قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن المعركة محتدمة في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، والقتال هناك لا يقل ضراوة عما يجري في شرقي المدينة، في إشارة إلى حي الشجاعية.

وقلل الدويري -خلال تحليله المشهد العسكري في غزة- مما أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية عن نقل 3 جنود مصابين في معارك غزة، بعد وقت قصير من إعلانها عن 4 أحداث أمنية "صعبة" تعرض لها الجيش بمنطقة تل الهوى.

ويؤمن الخبير العسكري أن هذه الأحداث الصعبة أسفرت عن مقتل جنود، مستندا إلى البيانات الأولية التي أعلنتها كتائب القسام وسرايا القدس، الجناحان العسكريان لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي.

وأشار إلى أن هذه البيانات ستكون متبوعة بفيديوهات تؤكد مصداقية فصائل المقاومة، لافتا إلى أن إسرائيل تضطر للإعلان عن خسائرها البشرية عندما يكون هناك كمائن ناجحة أوعمليات قتالية ناجعة، حيث تستبق فيديوهات القسام وتعلن عن القتلى والإصابات.

وبناء على ذلك، رجح الدويري وجود كم من الإصابات يتراوح بين 6 إلى 8 بالمعدل العام وبعضها بليغة، إضافة إلى قتلى في الأحداث الأمنية الصعبة، مستبعدا أن تكون حصيلتها 3 إصابات فقط مثلما ادعت وسائل إعلام إسرائيلية.

وأشار إلى أنه لا يأخذ التصريحات الإسرائيلية على محمل الجد ببعدها العسكري، مستحضرا التصريحات التي ادعت مرارا وتكرارا تفكيك كتائب القسام شمالي القطاع، قبل أن يؤكد بأنه يقيم المقاومة من خلال أدائها الميداني.

واستدل الدويري -أيضا- بتصريحات أبو عبيدة الناطق باسم القسام في آخر كلمة بثتها الجزيرة- وقال فيها إن كتائب القسام أعادت ترميم كتائبها الـ24 في مختلف مناطق قطاع غزة، كما عززت قدراتها الدفاعية، مؤكدا أن قدرات الكتائب البشرية بخير كبير.

وبذلك، أعادت كتائب القسام تأهيل كتائبها الـ24 ماديا وبشريا بكفاءة قتالية تقدر بـ80% مما كان الوضع عليه قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفق الدويري.

ونبه الخبير العسكري إلى أن تل الهوى شهدت عمليات توغل كثيرة لكونها على حافة محور نتساريم الشمالية، لكن استدرك بالقول إن قائد كتيبتها لديه معلومات كثيرة عن الاحتلال خاصة قراءة استشرافية للمرحلة الثالثة من الحرب.

وخلص إلى أن المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام تستطيع معرفة نوايا جيش الاحتلال وبنك أهدافه المستقبلية من خلال رصد الاتصالات ومتابعة التحركات الأرضية وكثافة القصف الناري، وبذلك تحدد اتجاه العمل الإسرائيلي المستقبلي والتحضير له قبل أن يبدأ.

كما أشار الدويري إلى أن المرحلة الثالثة للحرب الإسرائيلية على غزة تتعلق بملاحظة الاحتلال عدة عناصر كظهور قيادات للمقاومة أو ترتيبات إدارية أو معلومات عن أنفاق أو أسرى محتجزين.

ومساء أمس الاثنين، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 4 أحداث أمنية "صعبة" تعرض لها الجيش الإسرائيلي في تل الهوى، في حين أفاد مراسل الجزيرة بهبوط مروحيات عسكرية إسرائيلية لفترات وجيزة على محور نتساريم، يعتقد أنها لإجلاء مصابين.

بدروها، ذكرت كتائب القسام أنها فجرت عبوة مضادة للأفراد في قوة من 6 جنود إسرائيليين في تل الهوى، وأوقعتهم بين قتيل وجريح، كما أعلنت استهداف قوة إسرائيلية راجلة بمنطقة الشاليهات غرب حي تل الهوى، وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.

