مسارات مزعومة وآلاف المرشحين.. الحوثي يغطي على عجزه في تشكيل حكومته
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
ظهر زعيم الميليشيات الحوثية الإرهابية الموالية لإيران، عبدالملك الحوثي، الأحد، لتبرير عجزه في تشكيل حكومته غير المعترف بها دولياً، وذلك بعد إقالة حكومة بن حبتور غير المعترف بها دولياً أواخر سبتمبر 2022م في إطار ما أسماها تغييرات جذرية تشمل مختلف قطاعات الدولة.
وعلى مدى عامين رفضت عشرات الشخصيات الجنوبية الموالية للميليشيات القبول بتولي رئاسة الحكومة خلفاً لرئيس الحكومة المقال عبدالعزيز بن حبتور، كونها حكومة صورية لا قرار لها ومهمتها التغطية على جرائم الميليشيات الحوثية.
لكن عبدالملك الحوثي زعم أن سبب التأخر في إعلان التشكيل الحكومي الجديد يعود إلى خضوع هذا التشكيل لثلاثة مسارات بدأت بمراجعة هياكل ونظم الحكومة ووزرائها ومؤسساتها وتشخيص مكامن الخلل والتضخم والتدخل في إعداد تصميم الهيكل والأهداف والمهام من جديد، وهو ما يعني تكييف الوزارات ومؤسسات الدولة بما يتناسب مع المشروع الطائفي الإيراني الذي تنفذه الميليشيات.
المسار الثاني بحسب زعيم الميليشيات، استقبال الترشيحات والمقترحات بمسألة التعيينات والمسؤولين والموظفين والذين زعم أن عددها بالآلاف وتم إخضاعها للتدقيق والدراسة والفحص، قبل الانتقال للمسار الثالث وهو إعداد موجهات برنامج عمل الحكومة لضبط مسار عملها بعيدا عن الشتات وبما يساعدها على تحديد أولوياتها.
حدد عبدالملك الحوثي موعد إعلان التشكيل الحكومي الجديد في شهري محرم الجاري أو صفر القادم، مضيفاً إنه مع إعداد التشكيل الحكومي الجديد تم استكمال تصحيح المسار القضائي في إطار التغييرات الجذرية المزعومة.
واضطرت ميليشيا الحوثي أكثر من مرة إلى تعليق مشاورات تشكيل حكومة جديدة بسبب الفشل في إيجاد شخصية من خارج الجماعة تحمل المواصفات المطلوبة من قبل قيادتها، بعد اعتذار عدّة شخصيات عن عدم قبول عرض الحوثيين بترؤس الحكومة الجديدة.
فيما أرجعت مصادر متعددة فشل الميليشيات إلى صراع الأجنحة الحوثية على الأموال والنفوذ، والرفض الشعبي والسياسي لاستنساخ النموذج الإيراني هو سبب التراجع عن تلك الخطوة.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
تشكيل الحكومة: تراجع خاطف إلى ما قبل البدايات
كتب نبيل بو منصف في" النهار": "نجح" الثنائي الشيعي "أمل" و"حزب الله" في توريط البلاد والرئيس المكلف في افتعال العقدة المذهبية الشيعية، بداية عبر تصوير الإبقاء على حقيبة المال للثنائي كأنه عنوان السلم الأهلي! ترافق ذلك مع تحريك معالم الفتنة في ما سمي "مواكب الفتنة" التي جال عبرها أنصار الثنائي ولا سيما منهم أنصار "حزب الله" لليال متعاقبة في أحياء مناطق ذات حساسية طائفية وحزبية عالية ضد الحزب.ربط "حزب الله" و"أمل" الخارجان من أضخم كارثة أحدثتها الحرب الإسرائيلية على مناطق انتشارهما ونفوذهما وجمهور كل منهما عملية تشكيل الحكومة بمجريات التعثر في تنفيذ اتفاق وقف النار مع إسرائيل، الذي يعد اتفاقاً مباشراً عملياً بين الثنائي والدولة العبرية وما كان توقيع الدولة اللبنانية عليه إلا صورياً وشكلياً. كان ذلك اللغم الأول والأخطر الذي نصبه الثنائي الشيعي للعهد الجديد ورئيس الحكومة المكلف، فيما لم يتنبه كثيرون إلى تزامن اندلاع الموجة الجديدة من التوترات مع إسرائيل في جنوب لبنان مع تصاعد التعقيدات في وجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة في الداخل.
أفاد الثنائي من تعنت إسرائيل في التمديد لمهلة انسحاب قواتها من الجنوب لتوظيف التداعيات في الداخل أكثر بكثير منها في الجنوب، حيث لم يعد "حزب الله" يملك القدرة ولا الحجة على إشعال حرب جديدة مع إسرائيل وسط تداعيات أعتى كارثة استدرجها لجمهوره وللبنان. ولكن المفارقة الأشد غرائبية من هذا التطور، تتمثل في أن الأفرقاء الداعمين نظرياً ومبدئياً لرئيس الحكومة المكلف، سرعان ما راحوا يشكلون الحالة المقابلة المتقاطعة مع اشتراطات وفيتوات الثنائي الشيعي في التعامل مع مخاض تشكيل الحكومة.
ومع أن القوى المناهضة لإعادة تثبيت نفوذ الثنائي، كما كانت في الحكومات السابقة مع كل ما استدرجه ذاك النفوذ من زعزعة للدولة والنظام والمصير العام، تبدو في موقع منطقي كامل لجهة رفض الاستسلام لابتزاز الثنائي، غير أن انهمار الاشتراطات والدفع المبكر بأحكام مسبقة وسريعة على الرئيس المكلف بعدما كان عنوان الإجماع الساحق لدى داعميه، بات يشكل حلقة خطرة من حلقات تسخين سياسي قد يتطور إلى الإطاحة بتجربة نواف سلام كلها.
ما تشهده عملية التأليف الآن يعد تقهقراً وتراجعاً سريعاً وخاطفاً إلى ما قبل البدايات، تماماً كما يحصل في جنوب لبنان من عودة مقلقة لواقع لا يعكس أي وضوح. هل تراها "راحت السكرة"، كما يقال بالعامية؟