وكلاء الذكاء الاصطناعي.. ماذا تعرف عنهم؟
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
مع اتساع دائرة استخدامات الذكاء الاصطناعي، زادت الحاجة إلى فهم حيثيات هذا المجال الفسيح، من الاستفادة منه وتفادي الانزلاق إلى مخاطره التي حذر منها عديد من الخبراء.
يعتمد الذكاء الاصطناعي على عدة أسس تُمكّنه من أداء مهامه بفعالية، تشمل جمع البيانات واستخدام الخوارزميات لجعلها أكثر مواءمة لحاجة المستخدم.
ولتحقيق استجابة أكثر فعالية، يقوم الذكاء الاصطناعي على وكلاء يعرفون باسم "وكلاء الذكاء الاصطناعي (AI agent).
ما هو وكيل الذكاء الاصطناعي؟كان وكلاء الذكاء الاصطناعي موجودين منذ الثمانينيات عندما بدأ علماء الكمبيوتر في استكشاف كيفية تطوير برامج ذكية يمكنها التفاعل مثل البشر.
منذ ذلك الحين، تطور المفهوم ليشمل عملاء الذكاء الاصطناعي الذين يمكنهم اتخاذ القرارات وإكمال المهام بشكل مستقل.
على أساس ذلك، يمكن القول إن وكلاء الذكاء الاصطناعي هم أنظمة ذكية مستقلة تؤدي مهام محددة دون تدخل بشري.
التعريفات التقنية تصف وكيل الذكاء الاصطناعي بأنه برنامج يمكنه التفاعل مع بيئته وجمع البيانات واستخدامها لأداء مهام محددة ذاتيًا لتحقيق أهداف محددة مسبقًا.
يحدد البشر تلك الأهداف، لكن وكيل الذكاء الاصطناعي يختار بشكل مستقل أفضل الإجراءات التي يحتاج إلى تنفيذها لتحقيقها.
استخدامات وكيل الذكاء الاصطناعيوكيل الذكاء الاصطناعي في مركز الاتصال يستجيب لحل استفسارات العملاء.
يطرح الوكيل تلقائيًا أسئلة مختلفة على العميل، ويبحث عن المعلومات في المستندات الداخلية، ويجيب بحل.
واستنادًا إلى ردود العملاء، فإنه يحدد ما إذا كان بإمكانه حل المسألة المطروحة نفسه أو نقله إلى الإنسان.
مثال آخر؟
يقوم مستخدم الذكاء الاصطناعي بجمع البيانات، ويستخدم روبوت المحادثة استعلامات العملاء كمدخلات.
بعد ذلك، يقوم وكيل الذكاء الاصطناعي بتطبيق البيانات لاتخاذ قرار مستنير.
يقوم الوكيل بتحليل البيانات التي تم جمعها للتنبؤ بأفضل النتائج التي تدعم الأهداف المحددة مسبقًا.
يقول خبير الذكاء الاصطناعي، ألفي مارش، إن وكيل الذكاء الاصطناعي هو جزء من برنامج مصمم لأداء المهام بشكل مستقل على عكس البرامج التقليدية.
يتخذ وكلاء الذكاء الاصطناعي قرارات بناءً على فهمهم وتفاعلاتهم مع العالم، ويستخدمون تقنيات مثل نماذج اللغات المدمجة.
ويضيف "ينتقل وكيل الذكاء الاصطناعي، بالذكاء الاصطناعي ككل من مجرد الاستجابة لأوامرنا إلى الفهم والتصرف بشكل مستقل".
موقع "إنفو وورلد" يعطي تعريفا أكثر دقة لوكيل الذكاء الاصطناعي ويقول إنه "الكيان الذي يدرك بيئته ويتصرف بناءً عليها".
أنواع وكلاء الذكاء الاصطناعييختلف كل وكيل عن آخر بحسب الاستخدامات، إذ هناك وكيل عمله منعكس بسيط أي ينفذ تعليمات مدمجة مسبقا، وهناك وكيل منعكس على أساس النموذج، حيث يستخدم الذاكرة الداخلية وسجل الإدراك لإنشاء نموذج للبيئة التي يعمل فيها ويتخذ القرارات بناءً على هذا النموذج، وفق موقع "إيدوكاتيف".
هناك أيضا وكيل على أساس الهدف، ووكيل قائم على المنفعة، وكيل للتعلم.
آلية العملتشمل الخصائص والمكونات الرئيسية لوكلاء الذكاء الاصطناعي نوعا من "الإدراك" حيث يستشعر عملاء الذكاء الاصطناعي بيئتهم باستخدام أجهزة استشعار أو بيانات مدخلة.
بناء على ذلك يمكنهم اتخاذ قرارات بناءً على قواعد أو خوارزميات أو أنماط محددة مسبقًا من البيانات.
بعدها يتخذ وكلاء الذكاء الاصطناعي إجراءات لتحقيق أهداف محددة، غالبًا من خلال التفاعل مع المستخدمين أو الأنظمة الأخرى.