كما دمرت القسام في المنطقة ذاتها مركبة جيب عسكرية بقذيفة "الياسين 105" في شارع الصناعة، في حين استهدفت أيضا ناقلة جند إسرائيلية بعبوة "شواظ 3" على دوار 17 بالحي نفسه، وجرافة من نوع "دي 9" بعبوة "شواظ 3" في شارع الرشيد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کتائب القسام تل الهوى إلى أن

إقرأ أيضاً:

خيارات إسرائيلية «صعبة» للرد.. تل أبيب مجبرة على الهجوم الرمزي ضد طهران.. ومسؤولون يتحدثون عن فرصة تاريخية لتصفية الحسابات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب شاملة، أعتقد أنه يمكننا تجنبها، لكن لا يزال هناك الكثير للقيام به"، هذا ما أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الخميس ٣ أكتوبر، في وقت يخشى فيه المجتمع الدولي حدوث حرب كبيرة حيث الصراع على نطاق واسع في الشرق الأوسط، وفي الواقع، فإن المنطقة قلقة من الرد الإسرائيلي، بعد الهجوم واسع النطاق الذي شنته إيران يوم الثلاثاء، والذي تضمن ٢٠٠ صاروخ، اعترضتها الدولة اليهودية والتحالف الدفاعي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وسيكون الهجوم المرتقب قبل كل شيء "رمزيا"، كما حلله ك. كامبل، المخضرم في المخابرات العسكرية الأمريكية، فى حديثه مع وكالة فرانس برس قائلاً: "جميع أنظمة الدفاع الجوي لديها نقطة تشبع، ويبدو أن إيران ظلت عمدا تحت نقطة تشبع الدفاع الجوي الإسرائيلي". 

ومع ذلك، قد يكون للهجوم الإيراني عواقب إقليمية، وفي وقت مبكر من مساء الثلاثاء، حذر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "لقد ارتكبت إيران خطأً فادحاً وستدفع الثمن". فيما قال ديفيد خلفا، المدير المشارك لمرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط التابع لمؤسسة جان جوريس، لوكالة فرانس برس: إن الإسرائيليين "مضطرون إلى الانتقام بسبب حجم الهجوم والتغير في طبيعة الأهداف التي استهدفتها إيران (خاصة منشآت الموساد)، مقارنة بالهجوم الإيراني المباشر الأول على إسرائيل في أبريل الماضي". 

ما هو الشكل الذي يمكن أن يتخذه الرد الإسرائيلي؟ هل لا يزال من الممكن تجنب الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل؟.. بعد أشهر من التصعيد، أصبح خطر التحول نحو صراع شديد الحدة والذي قد يمتد إلى دول أخرى في المنطقة، أمرًا حقيقيًا للغاية بالنسبة للعديد من المحللين.

خيار هجوم جوي على المنشآت النووية؟

منذ بداية الأسبوع، تحدثت عدة أصوات في إسرائيل، بما في ذلك أعضاء في الحكومة، عن "فرصة تاريخية لإسرائيل لتسوية حساباتها بشكل نهائي مع النظام الإيراني"، حسبما يذكر ديفيد خلفا. وتحلل صحيفة "لوريان لو جور" الموقف بقولها: "في ظل هذه الظروف، يمكن لإسرائيل أن تعتبر أن الوقت قد حان لتوجيه ضربة قوية ضد إيران، التي أضعفتها الضربات القوية التي تلقاها حليفها اللبناني، حزب الله". 

كان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قد دعا يوم الأربعاء بشكل خاص إلى توجيه ضربة حاسمة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، التي يشتبه في أن إيران ترغب في الحصول على قنبلة نووية، والتي لا تمتلكها حتى الآن سوى إسرائيل في المنطقة.

ومع ذلك، فإن توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية سيتطلب دعماً أمريكياً. لكن الرئيس جو بايدن كان واضحا للغاية بشأن هذا الموضوع وقال يوم الأربعاء "الجواب هو لا". لذلك، يجب استبعاد فرضية مسبقة، لأن الجيش الإسرائيلي، كما حللت صحيفة فايننشال تايمز، غير قادر على تنفيذ هذه العملية بمفرده: "أولاً، بسبب المسافة. أكثر من ألف كيلومتر تفصل إسرائيل عن المحطة النووية الرئيسية وثانياً من أجل الوصول إليها، سيتعين على إسرائيل عبور المجال الجوي للمملكة العربية السعودية والأردن والعراق وسوريا وربما تركيا، كما تواجه "مشاكل في التزود بالوقود". وأخيراً، تتعلق العقبة الثالثة بالدفاع الجوي الإيراني. فالمواقع النووية الرئيسية في البلاد تخضع لحراسة جيدة للغاية، ويجب حماية القاذفات الإسرائيلية بطائرات مقاتلة".

