ماذا يحدث للجسم عند الانتقال من التكييف إلى الشارع والعكس؟.. أضرار خطيرة
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
الراحة بعد التعب، لحظات من الانتعاش ننعم بها بعد الهروب من حرارة الشمس القاسية بدخول مكان مكيف، فيبدأ العرق المتصبب من أجسامنا يجف وأنفاسنا تهدأ، وعلى الرغم من جمال ذلك الشعور، إلا أنه قد يتسبب في بعض المشكلات الصحية، مثل الخروج إلى الجو الحار بعد المكوث لفترة طويلة داخل غرفة باردة.
تعتاد أجسامنا على درجة الحرارة المحيطة بها، وعندما تتغير هذه الدرجة بشكل مفاجئ، تحاول التكيف مع الوضع الجديد، وقد تواجه صعوبةً في ذلك خاصةً عند الانتقال من أقصى البرودة إلى بيئة شديدة الحرارة، فتظهر بعض الأعراض الصحية التي حددها الدكتور أحمد فوزي، استشاري أمراض الصدر والجهاز التنفسي، خلال حديثه لـ«الوطن»:
1.ضيق التنفس
استنشاق الهواء البارد بعد التعرض لحرارة الجو لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية، الذي ينتج عنه ضيق وصعوبة في التنفس، ويزداد الأمر خطورةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الصدر والجيوب الأنفية.
2. الصداعفي الجو الحار يزداد تدفق الدماء إلى الدماغ، وعند التعرض إلى هواء التكييف بشكل مفاجئ يحدث انقباض الأوعية الدموية، وهو ما يسبب الشعور بالصداع وآلام الرأس، وقد يزداد الأمر خطورة لدرجة التعرض لخطر الجلطات.
عندما يجف العرق بشكل سريع على الجسم يتعرض للرطوبة خاصةً منطقة الصدر، وهو ما ينتج عنه الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وعلى رأسها الإنفلونزا.
4. خلل الجهاز المناعيالخروج من جو الغرفة البارد إلى حرارة الشارع، يسبب حالة من عدم الاتزان للجسم تضعف الجهاز المناعي، وتجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية.
5. آلام العظامعادةً ما ينتج عن تغير درجات الحرارة بشكل مفاجئ، آلام العظام والتهابات المفاصل، نتيجة التعرض للرطوبة.
تهيأ الجسم للتغيير يساعده في تلافي ما يسمى بالصدمة الحرارية، التي تتعطل فيها قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته الداخلية، وفقًا لموقع «My health» الذي أوضح أن المحافظة على ترطيب الجسم بتناول كمية كافية من الماء، يساعد الجسم على تلافي المشكلة عند دخول مكان بارد، بعد البقاء في الشارع لمدة طويلة تحت حرارة الشمس، كذلك يساعد الانتقال التدريجي بين المكانين المتناقضين من حيث درجة الحرارة، على تكيف الجسم مع الوضع الجديد، وتجنب الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التكييف الطقس الحار درجات الحرارة ارتفاع درجات الحرارة ضيق التنفس
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث بين الجزائر ودول الساحل؟
تحتل منطقة الساحل الإفريقي، الممتدة من السنغال إلى السودان، مكانة محورية في الحسابات الأمنية والسياسية للجزائر، نظرًا لما تشهده من هشاشة مزمنة وتوترات متصاعدة، وعلى الرغم من الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الجزائر بدول الساحل الخمس (مالي، النيجر، موريتانيا، بوركينا فاسو، وتشاد)، إلا أن العلاقة بين الطرفين تتسم بالتعقيد، نتيجة تداخل المصالح الأمنية، الاقتصادية، والدبلوماسية، في ظل منافسة جيوسياسية متزايدة بالمنطقة.
العلاقات التاريخية والتطورات الحديثة
لطالما شكلت الجزائر جزءًا من الفضاء التجاري والثقافي الرابط بين شمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء عبر القوافل والمسارات الصوفية. وبعد استقلال دول الساحل في ستينيات القرن الماضي، دعمت الجزائر حركات التحرر وأرست علاقات سياسية وثيقة معها، غير أن معطيات الألفية الجديدة، خاصة تصاعد التهديدات الإرهابية وتهريب السلاح والمخدرات، أضفت طابعًا أمنيًا ضاغطًا على هذه العلاقات.
