شهر حزيران يسجل رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة.. الأكثر سخونة على الإطلاق عالميا
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
"حزيران".. إنه الشهر الثالث على التوالي الذي تتجاوز فيه درجة حرارة الأرض حد الـ 1.5 درجة مئوية الذي حددته اتفاقية باريس.
اعلانيُعد شهر حزيران/ يونيو الماضي الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، والشهر الثالث عشر على التوالي الذي تسجل فيه درجات حرارة قياسية، وفقًا لوكالة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
كذلك يُعتبر "حزيران" الشهر الثاني عشر على التوالي الذي يُسجَل فيه ارتفاعًا في درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية عن فترة ما قبل الثورة الصناعية.
وأشار كبير علماء المناخ في كوبرنيكوس نيكولا جوليان عبر مقابلة: "إنه تحذير صارخ بأننا نقترب من هذا الحد الذي حددته اتفاقية باريس. تستمر درجة الحرارة العالمية في الارتفاع بوتيرة سريعة".
تعتبر علامة 1.5 درجة مئوية مهمة لأنها الحد الأقصى لدرجات الحرارة الذي اتفقت عليه جميع دول العالم تقريبًا في اتفاقية باريس لعام 2015. وقد قال جوليان وغيره من خبراء الأرصاد الجوية إن هذا الحد لن يتم تجاوزه إلا بعد فترة طويلة من الحرارة الممتدة - قد تصل إلى 20 أو 30 عامًا.
وقال مدير كوبرنيكوس كارلو بونتيمبو في بيان له: "هذا أكثر من مجرد "شذوذ إحصائي" ويسلط الضوء على تحول مستمر في مناخنا".
وقال العلماء إن سلسلة الحرارة القياسية التي تشهدها الأرض منذ أكثر من عام قد تنتهي قريبًا، ولكن لن تنتهي الفوضى المناخية التي صاحبتها.
فيديو: في منتصف الربيع.. كرواتيا تلتحف بالثلوج بعد أيام فقط من درجات حرارة صيفيةارتفاع غير عادي لدرجة الحرارة في سانت بطرسبرغ والناس يلوذون بالأنهار والنوافيرشاهد: موجة حر لافح تضرب صربيا والحرارة تتجاوز الـ40 درجة مئويةما مدى سخونة شهر حزيران؟وفقًا لكوبرنيكوس، بلغ متوسط درجات الحرارة في شهر يونيو حول العالم 16.66 درجة مئوية، أي أعلى من متوسط درجات الحرارة خلال 30 عامًا لهذا الشهر بمقدار 0.67 درجة مئوية.
وقد حطم شهر حزيران الرقم القياسي للشهور الأكثر سخونة على الإطلاق.
يلفت جوليان إلى أن الأمر لا يعني أن الأرقام القياسية يتم تحطيمها شهريًا، ولكنها "تتحطم بهوامش كبيرة جدًا على مدار الأشهر الـ13 الماضية".
ويعتبر عالم المناخ في جامعة تكساس إيه آند إم، أندرو ديسلر أنه "بالنسبة للأغنياء وفي الوقت الحالي، الحدث مُكلف. أما بالنسبة للفقراء فهي معاناة. في المستقبل سيزداد مقدار الثروة التي يجب أن تكون لديك حتى يصبح معظم الناس يعانون".
امرأة تستخدم مروحة أثناء سيرها مع رفيقتها في يوم حار في بكين، 16 يونيو 2024. AP Photo/Andy Wong, Fileما هو تأثير ارتفاع درجات الحرارة؟يوضح جوليان أنه حتى دون الوصول إلى عتبة 1.5 درجة مئوية على المدى الطويل، ولكننا "رأينا عواقب تغير المناخ، هذه الظواهر المناخية المتطرفة" - أي تفاقم الفيضانات والعواصف وموجات الجفاف وموجات الحر.
وبحسب كوبرنيكوس، فقد ضربت حرارة شهر يونيو بشدة أكبر في جنوب شرق أوروبا، وتركيا، وشرق كندا، وغرب الولايات المتحدة والمكسيك، والبرازيل، وشمال سيبيريا، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وغرب القارة القطبية الجنوبية. وقد اضطر الأطباء إلى علاج الآلاف من ضحايا ضربات الشمس في باكستان الشهر الماضي حيث بلغت درجات الحرارة 47 درجة مئوية.
