هل تنتقل الهزيمة النفسية من العرب إلى الإسرائيليين؟!
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
الهزيمة النفسية تشكل الكثير من المخاطر على مستقبل الدول، فهي تقلل من قدرة الشعوب على الابتكار، وانتاج الأفكار الجديدة، وتحقيق التقدم، حيث يتزايد شعور الأفراد بالعجز واليأس.
وكانت الهزيمة النفسية التي تعرضت لها الأمة العربية - نتيجة لحملات شنها الاستعمار الغربي طوال القرن العشرين - من أهم العوامل التي قللت قدرة الأمة على الكفاح لتحقيق الاستقلال الشامل، وقد بلغت الهزيمة النفسية ذروتها بعد هزيمة 1967، حيث تزايد شعور الناس بالعار وانهيار الثقة بالذات.
أهم انجازات المقاومة الإسلامية في غزة أنها بدأت عملية تحرير الأمة من الهزيمة النفسية
لذلك كانت أهم انجازات المقاومة الإسلامية في غزة أنها بدأت عملية تحرير الأمة من الهزيمة النفسية، فمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي توضح أن ملايين العرب يشعرون بالفخر ببطولات المقاومة، وأصبحوا يشعرون بالقدرة على الفعل وتغيير الواقع.
وبالرغم من المذابح التي تعرض لها شعب فلسطين؛ إلا أنه يوفر المساندة والتأييد للمقاومة التي تجاهد وتضحي؛ لتحقيق حلم تحرير فلسطين والعودة.. فهذا الحلم تحول إلى مصدر للقوة المادية والنفسية، لكن ذلك لا يكفي لتفسير صمود المقاتلين المسلمين، فهؤلاء تعرضوا لعملية تربية ركزت على الإيمان بالله والثقة بنصره، والثقافة الإسلامية قامت بدورها في الإعداد النفسي لمقاتلين ربطوا حياتهم بالقرآن، واستثمروا تاريخ المجاهدين المسلمين في تحقيق انتصار نفسي على كل عوامل اليأس والعجز والاحباط.
بذلك قدمت المقاومة الإسلامية في غزة نموذجا حضاريا لبناء الإنسان نفسيا على أسس الإيمان بالله، فبيده وحده القوة، لذلك يجاهد الإنسان وهو يرفع شعاره الخالد: إنه لجهاد نصر أو استشهاد .و من الواضح أن المقاومة نقلت الهزيمة النفسية للإسرائيليين، فكسرت معنوياتهم، وجعلتهم يعيشون في حالة خوف وقلق وتوتر واكتئاب.. هل تريد أدلة على ذلك ؟! سأقدم لك تلك الأدلة من وسائل الاعلام ومراكز البحوث الاسرائيلية ؛ حيث استخدم موقع ذا ماركر الإسرائيلى تعبير "تسونامي" لوصف الأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين يتوجهون لعيادات الطب النفسي.
لمقاومة نقلت الهزيمة النفسية للاسرائيليين، فكسرت معنوياتهم، وجعلتهم يعيشون في حالة خوف وقلق وتوتر واكتئاب
وتحدثت صحيفة إسرائيل هيوم عن ارتفاع في الأعراض النفسية، وأن منظومة الصحة النفسية غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المراجعين، كما أن التقديرات تفيد بأن ما بين 20% إلى 30% سيعيشون مع هذه الصدمة النفسية طوال حياتهم، وأنهم لن ينجحوا في التخلص من أعراضها.
لكن ما أسباب تفشي هذه الظاهرة بهذه الأعداد الكبيرة؟! يعيش الإسرائيليون في أجواء الحداد والحزن الجماعية، وفقدان الشعور بالأمن؛ فتحولت إلى أزمة عامة تمس المجتمع ككل، ما يعني أنها ستترك آثارها لفترة طويلة من الزمن وستنعكس على سلوك الإسرائيليين وخياراتهم وردود أفعالهم السياسية والاجتماعية.
وتوضح تقارير منظومة الصحة النفسية في إسرائيل بأن أعداد الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب وشعور بالصدمة والقلق تشهد ارتفاعاً كبيراً، وأن الاسرائيليين يقبلون على تناول الأدوية التي تساعد على النوم والمهدئات.
ويفسر الإخصائي النفسي أودي بنشتاين ظاهرة الكوابيس المتكررة والأرق التي يعاني منها كثير من الإسرائيليين بأنها ناتجة عن التغطية الكثيفة لأحداث الحرب، والصور المرعبة والمشاهد التي عاشها الإسرائيليون في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وشعورهم أن هذا قد يتكرر في أي لحظة.
