الجديد برس:

نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن رئيس المجلس الاستيطاني في مستوطنة “نهاريا”، رونين مارلي، تأكيده أن وابل الصواريخ والطائرات المسيّرة في الشمال، يُعد “أكبر كارثة عرفتها إسرائيل منذ قيامها”.

وفي مقابلة إذاعية، قال مارلي، “هذا الروتين المجنون مستمر، وأنا أعتقد أن البلاد في طريقها لخسارة الجليل”، مضيفاً “إذا لم تقم بعمل، سنخسر الجليل، سواء على مستوى إعادة المستوطنين إلى منازلهم أو على مستوى الأمن”، قبل أن يؤكد “لا يمكنك الاستمرار في العيش هكذا”.

وأضاف مارلي “بصفتي رئيساً لبلدية نهاريا لا يمكنني الشكوى، ما زلنا على قيد الحياة، ولكن بطريقة مجنونة”.

بدوره، رئيس المجلس الاستيطاني في “مرغليوت”، إيتان دافيدي، أكد أن “من يدير الحدث هنا هو نصر الله ونحن نلتزم بالوتيرة التي يحددها لنا”، مضيفاً “هو يطلق النار، ونحن حينها نطلق النار، وإذا لم يفعل لا نطلق النار”.

وفي مقابلة مع القناة “الـ14” الإسرائيلية رأى دافيدي أن إطلاق النار على مرغليوت أصبح أمراً روتينياً، وأن الجيش الإسرائيلي لا يدير الحدث بقرار من “الكابينت” والحكومة الإسرائيلية، و”يترك حزب الله يفعل ما يريد”.

في هذا السياق، أتى التقرير الميداني الذي أعدته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، بعد زيارتها 10 مستوطنات على طول الحدود مع لبنان، تحت عنوان  “يخسرون الشمال”، لتخلص أن المستوطنات بمثابة أرض مهجورة منذ 9 أشهر، وأن التحرك على طول الحدود يبدو كعودة بالزمن، و”يذكّر بحرب لبنان الثانية، وربما حتى الأولى”.

ونقلت “هآرتس” عن عضو في “مجموعة التأهب” في مستوطنة “كفر جلعادي”، قوله إن الطريق من مفترق “كفر جلعادي” إلى “المطلة” مرئي تماماً من لبنان، و”الهدف” المتحرك على الطريق مكشوف كلياً، مشيراً إلى أن الأمر “مثل روليت روسية تصبح خطيرة كلما توجهنا شمالاً”، قبل أن يضيف “من هذه اللحظة مصيرك مرهون بقرار نصر الله”.

وأضاف المصدر لـ”هآرتس”: “إذا أخطأت القذيفة المدفعية السيارة المتحركة هناك، ستؤدي غالباً إلى حرائق تلتهم دونمات من المحميات. هذا روتين”.

وشبّهت الصحيفة مستوطنة “المطلة” بـ”شبه جزيرة محاطة بلبنان من 3 جهات هي الشمال والشرق والغرب”، معتبرةً أنها حظيت خلال هذه الحرب بتوصيف مريب، بأنها المستوطنة الحدودية التي تلقت الضرر الأكبر.

وبحسب معطيات المجلس المحلي، فمن أصل ما يقارب 600 وحدة سكنية في “المطلة”، تضررت قرابة الأربعين وحدة بنيران الصواريخ “ضد الدروع”، فضلاً عن مئتي وحدة إضافية تضررت من جراء الشظايا والعصف.

“كريات شمونة”.. مدينة أشباح لا تغادرها رائحة الحرائق

“شهرٌ مرّ تقريباً منذ أن التهمت نيران ضخمة 8 آلاف دونم في سلسلة جبال راميم، لكن رائحة الحرائق لا زالت تنبعث في الجو، وتأبى مغادرة كريات شمونة الواقعة على سفوحها”. بهذه العبارات افتتحت الصحيفة حديثها عن المستوطنة التي تحولت إلى “مدينة أشباح”، مشيرةً إلى إطفاء إشارات السير لتمكين السائقين من المسارعة في الفرار والاختباء فور تشغيل صفارات الإنذار.