خيار التخريب عن بعد

وفي الوقت الحاضر، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك المعدات والقوة العسكرية الكافية لتنفيذ مثل هذه العملية. يشير إلى ذلك نورمان رول، الخبير في شؤون المنطقة، وفق تحليله الذى نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"

وقال فيه "إن الحرب مع إيران ستتطلب الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، وحتى مشاركة الولايات المتحدة. ولا شك أن إسرائيل تدرك أن واشنطن ليس لديها مصلحة في الانخراط في مثل هذا الصراع، خاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية".

وبالتالي يبدو أن التخريب عن بعد لشبكة الكهرباء، أو الهجوم السيبراني، أكثر احتمالاً، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز. "في عام ٢٠٢١، أصاب انقطاع التيار الكهربائي، بسبب انفجار مخطط له على ما يبدو، شبكة الكهرباء الداخلية في نطنز٫ حيث يوجد مصنع لتخصيب اليورانيوم، شمال أصفهان، ينتج مستويات من اليورانيوم قريبة من مستويات القنبلة الذرية"٫ وفي عام ٢٠١٠، زُعم أن الولايات المتحدة والدولة اليهودية هاجمتا البرنامج النووي الإيراني بفضل فيروس الكمبيوتر ستوكسنت، لكن مثل هذه الهجمات لم تنجح في إيقاف عمله إلى أجل غير مسمى.

خيار الهجوم على المنشآت النفطية

ومن بين الخيارات، يدرس الخبراء ووسائل الإعلام الإسرائيلية أيضًا توجيه ضربات إلى مواقع استراتيجية. وقال جو بايدن يوم الخميس إنه يجري "مناقشات" مع إسرائيل بشأن هجمات محتملة على منشآت النفط الإيرانية. وبحسب موقع "أكسيوس"، قال مسؤول أمريكي إنه خلال المناقشات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية يوم الثلاثاء، أوضحت الولايات المتحدة أنها ستدعم الرد الإسرائيلي، لكنها تعتقد أنه يجب أن يكون محسوباً. ويتابع "أكسيوس" قائلاً: "ينظر العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل، لكن البعض يقول إن الاغتيالات المستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية هي احتمالات أيضاً".

ومع ذلك، فإن الهجوم على منشآت النفط وإضعاف التوازن في الخليج العربى يمكن أن يزيد من الضغوط الدولية ضد إسرائيل. ويمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر بالنسبة لإسرائيل، المنخرطة عسكرياً بالفعل على عدة جبهات: في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية المحتلة، وضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وأخيرا في لبنان بعد التوغل البرى فى الأراضى اللبنانية.
 

مقالات مشابهة

  • ‎عمليات كتائب القسام في اليوم الـ366 من" طوفان الأقصى"
  • غزة - كتائب القسام تعلن قتل جنود إسرائيليين شمال القطاع
  • كتائب القسام: فجرنا عبوة شديدة الانفجار في دبابة «ميركافا 4» شرق معسكر جباليا
  • خيارات إسرائيلية «صعبة» للرد.. تل أبيب مجبرة على الهجوم الرمزي ضد طهران.. ومسؤولون يتحدثون عن فرصة تاريخية لتصفية الحسابات
  • الجهاد تنعى القائد في كتائب القسام سعيد عطا الله علي
  • بالفيديو: كتائب القسام تعلن استشهاد أحد قيادييها بقصف إسرائيلي شمال لبنان
  • استشهاد قيادي في كتائب القسام إثر استهدف شقته في طرابلس شمالي لبنان (شاهد)
  • استشهاد قيادي في كتائب القسام إثر استهدف شقته بطرابلس شمالي لبنان (شاهد)
  • كتائب القسام تعلن مقتل 8 من عناصرها جراء غارة للاحتلال أمس على طولكرم بالضفة الغربية المحتلة
  • كتائب القسام تبث مشاهد لقيامها بكمين ضد جيش الاحتلال ثأراً لدماء حسن نصر الله (فيديو)