وقال جوليان وغيره من خبراء الأرصاد الجوية إن هذه الحرارة بمعظمها ناتجة عن الاحترار طويل الأمد الناجم عن الغازات الدفيئة المنبعثة من حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
يذهب قدر هائل من الطاقة الحرارية المحتبسة بسبب التغير المناخي الذي يسببه الإنسان مباشرة إلى المحيطات، وتستغرق تلك المحيطات وقتًا أطول في الاحترار والبرودة.
عامل يرش الماء لتبريد الشباب في حديقة خلال يوم صيفي حار في لاهور، باكستان، الخميس، 23 مايو/أيار 2024K.M. Chaudhry/APما الدور الذي تلعبه ظاهرة "النينيو"؟تلعب الدورة الطبيعية لظاهرتي النينيو والنينيا، وهما ظاهرتان طبيعيتان تتسببان في ارتفاع درجة حرارة وسط المحيط الهادئ وبرودته وتغيرات الطقس في جميع أنحاء العالم، دوراً في ذلك. وقد انتهت ظاهرة النينيو القوية التي تشكلت العام الماضي في يونيو.
وقال العلماء إن هناك عامل آخر هو أن الهواء فوق قنوات الشحن في المحيط الأطلسي أنظف بسبب لوائح الشحن البحري التي تقلل من جزيئات تلوث الهواء التقليدية، مثل الكبريت، التي تسبب بدورها القليل من التبريد. وهذا يخفي قليلاً تأثير الاحترار لغازات الدفيئة.
وأكد تيانلي يوان، عالم المناخ في وكالة ناسا وجامعة ميريلاند بالتيمور في جامعة ميريلاند بالتيمور الذي قاد دراسة حول آثار لوائح الشحن البحري، أن هذا "التأثير المخفي أصبح أصغر، ومن شأنه أن يزيد مؤقتاً من معدل الاحترار" الناجم بالفعل عن غازات الاحتباس الحراري.
شخص يسترخي خلال مهرجان ووترفرونت بلوز يوم الجمعة 5 يوليو 2024 في بورتلاند، أورJenny Kane/APهل سيحطم عام 2024 الرقم القياسي لحرارة العام الماضي؟قال عالم المناخ زيك هاوسفاذر من شركة سترايبس للتكنولوجيا ومجموعة بيركلي إيرث لمراقبة المناخ عبر منشور على موقع X أنه "بعد مرور ستة أشهر من هذا العام شهدت درجات الحرارة فها مستويات قياسية، "هناك فرصة بنسبة 95% تقريبًا أن يتفوق عام 2024 على عام 2023 ليكون العام الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة السطحية العالمية في منتصف القرن التاسع عشر".
اعلانولا يزال بعض اللثام لم يكشف عن احتمالات ذلك، بحسب جوليان. في الشهر الماضي، منحت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) فرصة بنسبة 50%.
وقال جوليان: "من المحتمل، كما أقول، أن يكون شهر يوليو 2024 أكثر برودة من شهر يوليو 2023، وأن تنتهي هذه السلسلة من الارتفاعات المتتالية، لا يزال الأمر غير مؤكد، فالأمور يمكن أن تتغير"
من جهته، فسّر عالم المناخ في جامعة فيكتوريا أندرو ويفر البيانات التي تظهر أن الأرض في طريقها لارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 3 درجات مئوية إذا لم يتم الحد من الانبعاثات بشكل عاجل، معرباً عن خشيته من أن نهاية سلسلة الأشهر الحارة القياسية وحلول ثلوج الشتاء ستعني أن "الناس سينسون قريبًا" هذا الخطر.