وأضاف لموقع إسرائيل هيوم أن هذه الأحداث تتسرب إلى الأحلام بشكل تلقائي نتيجة لشعور هؤلاء الأشخاص بالعجز وعدم القدرة على النجاة، أو بالخجل إزاء صرخات الاستغاثة التي أطلقها آلاف الإسرائيليين في غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من دون أن يتمكن أحد من إنقاذهم.
وأكد موقع اسرائيل هيوم أن 60 بالمئة من الأمهات يعانين من آثار صدمة عميقة تحتاج إلى علاج في عيادات مختصة، وأن 61% من الأطفال حتى سن الثامنة و30 بالمئة ما فوق الثامنة يعانون من أعراض نفسية حادة جداً، وقد تتحول إلى صدمة نفسية عنيفة تؤثر في نمط حياتهم.
وقال رئيس معهد أبحاث سياسات الخدمات الصحية نحمان آش إن نظام الصحة النفسية في اسرائيل، على وشك الانهيار.. ويعتقد أن الحكومة الإسرائيلية لا تتعامل بجدية مع الأزمة المتفاقمة بجهاز الصحة النفسية؛ فأكثر من 520 ألف شخص في إسرائيل تعرضوا للاضطراب وبحاجة لرعاية وعلاج، كما شهدت دراسات إضافية على سوء الحالة النفسية لدى الإسرائيليين بسبب الحرب الطويلة.. فكيف ستؤثر الهزيمة النفسية على مستقبل دولة الاحتلال الاسرائيلى ؟!.
الشرق القطرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال غزة نتنياهو الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
اللجنة الفنية الاستشارية لوزراء الصحة العرب تعقد اجتماعها بالجامعة العربية
تعقد إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بالأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب، أعمال "الاجتماع السادس عشر للجنة الفنية الاستشارية لمجلس وزراء الصحة العرب"، يومي 28-29 إبريل 2025، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، للتحضير لأعمال الدورة العادية 62 لمجلس وزراء الصحة العرب ومكتبه التنفيذي، والمقرر انعقادهما خلال الفترة من 18-19 مايو 2025 بجنيف، تزامنا مع اجتماعات الدورة 78 لجمعية الصحة العالمية.
وصرحت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بأن الاجتماع سيناقش عدداً من المواضيع الصحية الهامة، وفي مقدمتها الأحوال الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية والجولان السوري المحتل، وذلك في إطار الأزمة الإنسانية والصحية غير المسبوقة في قطاع غزة، والتي أثرت على خدمات الرعاية الصحية، ومتابعة استمرار تقديم الدعم الصحي والإنساني إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأيضا الأحوال الصحية والإنسانية في جمهورية القمر المتحدة.
كما سيتم بحث ومتابعة المواضيع الصحية التالية: السياحة العلاجية والاستشفائية في المنطقة العربية، ومتابعة أنشطة وبرامج الهيئة العربية لخدمات نقل الدم، والوكالة العربية للدواء "وعد"، وتوصيات اللجنة العربية الصحية للتأهب والاستجابة للطوارئ، ومناقشة الاستراتيجية العربية الاسترشادية لتعزيز استخدام نهج اقتصاديات الصحة لتحدي الأولويات الصحية الأساسية (2025-2030)، والجهود العربية لمكافحة المخدرات، ومقترح نظام الطبيب الزائر بين الدول العربية ونظام التبادل التدريبي للكوادر بين الدول العربية.
وأشارت السفيرة إلى أنه سيتم مراجعة مشروع الكلمة الموحدة لمجلس وزراء الصحة العرب أمام الدورة 78 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية، التي من المقرر ان يلقيها وزير الصحة ووقاية المجتمع بدولة الإمارات العربية المتحدة، واعتماد الفائزين بجائزة الطبيب العربي لعام 2025، وكذلك بحث الأمور المالية الخاصة بالصندوق العربي للتنمية الصحية.
- كما أوضحت السفيرة على أن توصيات أعمال اللجنة الفنية الاستشارية لمجلس وزراء الصحة العرب سوف ترفع إلى المكتب التنفيذي، ومن ثم إلى مجلس وزراء الصحة العرب، لاتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، وذلك في جنيف يومي 18-19 مايو 2025 لاعتماده.