الأمن ومكافحة الإرهاب محور الشراكةباتت منطقة الساحل تمثل مصدر تهديد مباشر للجزائر، خاصة مع بروز جماعات مثل "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"داعش في الصحراء الكبرى". وقد قادت الجزائر عام 2010 تأسيس "لجنة الأركان العملياتية المشتركة" (CEMOC) بتمنراست لتنسيق الجهود الأمنية مع مالي والنيجر وموريتانيا، مع الالتزام بعدم التدخل العسكري المباشر خارج حدودها وفقًا لعقيدتها الدفاعية التقليدية.
ورغم تعدد المبادرات الأمنية، بقي الوضع في الساحل هشًا، مما دفع الجزائر إلى المزج بين الدعم الأمني والتحركات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء حلول سياسية مستدامة.
دبلوماسية الوساطة: دور محوري رغم التحدياتبرزت الجزائر كوسيط رئيسي خلال أزمة شمال مالي (2012-2015)، حيث قادت مفاوضات معقدة أفضت إلى "اتفاق الجزائر للسلام والمصالحة". ورغم التوقيع، إلا أن التنفيذ بقي متعثرًا بسبب هشاشة مؤسسات الدولة المالية وتغيرات المشهد الميداني، في ظل تدخلات قوى دولية أخرى.
مع ذلك، تتمسك الجزائر بموقعها كوسيط محايد، مستندة إلى شبكة علاقاتها التاريخية ورصيدها الدبلوماسي في القارة الإفريقية.
اقتصاد متواضع وتحديات بنيويةفي الجانب الاقتصادي، تبقى العلاقات بين الجزائر ودول الساحل محدودة نسبيًا مقارنة بالإمكانات المتاحة. ورغم مبادرات كالطريق العابر للصحراء ومشاريع ربط الطاقة، إلا أن ضعف البنية التحتية وانعدام الاستقرار حال دون تحقيق شراكة اقتصادية فاعلة.
الهجرة غير النظامية: مصدر قلق إضافيتحولت الجزائر إلى بلد عبور وإقامة للآلاف من المهاجرين القادمين من دول الساحل، ما فرض عليها تحديات أمنية واجتماعية متزايدة. ورغم تعزيز الرقابة الحدودية وحملات الترحيل، ترى الجزائر أن الاستقرار السياسي والاقتصادي في الساحل يمثل الحل الجذري لمعضلة الهجرة.
منافسة إقليمية ودولية متصاعدةلم تعد الجزائر الفاعل الوحيد في الساحل، حيث دخلت قوى دولية وإقليمية مثل فرنسا، روسيا، تركيا، والمغرب على خط التنافس، مما فرض معادلات جديدة على تحركات الجزائر الإقليمية، وسط محاولات للحفاظ على توازن دقيق بين حماية مصالحها وتجنب الاصطفاف في صراعات محورية.
انعكاسات التدهور الأمني على الجزائريشكل تدهور الوضع في الساحل تهديدًا مباشرًا للجزائر، بدءًا من خطر التسلل الإرهابي، مرورًا بتصاعد الهجرة غير النظامية، وصولًا إلى تنامي أنشطة التهريب العابر للحدود. كل ذلك يدفع الجزائر إلى تخصيص موارد إضافية لتأمين حدودها الجنوبية وتعزيز قدراتها الدفاعية.
هل تندلع حرب بين الجزائر ودول الساحل؟رغم التوترات، تستبعد التحليلات الاستراتيجية نشوب حرب مباشرة بين الجزائر ودول الساحل. العقيدة الدبلوماسية الجزائرية التي ترتكز على احترام السيادة وعدم التدخل العسكري، إضافة إلى هشاشة الجيوش النظامية بدول الساحل، تجعل سيناريو المواجهة العسكرية الشاملة ضعيف الاحتمال.
ومع ذلك، تبقى الجزائر يقظة تجاه سيناريوهات تصعيد محدودة قد تفرض تحركات عسكرية موضعية، لا سيما في حال سيطرة جماعات إرهابية على معابر حدودية، أو صعود حكومات معادية لها، أو تدخل قوى أجنبية معادية في الجوار المباشر.
تحديات وفرص المستقبلبين تهديدات الإرهاب، والهجرة، والاضطرابات السياسية، تلوح أمام الجزائر فرصة لتعزيز دورها الإقليمي عبر تبني دبلوماسية اقتصادية فاعلة، والاستثمار في مشاريع تنموية تربط الساحل بالاقتصاد الجزائري، مع الاستمرار في دعم الحلول السياسية للأزمات المحلية.
الرهان الأكبر يكمن في قدرة الجزائر على تحويل موقعها الجغرافي ووزنها الدبلوماسي إلى أدوات لصياغة مستقبل أكثر استقرارًا لمنطقة الساحل، بعيدًا عن كلفة الحروب والصراعات المباشرة.