خلال الشهور العشر الماضية، أصبح الاسم الأول المطلوب على قائمة إسرائيل هو يحيى السنوار، الأسير المحرر من سجون الاحتلال، والذي وصلت عقوبته إلى نحو 450 عامًا وذلك بعد إتمام صفقة شاليط كما تطلق عليها إسرائيل، والمعروفة لدى الفصائل الفلسطينية بـ«وفاء الأحرار».

عُقدت الصفقة في 11 أكتوبر 2011، ونصت على إفراج حركة حماس عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1050 أسيرًا من سجون الاحتلال، وفي ليلة الإفراج عنه، وعد «السنوار» جميع الأسرى الفلسطينيين بالإفراج عنهم، وهو الوعد الذي يحاول تحقيقه منذ نحو 13 عامًا.

وعد السنوار للأسرى

وكشف نبيه عواضة الأسير المحرر، والزميل السابق ليحيى السنوار في سجن عسقلان المركزي، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» عن وعد «السنوار» للأسري الفلسطينيين ليلة الإفراج عنه في صفقة «وفاء الأحرار» إذ قال بصوت مرتفع: «ما بكون أنا السنوار إذا لم أحرركم».

وأضاف أن «السنوار» كان رقيقًا مع الأسرى الفلسطينيين، لكنه حازم مع السجانين، موضحًا أنه خلال إعداد صفقة «وفاء الأحرار»، كان شقيقه محمد السنوار هو المسؤول عن إعداد أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، وطلب منه أن تتضمن القائمة أسرى من فصائل فلسطينية أخرى، مثل حركة فتح، والجهاد الإسلامي، وجبهة التحرير الشعبية، وألا تقتصر القائمة على أعضاء حركة حماس فقط.

مسؤول ملف الأسرى 

بعد خروجه من سجون الاحتلال، أصبح يحيى السنوار مسؤولًا عن ملف الأسرى في حركة حماس، ونجح من خلال عدة عمليات عسكرية في أسر 4 جنود، منهم اثنان خلال الحرب على القطاع في 2014، أما الآخران، فلم يُعلن بدقة كيف دخلا إلى غزة، وهما شاؤول آرون البالغ من العمر 30 عامًا، وآرون بصفون، هدار غولدن، وأفيرا منغستو، واتهمت عائلة الأخير حكومة الاحتلال بتعمد إهماله لأنه من أصول إفريقية (أسمر البشرة)، وهم متواجدون في الأسر منذ ذلك الحين، حسبما أورد موقع «سكاي نيوز».

وبعد صعود يحيى السنوار لرئاسة حركة حماس في قطاع غزة للمرة الأولي في 2017، ثم إعادة انتخابه مرة أخرى بعد 4 سنوات، كانت المفاوضات مستمرة للإفراج عن هؤلاء الأسرى الأربعة، آملا في الحصول على صفقة جديدة مثل «وفاء الأحرار».

وفي ديسمبر عام 2022 اعترف «السنوار» بفشل المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين الأربعة، مقابل إفراغ سجون الاحتلال، وحاول إعطائهم مهلة أخيرة قبل أن يغلق الملف للأبد، لكن المفاوضات توقفت، وفق ما ذكرت الحركة عبر موقعها الرسمي.

وفي السابع من أكتوبر نفذت الفصائل الفلسطينية عملية «طوفان الأقصى» ووجهت هجومًا بريًا وبحريًا وجويًا على مستوطنات غلاف غزة، وأسرت نحو 230 محتجزًا، ليرد الاحتلال بعملية «السيوف الحديدية» المستمرة حتى الآن على القطاع.

واستطاعت جهود الوساطة المصرية، أن تصل إلى هدنة مؤقتة جرى خلالها تبادل 50 محتجزًا إسرائيليًا مقابل الإفراج عن 150 أسيرًا فلسطينيًا أغلبهم من النساء والأطفال، والتي تمت على مدار عدة أيام.، وفق ما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية».

قضية الأسرى الفلسطينيين هي الأهم بالنسبة ليحيى السنوار، وهو ما ظهر في كونها شرطًا أساسيًا لعقد صفقة تبادل للمحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة، والتي يشترط فيها أن يتم إفراغ سجون الاحتلال مقابل المحتجزين.  

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: يحيى السنوار صفقة تبادل المحتجزين حركة حماس ملف الاسري اسرائيل صفقة شاليط صفقة وفاء الاحرار سجون الاحتلال یحیى السنوار وفاء الأحرار الإفراج عن حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

قطعة من جهنم.. هكذا يعمق الاحتلال عذابات الأسرى في رمضان

غزة- "كان نفسي أنام ليلة شبعان"، بهذه الكلمات يختصر محمد فلنة ظروف الحياة البائسة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وزادت قساوة بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

فلنة (60 عاما) من سكان رام الله بالضفة الغربية، وهو أحد الأسرى المبعدين للقطاع، وتحرر في إطار صفقات التبادل مع المقاومة الفلسطينية ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي انتهت منتصف الليلة الماضية.

