفن التجارية التي تعبر باب المندب ومضيق هرمز. كما أنها ترتكز على قرار مجلس الأمن 2722، تبنت نهجًا مختلفًا عن مهمة حارس الازدهار بقيادة الولايات المتحدة، يقوم على تعزيز استقلالية الاتحاد الأوروبي ودوره كمزود للأمن البحري العالمي.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن أسطول الاتحاد الأوروبي تم تجهيزه بأنظمة أسلحة متقدمة، بما في ذلك صواريخ "أرض-جو" قصيرة وطويلة المدى (SAM)، وأنظمة أسلحة قريبة، ما يسمح لها بمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات التي تشكلها ميليشيا الحوثي.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی حمایة السفن

إقرأ أيضاً:

وول ستريت: واشنطن تسعى لمنع موسكو من تسليح الحوثيين

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن وكالات المخابرات الأميركية تحذر من احتمال تسليح روسيا لـ الحوثيين في اليمن بصواريخ متقدمة مضادة للسفن، ردا على دعم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للضربات الأوكرانية داخل روسيا بأسلحة أميركية.

وتأتي هذه المعلومات الجديدة -حسب تقرير بقلم مايكل غوردون ولارا سيليغمان- في وقت نصح فيه الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأميركية بالشرق الأوسط في رسالة سرية إلى وزير الدفاع لويد أوستن، بأن العمليات العسكرية في المنطقة "تفشل" في ردع هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر وأن هناك حاجة إلى نهج أوسع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: قرار المحكمة الدولية خطير ويتجاوز أسوأ مخاوف إسرائيلlist 2 of 2واشنطن بوست: ماذا سيحدث لو انسحب بايدن من السباق الرئاسي؟end of list

وكان البيت الأبيض قد أطلق حملة سرية لمحاولة منع موسكو من تسليم الصواريخ للحوثيين الذين يهاجمون السفن في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، في تسليط جديد للضوء على تهديد الحوثيين بعد ضرب طائرة مسيرة – قال الجيش الإسرائيلي إنها انطلقت من اليمن- تل أبيب، الجمعة.

وساطة دولة ثالثة

وتتضمن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الإدارة لمنع نقل موسكو الصواريخ إلى اليمن استخدام دولة ثالثة لمحاولة إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم الانضمام إلى إيران في توفير الأسلحة للحوثيين، وفقا لمسؤولين أميركيين رفضوا تحديد تلك الدولة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بأن موسكو ربما تخطط لتقديم الدعم العسكري لليمن، والتحذيرات الصادرة عن قائد القيادة المركزية الأميركية، أثارت سؤالا حول ما إذا كان البيت الأبيض يبذل ما يكفي لوقف الهجمات في الممرات المائية.

ويقول بعض المسؤولين الأميركيين إنه كان من الممكن فعل المزيد لحماية الشحن التجاري بشكل أفضل، بما في ذلك ضرب منشآت أكبر لتخزين الأسلحة، واستهداف قادة الحوثيين واختيار أهداف ذات عدد أكبر من الضحايا المحتملين، كما أفادت الصحيفة.

تصعيد ضد واشنطن

وقد أثارت موسكو قلقا عميقا بين المسؤولين الأميركيين من خلال ترسيخ العلاقات مع كوريا الشمالية وإيران وتأمين مساعدة الصين في تعزيز صناعة الدفاع الروسية، ومن شأن قرارها تسليح الحوثيين أن يمثل تصعيدا في مواجهتها مع واشنطن، بعد أن كانت تدور حول الصراع في أوكرانيا وحده.

غير أن بعض المحللين يرون أن الروس ربما يلوحون بالتهديد بإرسال صواريخ مضادة للسفن إلى اليمن لثني الإدارة عن السماح للقوات الأوكرانية باستخدام نظام الصواريخ التكتيكية الذي توفره الولايات المتحدة، ضد المطارات على الأراضي الروسية.

تكثيف الضربات ضد الحوثيين

ودعا كوريلا في رسالته إلى تكثيف جهود "الحكومة بأكملها" ضد الحوثيين، لتثبيط الهجمات على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وقال مسؤول يدافع عن السياسة الحالية إن الولايات المتحدة وشركاءها دمروا "قدرا كبيرا من قدرات الحوثيين"، بما في ذلك مئات الصواريخ ومنصات الإطلاق ومئات المسيرات الهجومية وعشرات من مرافق تخزين الأسلحة والمعدات.

لكن بعض مسؤولي القيادة المركزية يقولون إن قواتهم لم تتمكن من منع الحوثيين من تهديد الشحن التجاري، لأنهم لم يحصلوا على الموافقة لتنفيذ مجموعة واسعة من الضربات، وبالتالي استمرت هجمات الحوثيين في تعطيل الشحن وإبقاء الولايات المتحدة وحلفاءها مقيدين.

ترسانة متنوعة

ويمتلك الحوثيون -حسب الصحيفة- ترسانة متنوعة من الأسلحة لمهاجمة السفن، مثل المسيرات الهجومية والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والقوارب غير المأهولة، ولكن احتمال حصولهم على صواريخ روسية متقدمة يشكل خطرا جديدا، وسيمثل قفزة نوعية تضيف المزيد من القوة إلى التهديد البحري الحالي.

وكان موقع "ميدل إيست آي"، ومقره لندن، قد أفاد بأن روسيا فكرت في السابق في تقديم صواريخ كروز مضادة للسفن للحوثيين، ومنذ ذلك الحين رأى المسؤولون الأميركيون مؤشرات مستمرة على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يقدم الصواريخ.

وفي الشهر الماضي، حذر بوتين صراحة من أن موسكو قد توفر أسلحة لخصوم الولايات المتحدة بسبب سياسة البيت الأبيض في أوكرانيا، وقال للصحفيين في منتدى اقتصادي دولي في سان بطرسبورغ بروسيا "قد يكون الرد غير متماثل، وسنفكر في ذلك".

ويقول المسؤولون الأميركيون إن الحوثيين وداعميهم الإيرانيين يستخدمون مواقع تتبع السفن التجارية لتحديد السفن التجارية ثم استهدافها، ودعت الشركات التي تقدم خدمات البيانات هذه لاتخاذ خطوات لمنع الحوثيين من الوصول إلى معلومات الشحن، كما حذرت الحكومات الأجنبية التي توجد بها هذه الشركات.

مقالات مشابهة

  • توقف بروتوكول الصيد البحري مع المغرب يثير مخاوف الصيادين الإسبان
  • وول ستريت: واشنطن تسعى لمنع موسكو من تسليح الحوثيين
  • بعد استهداف تل أبيب.. تحريض إسرائيلي للغرب على محاربة الحوثيين في اليمن
  • ‏مبعوث الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط: الأولوية اليوم هي للسعي لوضع حد للمعاناة في غزة
  • فرقاطة إيطالية تنضم إلى مهمة "أسبيدس" لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر
  • هجمات جديدة قبالة اليمن.. سفينة تبحر قرب المخا تتعرض لنيران حوثية
  • البنتاغون يطلق تصريح عاجل ومفاجئ بشأن الحوثي
  • تراجع إيرادات قناة السويس بسبب هجمات البحر الأحمر
  • هبوط كبير في إيرادات قناة السويس.. ما علاقة هجمات الحوثي؟ (أرقام)
  • كيف أثرت هجمات الحوثيين على إيرادات قناة السويس المصرية؟ (أرقام)