وتوقفت الصحيفة عند تضرر مقر غرفة العمليات البلدية، التي تنطلق منها “مجموعة التأهب” إلى أماكن سقوط القذائف، بصاروخ “كاتيوشا” في حرب لبنان الأولى، مشككةً بإمكانية ترميمها قريباً.

ولفتت الصحيفة إلى أن تصنيف “كريات شمونة” كمستوطنة غير حدودية، لم يعفها من استهدافها بالصواريخ، متحدثةً عن 700 قذيفة صاروخية، ألحقت أضراراً بما يقارب 1000 بيت وشقة ومركبة.

وأشارت “هآرتس” إلى أن المركز التجاري الذي يتواجد الجيش الإسرائيلي في ساحته، يبدو كما لو أن الزمن توقف عنده، حيث تتطاير أكوام من الأوراق اليابسة في كل مكان، بينما الجدران تقشرت والمتاجر أغلقت، وحتى صالون الحلاقة مغلق.

وتوقفت الصحيفة بسخرية عند نمو النباتات في المساحات المفتوحة إلى حد خروجها عن السيطرة، معتبرةً أن “الطبيعة وحدها مزدهرة هنا”، ولافتة إلى التغيير الذي طرأ حتى على الأنهار، حيث تتواجد أسماك بلطي ضخمة لم يصطدها أحد منذ 8 أشهر.

إيغور أبراموفيتش، الذي كان مسؤولاً عن تأجير الشقق في “المنارة”، صار مسؤولاً عن توثيق الأضرار التي لحقت بالممتلكات، بحسب الصحيفة، وقد تحدث لها عن تضرر 70% من المنازل السكنية (أكثر من 110 منازل)، مؤكداً أنه “حتى المباني الحكومية لم تسلم على الإطلاق”.

أما عضو المجلس الاستيطاني في “المنارة”، موتي شاي، فقد تحدث عن وحدة سكنية متضررة بشكل كبير، لافتاً إلى أن صاحبها توفي قبل اندلاع الحرب بفترة بسيطة، فوفّر على نفسه ألم النزوح، أما زوجته، راحال رابين، البالغة من العمر 100 عام، والتي شاركت في تأسيس المستوطنة، فهي في دارٍ للعجزة في مستوطنة أخرى غير حدودية، و”لا أحد يعرف إذا كانت ستعود إلى هنا”.

“منذ وقت طويل لم تصل إلى المالكية سيارات إطفاء، ولكن ألسنة اللهب مستعرة هنا بوفرة”، قال مدير مجتمع مستوطنة “المالكية”، وعضو “مجموعة التأهب” فيها، إيتي كرويز، للصحيفة، مضيفاً “نحن نطفئ كل ما يحيط بنا”.

وسخر كرويز من عدم قدوم رجال الإطفاء إلا في حال وجود خشية على حياة الإنسان، قائلاً “إذا أُصبنا أثناء الإطفاء سيتوجب عليهم المجيء”.

وأقر كرويز بأن المستوطنة تحولت إلى “ميدان رماية بلا توقف”، مؤكداً أنه “قد يسقط صاروخ هنا في كل ثانية”، ومتحدثاً عن تضرر 30 منزلاً، وعن حرائق في الأحراش، ومعتبراً أن ما يظهر في الطريق إلى المستوطنة من أضرار لحقت بها، هو بمثابة أرض محروقة ترافق القادمين إليها.

وتحدث كرويز بالتفصيل عن الأضرار الزراعية في مجتمع زراعي في الأصل، بدءاً من عثوره على حقيبة مدفع “ماغ” في بستان الكيوي، وهو ما يؤكد أن جيش الاحتلال يدير المعركة من داخل البساتين الخاصة، بحسب رأيه، إلى تعذر زراعة العنب المخطط زرعه، في وقته المحدد، إلى سياسة التعويض الرديئة التي تعتمدها الحكومة الإسرائيلية، قائلاً “سنعاني سنين طويلة إلى الأمام بسبب هذا، في النهاية هذه كانت حياتنا”.

