أبرزت الصحف الفرنسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حالة عدم اليقين والضبابية في المشهد السياسي حاليا لما بعد الانتخابات التشريعية، في ظل غياب أغلبية برلمانية واضحة.

فمن جهتها، أبرزت صحيفة "لوفيجارو" رحلة البحث عن تحالفات وعن رئيس وزراء جديد، وعنونت صفحتها الأولى ب"ماكرون: التحالف الذي لا يمكن العثور عليه".

. وفي عنوان آخر قالت: "تريد الجبهة الشعبية الجديدة اختيار رئيس وزراء للحكم بمفردها".

وعنونت صحيفة "لوباريزيان" صفحتها الأولى بـ " في الوسط وفي اليسار.. رحلة البحث عن رئيس وزراء"، وقالت الصحيفة "بينما يظل جابرييل أتال رئيسا للوزراء في الوقت الراهن، تعمل الجبهة الشعبية الجديدة على إيجاد مرشح من صفوفها، بينما يبحث الوسطيون عن حلفاء".

وجاء عنوان صحيفة "لوموند" "اليسار في المقدمة.. لكن دون أغلبية"، وأبرزت أيضا دور "الجبهة الجمهورية في إفشال التجمع الوطني اليميني المتطرف".

أما صحيفة "ليبراسيون" فقد كتبت "بعد فوزه بالانتخابات التشريعية، يطالب اليسار بالحكم، بينما يراهن الرئيس الذي يعتمد على تقسيم الجبهة الشعبية الجديدة، على الوقت!".

من جانبها سلطت صحيفة "لومانيتيه" الضوء على أن "هدف تحالف اليسار هو قصر ماتينيون" في إشارة إلى مقر رئاسة الوزراء.

أما صحيفة "ليزيكو"، فقد أشارت إلى تخوف الأوساط الاقتصادية من حالة عدم الاستقرار وعدم اليقين هذه" وعنونت صفحتها الأولى: "خوف كبير من عدم الاستقرار بين الشركات"، وفي عنوان آخر: "تم استبعاد فرضية التجمع الوطني.. لكن يخشى أرباب العمل من التحول نحو اليسار في الاقتصاد" وأيضا "حالة عدم اليقين السياسي تؤثر على الاقتصاد".

اقرأ أيضاًفرنسا تعيش أزمة سياسية بعد نتائج الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية

فرنسا تدين قرارات إسرائيل بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية

ماكرون يدلي بصوته في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة بفرنسا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فرنسا الانتخابات الفرنسية فرنسا اليوم فرنسا عاجل الانتخابات فى فرنسا الانتخابات التشریعیة

إقرأ أيضاً:

مستقبل المسلمين الفرنسيين بعد انتخابات 2024

لقد أسفرت الانتخابات البرلمانية الفرنسية لعام 2024 عن نتيجة مفاجئة، مع تداعيات كبيرة على الجالية المسلمة في البلاد. وعلى النقيض من التوقعات السابقة، برز التحالف اليساري المعروف باسم الجبهة الشعبية الجديدة (NFP) باعتباره القوة الرائدة، متفوقا على كل من تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي وحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان.

بحسب النتائج النهائية، حصل تحالف الجبهة الشعبية على 188 مقعدا في الجمعية الوطنية التي تتألف من 577 مقعدا، ما يجعله أكبر تجمع. لقد أحدثت هذه النتيجة غير المتوقعة موجة من الصدمة في المشهد السياسي الفرنسي، وتقدم بصيص أمل للمسلمين الذين يقدر عددهم بنحو ستة ملايين نسمة في البلاد، والذين كانوا يستعدون لانتصار محتمل لليمين المتطرف.

مع ذلك، لا يزال المشهد السياسي محفوفا بالتحديات التي يواجهها المسلمون الفرنسيون، فقد نجح التجمع الوطني في تأمين 142 مقعدا، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالانتخابات السابقة. وهذا يشير إلى أن المشاعر المعادية للمسلمين لا تزال تتردد بين شريحة كبيرة من الناخبين الفرنسيين.

