أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال: ما هو الطلاق البدعي؟، وأوضحت حكمه، تيسيرا على المسلمين الراغبين في معرفة أحكام وأمور دينهم.

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها عن السؤال، إن الله تعالى قال: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: 229]، أي أن الطلاق المشروع يكون مرة يعقبها رجعة، ثم مرة ثانية يعقبها رجعة كذلك، ثم إن المطلق بعد ذلك له الخيار بين أن يمسكها بمعروف أو يفارقها بإحسان، والطلاق قد يكون سُنِّيًّا وقد يكون بِدعِيًّا.

ما هو الطلاق البدعي؟ 

وأوضحت الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك» أن الطلاق السُّنِّي: وهو الموصوف بكونه واقعًا على المنهج الذي عليه سنة التشريع الإسلامي وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بينما الطلاق البِدعِي: وهو المخالف لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وتابعت دار الإفتاء، أن الطلاق يوصف بأنه سُنِّي إذا وقع بعد الدخول أو الخلوة الشرعية الصحيحة في طهر لم يجامع فيه طلقة واحدة، فإن جاء على غير ذلك وصف بأنه بدعي أي غير موافق للسنة النبوية.

متى يتحقق الطلاق البدعي

وأوصحت أن البدعي يتحقق إما بالطلاق أثناء الحيض، وإما بطلاق تم في طهر جومع فيه، وإما بلفظ جاء فيه أكثر من طلقة سواء كان ذلك في حيض أو في طهر، وهذا عند الجمهور من الفقهاء، ولكن الحنفية يعتبرون طلاق السنة بالنسبة للعدة مرتين إحداهما الأحسن، ويكون بواحدة فقط لا يتجاوزها حتى تنتهي العدة، والأخرى الحسن وهو الذي يتكرر في ثلاثة أطهار، وحجة الحنفية في اعتبار القسم الأخير من السنة أنه ورد في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لابن عمر رضي الله عنهما: «يَا ابْنَ عُمَرَ، مَا هَكَذَا أَمَرَ اللهُ، قَدْ أَخْطَأْتَ السُّنَّةَ، والسُّنَّةُ أَنْ تَسْتَقْبِلَ الطُّهْرَ فَتُطَلِّقَ لِكُلِّ قُرْءٍ» رواه الطبراني في "المعجم الكبير".

ولا توصف الزوجة غير المدخول بها بأن طلاقها سني أو بدعي بالنسبة للطهر وإنما يكون من جهة العدة فقط، فإذا ما طلقها واحدة فقط ولو في حيض كان طلاقًا للسنة لأنه يكون بائنًا في جميع الحالات أي سواء كانت في حيض أو طهر؛ لأنه بعد الطلاق لا يحل له رجوعها إلا بعقد ومهر جديدين لأنها بانت بينونة صغرى عند الفقهاء. 

طلاق البدعة

وأكدت أن الفقهاء اتفقوا على أن طلاق البدعة آثم مُوقعه، ولكنهم اختلفوا في وقوعه وصحته، حيث صححه البعض، ولم يعتبره البعض الآخر، والفريق الذي صحح الوقوع مع الإثم هو جمهور الفقهاء؛ منهم الأئمة أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة وهو قول عامة أهل العلم، ولهذا قال ابن المنذر وابن عبد البر: لم يخالف في ذلك إلا أهل البدع والضلال. 

وتميل دار الإفتاء للأخذ بقول جمهور الفقهاء من أن الطلاق يقع ويلحق الزوجة سواء كانت الزوجة على طهر أو غير طهر، وعلى ذلك: فقول السائل لزوجته: أنت طالق، هذا القول من قبيل الطلاق الصريح المُنَجَّز الذي يلحق الزوجة بمجرد التلفظ به دون حاجة إلى نية، ويكون قد وقع على الزوجة الطلقة الأولى الرجعية ما لم تكن مسبوقة بطلاق آخر قبلها، ويحق للزوج مراجعة زوجته إن كانت لا تزال في العدة، أو إعادتها إليه بعقد ومهر جديدين وبإذنها ورضاها إن كانت قد خرجت من العدة، ولا عبرة بما ذكرته السائلة من كونها كانت على غير طهر أثناء إلقاء لفظ الطلاق عليها؛ لأن الطلاق يلحق الزوجة سواء كانت في طهر أو غير طهر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإفتاء الطلاق الطلاق البدعي دار الإفتاء طلاق ا