“ذات مرة كانت هنا غابات، والآن فقط آثار الحرائق التي التهمت كل قطعة أرض خضراء”، هكذا وصفت الصحيفة المشهد في مستوطنة “أفيفيم” المنخفضة المستوى، والمكشوفة لقرية مارون الراس اللبنانية، مشيرةً إلى تضرر 60 منزلاً، من جراء القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للدروع.

وأكدت الصحيفة أن زيارتها إلى أفيفيم لم تكن ممكنة إلا في أيام عيد الأضحى، التي توقف فيها حزب الله عن إطلاق النيران، ناقلةً عن عضو “مجموعة التأهب”، يوسي بيتون، أن الأضرار شملت الوحدات السكنية والأراضي الزراعية والمداجن، أما معصرة “أفيفيم” التي أقيمت قبل عقود فلم يبقَ منها إلا هيكل معدني ذاب من جراء حرارة اللهب الذي سيطر عليه.

أما شمعون بيتون، رئيس المجلس الاستيطاني في “أفيفيم”، فقد قال “يتعذر علينا رؤية بشائر في الأفق. أشعر أنني عبء على الحكومة، لم يتعامل أي أحد معنا ولم يأتِ لرؤية ما يجري هنا”.

عضو “مجموعة التأهب” في مستوطنة “يرؤون”، تومار فسرمن، تحدث عن نسبة أقل من الأضرار ومن الإصابات المباشرة في المستوطنة، مقارنةً بمستوطنات أخرى، بسبب الكميات الهائلة من الأشجار التي تخفيها نسبياً عن بلدة مارون الراس، ولكن هذا لم يحل دون فراغ المستوطنة من سكانها.

وقال فسرمن لصحيفة “هآرتس”، “في داخلي، أعرف أن المستوطنة لن تعود كما كانت من ذي قبل. بين الفينة والأخرى يتسنى لي البكاء ليلاً على حالنا”.

أحد مستوطني “دوفيف”، يسرائيل يكوتي، قال للصحيفة الإسرائيلية، “نخسر الشمال، ذات مرة احتضر، واليوم مات.. من الذين سيأتون إلى هنا؟ حتى الأموات لن يأتوا ليُدفنوا هنا”.

وقال يكوتي إن الصواريخ انتزعت الأشجار، كأنه لم يبق منها شيء، مؤكداً أن الأمر سوف يستغرق كثيراً من الوقت حتى تنمو هذه الأشجار مرة أخرى”.

من فناء منزل يكوتي يمكن رؤية جبل “ميرون” ووحدة المراقبة الجوية، وهي قاعدة سلاح الجو التي كانت هدفاً مركزياً لهجمات حزب الله في الفترة الأخيرة، ومقابل “دوفيف” تقع قرية يارون، التي تنطلق منها القذائف الصاروخية والصواريخ ضد الدروع باتجاه المستوطنة.

بدوره، مربي الدواجن شلومي يكوتي، قال للصحيفة إنه مضطر لتحمل المخاطرة يومياً والقدوم إلى “دوفيف”، موضحاً “ندخل إلى أقفاص الدواجن الخاصة بنا مثل اللصوص”، ومضيفاً “لو أننا، مستوطنات خط المواجهة، لا نعمل، ولا نسوق هذا الناتج إلى إسرائيل، لن يكون هناك أي شيء”.

“فطور قائد السرية ثمنه صاروخ بركان”

أكد أحد مستوطني “شتولا”، أنّ قائد السرية التي تتموضع في المستوطنة طلب منه بيضاً للفطور في اتصال هاتفي، وفي اللحظة التي خرج فيها من خم الدجاج وبيده البيض، أصاب الخمَّ صاروخ “بركان” أدى إلى بقائه في المستشفى 4 أيام لتلقي العلاج.