دخل السجن شابا يافعا وحكم عليه الاحتلال بالمؤبد، ليخرج منه وقد اشتعل رأسه شيبا، ويقول للجزيرة نت إن "كل سنوات السجن من معاناة وألم وفراق عن الأهل والأحبة، أقل بكثير مما عايشناه خلال شهور الحرب على غزة بما فيها شهر رمضان الماضي".

فلنة أكد أن رمضان الماضي كان الأصعب طوال 34 عاما قضاها بسجون الاحتلال (الجزيرة) تجويع الأسرى

كانت الـ 15 شهرا من الحرب على غزة "قطعة من جهنم"، بحسب وصف فلنة، "وجاء شهر رمضان ولم تأت معه الرحمة، فهذا العدو المجرم لا يعرف الرحمة، وضاعف من تعذيبنا، حتى أنني كنت أتمنى أنام ولو لمرة واحدة شبعانا طوال شهور الحرب".

خلال سنوات سجنه الطويلة، قضى فلنة 34 رمضانا متنقلا بين سجون مختلفة، لا يتذكر أنه عانى خلالها مثلما عانى ورفاقه الأسرى خلال شهر رمضان الماضي، الذي جاء في خضم العدوان المروع على غزة، ويقول "إننا كأسرى لم نسلم من هذه الحرب، وذقنا ويلات من التعذيب الجسدي والنفسي".

ولم تعد السجون ما قبل 7 أكتوبر كما بعده، فكل شيء اختلف، و"الاحتلال كان يعاملنا وكأننا من نفذنا عملية طوفان الأقصى"، بحسب المحرر فلنة.

إعلان

وعلى مدار سنوات اعتقاله، شارك في فعاليات احتجاجية وإضرابات انتزع بفضلها الأسرى "جزءا من حقوقهم الإنسانية"، ويقول إن "كل هذه الحقوق تبخرت بعد حرب غزة، وصادرت قوات الاحتلال كل شيء، حتى الأغطية والملابس وملاعق الطعام، وكثير من الأسرى كانوا ينامون على الأرض بلا فرشة".

ويتابع "في شهور رمضان قبل اندلاع الحرب كانت لنا كأسرى طقوس، نخرج للفورة (ساحة السجن) من الصباح وحتى قبيل موعد أذان المغرب، ومن بعد العصر تبدأ كل مجموعة في إعداد طعام الإفطار من سلع وخضار توفرها مصلحة السجون في الكانتينا (مقصف السجن)، ونشتريها من أموالنا بأسعار مضاعفة ولكنها كانت متوفرة".

ومع مغيب الشمس، يضيف فلنة "ندخل الغرف، وكل واحدة بها 6 أسرى، ونحضر مائدة الإفطار، ونصلي التراويح ونقرأ القرآن". وبعد لحظة صمت عابرة وتنهيدة، يضيف "كان هذا كله قبل أن يمنعونا من كل ذلك وحتى المصاحف سحبوها من الغرف".

عميد أسرى غزة ضياء الآغا: إن رمضان الماضي خلال الحرب كان الأقسى داخل سجون الاحتلال (الجزيرة) رمضان الحرب

بعد الحرب على غزة انقلبت حياة الأسرى الاعتقالية رأسا على عقب، وفق فلنة، وأطلقت دولة الاحتلال العنان لمصلحة السجون لتعذيبهم بصنوف غير مسبوقة. وبينما الواقع على هذه الحال، حل عليهم شهر رمضان المبارك من العام الماضي، وفيه ضاعف الاحتلال من معاملته الوحشية، إلى جانب الاقتحام، وكان يتعمد تأخير الطعام لساعتين وأكثر بعد موعد الإفطار.

ماذا كان إفطاركم داخل السجون؟ سألته الجزيرة نت، فأجاب بكثير من الحزن والغضب "لم يكن إفطارا، كان أي شيء إلا أكلا يصلح للإنسان. قليل جدا من الطعام السيئ وكان السجانون يتعمدون أن يقدم لنا غير مطبوخ جيدا".

ومثلما خسر فلنة نحو 30 كيلوغراما من وزنه خلال شهور الحرب على غزة، يؤكد الأسير المحرر ضياء الآغا الملقب بـ "عميد أسرى غزة" وقضى نحو 33 عاما في الأسر، أن كل أسير داخل سجون الاحتلال في فترة الحرب خسر ما بين 30 إلى 50 كيلوغراما من الوزن، بسبب ما وصفها بـ "سياسة التجويع" التي تمارسها مصلحة السجون، حيث الطعام قليل وردئ.

إعلان

ويتفق الآغا، الذي تحرر من سجنه في الدفعة الأخيرة قبل نحو أسبوع، مع فلنة في وصف رمضان من العام الماضي بأنه "الأصعب"، ويقول للجزيرة نت "الاحتلال مارس ضدنا فنونا من التعذيب سواء باقتحام الغرف والاعتداء علينا بالضرب المبرح، أو بالحرمان من الطعام والشراب وحتى الاستحمام".

