لبنان ٢٤:
2024-10-06@22:11:43 GMT

خارطة طريق رئاسية جديدة أمام اللجنة الخماسية

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

خارطة طريق رئاسية جديدة أمام اللجنة الخماسية


على رغم صوت الصواريخ المدوية، سواء تلك التي تسقط على أرض الجنوب أو تلك التي تنطلق منه، فإن لبنان بشقيّه المقاوم جنوبًا من جهة والذاهب في مشوار وزارة السياحة من جهة ثانية يقترب شيئًا فشيئًا إلى طيّ صفحة السنتين على الفراغ الرئاسي من دون أن تلوح في أفق الأزمة الرئاسية أي بادرة من شأنها أن توحي بانفراج قريب، لأن المعني فيها أكثر من غيره، ولو في شكل سلبي، مشغول بأمور أخرى يعتقد أنها أكثر أهمية في الوقت الراهن من أي شيء آخر.


فـ "حزب الله" يرى أن التصدّي للمشروع الإسرائيلي في المنطقة، ومن ضمنها لبنان، من شأنه أن يحمي الجمهورية وسيادتها ومستقبلها، إذ ماذا ينفع اللبنانيين إذا كان لديهم رئيس لجمهورية معرّضة سيادتها للانتهاك من قِبل إسرائيل في كل لحظة وكلما دقّ الكوز بالجرّة.
هذا ما هو عليه موقف "حارة حريك" غير القابل لإدخال أي تعديل عليه ما دام الوضع في قطاع غزة على ما هو عليه من حال حرب لا هوادة فيها. أمّا إذا ساد الهدوء كل القطاع متزامنًا مع حل سياسي مستدام للقضية الفلسطينية بما يضمن للشعب الفلسطيني قيام دولتهم المستقلة وذات سيادة غير منقوصة فإن لكل حادث رئاسي حديث آخر، وأن ما يمكن أن يقبل به "الحزب" رئاسيًا بعد كل هذا قد يكون مغايرًا، شكلًا ومضمونًا، عمّا يطالب به الآن.
في المقابل فإن أقطاب المعارضة يختلفون مع "حزب الله" في رؤيته هذه، وهم في الأساس يعارضون فكرة ربط لبنان بأي محور أو جبهة أخرى دعمًا لقضية أي مظلوم، سواء أكان في غزة أو في أي مكان في العالم، كحجّة معلنة لغايات أخرى مضمرة وغير معلنة. هم يعتبرون رئاسة الجمهورية أولوية تتقدّم على ما عليها من قضايا أخرى مهما كانت مهمّة. ولو لم تكن بهذه الأهمية لما استعجلت إيران في انتخاباتها الرئاسية مثلًا، ولما كانت المعركة الرئاسية تأخذ هذا الطابع التنافسي بين مرشحي الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأميركية. فالجمهورية من دون رئاسة كالوعاء الفارغ. ومن دون هذه الرئاسة تعمّ الفوضى ولا يستقيم عمل المؤسسات والإدارات، وتصبح الحياة السياسية مجرد وظيفة فارغة من المضامين الجوهرية، والتي تقوم في الأساس على فكرة تطوير الحياة المجتمعية للأفراد والمجموعات، الذين تتكوّن منهم هذه الجمهورية.
وفي هذا الإطار كان للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى موقف متقدّم فاعتبر أن انتخاب رئيس للجمهورية "مدخل للارتقاء بلبنان إلى مستوى طموحات أهله بالوحدة والتقدم والازدهار، والى مستوى رسالته الإنسانية وطنًا واحدًا لمجتمع متعدد ومتنوع". وأكد "أن إنجاز الاستحقاق الرئاسي يتطلب حوارا وتشاورا بين كل القوى السياسية والكتل البرلمانية التي ينبغي عليها ممارسة دورها الوطني، للخروج من دوامة الدوران في فراغ التعطيل وتقاذف الاتهامات التعطيلية لانتخاب رئيس".
أمّا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان فدعا القوى السياسية والمعنيين بإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلى "أن يتحاوروا ويتشاوروا ويقدموا تنازلات متبادلة لمصلحة وطنهم وللنهوض بالدولة ومؤسساتها، ليعيش المواطنون بأمن وأمان وسلام في رحاب دولة قوية عادلة، وإلّا فإنّ الدمار والخراب سيقضي على ما تبقى من هيكل الدولة".
 هذا الكلام المسؤول وغيره مما يُقال في أكثر من مناسبة إن دلّ على شيء فعلى مدى أهمية الانتخابات الرئاسية الديمقراطية وفق ما ينصّ عليه الدستور لا زيادة ولا نقصانًا، على أن يتقبّل الجميع نتيجة هذه العملية الديمقراطية الدستورية، مع تفضيل الجميع الذهاب إلى توافق مسبق على سلة متكاملة تشمل رئاستي الجمهورية والحكومة العتيدة وشكلها وتوازناتها وخطّة عملها للمرحلة المقبلة المليئة بالاستحقاقات، التي تتطلب مقاربة مختلفة للقضايا الملحة المتعلقة حصرًا بحياة الناس.
 وعليه، فإن ما يُطرح على بساط البحث من محاولات لإخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة يبقى مرهونًا بما ستؤول إليه المساعي الخارجية المتمثلة بـ "اللجنة الخماسية"، التي ستحاول من جديد وضع تصور لخارطة طريق رئاسية جديدة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الرئاسيّة مقابل العودة الى الـ1701 ...