لا يزال المشهد السياسي محفوفا بالتحديات التي يواجهها المسلمون الفرنسيون، فقد نجح التجمع الوطني في تأمين 142 مقعدا، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالانتخابات السابقة. وهذا يشير إلى أن المشاعر المعادية للمسلمين لا تزال تتردد بين شريحة كبيرة من الناخبين الفرنسيين
في أعقاب الانتخابات، رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقالة رئيس الوزراء غابرييل أتال، وهو عضو من تحالف ماكرون الوسطي، وطلب منه البقاء في منصبه مؤقتا لضمان استقرار البلاد. وينظر إلى هذه الخطوة على أنها تنازل للواقع السياسي الجديد، حيث يحاول ماكرون التعامل مع تعقيدات البرلمان المعلق.

وصرح الرئيس بأنه لن يشكل ائتلافا مع حزب "فرنسا الأبية" اليساري، وهو عنصر أساسي في تحالف "الجبهة الشعبية". وبدلا من ذلك، من المتوقع أن يسعى ماكرون إلى تحالف أكثر اعتدالا، ربما مع الاشتراكيين والخضر داخل الكتلة اليسارية.

وقد قوبل هذا القرار بردود فعل متباينة من الجالية المسلمة، ففي حين يعبر البعض عن تفاؤل حذر بشأن الأداء القوي لليسار، لا يزال آخرون حذرين من العملية السياسية تماما. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "IFOP" الفرنسي أن 59 في المئة من الناخبين المسلمين امتنعوا عن التصويت في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، مما يشير إلى مستوى عال من الانفصال عن النظام السياسي.

ويسلط رايان فريشي، الخبير القانوني والناشط في مجال حقوق الإنسان، الضوء على المعضلة التي يواجهها العديد من المسلمين الفرنسيين: "التصويت لليسار ليس في الواقع خيارا قلبيا". ويعكس هذا شعورا أوسع بين المسلمين بأنهم لا يمثلهم حقا أي حزب سياسي، حتى أولئك الموجودون في اليسار.

كما أثارت نتائج الانتخابات تساؤلات حول الاتجاه المستقبلي للسياسة الفرنسية وتأثيرها على الجالية المسلمة. ورغم أن فوز حزب الجبهة الوطنية قد يؤدي إلى إبطاء زخم سياسات اليمين المتطرف، فإنه يتعين علينا أن نرى مدى فعالية اليسار في الحكم في برلمان مجزّأ. وإن التحدي المتمثل في تشكيل حكومة مستقرة واحتمال حدوث جمود سياسي قد يحد من القدرة على إجراء تغييرات ذات مغزى لتحسين وضع المسلمين الفرنسيين.

علاوة على ذلك، يشير الأداء القوي للتجمع الوطني، حتى في المركز الثالث، إلى أن كراهية الإسلام والمشاعر المعادية للمهاجرين تظل قوى كبيرة في المجتمع الفرنسي. ووصف زعيم حزب التجمع جوردان بارديلا، الانتخابات بأنها انتصار "مؤجل فقط"، مشيرا إلى أن اليمين المتطرف سيواصل ممارسة الضغوط بشأن القضايا المتعلقة بالهجرة والهوية الوطنية.

إن الصعوبات التي يواجهها المسلمون الفرنسيون تمتد إلى ما هو أبعد من المجال السياسي، لقد عانوا منذ فترة طويلة من التمييز المنهجي، والجمود الاجتماعي، ومعدلات البطالة المرتفعة.

التمييز والتهميش

غالبا ما يواجه المسلمون الفرنسيون، وخاصة أولئك المنحدرون من أصول شمال أفريقية وغرب أفريقية، التمييز في سوق العمل. وقد أظهرت الدراسات أنه عندما ينظر إلى المسلم على أنه يمارس عقيدته علانية، فمن غير المرجح أن يتم استدعاؤه لإجراء مقابلات عمل مقارنة بنظرائه العلمانيين. وقد ساهم ذلك في ارتفاع معدلات البطالة داخل الجالية المسلمة.

وعلاوة على ذلك، يواجه المسلمون الفرنسيون الذين يعيشون في الضواحي الفقيرة مستويات متزايدة من عنف الشرطة والتمييز العنصري. وقد أدى فصل هذه المجتمعات إلى ترسيخ تهميشها بشكل أكبر، مما جعل من الصعب عليها الوصول إلى الفرص الاقتصادية والاجتماعية.