وأكد حتان أن “لا أحد يريد العمل هنا، لا مقاولون، لا مخمنو ضرائب، ولا حتى ضريبة الأملاك، كلهم يخافون”، مؤكداً أنه يبحث منذ أشهر عن مسكن بين الناصرة ونهاريا، ومقراً أنه “ولو نفذوا اتفاقًا فلن أعود.. رغم أنه ليس لي مكان أذهب إليه”.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى تعرض 12 منزلاً في المستوطنة لإصابات مباشرة، وحوالي 30 منزلاً إضافياً لإصابات غير مباشرة.

المستوطنة أورا حتان، أكدت للصحيفة أنها المرأة الوحيدة التي بقيت في المستوطنة، وأنها تطبخ للجنود ولكنهم لا يأكلون في منزلها كي لا يتحول إلى هدف لحزب الله، مؤكدةًَ أن الحزب يهدف لإفراغ الجليل ولكنه لا يستهدف سوى الجنود.

“زرعيت جنة عدن الشمال”!

“هي جنة عدن الشمال ولكن ليس حالياً”، قالت الصحيفة الإسرائيلية متحدثةً عن مستوطنة “زرعيت”، مؤكدةً أن الأنظار مسلطة حالياً على رامية ومروحين، حيث تنطلق الصواريخ باتجاه “زرعيت”، والتي أدت حتى الآن إلى إصابة 30 منزلاً في المستوطنة بالقذائف الصاروخية، وانتشار الدمار الهائل فيها.

أحد مؤسسي المستوطنة، قال للصحيفة، بينما يتنقل على جرار صغير داخل المستوطنة، ويمر بين المنازل مخمناً الأضرار، إن “رؤية البيوت على هذه الحالة تدمي القلب، سنة تقريبا والحدائق لم تمس”، مطالباً بشن “هجمة واسعة في لبنان وقطع المكالمات الهاتفية مع الولايات المتحدة وأوروبا لمدة شهر أو شهرين”.

في مستوطنة “عرب العرامشة”، أشارت الصحيفة إلى أن “صافرات الإنذار التي تشغل مراراً وتكراراً تدلل على حجم الخطر”، متحدثةً عن نحو 120 منزلاً أصيبت بشكل مباشر وغير مباشر. “لا توجد حياة طبيعية هنا” يقول أحد المستوطنين الذين انتقلوا إلى مستوطنة “فرديم”، مشيراً إلى الحادثة التي أدت إلى مقتل جندي وإصابة 13 آخرين في المستوطنة.

وتابع المستوطن أنه لم يعد مهتماً بما سيقوم به في المستقبل، ولا يعنيه الاستثمار، بل يريد فقط “العيش من دون حصول أي شيء”.

وأكدت الصحيفة أن أضرار الحرب تبدو واضحة جداً أثناء الخروج من عرب العرامشة، كما عند الخروج من كافة المستوطنات، معتبرةً أن “الغرف المحصنة على طول الطريق تشير إلى حرب ستندلع، ولكن رؤية الغابات وقد تحولت إلى عود ثقاب عاري تشير إلى أن الحرب اندلعت فعلاً”، وكذلك “رائحة الحري التي لا تمضي”، خاتمةً بعبارة “فقدنا الأمل.. ما كان يبدو أنه لا يمكن إعادته”.

المصدر: الميادين نت

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فی المستوطنة فی مستوطنة إلى أن

إقرأ أيضاً:

استعدادات إسرائيلية في أعماق الأرض للحرب المحتملة مع حزب الله

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرًا تناولت فيه استعدادات الاحتلال الإسرائيلي لحرب محتملة مع حزب الله؛ حيث تتوقع تل أبيب يوميًا وابلًا من 4,000 صاروخ وآلاف الإصابات في حال اندلاع هذه الحرب، ما قد يتجاوز تأثير حرب غزة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مجمع رمبام للرعاية الصحية يعالج جرحى القتال في غزة فوق الأرض، بينما يستعد المستشفى الرائد في شمال إسرائيل، تحت الأرض، لما يمكن أن يكون الحرب القادمة في البلاد؛ أي الصراع الشامل مع حزب الله.