فيما أعلنت عالمة المناخ بجامعة ويسكونسن أندريا داتون أن "عالمنا في أزمة. ربما تشعرون بهذه الأزمة اليوم - فأولئك الذين يعيشون في مسار إعصار بيريل يشهدون إعصارًا يغذيه محيط دافئ للغاية أدى إلى ظهور حقبة جديدة من العواصف الاستوائية التي يمكن أن تشتد بسرعة إلى أعاصير كبرى مميتة ومكلفة".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انهيار سد في وسط الصين: عمليات الإنقاذ جارية لمنع حدوث فيضانات كارثية أمطار غزيرة وطقس سيئ في أجزاء كبيرة من شمال ووسط إيطاليا شاهد: موجة حر لافح تضرب صربيا والحرارة تتجاوز الـ40 درجة مئوية اتفاقية باريس للمناخ تغير المناخ موجة حر اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مقتل 31 شخصا وإصابة 150 آخرين في قصف صاروخي روسي على مواقع أوكرانية بينها مستشفى للأطفال في كييف يعرض الآن Next نزوح إثر نزوح: إسرائيل تجبر الفلسطينيين على مغادرة مدينة غزة بالقوة لاقتحامها مرة أخرى يعرض الآن Next ماذا يعني الفوز المدوي لتحالف اليسار في الانتخابات التشريعية الفرنسية بالنسبة لأوروبا؟ يعرض الآن Next لاجئون سوريون في تركيا يخشون على مصيرهم بعد إعلان أردوغان استعداده لعقد محادثات مع الأسد يعرض الآن Next استمرار المظاهرات المطالبة بعقد صفقة تبادل مع حماس ونتنياهو يضع أربعة شروط غير قابلة للتفاوض اعلانالاكثر قراءة الخطر سيطال دولة عربية.. احتمالية حدوث تسونامي في البحر المتوسط ترتفع قانون ألماني جديد يحظر رمز "المثلث الأحمر" الخاص بحماس بعد فوزه بالانتخابات التشريعية.. من هم قادة الائتلاف اليساري الفرنسي؟ عام على حظر الرحلات الجوية القصيرة في فرنسا.. هل انخفضت الانبعاثات السامة؟ شاهد: بعد جزر الكناري ومايروكا ومالقة.. حمى الاحتجاجات على السياحة المفرطة تجتاح برشلونة اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 إيمانويل ماكرون روسيا الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024 كييف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط فرنسا إسرائيل أوكرانيا غزة رفح - معبر رفح Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 إيمانويل ماكرون روسيا كييف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الانتخابات الأوروبية 2024 إيمانويل ماكرون روسيا كييف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تغير المناخ موجة حر الانتخابات الأوروبية 2024 إيمانويل ماكرون روسيا كييف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الشرق الأوسط فرنسا إسرائيل أوكرانيا غزة رفح معبر رفح السياسة الأوروبية اتفاقیة باریس درجات الحرارة درجة مئویة شهر حزیران المناخ فی
إقرأ أيضاً:
من يدفع فاتورة التغيرات المناخية؟.. الدول النامية تطالب بـ1300 مليار دولار لمكافحة «الاحترار».. والزراعة أكبر الخاسرين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق من يدفع فاتورة التغيرات المناخية؟.. الدول النامية تطالب بـ1300 مليار دولار لمكافحة «الاحترار».. والزراعة أكبر الخاسرين.. وصندوق النقد: ٥٠ مليون شخص فى البلدان النامية قد يقعون فريسة الجوع بحلول 2060
الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الصدمات المناخية أصبحت أكثر «شدة واستمرارية«تغيرات المناخ تسببت فى خفض إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية فى مصر أبرزها القمح والأرزصندوق النقد الدولي: ٥٠ مليون شخص فى البلدان النامية قد يقعون فريسة الجوع بحلول العام ٢٠٦٠
فى نوفمبر كل عام تتجه أنظار العالم أجمع إلى القضايا المناخية التى تستعر وتيرتها بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المناخ العالمي، أو بالأحرى مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ، والذى أتى فى نسخته التاسعة والعشرين COP29، فى عاصمة أذربيجان "باكو"، وسعى إلى الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وعلى رأسها الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة، وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر فى الشهر الماضى أصدرت هيئة المناخ الأوروبية تقريرًا أكدت فيه أن عام 2024 فى طريقه لأن يصبح الأكثر سخونة على الإطلاق.
الأنشطة البشرية كلمة السر فى مخاطر المناخوبحسب التقرير الصادر عن خدمة تغيّر المناخ التابعة لمرصد كوبرنيكوس "سى ٣ إس" التابعة لهيئة المناخ الأوروبية، فإنه من المتوقع أن ترتفع درجة الحرارة العالمية السنوية بمقدار ١.٥ درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة لأول مرة، وسوف يتجاوز سجلات درجات الحرارة السابقة، حيث إن متوسط شذوذ درجة الحرارة فى الأشهر المتبقية من العام سوف يحتاج إلى الانخفاض إلى ما يقرب من الصفر لتجنب حدوث ارتفاع جديد.