يذكر أن العديد من وكلاء الذكاء الاصطناعي يدمجون التعلم الآلي لتحسين أدائهم بمرور الوقت من خلال التعلم من التجارب السابقة.
يمكن استخدام الوكلاء في تطبيقات مختلفة، مثل المساعدين الافتراضيين، وروبوتات خدمة العملاء، والأنظمة المستقلة في الروبوتات.
فوائد استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعييمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي تحسين عمليات وتجارب العملاء وتحسين الإنتاجية.
تستخدم المؤسسات وكلاء الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف محددة ونتائج أعمال أكثر كفاءة.
وتكون فرق العمل أكثر إنتاجية عندما تقوم بتفويض المهام المتكررة لوكلاء الذكاء الاصطناعي، وفق موقع "أمازون ويب سيرفيسز".
يمكن للشركات استخدام وكلاء أذكياء لتقليل التكاليف غير الضرورية الناشئة عن عدم كفاءة العمليات والأخطاء البشرية والعمليات اليدوية
وإذا استخدمت الشركات وكلاء الذكاء الاصطناعي فإن بإمكانها توجيه موظفيها لأداء مهام أخرى أكثر تعقيدا لأن الوكلاء المستقلين يتبعون نموذجًا ثابتًا يتكيف مع البيئات المتغيرة.
الوكلاء الأذكياء المتقدمون يستخدم تعلم الآلة (ML) لجمع ومعالجة كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي.
وهذا يسمح لمديري الأعمال بعمل تنبؤات أفضل بوتيرة سريعة عند وضع استراتيجية لخطوتهم التالية.
على سبيل المثال، يمكنك استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي لتحليل طلبات المنتجات في قطاعات السوق المختلفة عند تشغيل حملة إعلانية.
يبحث العملاء عن تجارب جذابة وشخصية عند التفاعل مع الشركات، لذلك يتيح دمج وكلاء الذكاء الاصطناعي للشركات تخصيص توصيات المنتجات وتقديم استجابات سريعة والابتكار لتحسين مشاركة العملاء، وفق ذات الموقع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وکیل الذکاء الاصطناعی بشکل مستقل
إقرأ أيضاً:
اتهامات لعمالقة الذكاء الاصطناعي بالتورط مع إسرائيل بإبادة غزة
اتهمت خبيرة الذكاء الاصطناعي، هايدي خلاف، الجيش الإسرائيلي باستخدام تطبيقات ذكاء اصطناعي خلال هجماته على قطاع غزة، بالتعاون مع شركات تكنولوجية كبرى مثل غوغل ومايكروسوفت وأمازون، مما قد يجعل هذه الشركات شريكة في جرائم حرب، ومن شأنه تطبيع القتل الجماعي للمدنيين وتوجيه اللوم إلى الخوارزميات.
وحذرت الخبيرة خلاف، وهي مهندسة أمن نظم سابقة في شركة "أوبن إيه آي" المطورة لتطبيق شات جي بي تي ومستشارة في معهد "الآن للذكاء الاصطناعي"، من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي الذي قد يتسم بعدم الدقة.
وأضافت -في حديث لوكالة الأناضول- "إذا ثبت أن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب محددة، وكانت شركات التكنولوجيا قد ساعدته في تنفيذها، فإن ذلك يجعلها شريكة في الجريمة".
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي اعتمد في غزة على أنظمة ذكاء اصطناعي مثل "حبسورا" (البشارة)، و"لافندر" لأغراض تشمل المراقبة الجماعية، وتحديد الأهداف، وتنفيذ هجمات استهدفت عشرات الآلاف من المدنيين، في حين تقول منظمات حقوق الإنسان وخبراء إن هذه الأنظمة ساهمت في تنفيذ هجمات واسعة أدّت إلى مقتل الآلاف دون تمييز.
تحت عنوان "سياسات مواقع التواصل الاجتماعي كجزء من سياسات الإبادة.. أبرز الانتهاكات المرصودة".. مركز "صدى سوشال" الفلسطيني غير الحكومي ينشر تقريرا يشير إلى تصاعد الانتهاكات الرقمية والتعديات الإسرائيلية على خصوصية المستخدمين الفلسطينيين وبياناتهم
للمزيد: https://t.co/76Tp1EtTmf pic.twitter.com/veo1yIOdOm
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) July 9, 2024
إعلانوحذرت الخبيرة خلاف من أن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي، المعروفة بعدم دقتها، سوف تدفع نحو تطبيع لحالات القتل الجماعي للمدنيين، كما جرى في غزة، قائلة "إنها معادلة خطيرة، وقتئذ سوف تلجأ الجيوش إلى تبرئة نفسها بالقول إن الخوارزمية هي من قررت، ونحن لم نفعل شيئًا".
