لبنان ٢٤:
2024-07-21@21:59:40 GMT

تطورات مرتقبة تلفح رياحها بقوة لبنان والمنطقة

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

تطورات مرتقبة تلفح رياحها بقوة لبنان والمنطقة


كتب سمير تويني في" النهار": تشير مصادر ديبلوماسية إلى أن الأيام أو الأسابيع المقبلة ستشهد محطات تفرض مجموعة من التطورات الإقليمية والدولية ذات تأثير على الوضع في الشرق الأوسط ولبنان في شكل خاص. فقد ازدادت وتيرة الاتصالات الأميركية - الفرنسية - الإيرانية - الإسرائيلية في الأيام الأخيرة مع تعاظم المخاوف من تصعيد عسكري جنوبا بما يقضي على الحلول والمبادرات المطروحة، ومنها خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف القتال في غزة ولبنان والإفراج عن الرهائن.

ولكن ما زال الحل حتى الآن بعيد المنال بفعل التضارب في المواقف.
وتتواصل المفاوضات عبر الوسطاء من أجل وقف النار من خلال الخطة التي وضعها الرئيس الأميركي ووافقت عليها "حماس". لكن المخاوف من تصعيد عسكري في لبنان بعد انتهاء إسرائيل من رفح ما زالت قائمة، ويحاول الموفدون إتمام تفاهم بين الحزب وإسرائيل حول تطبيق القرار الدولي ١٧٠١ لعل زيارة نتنياهو لواشنطن تحدد مصير وقف النار.

التطور الثاني يتمثل في انتخاب رئيس الجمهورية الإصلاحي في إيران مسعود بزشكيان. فالانتخاب رسالة من المرشد الخامنئي حيال نوع من الانفتاح الإيراني. وسيكون له تداعيات على الوضع الإقليمي ولبنان نظرا إلى أهمية الدور الجيوسياسي والمحوري لإيران في العديد من القضايا. ورغم أن القرار ما زال في يد المرشد، فإن انتخاب رئيس إصلاحي يعني أن السلطات الدينية والعسكرية في إيران تعول على تحسين العلاقات مع الدول الغربية. فالتعاون الديبلوماسي الذي سينتج من هذا الانفتاح سيؤدي الى جهود ديبلوماسية مكثفة لحل النزاعات الإقليمية مثل النزاع في اليمن وسوريا والحرب في غزة ولبنان من خلال المفاوضات.

وفي هذا السياق، تشكل إعادة فتح الاتفاق حول الملف النووي الذي تنتهي مهمته في ٢٠٢٥، تطورا جديدا، إذ يمكن أن يدفع الرئيس الإصلاحي نحو العودة إلى الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، وهو ما يخفف التوترات الدولية والإقليمية.

وقد يسعى الرئيس الإصلاحي إلى تحسين العلاقات مع دول الخليج العربي، وهذا بالطبع سيؤدي إلى تخفيف التوترات الطائفية والإثنية في المنطقة، وتاليا تخفيف التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول أخرى.

أما التطور الثالث فقد يكون قرارا من الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن فيه عدم استمراره في خوض الانتخابات الرئاسية الأميركية. فتداعياته متعددة على الوضع في العالم والشرق الأوسط، نظرا إلى الدور الذي تؤديه الولايات المتحدة في سياسة المنطقة وفي تعاملها مع الحرب في غزة وعلى جبهتي الخط الأزرق.

والحال أن قراره عدم خوض الانتخابات سيؤدي إلى تحول في السياسة الخارجية الأميركية، فتتغير الأولويات في السياسة الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط، وينتج من ذلك عدم وضوح الرؤية المستقبلية خلال الفترة الانتقالية وعدم استقرار في المنطقة حيث ستترقب الدول الإقليمية الفاعلة سياسة الإدارة الجديدة لتحديد مواقفها.


وسيؤثر انسحاب الرئيس بايدن على مستقبل الاتفاق النووي مع إيران، والتفاوض على شروطه، وانتظار إدارة جديدة لحل النزاعات الإقليمية. وسيكون له آثار اقتصادية لأنه سيفضي إلى اعادة النظر في أسعار الطاقة ومنها النفط.