كتب ميشال نصر في" الديار": توحي الاجواء السياسية الداخلية بان وزير الخارجية الفرنسي قد نجح في احداث خرق «رئاسي ما»، رغم فشله المعلن في «الملف الجنوبي». ففشل الديبلوماسية الفرنسية في اقناع «الثنائي الشيعي» بخرق جدار الفصل بين لبنان وغزة، في ظل اصرار نتانياهو على المضي قدما في حرب تغيير وجه الشرق الاوسط كما اسماها، ماضيا في حربه اللبنانية الثالثة، بعد الضربات الاجرامية التي سددها والغارات المستمرة من الجنوب الى الضاحية فالبقاع، لم يمنع من كسر الحلقة المفرغة التي دار ضمنها الملف الرئاسي طوال الاشهر الماضية، مع نجاح باريس في اقناع الاطراف اللبنانية الفاعلة، بضرورة تقديم اوراق حسن نية للمجتمع الدولي، تساعد في تحسين وضع لبنان التفاوضي.
من هنا، يبدو ان ثمة مشهدية سياسية مهمة بدأت ترتسم في الافق الرئاسي، عنوانها انتخاب رئيس جمهورية قد تتبلور الاسبوع المقبل، بدليل «عجقة» الزيارات التي يشهدها مقر الرئاسة الثانية، وما نقل من مواقف عن «ابو مصطفى»، قلبت الامور رأسا على عقب وقادت الملف في اتجاه آخر، حيث نقل عنه امران لافتان:
- الاول: نقله نائبه الياس بوصعب بعد لقاء الكتلة النيابية الجديدة ببري، واشارته الى تراجعه عن مسألة الحوار.
- الثاني: ما اعلنه النائب سجيع عطية باسم تكتل «الاعتدال الوطني»، من ان رئيس المجلس فصل بين انتخاب رئيس للجمهورية وما يجري على ارض الجنوب، ما يعني امكان الذهاب الى انتخاب رئيس في اي لحظة، حتى قبل التوصل الى وقف لاطلاق النار جنوبا.
موقفان كان مهد لهما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ، حين اعلن عن استعداد عين التينة للدعوة لجلسة انتخاب رئيس فور وقف اطلاق النار، واضعا مواصفات تتطابق وشروط «الخماسية».
مصادر مواكبة كشفت أنه رغم ان الوزير الفرنسي مارس نوعا من الابتزاز او المساومة، اذ ابلغ رسائل جدية بان الحفاظ على القرار 1701 دون تعديلات، سيكون مقابله انتخاب رئيس للجمهورية، يكون الخطوة الاولى على طريق الحل المتكامل، وهو ما دفع برئيس مجلس النواب الى تغيير موقفه وتراجعه خطوة الى الوراء.
واشارت المصادر الى ان العواصم الكبرى المعنية تواصل في مطابخها السرية اتصالاتها، لحماية لبنان من حرب «اسرائيلية» جدية متوقعة، حيث يتركز البحث بحسب المعطيات على ضبط حدود العملية التي ستنجز واهدافها، وعلى ان تحقق فصلا بالنار لساحة لبنان عن تطورات المنطقة المقبلة، وهو ما تؤكد عليه اوساط متابعة بعد جولة خارجية لها شملت اكثر من عاصمة اوروبية وصولا الى واشنطن، رغم ان المخاض سيكون صعبا، والاسابيع والاشهر المقبلة ستكون مؤلمة لبنانيا، نتيجة الموقف الحاسم للمقاومة تجاه اسناد غزة، خصوصا ان الحرب المستمرة جنوبا ستتوسع الى ابعد من الساحة اللبنانية، ناصحة الجميع باعادة قراءة خريطة المنطقة التي تتشكل والتوازنات الجديدة المطلوبة، وعدم البناء على المعادلات السابقة التي حكمت لفترة طويلة.
من هنا فان الايام المقبلة ستحمل معها الكثير من المتغيرات، بعدما نجح العالم في فصل شؤون الداخل اللبناني واوضاعه عن مسار الحرب القائمة مع «اسرائيل».

مقالات مشابهة

  • بتوجيهات رئاسية.. مصر ترسل مساعدات طبية وإغاثية إلى لبنان
  • بتوجيهات رئاسية.. مصر ترسل مساعدات طبية وإغاثية إلى لبنان (فيديو)
  • "عيادة تمكين" تطرح "خارطة طريق" للتوصيات والمبادرات التنفيذية
  • إصابة 6 أشخاص في حادث تصادم أعلى طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي
  • طرابلس | اجتماع لبحث مطالبات المواطنين بتعويضاتهم عن العقارات التي تم نزع ملكيتها لصالح المنفعة العامة
  • اللجنة الخماسية تتحرك لبحث التفاصيل والأسماء...هل حظوظ فرنجية قائمة؟
  • الأولمبية الجزائرية: الشائعات التي تطارد إيمان خليف لا أساس لها من الصحة
  • منتدى مستقبل الصناعات الغذائية: خارطة طريق لتحقيق أهداف إستراتيجية
  • بارنييه يكشف خارطة طريق مالية تتضمن ضرائب أكبر على الأثرياء وتأجيل مكاسب المتقاعدين
  • الانتخابات الرئاسيّة مقابل العودة الى الـ1701 ...