كشفت مصادر مقربة من اللقاء الذي جمع الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة مع نائب وزير خارجية خادم الحرمين الشريفين أن قائد الجيش السوداني فاجأ الوفد السعودي بحديث صريح ومحدد لم يخلو من صرامة فرضتها الضغوط التي يواجهها السودان في الوقت الراهن ولم يستبعد المصدر المأذون أن يواصل البرهان في طريقة الوضوح ذاتها مع الوفود الخارجية التي ستهبط في مطار بورتسودان خلال الأيام القادمة وفي مقدمتها رئيس الوزراء الأثيوبي والرئيس سلفاكير رئيس دولة جنوب السودان ووفد مصري رفيع ووفد آخر من الإتحاد الأروبي ووفد مقدمة روسي.

.

قبل هبوط طائرتي نائب وزير الخارجية السعودي في مطار بورتسودان كشفت تقارير صحفية غربية وعربية أن الجهات والمنظمات الدولية الداعمة لمليشيا التمرد قد توصلت لقناعة تدعمها تقارير موثقة أن الجيش السوداني قد كسر القوة الصلبة لمليشيات التمرد التي فقدت أفق وآليات السيطرة علي السلطة في السودان الأمر الذي دفع عدة دول لتغيير موقفها الداعم للمليشيا من ناحية والبدء في ممارسة ضغوط علي قادة الجيش في السودان للتوصل إلي هدنة مؤقتة يري الداعمون للمليشيا أنها تحتاجها لالتقاط الأنفاس وترتيب صفوفها حتي يلحق بصفوفها أكثر من 60 ألف مرتزق يتم تجميعهم وإعدادهم حالياً بدولة مجاورة للسودان..
من جهة أخري لا تخفي أمريكا إنزعاجها من التقارب السوداني الروسي في البحر الأحمر خاصة وأن قائد الجيش السوداني أعلن صراحة أنهم يواجهون حصاراً في الحصول علي السلاح وهو ما تلتزم روسيا ودول أخري بتوفيره بلا شروط..

في ظل هذه الأجواء وصل نائب وزير الخارجية السعودي إلي بورتسودان موفداً من القيادة السعودية لنقل الطلب السعودي للسودان بالعودة إلي منبر جدة..

المصدر المأذون أفاد بأن البرهان وبعد استماعه لرسالة المبعوث السعودي قدم الشكر للمملكة علي إهتمامها بالشأن السوداني..

وقال بوضوح إن السودان لن يعود إلي منبر جدة لأن المسهلين لايفرضون ضغوطاً علي التمرد لتنفيذ ماتم الإتفاق عليه مسبقاً وفي ذات الوقت يستمر التمرد في ممارسة القتل والنهب وترويع الآمنين ولايبدو حريصاً علي أي اتفاق مسبق.. وقال البرهان في اللقاء الذي استمر زهاء ساعة زمن إن السودان يرفض إضافة جهات داعمة للتمرد ومحاولة إلحاقها بمنبر جدة.. وأنهي البرهان اللقاء بأن السودان سيقدم خلال ثلاثة أيام خارطة طريق للتفاوض يأمل أن ترد عليها الأطراف المسهلة والضامنة لمفاوضات جدة..

وقال المصدر المأذون إن وقت الزيارة ولا الهدف منها كان مناسباً لعرض مخاوف أو ضغوط سعودية علي السودان والذي يمضي قدماً لمنح روسيا منفذاً علي البحر الأحمر وهو ما بدا أنه موقف سيحدث فزعاً لأطراف إقليمية ودولية ستسارع خطاها للضغط سراًوجهراً علي السودان بتوجيه أمريكي من خلف البحار.. والكواليس..

عبد الماجد عبد الحميد
عبدالماجد عبدالحميد
إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