وأشارت إلى أن إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة تقريبا من مراحل الهجمات التي شنتها على غزة، بدءا من جمع المعلومات الاستخبارية، وصولا إلى اختيار الأهداف النهائية، اعتمادا على بيانات متنوعة تشمل صورا فضائية، ومعلومات اتصالات تم اعتراضها، وتعقب مجموعات أو أفراد.
كما ذكرت أن تطبيقات مثل "جيميناي" من غوغل، و" شات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، تُستخدم للوصول إلى أنظمة الاتصالات الفلسطينية وترجمة المحادثات، مشيرة إلى أن الأشخاص يُدرجون في قوائم الأهداف فقط بناء على كلمات مفتاحية.
وأشارت الخبيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يتحقق من صحة الأهداف التي يحددها الذكاء الاصطناعي، وقالت: "للأسف، تشير التقييمات إلى أن دقة بعض هذه الأنظمة قد تكون منخفضة بنسبة تصل إلى 25% فقط".
وحذّرت من أن استهداف شخص واحد عبر الذكاء الاصطناعي دون الاكتراث بسقوط مدنيين آخرين يُقارب في خطورته القصف العشوائي، مشددة على أن هذا النوع من "الأتمتة الخاطئة" يحمل أخطارا جسيمة.
وأوضحت أيضا أن التحقق من أهداف الذكاء الاصطناعي يتم بطريقة سطحية جدا، مما يُثير الشكوك حول مدى جدية السعي لتقليل الخسائر المدنية.
وأضافت أن "الذكاء الاصطناعي يُطبع الاستهداف الخاطئ ويخلق سابقة خطيرة، وبسبب حجم وتعقيد هذه النماذج، يصبح من المستحيل تتبّع قراراتها أو تحميل أي طرف المسؤولية".
وقالت الخبيرة خلاف إن العالم يشهد اتجاها متسارعا نحو أنظمة استهداف آلية بالكامل، دون رقابة قانونية أو محاسبة، وإن "هذا التوجه يحظى بدعم من إسرائيل ووزارة الدفاع الأميركية والاتحاد الأوروبي".
إعلانوشددت على أن غياب الحظر القانوني الواضح على تقنيات الذكاء الاصطناعي العسكرية يشكل ثغرة خطيرة لم تُعالج حتى الآن، مؤكدة أن الإطارين القانوني والتقني غير جاهزين لخوض حروب قائمة على الذكاء الاصطناعي.
وتابعت: "إذا كان من الصعب تتبّع كيفية تسبب الذكاء الاصطناعي في سقوط ضحايا مدنيين، فيمكننا تخيل سيناريو يُستخدم فيه الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف للتهرب من المسؤولية عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين".
شراكة علنيةوأشارت الخبيرة خلاف إلى أن شركات التكنولوجيا الأميركية، وعلى رأسها غوغل وأمازون، قدّمت منذ عام 2021 خدمات ذكاء اصطناعي وسحابة حوسبة للجيش الإسرائيلي.
ولفتت إلى أن هذا النوع من التعاون "ليس تيارا جديدا"، موضحة أن التعاون توسّع بعد أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع اعتماد إسرائيل المتزايد على خدمات السحابة والنماذج والتقنيات من مايكروسوفت.
كما نوّهت إلى أن شركات مثل "بالانتير للتكنولوجيا" على ارتباط بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، وإن كانت التفاصيل بشأن هذا التعاون محدودة وغير معلنة، مشيرة إلى أن من المهم أن نُدرك أن الجيش الإسرائيلي لا يكتفي بشراء خدمات جاهزة، بل يدمجها مباشرة في تطبيقات عسكرية.
وأكدت أن شركات مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت تعلم تماما مدى خطورة استخدام هذه النماذج، ومستوى دقتها، والمخاطر المرتبطة بكيفية استخدامها من قبل الجيش الإسرائيلي، ورغم ذلك "فهي لا تتوانى عن التعاون مع الجانب الإسرائيلي بشكل علني".
وقالت إن هذه الشركات قدّمت تسهيلات مباشرة للجيش الإسرائيلي كي يستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجالي الاستهداف والاستخبارات، مؤكدة "إذا ثبت أن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب محددة، وكانت شركات التكنولوجيا قد ساعدته في تنفيذها، فإن ذلك يجعلها شريكة بشكل واضح في الجريمة".
وتأتي هذه الاتهامات الجديدة، في ظل ما ذكرته تقارير مرارا بشأن أن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة قدمت نموذجا مجسدا للسياسات التي تنتهجها شبكات التواصل الاجتماعي للتأثير في الرأي العام العالمي ودفعه إلى تقبل الحرب على القطاع، مكملة بذلك أدوات الحرب عبر الفضاء الرقمي.
إعلانوبالتوازي مع الحرب المدمرة على أرض الواقع في قطاع غزة، يخوض الاحتلال الإسرائيلي والقوى الداعمة له حربا على المحتوى الفلسطيني بشبكات التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي.
ويترافق هذا مع مواصلة إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.