وذكرت الصحيفة أن أربع غرف عمليات، وجناح للولادة ومركز لغسيل الكلى هي من بين المرافق التي أقامها المستشفى في ثلاثة طوابق تحت الأرض في مرآب السيارات تحت الأرض، كجزء من خطته لمواصلة العمل إذا تصاعد تبادل إطلاق النار اليومي بين إسرائيل والجماعة التي تصنفها الولايات المتحدة الأمريكية جماعة إرهابية عبر الحدود مع لبنان.

وأضافت الصحيفة أن أسرّة المستشفى وضعت بجانب خطوط الأكسجين والشفط المدمجة داخل جدران موقف السيارات، وتكدست الأدوية على رفوف قابلة للدحرجة وتم تعليق قنوات التهوية من السقف. ويتدرب الأطباء على إخلاء عنابرهم إلى مرآب السيارات، استعدادًا لنقل العمليات تحت الأرض في غضون ثماني ساعات والاستعداد لاستقبال مرضى جدد.



ونقلت الصحيفة عن الدكتور مايكل هالبرثال، مدير المستشفى، قوله: "نتوقع أن يكون لدينا آلاف المصابين هنا. وهذا ما نحن نستعد له".

وأوضحت الصحيفة أن مراكز الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ والسكان في جميع أنحاء إسرائيل يستعدون لحرب قد تفوق بكثير أضرار الصراع مع حماس. فحزب الله أفضل تدريبًا وأكثر تسليحًا، ولديه مخزون صاروخي يقدره الخبراء بـ150 ألف قذيفة قادرة على حصار البلد بأكمله.

أفادت الصحيفة بأن الحركة قد بدأت في مهاجمة إسرائيل في اليوم التالي لهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر التي قادتها حماس وخلفت 1200 قتيل، وتقول إنها لن تتوقف حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وقد أدى القتال إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من كلا الجانبين. وتهدد إسرائيل بحرب شاملة إذا لزم الأمر لتأمين حدودها الشمالية وإعادة الناس إلى منازلهم.

وفي حال حدوث ذلك؛ تتوقع سلطات الطوارئ والبلدية الإسرائيلية أن تنهمر 4000 قذيفة وصاروخ كل يوم، مما قد يشبع الدفاعات الجوية على الأرجح. وقد يصل عدد الإصابات اليومية إلى الآلاف. ومن المحتمل أن تندلع مئات الحرائق والدمار الواسع النطاق للبنية التحتية العامة والمنازل الخاصة، وكل ذلك يستنزف موارد فرق الاستجابة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه يمكن أن يكون الدمار في لبنان واسع النطاق. فقد أدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى تدمير أكثر من نصف مباني القطاع، وفقًا لتقديرات حديثة تستند إلى بيانات الأقمار الصناعية، كما خلّف أكثر من 38,000 قتيل، بحسب السلطات الصحية في غزة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، في كانون الثاني/ يناير إن الجيش الإسرائيلي يمكن أن "ينسخ" ما حدث في غزة إلى بيروت إذا ما دفعه حزب الله.



وقالت الصحيفة إن جمعيات أصحاب المنازل في جميع أنحاء إسرائيل تقوم بإخلاء الملاجئ المتربة في المباني السكنية، وإصلاح السباكة وتخزين المياه والإمدادات للاستعداد للإقامة الطويلة تحت الأرض. ويحتفظ البعض في تل أبيب بأكياس من المستلزمات الأساسية معبأة عند الباب. ويتم تعزيز طواقم الطوارئ، ويتم تأمين الإمدادات من الضروريات مثل الدم.

وذكرت الصحيفة أن هالبرثال قاد عملية الفرز في رمبام خلال حرب إسرائيل الأخيرة مع حزب الله، وهي حرب استمرت 34 يومًا في سنة 2006، عندما اهتز المستشفى مع سقوط حوالي 70 صاروخًا في مكان قريب. ودفعت تلك التجربة المستشفى إلى بناء المنشأة تحت الأرض، والتي تدعي أنها أكثر المنشآت الطبية تحصينًا في العالم.