إقرأ أيضاً:

 دعاء آخر جمعة من شعبان.. اللهم بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يحرص المسلمون على الإكثار من الدعاء في آخر جمعة من شعبان، سائلين الله المغفرة والرحمة والتوفيق لصيام الشهر الفضيل.

فضل الدعاء في آخر جمعة من شعبان

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء في الأشهر الحرم مستحب، ومنها الأيام الأخيرة من شعبان، خاصة يوم الجمعة، لما لها من فضل عظيم، موضحة أن شهر شعبان هو مقدمة لشهر رمضان، حيث كان النبي يكثر من الصيام والعبادة فيه، وأنه لا يوجد دعاء محدد لهذا اليوم، وبناء عليه فإن الدعاء في آخر جمعة من شعبان يعد من الأمور المستحبة التي تهيئ القلب والروح لاستقبال رمضان.

أفضل الأدعية في آخر جمعة من شعبان

من الأدعية التي يمكن للمسلم ترديدها في آخر جمعة من شعبان:

اللهم بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين، وأعنا على صيامه وقيامه، وتقبل منا صالح الأعمال.

اللهم اغفر لنا ما مضى من ذنوبنا، وأصلح لنا ما بقي من أعمارنا، واهدنا لما تحب وترضى.

يا الله، نسألك الرحمة والمغفرة، وبلوغ رمضان بروح نقية وقلوب مطمئنة.

اللهم بلغّنا رمضان، وأعنّا فيه على الصيام والقيام في رمضان وفعل الخيرات واجتناب المُحرّمات.

اللهم أهله علينا في أتم الصحة والعافية والسعادة والرّضا نحن وجميع أهلينا وجميع المسلمين، اللّهم بلغّنا رمضان، وارزقنا فيه تلاوة القرآن العظيم وتدبّره، وأعنّا على فهمه وتطبيقه، اللّهم بلغنا إياه بلوغًا يُغيّر حالنا إلى الأفضل، ويُطهّر أنفسنا من الداخل.

نصيحة دار الإفتاء لاستقبال رمضان

أوصت دار الإفتاء المصرية بضرورة الإكثار من الصلاة والذكر والاستغفار في هذه الأيام المباركة، والاستعداد لشهر رمضان بالتوبة الصادقة والعمل الصالح، كما أكدت أن الدعاء في آخر جمعة من شعبان فرصة عظيمة لنيل رضا الله وطلب العون للاستفادة من بركات الشهر الكريم.

مقالات مشابهة

  • حكم بلع الريق في نهار رمضان.. هل يفطر الصائم؟ رأي الشرع
  • كيف تتم المساواة في الصف بين المصلي قائمًا والجالس على الكرسي؟.. الإفتاء توضح
  • هل عمل فينير للأسنان تغيير لخلق الله وهل يؤثر على الطهارة.. دار الإفتاء ترد
  • هل يجوز إخراج فدية عن شخص يفطر بعذر قبل بدء رمضان المقبل ؟.. الإفتاء توضح
  • خلاف على 30 ألف جنيه مقدم الصداق بعد 21 سنة زواج.. اعرف التفاصيل
  • كيف يكون الشتاء ربيع المؤمن؟ اغتنم هذه العبادة سماها النبي «الغنيمة الباردة»
  •  دعاء آخر جمعة من شعبان.. اللهم بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين
  • احذر.. دار الإفتاء: تقبيل الزوجة يبطل الصيام في حالة واحدة
  • أصلي جميع الفروض بالفاتحة وسورة الإخلاص.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • العائلة كانت تخطط لنظام حكم متوارث، يكون فيه القوني ولي العهد رقم أربعة، حاكما جنجويدياً متسلطاً