ما وراء زيارة البرهان للسعودية

بدأ رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان زيارة للمملكة العربية السعودية و ألتقي ولي العهد محمد بن سلمان و تناولت الزيارة تطورات الوضع في السودان و تحرير الخرطوم من قبضة ميليشيا آل دقلو، حيث خرج عدد كبير من قواتها من الخرطوم عبر جسر جبل أولياء.. في الوقت الذي وصل فيه وفد سعودي إلي بورسودان برئاسة سفير السعودية في السودان علي بن جعفر و يضم الوفد الصندوق السعودي للتنمية و مركز الملك سلمان للإغاثة و الأعمال الإنسانية إلي مطار بورتسودان. الذي التقي بعدد من القيادات في الحكومة في بورسودان ..
قبل زيارة البرهان إلي السعودية كان نائب وزير الخارجية السعودي وليد عبد الكريم الخريجي قام بزيارة رسمية على رأس وفد إلي تشاد ألتقى فيها بالرئيس التشادي محمد كاكا.. الملاحظ أن طائرة الوفد السعودي لم تهبط في مطار "أم جمينا" بل هبطت في مطار أم جرس و كان في استقباله وزير الدولة للخارجية عبد الله صابر فضل.. أن زيارة نائب وزير الخارجية السعودي التي سبقت زيارة البرهان للسعودية لابد أن يكون لها علاقة وطيدة بزيارة البرهان للسعودية.. خاصة أن لقاء وليد الخريجي مع الرئيس التشادي محمد كاكا تناولت قضية الحرب في السودان.. و قال كاكا في اللقاء أنهم يقفون في الحياد و لا يساعدون أية جانب على الأخر، و أنهم يريدون علاقات وطيدة و جيدة مع السودان.. رغم أن 80% من العتاد العسكري الذي أرسلته الأمارات إلي الميليشيا كان عبر مطار أم جرس..
أن زيارة الوفد السعودي للسودان ثم تبعتها زيارة البرهان التي لم تكن معلنة إلي السعودية، فتحت بابا للشائعات أن الزيارة تتعلق بمحادثات سرية بين البرهان و محمد بن زايد في السعودية، و هناك من يقول أيضا تتعلق بوجود الرئيس التشادي، و الذي كان قد وصل إلي السعودية يوم الثلاثاء 25 ملرس 2025م.. الغريب في الأمر أن وسائل الإعلام السعودية و غيرها لم تتناول زيارة الرئيس التشادي إلا خبر أداءه العمرة.. لذلك كان سهلا أن يتم الربط بين زيارة البرهان للسعودية في الوقت الذي يتواجد الرئيس التشادي فيها.. و الربط بين زيارة نائب وزير الخارجية وليد خريجي إلي تشاد ثم سفر الرئيس التشادي إلي السعودية، و ايضا زيارة وفد سعودي للخرطوم ثم سفر رئيس مجلس السيادة للسعودية..
أن زيارة وزير الخارجية السوداني على يوسف الشريف لمصر يوم الخميس 27 مارس 2025م و الإلتقاء بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أيضا لها علاقة وطيدة بزيارة البرهان إلي السعودية.. حيث يقول الخبر أن وزير الخارجية علي يوسف أطلع الوزير المصري على أخر المستجدات و بالضرورة تكون قد تناولت أسباب زيارة البرهان إلي السعودية و ما وراءها.. و إذا نظرنا من خلال لقاء البرهان مع ولي العهد السعودي يتأكد أن الزيارة رغم أن لها علاقة بقضية التعمير، لكن لها أيضا مدلولات أخرى تتعلق بقضية السودان، و علاقته بالدول التي كانت داعمة للميليشيا.. و أن حضور البرهان للسعودية في الوقت الذي جاء فيه الرئيس التشادي للسعودية و لم يفصح عنها كثيرا.. و حضور الرئيس التشادي كاكا يؤكد أنه وصل إلي قناعة أن الميليشيا قد خسرت الحرب أمام الجيش و لن يكون لها وجودا في أية عملية سياسية، و حتى إذا جاء أبن زايد للسعودية يعد تأكيدا أن مؤامرته قد فشلت، و لابد للبحث عن واقع جديد للسودان بعد الحرب، و من المهم جدا أن تسمع من الآخرين عن المستقبل، دون قبول أية شروط تتعلق بالميليشيا أو العملية السياسية باعتبارها تخص الشأن الداخلي..
أن أية محادثات تتناول مستقبل السودان بعد إنتهاء الحرب مسألة ضرورية، لكن أية تنازل من قبل صناع القرار في السودان بأن يكون للميليشيا و اتباعها دورا عسكريا أو سياسيا مستقبلا سوف يضر بالعلاقة الوطيدة التي بنيت بين الشارع السوداني و قيادة الجيش.. و سوف تفقد الثقة تماما بين الجانبين..
أن القيادة في السودان يجب أن تنظر إلي مصالح السودان و شعبه أولا و أخيرا، و الحرب بينت أن أغلبية الدول التي تحيط بالسودان قد شاركت في المؤامرة ،و دعمت الميليشيا بالمرتزقة و تمرير المساعدات إلي الميليشيا، و هذه تتطلب أن تكون قيادة الجيش أكثر حرصا على علاقتها مع الشعب الذي اثبت صمودا كبيرا في مواجهة المؤامرة و تفشيلها.. و هذه الدول سوف لن تتردد في المشاركة في أية مؤامرة أخرى مادام يدفع لقيادات هي معروضة في سوف النخاسة الدولية.. و ننتظر ما ينتج عن زيارة البرهان في السعودية.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني ومفترق الطرق
  • آثار الدمار الذي لحق بمقر إقامة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بالخرطوم – فيديو
  • البرهان: لا تفاوض ولا مساومة مع من إنتهك حرمات الشعب السوداني
  • البرهان: الجيش السوداني لن يتراجع عن هزيمة وسحق الدعم السريع
  • البرهان: فرحة النصر لن تكتمل إلا بالقضاء على آخر متمرد في أرض السودان
  • البرهان: لا تراجع عن هزيمة وسحق الميليشيات
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: لا تفاوض مع الدعم السريع
  • ولي العهد السعودي يستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني في مكة
  • ما وراء زيارة البرهان للسعودية
  • البرهان يعود إلى بورتسودان ويؤمن على خطوة مهمة لدفع العلاقات مع السعودية