ونقلت الصحيفة عن هالبرثال قوله إن وزارة الصحة الإسرائيلية طلبت من مستشفى رمبام الاستعداد لزيادة طاقته الاستيعابية بنسبة 40 بالمائة إذا اتسع نطاق القتال، مضيفًا: "السيناريو المرجعي لدينا هو حرب مدتها 60 يومًا على الأقل مع سقوط صواريخ قوية جدًا حولنا كل أربع دقائق".

وأضافت الصحيفة أن إيلي بن، المدير العام لمنظمة "ماغن دافيد أدوم"، المنظمة غير الربحية التي تدير الاستجابة الطبية الطارئة في إسرائيل، يقوم بتخزين الإمدادات على مدى الأشهر القليلة الماضية في منشأة تحت الأرض جنوب تل أبيب.

وتقوم الرافعات بنقل البضائع، المتكونة من الضمادات الميدانية والمحاقن والأدوية، إلى صفوف من الأرفف متعددة الطوابق في المستودع. ويمتلئ موقف السيارات ببعض من سيارات الإسعاف البالغ عددها 200 سيارة، كما يقول بن، أضافتها منظمة "نجمة داود الحمراء" إلى أسطولها منذ بدء الحرب في غزة. ومن المفترض أن تكون إحدى الشاحنات المجهزة بطبق استقبال الأقمار الصناعية بمثابة محطة طبية متنقلة في حالة توقفت المنشأة عن العمل. وتقف السيارة بجوار خيمة صفراء كبيرة يمكن استخدامها كمستشفى ميداني مؤقت.

وقال بن: "نحن نعلم ونتوقع أن ما حدث في الجنوب ليس سوى مقطع ترويجي لما سيحدث في الشمال".

ووفق الصحيفة؛ تدير منظمة "نجمة داود الحمراء" أيضًا بنك الدم الوطني الإسرائيلي، والذي نقلته مركزيًا إلى تحت الأرض في تشرين الأول/ أكتوبر، لحمايته من الهجمات. وكانت المنشأة تعالج 1500 وحدة دم يوميًّا في ذروة الحرب الحالية. ويتم تدوير بعض هذه الوحدات من خلال احتياطي الدم الإستراتيجي في إسرائيل، والذي تحرسه منظمة نجمة داود الحمراء في قبو مبرد مراقب عن كثب، يقع على على ثلاثة طوابق تحت الأرض.

وتقوم منظمة نجمة داود الحمراء، التي قُتل موظفوها خلال هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بتجهيز المستجيبين الأوائل المحليين ليكونوا جاهزين في البلدات الصغيرة في إسرائيل، بدءاً بتلك الأقرب إلى لبنان.

ونقلت الصحيفة عن الضابط الكبير كفير بيبيتكو، المسؤول عن عمليات مكافحة الحرائق الوطنية، قوله إن خدمات الإنقاذ ومكافحة الحريق الإسرائيلية تقوم بتدريب أكثر من 150 فريق استجابة مدني في المجتمعات الواقعة على بعد 18 ميلاً من حدود إسرائيل مع لبنان.

وقد تم تجهيز الفرق بمركبات صغيرة لمكافحة الحرائق صالحة لجميع التضاريس، مما يسمح لهم بالتحرك بسرعة عبر الأراضي الزراعية في المنطقة، وقد تسببت الغارات الجوية التي شنها حزب الله في اندلاع أكثر من 100 حريق في شمال إسرائيل، بما في ذلك حريق في حزيران/ يونيو استمر لعدة أيام.



وقال بيبيتكو: "نحن نواجه صعوبة في الوصول إلى المناطق القريبة من الحدود، لأنهم يطلقون النار عليهم".