التحديات التي تواجه الحريات الدينية

لقد استُخدم مبدأ العلمانية الفرنسي، أو "اللائكية"، في كثير من الأحيان لتقييد الحريات الدينية للمسلمين. ولقي مقترحات حظر الحجاب في الأماكن العامة والحد من بناء المساجد معارضة شرسة من جانب المجتمع المسلم، الذي ينظر إلى هذه التدابير على أنها تستهدف إيمانهم.

وكان النقاش حول دور الدين في المجال العام مثيرا للجدل، حيث دعا بعض الساسة الفرنسيين إلى "نسخة فرنسية من الإسلام" تتماشى مع القيم العلمانية للبلاد، وقد أدى هذا إلى مزيد من عزلة العديد من المسلمين الذين يشعرون بأن هويتهم الدينية غير مقبولة بشكل كامل داخل المجتمع الفرنسي.

الإحباط من العملية السياسية
أظهرت انتخابات عام 2024 تقلب السياسة الفرنسية والمناقشات الجارية حول الهوية الوطنية والعلمانية ومكانة الأقليات الدينية في الجمهورية. وبالنسبة للمسلمين الفرنسيين، فإن الطريق إلى الأمام سوف يتطلب إيجاد توازن دقيق بين تأكيد حقوقهم وهويتهم، وفي الوقت نفسه العمل على سد الانقسامات التي نشأت في المجتمع الفرنسي
إن ارتفاع معدل الامتناع عن التصويت بين الناخبين المسلمين في الانتخابات الأخيرة يشير إلى خيبة أمل عميقة الجذور في العملية السياسية، ويشعر العديد من المسلمين الفرنسيين بأنهم لا يحظون بتمثيل حقيقي من قبل أي حزب سياسي، حتى تلك التي على اليسار.

المعضلة التي تواجه المجتمع هي ما إذا كان ينبغي التصويت بشكل استراتيجي لمنع اليمين المتطرف أو الامتناع عن التصويت تماما. ويعكس هذا الاختيار نقاشا أوسع نطاقا حول الطريقة الأكثر فعالية لحماية حقوقهم ومصالحهم في بيئة سياسية معادية على نحو متزايد.

استشراف المستقبل

أظهرت انتخابات عام 2024 تقلب السياسة الفرنسية والمناقشات الجارية حول الهوية الوطنية والعلمانية ومكانة الأقليات الدينية في الجمهورية. وبالنسبة للمسلمين الفرنسيين، فإن الطريق إلى الأمام سوف يتطلب إيجاد توازن دقيق بين تأكيد حقوقهم وهويتهم، وفي الوقت نفسه العمل على سد الانقسامات التي نشأت في المجتمع الفرنسي.

وستكون السنوات القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت فرنسا قادرة على التحرك نحو مجتمع أكثر شمولا وإنصافا لجميع مواطنيها، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية. إن التحديات التي تواجه الجالية المسلمة عميقة الجذور، وستتطلب جهدا مستمرا لمعالجة التمييز والتهميش المنهجيين اللذين عانوا منهما منذ فترة طويلة.

مقالات مشابهة

  • بايدن خارج السباق عنوان يتصدر الصحف العالمية
  • القضاء يصدر حكما جديدا في حق المحامي والوزير الأسبق محمد زيان
  • «الجائحة الرقمية» تسيطر على عناوين الصحف العالمية
  • الجبهة الشعبية تدين بشدة العدوان الصهيوني الغاشم على اليمن وتؤكد أنه لن يمر دون ردٍ قاسٍ ورادع
  • الجبهة الشعبية تدين بشدة العدوان الصهيوني الغاشم على اليمن: لن يمر دون ردٍ قاسٍ ورادع
  • الجبهة الشعبية تدين العدوان الإسرائيلي على اليمن وتؤكد أنه لن يمر دون ردٍ 
  • فرنسا.. هل تتجاوز الجبهة الشعبية الجديدة خلافاتها وتفي بوعودها؟
  • الجبهة الشعبية: العملية البطولية للقوات المسلحة اليمنية تَحوّل في ردود جبهات الإسناد​
  • إعادة انتخاب مؤيدة لماكرون على رأس البرلمان الفرنسي
  • مستقبل المسلمين الفرنسيين بعد انتخابات 2024