اختصارا، إن إعلان بايدن عدم خوض الانتخابات سيفرض حالة من الترقب والانتظار في الشرق الأوسط، حيث ستنتظر الدول الاقليمية مواقف الرئيس الجديد للتكيف معها، وستتوقف جميع المبادرات لوقف الحرب في غزة ولبنان.

التطور الرابع هو زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن في ٢٤ تموز الجاري لإلقاء خطاب أمام الكونغرس الأميركي. ويتوقع حصول تداعيات مختلفة نظرا إلى العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين وآثار هذه الزيارة على مستقبل الحرب بين إسرائيل من جهة و"حماس" وحلفاء إيران من جهة أخرى.

ومن المتوقع أن تؤدي الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية رغم الاختلافات في المواقف، وسيتم تأكيد التحالف الإستراتيجي بين البلدين والبحث في موضوع المساعدات العسكرية والتعاون الدفاعي وتعزيز القدرات الدفاعية الإسرائيلية، فيما اسرائيل تخوض حربين، الأولى في غزة والثانية على الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل. كما سيطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي باستمرار الضغط على إيران وحماية إسرائيل في حال تعرضها لهجوم من إيران، وبتأمين سلامة الحدود الشمالية لإسرائيل من خلال تقديم السلاح والعتاد لخوض حرب ضد "حزب الله" أو الحصول على ضمانات ديبلوماسية تؤمن سلامة هذه الحدود. وسيحاول نتنياهو الحصول على دعم واشنطن لتعزيز موقفه الداخلي في إسرائيل، خصوصا أمام التحديات السياسية التي يواجهها داخليا.

أما التطور الخامس فسيكون احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية في بداية ٢٠٢٥، وستكون التداعيات واسعة على الوضع في الشرق الأوسط ومنه لبنان الذي ينتظر توقف الحرب في الجنوب وانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تفعيل عمل السلطات اللبنانية. وستؤدي العلاقة مع إيران الى تصعيد التوترات لأن ترامب سيتخذ موقفا أكثر تشددا تجاه ايران، وقد يفضي ذلك إلى تصعيد التوترات الإقليمية وفرض عقوبات صارمة. وسيحاول ترامب إعادة التفاوض على الاتفاق النووي مع إيران، مما سيضع المنطقة في حالة عدم استقرار. وسيعزز تحالفاته مع الدول العربية، ويدعم التطبيع بين إسرائيل ودول عربية.

وبالنسبة إلى الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني فإن ترامب سيدعم إسرائيل، مما قد يعقد جهود السلام مع الفلسطينيين. وسيتبنى مواقف أكثر حدة حيال التدخلات الإيرانية في سوريا واليمن، ويستمر في دعم التحالف الذي تقوده السعودية، بما يعقد حل النزاع.

وبالوصول إلى لبنان، فإن مبادرة هوكشتاين ستتوقف. وقد يتم تعيين موفد آخر وربما لا، بمعنى أن الحرب الدائرة يمكن أن تستمر أو حتى تتصاعد نظرا إلى موقف ترامب المؤيد لإسرائيل.
وسيشدد العقوبات على "حزب الله" بما يزيد الضغوط الاقتصادية والسياسية على لبنان. وستؤدي هذه العقوبات إلى زيادة التوترات الداخلية بين الأفرقاء السياسيين. وهذه العلاقة ستؤثر بالطبع على الاستقرار السياسي في البلد، علما أن التشدد في السياسة الأميركية يمكن أن يفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية ويزيد صعوبة تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي ويضيف تحديات جديدة يواجهها البلد.
فتشابك هذه التطورات في ما بينها يجعل قراءة المستقبل اللبناني في الأجل غير المتوسط صعبة المنال.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الشرق الأوسط على الوضع نظرا إلى الحرب فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب يستأنف حملته الانتخابية في أول تجمع له منذ محاولة اغتياله

سرايا - بعد أن حصل على دعم المؤتمر الجمهوري الذي رسم بشكل رسمي ترشيحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية، يستأنف الرئيس السابق دونالد ترامب حملته الانتخابية يوم السبت، في أول تجمع له منذ محاولة الاغتيال التي تعرض لها في بنسلفانيا.