البيانات الصادرة عن الوكالة الأوروبية أكدت أن متوسط درجة الحرارة العالمية خلال الأشهر العشرة الأولى من عام ٢٠٢٤ كان أعلى بمقدار ٠.٧١ درجة مئوية من خط أساس الفترة ١٩٩١-٢٠٢٠، وهو أعلى معدل مسجل لهذه الفترة، كما أنه فى شهر أكتوبر ٢٠٢٤ سجلت درجات حرارة أعلى بمقدار ١.٦٥ درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، ليكون الشهر الـ١٥ فى فترة تمتد لـ١٦ شهرا الذى يتجاوز خلاله المتوسط العالمى لدرجة حرارة الهواء السطحى ١.٥ درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهى عتبة حرجة حددتها اتفاقية باريس.
وبمقارنة بيانات عام ٢٠٢٤، فإنها ترتفع عن نظيرتها فى ٢٠٢٣، حيث سجل درجات الحرارة أعلى بمقدار ١.٤٨ درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، تتوقع خدمة تغيّر المناخ التابعة للمرصد أن تكون درجة الحرارة السنوية فى عام ٢٠٢٤ أعلى بمقدار ١.٥ درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، ومن المرجح أن تتجاوز ١.٥٥ درجة مئوية.
وأرجعت العديد من التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة الارتفاع غير المسبوق فى درجات الحرارة إلى تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، مع مساهمات أصغر من العوامل الطبيعية وعلى رأسها ظاهرة "النينيو"، وهى ظاهرة مناخية واسعة النطاق تحدث بشكل طبيعى وتنطوى على تقلب درجات حرارة المحيطات فى وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب التغيرات التى تطرأ على الغلاف الجوى العلوي، وتتسم بفترة ترتفع فيها درجة حرارة سطح البحر وما يترتب على ذلك من كبت للمياه الباردة الغنية بالمغذيات التى تصل إلى السطح قبالة سواحل بيرو وإكوادور، والتى تستمر عادة ما بين ١٢ و١٨ شهرًا.
وبدأت هذه المرحلة الأخيرة من ظاهرة النينيو فى منتصف عام ٢٠٢٣ وانتهت تقريبا فى أبريل ٢٠٢٤، لكن درجات الحرارة ظلت مرتفعة بشكل متواصل، الأمر الذى يعد بمثابة جرس الإنذار لدول العالم لضرورة تفادى الآثار السلبية لتغيرات المناخ، وفى هذا السياق، قالت ليز بنتلي، الرئيسة التنفيذية للجمعية الملكية للأرصاد الجوية: "إن تقرير كوبرنيكوس يرسل تحذيرًا قويًا آخر للحكومات فى مؤتمر المناخ (COP٢٩)، بشأن الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات للحد من أى ارتفاع إضافى فى درجات الحرارة".
الزراعة والدول الفقيرة.. أكبر الخاسرين من التغيرات المناخيةولعل الفاتورة الباهظة للتغيرات المناخية تدفعها الدول "النامية" والفقيرة، والتى لطالما طالبت بتحقيق العدالة المناخية، وفي COP٢٩، طالبت هذه الدول بما لا يقل عن ١٣٠٠ مليار دولار من المساعدات لمكافحة الاحترار المناخى وأن تكون على شكل هبات لا قروض.
وبالنظر إلى القطاعات الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية، فإن قطاع الزراعة يأتى على قمة الهرم للقطاعات الأكثر تضررًا من تغير المناخ، حيث تتسبب التغيرات المناخية فى تهديد مباشر للمحاصيل الزراعية الأمر الذى يشكل تهديدا مباشرا للأمن الغذائي.
الأمن الغذائى فى العالموبالنظر إلى تهديدات الأمن الغذائى العالمى فإن تغيرات المناخ تعد أكبر المخاطر التى تهدد الأمن الغذائى نظرًا لتأثيرها على إنتاجية المحاصيل بالإضافة إلى تأثيرات التغيرات على صلاحية الأراضى الزراعية حيث تتسبب فى فقدان الأراضى لصلاحيتها، وتأتى على رأس المحاصيل الزراعية المتضررة من تغيرات المناخ الحبوب والسكر والفواكه والخضر والأرز.