وفي ليلة عيد الفطر الماضي، يقول فلنة إن "قوات القمع اقتحمت غرفتنا، وقيدت أيادينا من الخلف، واعتدى الجنود علينا بالضرب وهم يصرخون ويتضاحكون ويستهزئون بنا، هذا هو احتفال العيد.. كل عام وأنتم بخير".

الردايدة: إن أكثر ما يؤلم خلال رمضان داخل سجون الاحتلال هو الشوق للعائلة (الجزيرة) ذكريات رمضانية

من جانبه، يقول الأسير المحرر المبعد إلى غزة إسماعيل الردايدة للجزيرة نت "نحن لا نفقد الأمل وسط ظلام الزنزانة، الأسير الفلسطيني يعيش على أمل الحرية ليستطيع مجابهة جبروت السجن والسجان، ونعلم أننا إذا استسلمنا لليأس فإننا نحقق للعدو غايته ونتحول إلى بقايا بشر داخل مقابر، ومجرد أشباح بلا روح".

يبتسم الردايدة، وهو يتذكر أنه كان ينام إلى جوار جدار الغرفة في سجن رامون ويطيل النظر بها ويتخيلها، صحنا من الدوالي (ورق العنب محشو بالأرز)، الذي كان المفضل بالنسبة له، خاصة في شهر رمضان، وخصيصا تعده له والدته التي وافتها المنية بعد اعتقاله ولم يحظ بفرصة إلقاء نظرة الوداع عليها.

أكثر ما كان يشتاق إليه الردايدة في سجنه خلال شهر رمضان هي "لمة الأهل والعيلة". وعلى مدار ربع قرن قضاها محكوما بالسجن المؤبد، يقول "كانت شهور رمضان الأشد قسوة من بين شهور العام، ففي رمضان تستعيد ذكريات الطفولة والشباب، ومائدة الإفطار مع الأهل، والسهرات بعد صلاة التراويح".

ويضيف "مع مرور الزمن تأقلمنا على أجواء رمضان داخل السجون، غير أن رمضان الماضي كان قاسيا، نصوم ساعات طويلة ونفطر ولا نشبع بسبب سياسة التجويع، والغرف مظلمة طوال الوقت، وتعمدت قوات الاحتلال مضاعفة أعداد الأسرى داخلها من 6 إلى 12، وربما أكثر، وسحبت المصاحف والفرش والأغطية وأدوات الطعام البسيطة".

إعلان

من ناحيته، يقول مدير دائرة التوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة -للجزيرة نت- إن إدارة سجون الاحتلال "لا تحترم قدسية شهر رمضان ولا تراعي طقوسه الدينية، ولا تتيح للأسرى حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية، بل تعرقل ذلك عمدا وتفرض قيودا على قراءة القرآن جهرا والصلاة الجماعية.

ويعاني الأسرى الأمرين في شهر رمضان، ما بين مطرقة الحرمان والشوق والحنين للأهل، وسندان ظروف الاحتجاز الصعبة وما يتعرضون له من تعذيب قاسٍ واعتداءات وضرب وتنكيل، إضافة إلى سوء الطعام وقلته، كما ونوعا، وتردي الأوضاع الصحية مع استمرار سياسة الحرمان من العلاج والإهمال الطبي المتعمد، يضيف فروانة.

ووفقا له فقد "اشتد كل هذا وأكثر بعد 7 أكتوبر، ما جعل حياة المعتقلين جحيما"، ويرجح أن رمضان هذا العام، سيكون مختلفا من حيث اشتداد الظروف قساوة وفظاعة المعاملة، مع استمرار التحريض الإسرائيلي الرسمي على الأسرى؛ في ظل انقطاع زيارات الأهل والقيود المفروضة على زيارات المحامين وعدم السماح لممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة السجون ورفض الاحتلال تزويده بأعداد معتقلي غزة وأسمائهم، ما جعل الآلاف منهم خلال الحرب في عداد المختفين قسرا.

 

مقالات مشابهة

  • إغلاق نظام الذكاء الاصطناعيّ التابع لوزارة التعليم الإسرائيليّ بسبب رفضه اعتبار الشهيد يحيى السنوار إرهابيًا .. تفاصيل
  • شاهد | الأسير الفلسطيني المحرر جلال الفقيه بعد 22 عاماً في سجون العدو يتنسم عبق الحرية بغزة
  • استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون العدو الصهيوني وسط تصاعد جرائم الاحتلال بحق الأسرى
  • قطعة من جهنم.. هكذا يعمق الاحتلال عذابات الأسرى في رمضان
  • استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال جراء التعذيب
  • استشهاد الأسير خالد عبد الله من مخيم جنين في سجون الاحتلال
  • صفقة طوفان الأحرار.. ثلاثية متكاملة تصنع الإنجاز
  • نائل البرغوثي.. عميد الأسرى الفلسطينيين حراً بعد 45 عاماً
  • تظاهرات حاشدة في إسرائيل.. مطالب باستكمال صفقة الأسرى
  • جامعة إيطالية تمنع عقد ندوة حول كتاب يحيى السنوار الشوك والقرنفل