صحيفة البلاد:
2025-02-12@01:37:08 GMT

والدي

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

والدي

لئن كان حليب الأم غذاء للعظام والعضلات والأعصاب والدورة الدموية ، فإن ثقافة الأب وتربيته وتجاربه كنز من المعرفة ليس من السهل العثور عليه. ولقد كنت مبهورا بثقافة والدي الواسعة رغم أنه لم يدخل جامعة. وقد علمني بنفسه القرآن الكريم. لم يترك ذلك لأحد سواه. وكتب لي نسبي. وكان دائما يردِّد الهمة اسم الله الأعظم.

وممّا سمعت منه أن البيت هو أول ما تكسبه وآخر ما تبيعه. وقدمت هذه النصيحة لأخ مصري. فقد كان ينوي شراء سيارة، لكن سماعه لنصيحة أبي حلت مشكلته في بلده. فهو يشكرني عليها طيلة عمره.

ومن القصص الكثيرة التي حكاها لي والدي ، قال:
رأى أنصار الإمام علي وخاصة أهله أن يحملوا الجثمان الشريف على جمل ليلاً ويتركوا الجمل يسير وحده إلى حيث يأذن الله أن يحط رحاله. فلا يعلم أحد أين دفن احتراساً من الأعداء أن ينبشوا قبره. وإلى اليوم لم يعرف الفتى المبهور مصدر هذه القصة.
وحين كان ساكناً في حي البغدادية بجدة ،التزم المسجد القريب من سكنه يحفظ فيه القرآن وحده وهو قريب من الخمسين من عمره. وقد رأيته أكثر من مرة يدور في المسجد بعد العصر وحيداً ويدندن بحفظه من الكتاب الكريم. وبعد المغرب ربما ألقى درساً في الدعوة إلى الله.

وفد قال لي صديقه المرحوم الحبيب محمد بن عبد الله المحضار: لوالدك خاصية عجيبة وهي أنه يستحضر من صدره آية قرآنية ثم يقرأ لك ما بعدها وأيضا ما قبلها. يقصد أن الحفَّاظ يسهل عليهم قراءة الآية وما بعدها. أما إذا قلت للحافظ :هات ما قبلها ،فإنه يحتاج أن يرجع لأول السورة.

وفي تطبيق علم الهمة ،فإن أبي قد حج أكثر من ثلاثين مرة ، أما العمرة فحدث ولا حرج. فقد كان يتوجه بسيارة تاكسي كل جمعة صباحاً من جدة إلى الحرم المكي ويعتمر ويصلي الجمعة ثم يعود إلى جدة قبيل العصر.
وقد تعلم والدي من أبيه قوله: إذا طلب منك أحد حاجة ما ،فاجعلها نصب عينيك. لا تسوِّف ولا تتلكأ.

وكان والدي لا يترك صلاة الجماعة في المسجد في شبابه وحتى بعد أن وصل إلى السبعين من عمره. وكان يلبس لكل صلاة أجمل الثياب ويتطيّب وكأنه ذاهب إلى حفل. وهي خصلة ورثها عن أبيه عن أسلافه حتى جده الأعلى علي بن أبي طالب عليه السلام.
وفي الأدب ،كان والدي كثير المطالعة لديوان المتنبي وكتاب نهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي من كلام الإمام علي عليه السلام. وكان إذا حضر درسا من الدروس واحتاج طلبة العلم إلى استذكار بيت شعر، قال العلامة عبد القادر السقاف اسألوا علي بن حسن.
إنني عاجز عن مكافأته وتعبه عليّ(1343-1418ه). اللهم ارفع درجته وأحبابه في رياض الجنة. الفاتحة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الأنسجة الرخوة تكشف أسرار بليزوصور جوراسي عمره 183 مليون سنة

في دراسة رائدة، حلل باحثون من جامعة لوند في السويد، لأول مرة، الأنسجة الرخوة من أحفورة بليزوصور عمرها 183 مليون سنة، في كشف يوفر بيانات غير مسبوقة في التشريح الخارجي وعلم الأحياء الخاص بهذه الزواحف البحرية القديمة.