سيعود ترامب إلى حملته عبر زيارة إلى ميشيغان، حيث سيتحدث إلى جانب مرشح نائب الرئيس جاي دي فانس للمرة الأولى. في المقابل، تواجه حملة الرئيس جو بايدن صعوبات، حيث يتزايد الضغط من بعض النواب الديمقراطيين والمانحين، الذين يدعون الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا للانسحاب من السباق الرئاسي.

توقعات تشير إلى أن عناصر جهاز الخدمة السرية سيتخذون إجراءات أمنية مشددة لضمان عدم حدوث أي حوادث مشابهة لما وقع خلال تجمع بنسلفانيا.

وفي الوقت الذي يُتوقع أن يستقبل ترامب بحفاوة من مناصريه، يواصل بايدن فترة نقاهته في منزله بديلاوير. الرئيس الأمريكي، الذي يعاني من COVID-19 ويواجه دعوات متزايدة من معسكره للانسحاب، يثير تساؤلات حول قدراته الذهنية والجسدية.

وقد أشار تقرير إلى أن الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما يرى أن فرص بايدن في الفوز قد تضاءلت ويعتقد أنه ينبغي على بايدن إعادة النظر بجدية في استمرار ترشحه.

كما دعا حوالي 20 نائبا ديمقراطيا بايدن علنًا للانسحاب من السباق، آخرهم جون تيستر، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية مونتانا، الذي اقترح تنظيم مؤتمر مفتوح للحزب الديمقراطي لاختيار بديل لبايدن في أغسطس. ويشير البعض إلى أن السؤال الآن ليس إذا كان بايدن سيتنحى، بل متى.

ورغم هذه الضغوط، قد يؤدي انسحاب بايدن إلى تغيير في استراتيجية الجمهوريين، الذين قد يضطرون لتعديل خططهم الانتخابية في حال حدوث ذلك. معسكر ترامب يركز على الصحة العقلية والجسدية للرئيس الديمقراطي في حملته، ويزيد من عدد الإعلانات التي تظهر بايدن متعثرًا.

مع ذلك، تجنب ترامب الحديث عن صحة بايدن خلال خطابه مساء الخميس في ختام المؤتمر. ترامب يعلم أن انسحاب بايدن قد يؤثر على الحملة، إذ يمكن أن يواجه الجمهوري البالغ من العمر 78 عامًا منافسة من نائبة الرئيس كامالا هاريس (59 عامًا).

من جانبه، قال جايسن ميلر، مستشار ترامب، إن الحملة لن تتغير بشكل جذري في حال انسحاب بايدن. وأضاف أن جميع الديمقراطيين، سواء بايدن أو كامالا هاريس أو أي شخص آخر من اليسار المتطرف، يتحملون مسؤولية تدهور الاقتصاد وسوء الأوضاع على الحدود.

من المتوقع أن يركز خطاب ترامب يوم السبت على قضايا مثل الهجرة غير النظامية، والتضخم، والجريمة، وحربَي أوكرانيا وغزة، والسياسة تجاه الصين، والتنقيب عن النفط.


مقالات مشابهة

  • ياسين سعيد نعمان: إسرائيل وإيران متفقتان على إدارة معركتهما في اليمن وسوريا ولبنان
  • ما المتوقع بشأن خطاب نتنياهو في الكونجرس الأمريكي ولقائه بايدن؟
  • هل يرفض بايدن التنحي بأوامر من تل أبيب؟ تساؤلات حول مستقبل البيت الأبيض
  • دونالد ترامب: سأعيد السلام من خلال القوة
  • ترامب: سنبني قبة حديدية مثل إسرائيل وكنت سأمنع الحرب في غزة
  • ترامب يستأنف حملته الانتخابية في أول تجمع له منذ محاولة اغتياله
  • علي خليل: مبادرة الرئيس بري فعل إيمان بأن الحوار مدخل للخروج من الأزمة
  • هذا ما تسعى إليه إيران في المنطقة
  • قائد الجيش عرض مع سافرنكوف الأوضاع في لبنان والمنطقة
  • واشنطن: لا مؤشرات لحرب إسرائيلية على لبنان