الهزيمة النفسية تشكل الكثير من المخاطر على مستقبل الدول، فهي تقلل من قدرة الشعوب على الابتكار، وانتاج الأفكار الجديدة، وتحقيق التقدم، حيث يتزايد شعور الأفراد بالعجز واليأس.

وكانت الهزيمة النفسية التي تعرضت لها الأمة العربية - نتيجة لحملات شنها الاستعمار الغربي طوال القرن العشرين - من أهم العوامل التي قللت قدرة الأمة على الكفاح لتحقيق الاستقلال الشامل، وقد بلغت الهزيمة النفسية ذروتها بعد هزيمة 1967، حيث تزايد شعور الناس بالعار وانهيار الثقة بالذات.

. وقامت وسائل الاعلام الغربية بدور كبير في ترسيخ الشعور بالعجز أمام الجيش الإسرائيلي الذي دأبت على وصفه بأنه لا يقهر.
 أهم انجازات المقاومة الإسلامية في غزة أنها بدأت عملية تحرير الأمة من الهزيمة النفسية
لذلك كانت أهم انجازات المقاومة الإسلامية في غزة أنها بدأت عملية تحرير الأمة من الهزيمة النفسية، فمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي توضح أن ملايين العرب يشعرون بالفخر ببطولات المقاومة، وأصبحوا يشعرون بالقدرة على الفعل وتغيير الواقع.


وبالرغم من المذابح التي تعرض لها شعب فلسطين؛ إلا أنه يوفر المساندة والتأييد للمقاومة التي تجاهد وتضحي؛ لتحقيق حلم تحرير فلسطين والعودة.. فهذا الحلم تحول إلى مصدر للقوة المادية والنفسية، لكن ذلك لا يكفي لتفسير صمود المقاتلين المسلمين، فهؤلاء تعرضوا لعملية تربية ركزت على الإيمان بالله والثقة بنصره، والثقافة الإسلامية قامت بدورها في الإعداد النفسي لمقاتلين ربطوا حياتهم بالقرآن، واستثمروا تاريخ المجاهدين المسلمين في تحقيق انتصار نفسي على كل عوامل اليأس والعجز والاحباط.



بذلك قدمت المقاومة الإسلامية في غزة نموذجا حضاريا لبناء الإنسان نفسيا على أسس الإيمان بالله، فبيده وحده القوة، لذلك يجاهد الإنسان وهو يرفع شعاره الخالد: إنه لجهاد نصر أو استشهاد .و من الواضح أن المقاومة نقلت الهزيمة النفسية للإسرائيليين، فكسرت معنوياتهم، وجعلتهم يعيشون في حالة خوف وقلق وتوتر واكتئاب.. هل تريد أدلة على ذلك ؟! سأقدم لك تلك الأدلة من وسائل الاعلام ومراكز البحوث الاسرائيلية ؛ حيث استخدم موقع ذا ماركر الإسرائيلى تعبير "تسونامي" لوصف الأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يتوجهون لعيادات الطب النفسي.
لمقاومة نقلت الهزيمة النفسية للاسرائيليين، فكسرت معنوياتهم، وجعلتهم يعيشون في حالة خوف وقلق وتوتر واكتئاب
وتحدثت صحيفة إسرائيل هيوم عن ارتفاع في الأعراض النفسية، وأن منظومة الصحة النفسية غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المراجعين، كما أن التقديرات تفيد بأن ما بين 20% إلى 30% سيعيشون مع هذه الصدمة النفسية طوال حياتهم، وأنهم لن ينجحوا في التخلص من أعراضها.

لكن ما أسباب تفشي هذه الظاهرة بهذه الأعداد الكبيرة؟! يعيش الإسرائيليون في أجواء الحداد والحزن الجماعية، وفقدان الشعور بالأمن؛ فتحولت إلى أزمة عامة تمس المجتمع ككل، ما يعني أنها ستترك آثارها لفترة طويلة من الزمن وستنعكس على سلوك الإسرائيليين وخياراتهم وردود أفعالهم السياسية والاجتماعية.

وتوضح تقارير منظومة الصحة النفسية في إسرائيل بأن أعداد الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب وشعور بالصدمة والقلق تشهد ارتفاعاً كبيراً، وأن الاسرائيليين يقبلون على تناول الأدوية التي تساعد على النوم والمهدئات.



ويفسر الإخصائي النفسي أودي بنشتاين ظاهرة الكوابيس المتكررة والأرق التي يعاني منها كثير من الإسرائيليين بأنها ناتجة عن التغطية الكثيفة لأحداث الحرب، والصور المرعبة والمشاهد التي عاشها الإسرائيليون في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وشعورهم أن هذا قد يتكرر في أي لحظة.

وأضاف لموقع إسرائيل هيوم أن هذه الأحداث تتسرب إلى الأحلام بشكل تلقائي نتيجة لشعور هؤلاء الأشخاص بالعجز وعدم القدرة على النجاة، أو بالخجل إزاء صرخات الاستغاثة التي أطلقها آلاف الإسرائيليين في غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من دون أن يتمكن أحد من إنقاذهم.