كانت البليزوصورات زواحف بحرية طويلة العنق، سكنت محيطات الأرض خلال العصر الوسيط، منذ ما يقارب من 203 إلى 66 مليون سنة، وقد وصل طولها إلى 12 مترا، وكانت تتغذى بشكل أساسي على الأسماك، وتتنقل عبر الماء باستخدام 4 زعانف تشبه المجاذيف، على غرار حركة السلاحف البحرية الحديثة.

وعلى الرغم من انتشارها في السجل الأحفوري، فإن التفاصيل عن سماتها الخارجية ظلت بعيدة المنال، فنادرا ما تتحجر الأنسجة الرخوة لأنها تتحلل بسرعة، ولا تترك وراءها سوى العظام. ومع ذلك، اكتشف العلماء جلدا وخلايا محفوظة جيدًا بشكل استثنائي في هذه الحالة.

الهيكل العظمي للبليزوصور الجديد في متحف أورفيلت هوف في منطقة هولزمان في ألمانيا (كلاوس نيلكينز) سمات غير مسبوقة

وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية "كارنت بيولوجي"، تم اكتشاف الأحفورة المعنية بالقرب من منطقة هولزمادن في ألمانيا، وهو موقع مشهور بحفظه الاستثنائي للأحافير، وقد ساعدت النتائج في إعادة بناء أكثر دقة لحياة البليزوصورات، وهو أمر كان صعبا للغاية منذ دراستها لأول مرة منذ أكثر من 200 عام.

واستخدم فريق البحث مجموعة متنوعة من التقنيات التحليلية لفحص الأنسجة الرخوة، مما أدى إلى العديد من النتائج المهمة، حيث كشف التحليل عن مزيج من الجلد الأملس في منطقة الذيل والقشور على طول الحواف الخلفية للزعانف.

وبحسب الدراسة، تشير هذه التركيبة الفسيفسائية إلى تكيفات تشريحية تفيد في السباحة السريعة والحركة على طول قيعان البحر الخشنة.

إعلان

ويتوقع العلماء أن وجود الجلد الأملس يقلل من السحب، مما يسهل السباحة الفعالة، في حين أن الزعانف ذات القشور ربما وفرت الحماية والدعم الهيكلي أثناء الحركة.

مثل الزواحف الحديثة

وتوضح الدراسة أن الجمع بين الجلد الأملس والمتقشر ربما لعب دورا مهما في تنظيم درجة حرارة الجسم، وهو عامل حاسم للزواحف البحرية.

وقد تمكن الباحثون من ملاحظة انطباعات خلايا جلدية فعلية تحت المجهر، بما في ذلك الخلايا الكيراتينية (الخلايا التي تشكل طبقات الجلد)، كما عثر الباحثون على بقع داكنة (ميلانوزومات).

ويشير ذلك إلى أن البليزوصور كان لديه تصبغ، ربما للتمويه أو الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وقد وجد الباحثون أن ذلك يتشابه مع الزواحف البحرية الحديثة مثل التمساح والسلاحف، والتي تمتلك توزيعا مماثلا للصبغة، بحسب بيان صحفي رسمي من جامعة لوند.

مقالات مشابهة

  • الأنسجة الرخوة تكشف أسرار بليزوصور جوراسي عمره 183 مليون سنة
  • رودريغو : والدي له الحق في الرد والتصرف في عروض دوري روشن
  • يُشبه والدي.. ملك أحمد زاهر تكشف عن صفات شريك حياتها المستقبلي
  • العثور على جثة مجهولة الهوية في ترعة بالدقهلية
  • ثانوية العقيدة.. طراز معماري عمره 100 عام ما يزال يتوسط بغداد (صور)
  • ملك أحمد زاهر: والدتي ساعدتني في شخصيتي بمسلسل سيد الناس.. وهذه نصائح والدي لي (خاص)
  • أبو الحجاج الاقصري.. شيخ الزمان وصاحب البركات وأبو المعارف المأثورة
  • الحرب تشتعل| وكيل كولر يهاجم خالد الجوادي: سرَّب أخبار الفريق وكان عايز ياخد صلاحيات مدير الكرة
  • ما الحكمة الشرعية  من تحويل القبلة من المسجد الاقصى إلى الكعبة المشرّفة؟
  • القصة والحكمة من تحويل القبلة في منتصف شعبان