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولى إلى أن أكثر من ٥٠ مليون شخص فى البلدان النامية قد يقعون فريسة للجوع بحلول العام ٢٠٦٠ بسبب انخفاض إنتاج الغذاء وارتفاع الأسعار، موضحًا أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الصدمات المناخية أكثر "شدة واستمرارية" فى الدول الهشة منها فى الدول الأخرى.
أضرار تغيرات المناخ على الزراعة فى مصروبحسب ورقة بحثية حديثة بعنوان "التغيرات المناخية وتأثيرها على قطاع الزراعة فى مصر"، أعدتها الدكتورة سامية المرصفاوى، رئيس وحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية والتغير فى المناخ بشبكة اتصال للتنمية الزراعية "رادكون"، فإن التغيرات المناخية من أبرز التحديات التى تواجه الزراعة فى مصر.
وكشفت الورقة البحثية عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية وتأثيرها على قطاع الزراعة فى مصر، حيث أكدت أن التغيرات المناخية جاءت كنتيجة حتمية لزيادة الانبعاثات الغازية الناتجة عن الأنشطة البشرية، مثل الثورة الصناعية والنمو السكانى قد أديا لزيادة الطلب على الطاقة، مما ساهم فى تغيير المناخ بشكل يهدد مختلف القطاعات، وخاصة الزراعة.
وتشير الورقة البحثية إلى أن تأثيرات التغيرات المناخية على الإنتاجية الزراعية، حيث تمثل الزراعة أحد أكثر القطاعات تأثرًا بالتغيرات المناخية، حيث يتوقع أن تؤثر هذه التغيرات على الخصائص الطبيعية والكيميائية والتربوية للأراضى الزراعية، وتبين الدراسات أن ارتفاع درجات الحرارة سيؤثر سلبًا على إنتاج المحاصيل الأساسية فى مصر بشكل ملحوظ، مثل:
القمح: سيتقلص الإنتاج بنسبة ٩٪ عند ارتفاع الحرارة ٢°م، و١٨٪ عند ٣.٥°م.الشعير: يتوقع انخفاض إنتاجه ١٨٪ بحلول عام ٢٠٥٠.الذرة الشامية: قد ينخفض إنتاجها ١٩٪ باستخدام نفس الظروف.الأرز: سيشهد انخفاضًا قدره ١١٪ وزيادة فى استهلاك المياه بنسبة ١٦٪.بالإضافة غلى ذلك، هناك أيضًا محاصيل مثل فول الصويا وعباد الشمس والتى تتوقع الدراسات انخفاضًا كبيرًا فى إنتاجيتها (٢٨٪ و٢٧٪ على التوالي) وزيادة فى استهلاك المياه. تأثيرات أخرى على الزراعة تتجاوز التأثيرات انخفاض الإنتاجية، حيث ستتسبب التغيرات المناخية فى ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد الأراضى الزراعية فى شمال الدلتا بالملوحة والغرق. وهذا بدوره سيؤثر سلبًا على المساحات الزراعية والإنتاج العام.
ووضعت الورقة البحثية مجموعة من الاستراتيجيات للتكيف مع التغيرات المناخية لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، والتى يجب على القطاع الزراعى تبنيها، وتشمل:
استنباط أصناف جديدة: تحسين المحاصيل لتكون أكثر تحملًا للحرارة والجفاف.تغيير مواعيد الزراعة: لتحسين الإنتاجية تحت الظروف المناخية المتغيرة.ترشيد استخدام المياه: تحسين كفاءة الرى وتحديد المساحات المخصصة لمحاصيل أكثر استهلاكًا للمياه.ولفتت الورقة البحثية إلى أن الدراسات البحثية فى هذا المجال تشير إلى أن تغيير مواعيد الزراعة وزيادة معدلات التسميد يمكن أن يؤديا إلى تحسين الإنتاجية حتى تحت الظروف المناخية الصعبة. خلاصة ستؤدى التغيرات المناخية بحلول ٢٠٥٠ إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل وزيادة الاستهلاك المائي، مما سينعكس سلبًا على العائد الزراعي. تعتبر دراسات التكيف من العوامل الأساسية لمواجهة هذه التحديات، ومن الضرورى تحديث تقييمات هذه الدراسات بشكل دورى لضمان تحقيق النتائج المرغوبة.
