صحيفة البلاد:
2025-02-17@02:49:02 GMT

الحاضر الغائب

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

الحاضر الغائب

يُعدّ وجود الاشخاص في محيط أو مكان ما ،حضوراً حيث انهم حاضرون في هذا المكان الذي يتكون منهم و من أفراد آخرين ، وقد يكون هدا المحيط محيطاً خاصا بالفرد كعائلته ،ومحيطاً عاما كالمجتمعين اللذين يعيش فيهما الفرد او يعمل فيهما ويتم تقييم حضور الفرد بنشاطه و تحركاته استنادًا إلى قانون نيوتن الذي ينصّ على أن الجسم الساكن يبقى ساكناً مالم تحركه قوة ما.

ويتحرك الأشخاص في محيطهم صعودًا و نزولاً، و يعود ذلك إلى طبيعة الحياة اليومية، فالحياة برمتها غير ثابته ،والظروف تتغير بشكل مستمر مشكًلةً تحديثات في شخصية الفرد و طرق التعامل و التواصل و التفكير البنّاء و بناء الشخصية الذاتيه من خلال التطور المستمر ، والذي يكمن تحديدًا في الابتكار وحل المشكلات و مجابهتها .

و يعيش الفرد في مجتمع ،وكما نعلم أن نجاح هذا المجتمع يرتبط بشكل كبير بنجاح الفرد، ولكن ماذا لو أن هذا الفرد في مجتمعه حاضرًا يُرى باللعين و لكنه غائباً تمامًا عن هذا الحضور و يلتزم الصمت على الدوام بالرغم من تمتعته بمهارات عالية إلا أنه لا يستغلها في اصلاح ذاته و لا مجتمعه ؟

ويظل غائباً حاضًراً ،فلا يقدم الدعم لمن يحتاجه، و يحتفظ بالكلمات و التي من شأنها أن تساعد الآخرين على النجاح و تجاوز العقبات، ولا يستمع إليهم أبدًا مع امتلاكه الوقت الكافي لذلك ،ويعرض عن تقديم النصح لمن يحتاجونه، و قد تعود الأسباب إلى عدم الرغبة في العطاء و التواصل مع الافتقار إلى روح المبادرة، و الاعتقاد بأن مشكلات الآخرين لا تخصه اطلاقًا،

و من المؤسف أن يكتفي بعض الأفراد بحضورهم الصورية فقط دون أن يكون لديهم أي دور في أي موقف أو مشكلة تواجه محيطه الداخلي او الخارجي. على الفرد أن يتخلّص من هذه الفكرة ،حيث ان وجوده مهم جداً بالنسبة للآخرين ،وأن يحاول ذاته حتّى يستطيع أن يزرع املًا فيمن غلبه اليأس ،وأن يعطي نصحًا لتائه، وأن يدعم الآخرين بشكل إيجابي ليحقِّق غايات النفس البشرية في العطاء و الإنسانية.

fatimah_nahar@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

تونس.. معرض القرآن في عيون الآخرين يستكشف التبادل الثقافي بين الإسلام وأوروبا

افتُتح في دار الكتب الوطنية التونسية معرض "القرآن في عيون الآخرين"، الذي يستمر حتى 30 أبريل/نيسان المقبل، بمشاركة المعهد الوطني للتراث ومعهد البحوث المغاربية المعاصرة. يهدف المعرض إلى استكشاف تأثير القرآن الكريم في الفكر الفلسفي والديني والثقافي الأوروبي منذ العصور الوسطى، بعرض أكثر من 80 مخطوطة ووثيقة نادرة، بعضها من مقتنيات مؤسسات تونسية وأخرى من متاحف عالمية.

ويقدم المعرض منظورًا جديدًا في كيفية تناول القرآن في السياقات الأوروبية، سواء من دراسته أكاديميًا أو تداوله ضمن دوائر النقاش الثقافي والفكري. ويعتمد في عرضه على تقنيات حديثة، بما فيها الشاشات التفاعلية والخرائط الرقمية ومقاطع الفيديو، مما يضفي على التجربة بعدًا بصريًا وتاريخيًا غنيًا.

وقال مدير دار الكتب الوطنية، خالد كشير، لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، إن المعرض يحمل رسالة تتجاوز الحدود التقليدية بين الشرق والغرب، ويهدف إلى إبراز التلاقح الثقافي بين الإسلام وأوروبا، مؤكدًا أن هذا المشروع البحثي، الذي انطلق عام 2019 بتمويل من المجلس الأوروبي للبحث العلمي، يعدّ خطوة بارزة في دعم الاتحاد الأوروبي للمشاريع الثقافية.

مخطوطات نادرة

يكشف المعرض عن حركة انتقال المصاحف والمخطوطات الإسلامية بين المغرب العربي وأوروبا، ويعرض وثائق تاريخية تُسلّط الضوء على كيف كان القرآن محورًا للنقاشات الفكرية في أوروبا، سواء في العصور الوسطى أو الحديثة.

إعلان

وفي سياق متصل، أشار كشير إلى أن بعض المخطوطات الإسلامية نُهبت أثناء الغزو الإسباني لتونس عام 1535، الذي يعرف محليًا بـ"خطرة الأربعاء"، حيث هُربت مصاحف وكتب علمية كثيرة إلى أوروبا عبر شبكات التبادل الثقافي، لا سيما إلى إسبانيا وألمانيا وإيطاليا.

وأوضح أن بعض هذه المخطوطات، التي تتميز بزخرفتها الدقيقة وتذهيبها الفريد، انتقل لاحقًا إلى مجموعات خاصة ومتاحف مرموقة، حيث لم يُنظر إليها كنصوص دينية فقط، بل كأعمال فنية ذات قيمة تراثية عالية.

لا يقتصر المعرض على تقديم وثائق تاريخية، بل يسعى إلى إثارة تساؤلات أعمق عن مكانة القرآن في الثقافة الأوروبية، ودوره في النقاشات الفكرية والمناظرات الفلسفية التي شهدتها أوروبا، خاصة بعد انتشار ترجمات القرآن في العصر الحديث.

مقالات مشابهة

  • إحدى أزمات مسلسل ظلم المصطبة.. أضرار الانسياق وراء رغبات الآخرين وتوجهاتهم
  • فكرة يناقشها مسلسل ظلم المصطبة.. كيف تمنع الآخرين من فرض آرائهم عليك؟
  • حظك اليوم برج العذراء الاثنين 17 فبراير 2025.. تجنب انتقاد الآخرين
  • وليد صلاح يتغزل في إمام عاشور: يعيش واحدة من أحلى فتراته
  • بعضهم يعيش على الشاي والخبز.. صامدون بمخيمات الضفة رغم الاجتياحات
  • الإدارة السورية تتعهد بإنهاء حكم الفرد.. ماذا قال الشيباني؟
  • تونس.. معرض القرآن في عيون الآخرين يستكشف التبادل الثقافي بين الإسلام وأوروبا
  • 4 أبراج فلكية لا تتأقلم سريعا مع الآخرين.. تواجه معاناة شديدة
  • حفيدة زكي رستم: كان يعيش في شقته بعمارة يعقوبيان
  • فاطمة ناعوت: المؤمن الحقيقي يهتم بعلاقته مع الله.. ولا يحق لأحد التدخل في عقيدة الآخرين