في يوم صافٍ في حيفا، على بعد حوالي 20 ميلاً من الحدود اللبنانية، يرى يائير زيلبرمان بلدة روش هانيكرا الحدودية الإسرائيلية المدمرة من نافذة مكتبه. وقال زيلبرمان، الذي يشرف على استعداد المدينة للطوارئ، إن القتال قد يصل إلى حيفا في أي لحظة.

وبينت الصحيفة أن المدينة تستعد لقصف أكثر كثافة مما شهدته في سنة 2006، على الرغم من إدخال نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي القبة الحديدية منذ انتهاء تلك الحرب. وقال زيلبرمان إنه في ذلك الصراع الذي دام شهرا، تم استهداف حيفا بحوالي 100 صاروخ.

وأضاف: "استهدفت المدينة بثلاثة صواريخ في اليوم. وهي لا شيء مقارنة بما يتحدثون عنه الآن".

ومنذ تشرين الأول/أكتوبر؛ أنشأ فريق زيلبرمان أكثر من 100 ملجأ عام جديد، وزودها بالمولدات الكهربائية وإمكانية الوصول إلى الإنترنت، كل ذلك استعدادًا للتصعيد مع حزب الله. وهذا لا يزال يترك الآلاف من سكان حيفا البالغ عددهم 300 ألف نسمة دون الحصول على مأوى مناسب.

ولفتت الصحيفة إلى أن حيفا تعد موطنًا لبنية تحتية كبيرة لمصفاة النفط، حيث تحتوي على صهاريج من البنزين والنفط والمواد الكيميائية والمواد الخطرة. وقد طلبت المدينة من الحكومة الإسرائيلية نقل المنشآت وهي تفكر في اللجوء إلى المحكمة، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يساعد ذلك في هذا الصراع.

بعد حرب سنة 2006، نجحت حيفا في شن معركة لنقل حوالي 12 ألف طن من الأمونيا شديدة السمية، كما قال يونا ياهاف، رئيس بلدية حيفا. وأضاف أن التسرب الناجم عن ضربة جوية أو حطام كان من الممكن أن يؤدي إلى مقتل آلاف المدنيين.

وتم إخلاء البلدات القريبة من الحدود الإسرائيلية مع لبنان، وتحول بعضها إلى أنقاض بسبب القصف المستمر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتعرض لضغوط لحل الوضع. وترى العائلات النازحة أن العام الدراسي الذي يبدأ في الأول من أيلول/ سبتمبر يمثل علامة مهمة. وفي الوقت نفسه، تشعر السلطات بالقلق من أن إسرائيل وحزب الله يقفان على مسافة واحدة من التصعيد.

وقال بن، من منظمة "نجمة داود الحمراء"، إن "ما يقلقنا ويحرمنا النوم هو السيناريو الذي يرتكب فيه خطأ من جانب واحد. من يرمي عود ثقاب في الملعب ويشعله، فمن المرجح أن يشعل النار في الشرق الأوسط بأكمله".

مقالات مشابهة

  • مأزق “إسرائيل” يتوسع بعد هجومها المباشر على اليمن
  • خبير سعودي: كارثة وشيكة في اليمن أكبر مما حصل في غزة والسودان.. والسعودية تتدخل
  • استعدادات إسرائيلية في أعماق الأرض للحرب المحتملة مع حزب الله
  • المقاومة اللبنانية تستهدف للمرة الاولى مستوطنة “دفنا” بعشرات صواريخ الكاتيوشا
  • عبرت 3 دول .. تفاصيل جديدة حول رحلة المسيّرة “يافا” / صورة
  • “العدل الدولية” تدعو إلى إخلاء المستوطنات الإسرائيلية
  • المقاومة الإسلامية تستهدف مستوطنة “أبيريم” شمال فلسطين المحتلة
  • “حزب الله” يعلن استهداف مستوطنة أبيريم للمرة الأولى
  • هجمات الحوثيين تثير المخاوف في “إسرائيل”: توسيع ميناء إيلات النفطي يهدد بكارثة بيئية
  • انهيار اقتصادي يهدد “إسرائيل”: تداعيات كارثية للحصار اليمني على ميناء “إيلات”