وأكد موقع اسرائيل هيوم أن 60 بالمئة من الأمهات يعانين من آثار صدمة عميقة تحتاج إلى علاج في عيادات مختصة، وأن 61% من الأطفال حتى سن الثامنة و30 بالمئة ما فوق الثامنة يعانون من أعراض نفسية حادة جداً، وقد تتحول إلى صدمة نفسية عنيفة تؤثر في نمط حياتهم.

 وقال رئيس معهد أبحاث سياسات الخدمات الصحية نحمان آش إن نظام الصحة النفسية في اسرائيل، على وشك الانهيار.. ويعتقد أن الحكومة الإسرائيلية لا تتعامل بجدية مع الأزمة المتفاقمة بجهاز الصحة النفسية؛ فأكثر من 520 ألف شخص في إسرائيل تعرضوا للاضطراب وبحاجة لرعاية وعلاج، كما شهدت دراسات إضافية على سوء الحالة النفسية لدى الإسرائيليين بسبب الحرب الطويلة.. فكيف ستؤثر الهزيمة النفسية على مستقبل دولة الاحتلال الاسرائيلى ؟!.

الشرق القطرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال غزة نتنياهو الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحة النفسیة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تفرج عن سجناء فلسطينيين بعد تأجيل بسبب تسليم الأسرى الإسرائيليين

القدس المحتلة - الوكالات
سلمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ثلاثة رهائن إسرائيليين وخمسة تايلانديين اليوم الخميس وبدأت إسرائيل إطلاق سراح 110 من السجناء فلسطينيين بعد أن أرجأت العملية اعتراضا على احتشاد جموع حول الرهائن في أحد مواقع التسليم بغزة.

وبدا الخوف على أربيل يهود (29 عاما)، التي احتجزت خلال الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 من تجمع نير عوز السكني، وواجهت صعوبة في شق طريقها عبر حشد لدى تنفيذ مسلحين عملية تسليمها للصليب الأحمر في مشهد متوتر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن محتجزا إسرائيليا آخر هو جادي موزيس (80 عاما) أُطلق سراحه أيضا مع خمسة تايلانديين من عمال مزارع إسرائيلية قرب القطاع عندما اقتحم مسلحون وقتها السياج الحدودي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مشهد تسليمهم وسط تلك الحشود الضخمة صادم وهدد بالموت لأي شخص يلحق الأذى بالرهائن.

وبعد أن حث الوسطاء على التأكد من أن ذلك المشهد لن يتكرر، قال مكتب نتنياهو إن الوسطاء تعهدوا بضمان المرور الآمن للرهائن في عمليات الإفراج القادمة.

وفي وقت لاحق من اليوم الخميس، وصلت حافلات إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية تحمل عددا من بين 110 سجناء فلسطينيين من المتوقع إطلاق سراحهم في إطار الاتفاق الذي أوقف الحرب في القطاع في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إنهما أمرا بتأجيل الإفراج "حتى يتم ضمان الخروج الآمن لرهائننا في المراحل التالية".

وقال مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية إن 14 فلسطينيا على الأقل أصيبوا بنيران إسرائيلية، بعضهم بالرصاص الحي والمطاطي، وآخرين نتيجة استنشاق الغاز، أثناء تجمعهم عند مدخل رام الله بالضفة الغربية المحتلة للترحيب بالسجناء المفرج عنهم. ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل.

ووصل بعض السجناء من القدس الشرقية إلى بيوتهم بينما لم يصل آخرون، كان من المقرر نقلهم إلى غزة أو ترحيلهم إلى مصر، إلى وجهاتهم بعد.

(شارك في التغطية علي صوافطة من رام الله وتالا رمضان من دبي - إعداد سلمى نجم وأميرة زهران ومحمد محمدين وشيرين عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وسها جادو)

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تفرج عن سجناء فلسطينيين بعد تأجيل بسبب تسليم الأسرى الإسرائيليين
  • ‏"يديعوت أحرونوت": تعليمات إسرائيلية بتعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بعد المشاهد التي جرت خلال تسليم الأسيرين الإسرائيليين في خان يونس
  • تعاون بين المستشفى العسكري للطب النفسي والأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان
  • من منزل "السنوار" إلى "الصليب الأحمر"..المقاومة الفلسطينية تبدأ تسليم الأسيرين الإسرائيليين
  • المقاومة الفلسطينية تبدأ عملية تسليم الأسيرين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي موزيس إلى الصليب الأحمر
  • «الصحة النفسية» توقع بروتوكول تعاون لتعزيز الرعاية وعلاج الإدمان
  • ورشة في وزارة الصحة لتنسيق الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في ‏سوريا
  • متلازمة الطفل المتعجل خطر يهدد الصحة النفسية والعقلية.. كيف تتعامل معه؟
  • انفراد.. ننشر تقرير الصحة النفسية لسفاح عزبة رستم المتهم بإنهاء حياة أمه وشقيقه وشقيقته
  • بعد تصريحات داليا مصطفى.. استشارية توضح العلاقة بين الصدمات النفسية والإصابة بالسكر