التغيرات المناخية والإنتاجية الزراعيةوبالنظر إلى التأثير على صافى عائد الزراعة ووسائل التكيف، تظهر الدراسات أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار ١°م سيؤدى إلى خفض صافى العائد المزرعى بنحو ٩٦٩ دولارا للهكتار، بينما سيتفاقم هذا الخفض ليصل إلى ٣٤٨٨ دولارا للهكتار إذا ارتفعت الحرارة إلى ٣.٥°م. أما بالنسبة لمحصول قصب السكر، فقد يصل انخفاض العائد إلى ٤٤٪ فى حالة ملكية المزارع للأرض و٧٧٪ إذا كان المزارع يستأجر الأرض.
وتؤكد الورقة البحثية أن استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية من شأنها أن تخفف من تأثير التغيرات المناخية وتضمن استدامة الإنتاج الزراعي، مما يسهم فى تعزيز الأمن الغذائى فى مصر. وبالنظر إلى الأمن الغذائى عالميًا، فإن تقرير حالة الأمن الغذائى والتغذية فى العالم لعام ٢٠٢٤، الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية "فاو"، أكد أن هناك حالة من عدم توافر مستويات كافية من التمويل لمواجهة تحديات الأمن الغذائى والتغذية خاصة مع استمرار ارتفاع معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية، والذى ترتب عليه خروج العالم عن مسار تحقيق هدف القضاء على الجوع وتعزيز الأمن الغذائى بحلول عام ٢٠٣٠.
ولفت التقرير الذى يُعد جزءًا من سلسلة حالة العالم التى تنشرها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة منذ عام ١٩٤٧، إلى أن مخاطر الأمن الغذائى العالمى تتزايد عاما تلو الآخر، حيث اعتمد التقرير فى حساب معدلات الأمن الغذائى والتغذية على مستوى العالم على مؤشرات الهدف الثانى من أهداف التنمية المستدامة وهى مؤشرات الأمن الغذائي، ومؤشرات التغذية، مؤكدا على أن حوالى ٩.١٪ شخص على مستوى العالم يعانون من سوء التغذية، بينما بلغ نحو ٢،٣ مليار شخص يعانون من انعدام أمن غذائى متوسط وشديد على مستوى العالم.
وذكر التقرير أن الوضع الراهن لتمويل الأمن الغذائى والتنمية يؤكد ضرورة اتباع نهجًا جديدا للتمويل لمواجهة الدوافع المسئولة عن انتشار الجوع، تضمن قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود والتصدى لهذه الدوافع، موضحا أن عدم القدرة على سد الفجوة التمويلية سوف يؤدى إلى استمرار معاناة ملايين الأشخاص من الجوع وسوء التغذية، والعجز عن كلفة تحمل نمط غذائى صحي.
كما أشار التقرير إلى أن التمويل المطلوب للعودة إلى المسار الصحيح لتحقيق هدف القضاء على الجوع وتعزيز الأمن الغذائى حتى عام ٢٠٣٠ يتطلب ٣.٩٨ ترليون دولار لاستئصال النقص التغذوي، بينما يحتاج إلى ١٥.٤ ترليون دولار من أجل زيادة قدرة الأشخاص على تحمل كلفة الأنماط الغذائية الصحية والحد فى الوقت نفسه من النقص التغذوي.
وحول وجود آلية للوصول إلى حلول مبتكرة ومستدامة للتمويل، أشار التقرير إلى ضرورة توافر البيانات بطريقة أكثر شفافية وإتاحة، إلى جانب جعل تحقيق المقصدين ٢-١ و٢-٢ من مقاصد أهداف التنمية المستدامة من أولويات جدول أعمال السياسات الدولية، وأن تقوم الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية بمواءمة أولويات الإنفاق لديها مع أولويات البلدان، فضلا عن مشاركة القطاعات المختلفة فى تحقيق الأمن الغذائى والقضاء على الجوع.